قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة وما رووه من الحديث ووقفت من ذلك على ما شاء الله تعالى من الكتب الكبار والصغار أكثر من مائة تفسير فلم أجد - إلى ساعتي هذه - عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف ; بل عنهم من تقرير ذلك وتثبيته وبيان أن ذلك من صفات الله ما يخالف كلام المتأولين ما لا يحصيه إلا الله .
وكذلك فيما يذكرونه آثرين وذاكرين عنهم شيئا كثيرا .
وتمام هذا أني لم أجدهم تنازعوا إلا في مثل قوله تعالى :{يوم يكشف عن ساق} فروي عن ابن عباس وطائفة أن المراد به الشدة أن الله يكشف عن الشدة في الآخرة وعن أبي سعيد وطائفة أنهم عدوها في الصفات; للحديث الذي رواه أبو سعيد في" الصحيحين" .
ولا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصفات فإنه قال : {يوم يكشف عن ساق} نكرة في الإثبات لم يضفها إلى الله".
" مجموع الفتاوى" ( 6/394).