قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – بعد أن ذكر بعض النصوص الدالة على محبة الله لعباده :" وأمثال ذلك من النصوص وهذه المحبة على حقيقتها عند سلف الأمة وأئمتها ومشايخها وأول من أنكر حقيقتها شيخ الجهمية الجعد بن درهم فقتله خالد بن عبدالله القسرى بواسط يوم النحر وقال :"يا ايها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فانى مضح بالجعد بن درهم أنه زعم أن الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا" ثم نزل فذبحه.
فان هؤلاء أنكروا حقيقة الخلة لأن الخلة كالمحبة وانكروا حقيقة التكليم وجعلوا التكليم ما يخلقه فى بعض الاجسام أو هو من جنس الإلهام حتى ادعى طوائف منهم أن أحدنا قد يحصل له التكليم كما حصل لموسى عليه السلام بل سمع عين ما سمعه موسى والله تعالى قد بين اختصاص موسى بذلك عن سائر الانبياء فكيف عن سائر المؤمنين والأولياء".
" مجموع الفتاوى" ( 6/276-277).