قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" وأما زيادة العمل الصالح الذي على الجوارح ونقصانه فمتفق عليه وإن كان في دخوله في مطلق الإيمان نزاع وبعضه لفظي مع أن الذي عليه أئمة أهل السنة والحديث - وهو مذهب مالك والشافعي وغيرهم - أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص .
وأئمة المسلمين أهل المذاهب الأربعة وغيرهم - مع جميع الصحابة والتابعين لهم بإحسان - متفقون على أن المؤمن لا يكفر بمجرد الذنب كما تقوله الخوارج ؛ ولا يسلب جميع الإيمان كما تقوله المعتزلة ؛ لكن بعض الناس قال : إن إيمان الخلق مستو فلا يتفاضل إيمان أبي بكر وعمر وإيمان الفساق ؛ بناء على أن التصديق بالقلب واللسان أو بالقلب وذلك لا يتفاضل .
التقليد ويضعف لشبه المعاند العنيد وهذا أمر يجده من نفسه كل منصف رشيد . ولهذا كان المشايخ - أهل المعرفة والتحقيق السالكون إلى الله أقصد طريق - متفقين على الزيادة والنقصان في الإيمان والتصديق كما هو مذهب أهل السنة والحديث في القديم والحديث وهذه مسائل كبار لا يمكن فيها إلا الإطناب بمثل هذا الجواب .
" مجموع الفتاوى" ( 6/479-481)