قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" وأما لفظ " الذات " فإنها في اللغة تأنيث ذو وهذا اللفظ يستعمل مضافاً إلى أسماء الأجناس يتوصلون به إلى الوصف بذلك .
فيقال : شخص ذو علم وذو مال وشرف ويعني حقيقته ; أو عين أو نفس ذات علم وقدرة وسلطان ونحو ذلك .
وقد يضاف إلى الأعلام كقولهم ذو عمرو وذو الكلاع وقول عمر : الغني بلال وذووه.
فلما وجدوا الله قال في القرآن { تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك} وقوله{ويحذركم الله نفسه}و {كتب على نفسه الرحمة : وصفوها، فقالوا : نفس ذات علم وقدرة ورحمة ومشيئة ونحو ذلك ثم حذفوا الموصوف وعرفوا الصفة .
فقالوا : الذات: وهي كلمة مولدة ; ليست قديمة وقد وجدت في كلام النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لكن بمعنى آخر مثل قول خبيب الذي في صحيح البخاري :
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ ***** يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ.
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " { لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات كلهن في ذات الله } " وعن أبي ذر : كلنا أحمق في ذات الله . وفي قول بعضهم : أصبنا في ذات الله . والمعنى في جهة الله وناحيته ؛ أي لأجل الله ولابتغاء وجهه ؛ ليس المراد بذلك النفس".
" مجموع الفتاوى" ( 6/341).