قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"و"شبهة نفاة الكلام المشهورة " أنهم اعتقدوا أن " الكلام " صفة من الصفات لا تكون إلا بفعل من الأفعال القائمة بالمتكلم ؛ فلو تكلم الرب لقامت به الصفات والأفعال وزعموا أن ذلك ممتنع .
قالوا : لأنا إنما استدللنا على حدوث العالم بحدوث الأجسام واستدللنا على حدوثها بما قام بها من الأعراض التي هي الصفات والأفعال ؛ فلو قام بالرب الصفات والأفعال للزم أن يكون محدثا وبطل الدليل الذي استدللنا به على " حدوث العالم وإثبات الصانع فقال لهم أهل السنة والإثبات : دليلكم هذا دليل مبتدع في الشرع لم يستدل به أحد من سلف الأمة وأئمتها بل قد ذكر الأشعري في " رسالته إلى أهل الثغر " أنه دليل محرم في دين الرسل وأنه لا يجوز بناء دين المسلمين عليه ؛ وذكر غيره : أنه باطل في العقل ؛ كما هو محرم في الشرع وأن ذم السلف والأئمة لأهل الكلام والجهمية وأهل الخوض في الأعراض والأجسام أعظم ما قصدوا به ذم مثل هذا الدليل" .
" مجموع الفتاوى" ( 5/519- 520).