الحَمدُ لِلَّهِ حَمدًا كَثيرًا طَيِّبًا مُبارَكًا فيهِ، أحمَدُهُ حَقَّ حَمدِهِ، لَهُ الحَمدُ في الأُولَى والآخرَةِ، ولَهُ الحُكمُ وإلَيْهِ تُرجَعونَ، وأشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ إلَهُ الأَوَّلينَ والآخِرينَ، لا إلهَ إلَّا هُوَ الرحمَنُ الرحيمُ، وأشهَدُ أنَّ مُحمدًا عَبدُ اللهِ ورَسولُهُ صَفيُّه وخَليلُه، خَيرتُه مِنْ خَلقِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلهِ وصَحبِهِ، بلَّغَ الرِّسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونَصحَ الأُمَّةَ، فصَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحبِه ومَنِ اتَّبعَ سُنَّتَه واتَّبعَ أثرَهُ بإحسانٍ إلى يَومِ الدِّينِ، أمَّا بَعْدُ:
فإنَّ اللهَ ـ تَعالَى ـ ذَكرَ في كِتابِه الحَكيمِ الصلاةَ إيجابًا وحَثًّا ونَدْبًا، وبيَّنَ خُطورَةَ السُّهْوِ عَنْها وإضاعَتِها، وممَّا جاءَ في شَأنِ الصلاةِ قَولُ رَبِّنا ـ جَلَّ في عُلاه ـ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾سُورةُ البَقرةِ – آية 238 فأمَرَ اللهُ ـ تَعالَى ـ في شأنِ الصلاةِ بالمُحافظةِ فقالَ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ ﴾.
والمُحافَظةُ عَلَى الصلواتِ هُوَ حِفْظُ كُلِّ ما يَتعلَّقُ بِها مِنْ شُروطِها وأركانِها وواجِباتِها وحُضورِ القَلبِ فيها وما يَتعلَّقُ بشَأنِها، فإنَّ الأمرَ بالمُحافظةِ عَلَى الشيءِ هُوَ أمْرٌ بالمُحافظةِ عَلَى كلِّ شَيءٍ يَتعَلَّقُ بها أو عَلَى كُلِّ شَيءٍ يَتعلَّقُ بِهِ، لهَذا يَنبَغي للمُؤمنِ أنْ يُفتِّشَ نَفسَه عِندَ هذهِ العبادَةِ فإنَّها أشرَفُ العِباداتِ البَدَنيةِ وأعْلاها مَنزِلَةً ولتَعرِفَ مَنزِلةَ الصلاةِ في الأعمالِ، انظُرْ إلى وَزنِها في سياقِ الفَرائضِ والشرائعِ والأركانِ فإنَّها أوَّلُ الأركانِ العَمَليةِ بَعدَ الشهادَتَيْنِ، ثُمَّ هِيَ أوَّلُ ما يُحاسَبُ عَلَيهِ الإنسانُ مِنَ الأعمالِ يَومَ القيامَةِ، فإذا صَلَحَتْ صَلحَ سائرُ العملِ وإذا فَسَدتْ فَسَدَ سائِرُ العملِ، لذَلِكَ يَنبَغي للمُؤمنِ أنْ يَحرِصَ عَلَى أدائِها عَلَى الوَجْهِ الذي يَرضَى اللهُ ـ تَعالَى ـ بِهِ عَنهُ، وقَدْ نَبَّهَ اللهُ ـ تَعالَى ـ إلى أمْرٍ في هذهِ الآيةِ وهُوَ أنَّ الأمرَ بالمُحافَظةِ عَلَى الصلاةِ ليسَ قاصِرًا عَلَيها إجمالًا بَلْ عَلَى مُفرَداتِها، وذَكَرَ في ذَلِكَ أشرَفَها وأعلاها مَنزِلةً وهِيَ الصلاةُ الوُسطَى ثُمَّ ذَكرَ صُورةً مِنْ صُورِ المُحافظَةِ عَلَيها فقالَ ﴿ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ كُلُّ هَذا يَدُلُّ عَلَى أنَّ المُحافظةَ عَلَى الصلاةِ شَأنُه كَبيرٌ فيما يَتعلَّقُ بَوقتِها وفيما يَتعلَّقُ بحُضورِ القَلبِ فيها، فإنَّهُ ذَكَرَ وَقتًا وعَمَلًا وهُوَ القنُوتُ الذي يَتضمَّنُ السُّكونَ والصمْتَ والقيامَ وحُضورَ القلبِ والخُشوعَ، فالقانِتُ حاضِرُ القَلبِ خاشِعٌ قائِمٌ لِلَّهِ طائِعٌ، وهذهِ المَعاني يَتبيَّنُ بها تَفصيلُ المُحافظةِ التي أُمِرَ بِها عَلَى وَجْهِها الإجماليِّ في قَولِ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ ﴾ ثُمَّ قالَ: ﴿ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾.
وقَدِ اختَلفَ العُلَماءُ ـ رَحِمَهُمُ اللهُ ـ في تَعيُّنِ الصلاةِ الوُسطَى عَلَى أقوالٍ عَديدَةٍ، أوصَلَها الحافِظُ بنُ حَجَرٍ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ إلى عِشرينَ قَوْلًا، ومِنْ أظهَرِ الأقوالِ في تَحديدِ الصلاةِ الوُسطَى أنَّها العصْرُ، هُوَ أقرَبُ الأقوالِ وأرجَحُها؛ قالَ التِّرمذيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ: هُوَ قَولُ أكثَرِ أهلِ العِلمِ مِنَ الصحابَةِ وغَيرِهم، فأكثَرُ أهلِ العِلمِ عَلَى أنَّ الصلاةَ الوُسطَى التي نُصَّ عَلَى المُحافظةِ عَلَيها بَعدَ الأمرِ بالمُحافظةِ عَلَى الصلَواتِ كلِّها هِيَ صَلاةُ العصْرِ، وصَلاةُ العَصرِ شَأنُها كبيرٌ وخَطرُها عَظيمٌ لذَلِكَ جاءَ فيها مِنَ التنْبيهِ والتحذيرِ مِنْ إضاعَتِها وبيانِ مَدَى الخَسارَةِ التي تُصيبُ مَنْ فَوَّتَها ما يَتبيَّنُ بِهِ عَظيمُ مَنزِلَتِها، فقَدْ جاءَ في صَحيحِ الإمامِ البُخاريِّ مِنْ حَديثِ أبي المَليحِ عَنْ بُريدَةَ بنِ الحصيبِ ـ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ ـ أنَّهُ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ: «مَنْ تَرَكَ صلاةَ العَصرِ فقَدْ حَبِطَ عَمَلُه» صحيحُ البُخاريِّ (553) وهَذا يُبيِّنُ خُطورةَ تَركِ الصلاةِ إجمالًا والعصْرِ خُصوصًا فإنَّ تَرْكَ صلاةِ العَصرِ مُوجِبٌ لحَبْطِ العَملِ؛ «فقَدْ حَبِطَ عَمَلُه» وحُبوطُ العملِ هُوَ ذَهابُه وعَدمُ الانتِفاعِ بِهِ ودَمارُه وفَسادُه وذَهابُ كُلِّ ما يُرجَى نَفعُه مِنهُ، هَذا مَعنَى قَولِه ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ: «فقَدْ حَبِطَ عَمَلُه».
وقَدِ اختَلفَ العُلَماءُ ـ رَحِمَهُمُ اللهُ ـ في مَعنَى قَولِه: «فقَدْ حَبِطَ عَمَلُه»؛ هَلِ الحُبوطُ هُنا لكُلِّ العَملِ؟ فيكونَ بذَلِكَ إذْنًا بأنَّ مَنْ تَركَ صلاةَ العَصرِ حتَّي خَرجَ وَقْتُها مِنْ غَيرِ عُذرٍ فإنَّهُ كافِرٌ لهَذا قالَ جَماعةٌ مِنْ أهلِ العِلمِ ومِنهُم إسحاقُ بنُ راهويه -رَحمَهُ اللهُ وغَفرَ لَهُ- قالَ: إنَّ مَنْ تَركَ صلاةَ العصرِ أو صلاةً واحِدَةً مُتعمِّدًا حتَّي خَرَجَتْ عَنْ وَقتِها مِنْ دُونِ عُذرٍ فإنَّهُ يَكفُرُ بذَلِكَ؛ لأنَّ النبيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ قالَ: «مَنْ ترَكَ صَلاةَ العَصرِ فقَدْ حَبِطَ عَملُه » ولا يَحبَطُ العمَلُ إلَّا بما هُوَ كُفْرٌ فليسَ ثَمَّةَ ما يُحبِطُ العمَلَ إلَّا الكُفرُ- العمَلُ كلُّه -، وأما حُبوطُ العمَلِ الخاصِّ هَذا يُحبِطُه الرياءُ، فمَثلًا: إذا صَلَّى الإنسانُ رياءً حَبِطَ أجرُ تِلكَ الصلاةِ، إذا منَّ بالصدَقةِ حَبِطَ أجرُ تِلْكَ الصدقَةِ فهَذا حَبْطٌ خاصٌّ يَقتَصِرُ عَلَى العَملِ ذاتِه وأمَّا هُنا قَدْ حَبِطَ عَملُه وهُوَ مُفرَدٌ مُضافٌ يُفيدُ العُمومَ هَكذا قالَ جَماعةٌ مِنْ أهلِ العِلمِ، وذَهبَ آخَرونَ مِنْ أهلِ العِلمِ إلى أنَّ الحُبوطَ هُنا ليسَ عامًّا لكُلِّ العَملِ بَلْ حَبِطَ عَملُه ذَلِكَ اليَومُ، وبهَذا لا يكونُ تَرْكُ صَلاةٍ واحدَةٍ كُفرًا لأنَّ الحُبوطَ لعَملِ ذلِكَ اليومِ، ومَعنَي هَذا أنَّهُ مَهْما فَعلَ الإنسانُ صالحًا ثُمَّ تَركَ صَلاةً لا سِيَّما صلاةُ العَصرِ في يَومٍ مِنَ الأيامِ مُتعمِّدًا مِنْ غَيرِ عُذرٍ فقَدْ ذَهبَ أجْرُ صالحِ عَملِه في ذلِكَ اليومِ، ومَعنَي هَذا أنَّ سيئاتِ تَركِ صلاةِ العصرِ تُبدَّدُ ويَتلاشَى إزاءَها كلُّ صالحٍ مِنَ الصالحاتِ عَمِلَ بِهِ وأتاهُ في ذلِكَ اليومِ، وهَذا يُبيِّنُ عَظيمَ الذنبِ المُرتَّبِ عَلَى تَركِ الصلاةِ وهَذا هُوَ القولُ الراجِحُ في مَعنَي قَولِه ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ: «فقَدْ حَبِطَ عَملُه» أنَّهُ حُبوطٌ خاصٌّ، حَبِطَ عَملُ ذَلِكَ اليومِ، وهَذا ما ذَهبَ إلَيهِ كَثيرٌ مِنْ أهلِ العِلمِ، وجاءَ في الصحيحِ مِنْ حَديثِ مالِكٍ عَنْ نافِعٍ عَنْ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ ـ أنَّهُ قالَ: «مَنْ فاتَتْهُ صلاةُ العَصرِ فكَأنَّما وُتِرَ أهلَهُ ومالَه»صحيحُ البُخاريِّ (552)، وصحيحُ مُسلمٍ (626) فكَأنَّما وُتِرَ يَعني: فَقَدَ أهلَهُ ومالَهُ فالذي تَفوتُه صلاةُ العَصرِ خَسارتُه وفَداحةُ ما أصابَهُ مِنْ ذَهابِ الخَيرِ والبَرَكةِ والأجرِ والثوابِ بقَدرِ ما لو أُصيبَ في أهلِه ومالِه، مُصيبةُ فواتِ صَلاةِ العَصرِ كمُصيبتِكَ في ذهابِ أهلِكَ ومالِكَ، قَدِّرْ حَجمَ المُصابِ، لو جاءَكَ الأنَ خَبرَ أنَّ جَميعَ مالِكَ قَدْ ذَهبَ وجَميعَ أهلِكَ قَدْ هَلَكوا ، ما حَجْمُ المُصيبةِ عَلَى قَلبِك؟ حَجمُها كَبيرٌ بالتأكيدِ، إنَّهُ مُؤلمٌ لكَ أنْ تَخسرَ جَميعَ مالِكَ وأنْ يَذهبَ جَميعَ أهلِكَ، مُصيبةُ تَرْكِ صلاةِ العصرِ، مُصيبةُ فواتِ صَلاةِ العصرِ عَلَى هَذا النحْوِ في قَولِ مَنْ لا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى ـ صَلواتُ اللهِ وسَلامُه عَلَيهِ ـ: «مَنْ فاتَه العَصرُ فكأنَّما وُتِرَ أي: مِثلُ ما وُتِرَ مالَه وأهلَه» أي فقَدَ أهلَه ومالَه، فيَنبَغي للمُؤمنِ أنْ يُحافِظَ عَلَى الصلواتِ وأنْ يَحرِصَ عَلَى أدائِها في الأوقاتِ، والنبيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ وجَدَ ألَمًا لاشتِغالِه عَنِ الصلاةِ مَعَ أنَّهُ كانَ مُشتَغِلًا بالجهادِ والعِبادةِ كما جاءَ في الترمذيِّ وغَيرِه وهُو أيضًا في الصحيحِ عَنْ عَليٍّ وغَيرِه ـ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُم ـ أنَّهُ لَما كانَ يومُ الأحزابِ ولم تَكُنْ قَدْ شُرِعَتْ صَلاةُ الخَوفِ شُغِلَ النبيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ يَومًا مِنْ أيامِ الأحزابِ وأصحابِه عَنْ صَلاةِ العَصرِ حتَّي غَربَتِ الشمْسُ فكانَ النبيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ يقولُ: «مَلَأ اللهُ قُلوبَهم وقُبورَهم نارًا شَغَلونا عَنِ الصلاةِ الوُسطَى صَلاةِ العَصرِ حتَّي غربَتِ الشمسُ» صحيحُ البُخاريِّ (2931)، ومُسلمٍ (627)، شَغَلونا عَنِ الصلاةِ الوُسطَى بالمُقاتلَةِ والمُدافعةِ حتَّي غَربَتِ الشمْسُ، ثُمَّ أنزَلَ اللهُ ـ تَعالَى ـ في مُحكمِ كتابِه صلاةَ الخَوفِ في قَولِه ـ جَلَّ وعَلا ـ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ، فَإِنْ خِفْتُمْ ﴾ أي في حالِ الخَوفِ .. كيفَ أُصَلِّي؟ كيفَ يُحافِظُ المُؤمنُ عَلَى صَلاتِه حالَ الخَوفِ في المُقاتلةِ وما شابَهَها؟
﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا﴾ أي فَصَلُّوا وأنتُم تَمشونَ، رِجالًا يَعني وأنتُم عَلَى أرجُلِكم، إلى أيِّ اتِّجاهٍ وعَلَى أيِّ نَحوٍ مِنَ الأنحاءِ تُصلِّي، فرِجالًا ..
أو ﴿ أَوْ رُكْبَانًا ﴾ يَعني أو أنتُم راكِبونَ ما يَسَّرَ اللهُ لكُم مِنَ المَراكبِ، فإذا أمِنتُم أي: فإذا ذَهبَ الخوفُ ﴿ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ سُورَةُ البَقرةِ – آية 238 - 239 أي فصَلُّوا الصلاةَ عَلَى النحْوِ الذي أمرَكَمُ اللهُ تَعالى بِهِ فجَديرٌ بالمُؤمنِ أنْ يَحرِصَ عَلَى الصلاةِ وأنْ يُقيمَها وأنْ يَعلمَ أنَّ صَلاحَ صَلاتِه صلاحُ دينِه، وأن صلاحَ صلاتِه صلاحُ آخِرتِه، وأنَّ صلاحَ صلاتِه فَوزُه ونَجاتُه، وأنَّ أيَّ نَقْصٍ في صَلاتِه هُوَ نَقْصٌ في دينِه هُوَ نَقْصٌ في ثَوابِه هُوَ نَقصٌ في آخِرَتِه، الميزانُ قِسطٌ عادِلٌ فبَقدرِ إتقانِكَ للصلاةِ وإقامَتِها بقَدرِ ما تُتقِنُ دِينَك وتُقيمُه، وقَدْ جاءَ عَنِ الإمامِ أحمدَ -رَحِمَهُ اللهُ- كلمَةٌ تُبَيِّنُ حجْمَ الصلاةِ وعَظيمَ قَدرِها في الإسلامِ، يقولُ: مَنْ أرادَ أنْ يعرِفَ قَدْرَ الإسلامِ في قَلبِه فليَنظُرْ إلى قَدرِ الصلاةِ في قَلبِه، مَنْ أرادَ أنْ يَعرِفَ قَدرَ الإسلامِ في قَلبِه- إذا أرَدْتَ أنْ تَعرِفَ قيمَةَ الدينِ، وقيمةَ الإسلامِ في قلبِكَ- فانظُرْ إلى قَدرِ الصلاةِ في قَلبِك، فإذا كانَ قَدرُ الصلاةِ في قَلبِكَ عَظيمًا جَليلًا فهَكذا هُوَ قَدْرُ الإسلامِ في قَلبِكَ لأنَّ الصلاةَ هِيَ عُنوانُ الإسلامِ، كما قالَ اللهُ -جَلَّ وَعَلا- في مُحكَمِ كِتابِه ﴿ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ﴾سورَةُ التوبةِ – آية 11 فرَتِّبِ الأُخوَّةَ في الدينِ عَلَى إقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزكاةِ، اللهُمَّ اجعِلْنا لكَ قانِتينَ وبشَرعِكَ عامِلينَ ولهذهِ الفَرضيةِ مُعظِّمينَ، اللهُمَّ اجعَلْنا مِنْ حِزبِك وأوليائِكَ ووفِّقْنا لِما تُحِبُّه وتَرضاهُ في القَولِ والعَملِ.