×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

خطب المصلح / خطب مرئية / خطبة الطاعة سعادة والمعصية شقاء

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:8246

إِنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنا وَسَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا.

وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ، إِلَهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ، خِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ سُنَّتَهُ وَاقْتَفَى أَثَرَهُ بِإِحْسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ:

فاتَّقُوا اللهَ عِبادَ اللهِ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَآلِ عِمْرانَ:102 .﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًاالنساء:1 .

عِبادَ اللهِ، إِنَّ اللهَ جَلَّ في عُلاهُ شَرَعَ لِلعبادِ في دِينِهِ ما تَصْلُحُ بِهِ حَياتُهُمْ وَما يَسْتَقِيمُ بِهِ مَعاشُهُمْ وَما يَكُونُ عَوْنًا لَهُمْ عَلى بُلُوغِ جَنَّاتِهِ جَلَّ في عُلاهُ، فَجَعَلَ الدُّنْيا بِما فِيها سَبِيلًا لِإدْراكِ الآخِرَةِ، فَمَنْ سارَ عَلَى ما أَمَرَ اللهُ تَعالَى بِهِ في دُنْياهُ فازَ في أُخْراهُ، وَمَنْ تَنَكَّبَ الطَّرِيقَ فَخَرَجَ عَنْ هُداهُ وَأَعْرَضَ عَنْ شَرْعِهِ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا.

هَذا في حَياتِهِ الدُّنْيا، كَما أَنَّ ذَلِكَ لا يَقْتَصِرُ عَلَى معاشِهِ، بَلْ إِنَّهُ يَمْتَدُّ إِلَى مَعادِهِ ﴿وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىطه:124 ، فَمَنْ تَنَكَّبَ عَنْ شَرْعَ اللهُ، مَنْ أَعْرَضَ عَنْ دِينِهِ، مَنْ لمْ يَرْفَعْ رَأْسًا بِأَحْكامِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَما أَمَرَ بِهِ، فَإِنَّهُ يَشْقَى في دُنْياهُ وَيَتْعَسُ في أُخْراهُ، ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىطه:124 .

وَلَكَ أَنْ تَرَى ذَلِكَ في كُلِّ حُكْمٍ شَرْعِيٍّ وَفي كُلِّ أَمْرٍ إِلَهِيٍّ وَفي كُلِّ هَدْيٍ نَبَوِيٍّ، فَمَنْ لَزِمَ ما جاءَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ، وَحَرِصَ عَلَى إِقامَةِ دِينِ اللهِ في ظاهِرِهِ وَباطِنِهِ في خاصَّتِهِ وَعامَّتِهِ؛ وُفِّقَ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَهُدِيَ إِلَى كُلِّ بِرٍّ، وَسَعِدَ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذَلِكَ لَقِيَ مِنَ المشاقٍّ وَالعَناءِ، وَلَقِيَ مِنَ الشَّقاءِ وَالتَّعَبِ ما لا يَرْفَعُهُ نَعِيمُ الدُّنْيا وَمَلَذَّاتُها.

فإِنَّ اللهَ - جَلَّ في عُلاهُ - جَعَلَ الطُّمَأْنِينَةَ وَالسَّكَنَ نَصِيبَ قُلُوبِ المؤْمِنينَ، وَالشَّقاءُ وَالحَيْرَةُ وَالرُّعْبُ وَالخَوْفُ وَالقَلَقُ نَصِيبُ قُلُوبِ المعْرِضِينَ عَنْهُ، فَبِقَدْرِ ما مَعكَ مِنْ ذِكْرِ اللهِ ظَاهِرًا وَباطِنًا تَفُوزُ بِطُمَأْنِيَنةِ القَلْبِ وَانْشِراحِهِ وَسَعادَتِهِ، ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُالرعد:28 .

جاءَ في الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى - رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالَ: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ كَمَثَلِ الحَيِّ وَالميِّتِ»البخاري(6407), ومسلم(779)بِلَفْظِ: مَثَلُ البَيْتِ الَّذِي... وَلَيْسَ المقْصُودُ باِلذِّكْرِ هُنا: هَمْهَمَةً أَوْ تَسْبِيحًا دُونَ حُضُورِ قَلْبٍ وَخُشُوعِ فُؤادٍ وَتَعْظيمٍ للهِ في الظَّاهِرِ وَالباطِنِ، الذِّكْرُ بِمَفْهُومِهِ العامِّ: يَشْمَلُ ذِكْرَ اللِّسانِ وَذِكْرَ القَلْبِ وَذِكْرِ الجَوارِحِ، ذِكْرُ القِلْبِ بِتَعْظِيمِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَالخَوْفِ مِنْهُ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَرَجاءً ما عِنْدَهُ، وَذِكْرُ البَدَنِ بِطاعَتِهِ وَلُزُومِ شَرْعِهِ وَالقِيامِ بِما أَمَرَ، وَذِكْرُ اللِّسانِ بِتَسْبِيحِهِ وَتَحْمِيدِهِ وَتَمْجِيِدِهِ وَالإِتْيانِ بِما شَرَعَ مِنَ الأَقْوالِ الطَّيِّبَةِ الصَّالِحَةِ، فَذاكَ كُلُّهُ ذِكْرُ اللهِ الَّذِي يُثْمِرُ في القَلْبِ سَعادَةً وَطُمَأْنِينَةً؛ ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.الرَّعْدُ:28 .

***

الخطبة الثانية:

الحَمْدُ للهِ حَمْدَ الشَّاكِرينَ، أَحْمَدُهُ حَقَّ حَمْدِهِ، لا أُحْصِي ثَناءً عَلَيْهِ، هُوَ كَما أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، إِلَهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ، خِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ سُنَّتَهُ وَاقْتَفَى أَثَرَهُ بِإِحْسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَيُّها المؤْمِنُونَ عِبادَ اللهِ؛ إِنَّ لُزُومَ شَرْعِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ في السِّرِّ وَالعَلَنِ طَرِيقُ السَّعادَةِ، طَرِيقُ الطُّمَأْنِينَةِ، طَرِيقُ السُّرُورِ وَالبَهْجَةِ، لَكِنْ هَذا لا يَعْنِي أَنْ لا يَكُونَ في الطَّاعَةِ مَشَقَّةٌ، أَنْ لا يَكُونَ في الطَّاعَةِ مُعاناةٌ، أَنْ لا يَكُونَ في الطَّاعَةِ ما يَخْرُجُ بِهِ الإِنْسانُ عَمَّا يُحِبُّ وَيَشْتَهِي؛ قالَ اللهُ جَلَّ في عُلاهُ: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْالبقرة:216 .

وَقالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صامَ يَوْمًا صائِفًا في سَبِيلِ اللهِ باعَدَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»البُخارِيُّ(2840), وَمُسْلِمٌ(1153).

فالطَّاعاتُ عَلَى أَنْواعِها تَحْتاجُ إِلَى نَوْعٍ مِنَ المكابَدَةِ وَالمشَقَّةِ وَتَحْتاجُ إِلَى خُروجٍ عَنْ مَحْبوبِ النَّفْسِ وَمَأْلُوفِها، لَكِنْ هَذا الخُروجُ يُثْمِرُ مِنَ السَّعادَةِ وَالطُّمَأْنِينَةِ، يُثْمِرُ مِنَ الرَّاحَةِ وَالبَهْجَةِ، يُثْمِرُ مِنَ السّعادََةِ وَالانْشِراحِ ما لا يُمْكِنُ أَنْ يَجِدَهُ الإنْسانُ في كُلِّ الملَذَّاتِ، وَهُنا الفارِقُ بَيْنَ مَنْ يَسْعَى في طاعَةِ اللهِ وَيكِدُّ بَدَنُهُ فِيما يُحِبُّ وَيَرْضَى، وَبَيْنَ مَنْ يَسْعَى في شَهَواتِهِ وَمَحابِّهِ وَما يَلْتَذُّ بِهِ مِنَ الملَذَّاتِ.

شَتَّانَ بَيْنَ هَذا وَذاكَ، ذاكَ يُنَعِّمُ بَدَنًا ويُهْلَكُ قَلْبًا، وَأَمَّا هَذا فَإِنَّهُ يَتْعَبُ بَدَنًا وَيَسْعَدُ قَلْبًا، وَلَكَ أَنْ تَرَى ذَلِكَ فِيما رَواهُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمكارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَواتِ»البُخارِيُّ(6487), وَمُسْلِمٌ(2822) لَكَ أَنْ تَرَىَ الصُّورَةَ جَلِيَّةً، شَهَواتٌ تَتَنَعَّمُ بِها الأَبْدانُ وَتُسَرُّ بِها النُّفُوسُ وَقَتْ مُواقَعَتُها، لَكِنْ عاقِبَتُها جَحِيمٌ، هَكذا هُوَ أَثَرُها في الدُّنْيا قَبْلَ الآخِرَةِ، فَيَلْتَذُّ الإِنْسانُ بِالمعْصِيَةِ، بِالزِّنا، بِالنَّظَرِ المحَرَّمِ، بِالغِيبَةِ، بِأَكْلِ المالِ الحرامِ، بِالخِيانَةِ، بِغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الملَذَّاتِ الَّتي تَلْتَذُّ بِها النُّفُوسُ، لَكِنْ ذَلِكَ لا يُوصِلُهُ إِلَى سَعادَةٍ، يُوصِلُهُ إِلَى حَريقٍ في قَلْبِهِ، إِنَّهُ حَرِيقُ الشَّهَواتِ، إِنَّهُ قَلَقُ مَعْصِيَةِ اللهِ، إِنَّهُ أَذَى الإِعْراضِ عَنِ اللهِ، ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىطه:124.

أَمَّا الآخَرُ فَذاكَ الَّذِي صامَ وَقامَ وَأَدَّى الحُقُوقَ وَراعَى حَقَّ اللهِ في السِّرِّ وَالِإعْلانِ، ذاكَ يَتْعَبُ بَدَنُهُ، وَكِلاهُما تاعِبٌ؛ فَلَيْسَ في الدُّنْيا رَاحَةٌ وَلا طُمَأْنِينَةُ، الطَّائِعِ وَالعاصِي كِلاهُما في كَبَدٍ. لَكِنَّ الصُّورَةَ تَخْتَلِفُ؛ ذاكَ يَلْتَذُّ ظاهِرًا العاصِي وَالمسْرِفُ، وَهَذا قَدْ يَتْعَبُ ظَاهِرًا، لَكِنَّ العاقِبَةَ بَعْدَ تِلْكَ المتاعِبِ وَذَلِكَ العَناءِ لَذَّةً في قَلْبِهِ وَسُكُونًا في فُؤادِهِ وَطُمَأْنِينَةً لا يَجِدُها إِلَّا عِبادُ اللهِ المؤْمِنُونَ؛ «ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإِيمانِ، أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِواهُما، وَأَنْ يُحِبَّ الرَّجُلَ لا يُحِبُّهُ إِلَّا للهُ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ في الكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ كَما يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى في النَّارِ«البُخارِيُّ(16), وَمُسْلِمٌ(43).

جَرِّبْ سَتَجِدُ أَنَّ مَشاقَّ الطَّاعَةِ تَنْقَلِبُ إِلَى مَسَرَّاتٍ، مَتاعِبُ الالْتِزامِ بِشَرْعِ اللهِ يَنْقَلِبُ إِلَى سعاداتٍ، في كُلِّ شَأْنٍ؛ ما يُعْقِبُهُ اللهُ في قَلْبِكَ مِنْ لَذَّةِ عُبُودِيَّتِهِ وَمَحَبَّتِهِ تَفُوقُ بِمَراحِلَ ما تَنالُهُ بِلَذِّةٍ المعْصِيَةِ؛ يَقُولُ اللهُ تَعالَى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾ ما هُوَ الأَجْرُ؟ ما المثُوبَةُ عَلَى هَذا الامْتثالِ لَوْ غَضَضْنا البَصَرِ وَحَفِظْنا الفُرُوجَ؟ ما الَّذِي يَنْتُجُ عَنْ هَذا؟ ﴿ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَالنُّور:30 ، ذَلِكَ - أَيْ ذَلِكَ الالْتِزامُ - بِغَضِّ الأَبْصارِ وَحِفْظِ الفُرُوجِ يُثْمِرُ زَكاءً في القُلُوبِ، وَهَذِهِ لَذَّةٌ حاضِرَةٌ قَبْلَ ما يَكُونُ مِنْ لَذَّةِ الآخِرَةِ بِالتَّنَعُّمِ بِأَجْرِهِ وَثَوابِهِ وَعَطائِهِ لمَنْ أَطاعَهُ وَالتْزَمَ شَرْعَهُ.

وَلِهَذا ما يُثْمِرُهُ غَضُّ البَصَرُ مِنَ اللَّذَّةِ، ما يَنْتُجُ عَنْ غَضِّ البَصَرِ مِنَ اللَّذَّةِ أَضْعافٌ مُضاعَفَةٌ لِلَذَّةٍ إِطْلاقِهِ، وَلَكَ أَنْ تُجَرِّبَ؛ فَإِنَّهُ قَوْلٌ لا يَأْتِيِهِ الباطِلُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ، حُكْمُ رَبِّ العالمينَ العَلِيمُ الخَبِيرُ الَّذِي قالَ: ﴿ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾، فَسَتَجِدُ بِغَضِّ البَصَرِ وَمُراقَبَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحِفْظِ الفَرْجِ - وَهَذا في كُلِّ أَوامِرِهِ جَلَّ في عُلاهُ - مِنَ اللَّذَّةِ وَالابْتِهاجِ ما لا تَجِدُهُ في مَعْصِيَةِ اللهِ.

اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى طاعَتِكَ، وَاسْلُكْ بِنا سَبِيلَ الهِدايَةِ يا رَبَّ العالمينَ، خُذْ بِنواصِينا إِلَى ما تُحِبُّ وَتَرْضَى، اسْلُكْ بِنا سَبِيلَ الهِدايَةِ وَالرَّشادِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوْطانِنا وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنا وَوُلاةَ أُمُورِنا، وَاجْعَلْ وِلايَتَنا فِيمَنْ خافَكَ وَاتَّقاكَ وَاتَّبَعَ رِضاكَ.

اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنا إِلَى ما تُحِبُّ وَتَرْضَى، خُذْ بِناصِيَتِهِ إِلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى، سَدِّدْهُ في قَوْلِهِ وَعَمَلِهِ وَاكْتُبْ مِثْلَ ذَلِكَ لِسائِرِ أَوْلِياءِ المؤْمِنينَ وَوُلاةِ أَمْرِ المسْلِمينَ، وَفِّقْهُمْ إِلَى ما تُحِبُّ وَتَرْضَى.

اللَّهُمَّ أَنْجِ إِخْوانَنا المسْتَضْعَفِينَ في سُورِيِّا وَالعِراقِ وَفي اليَمَنِ وَفي سائرِ البُلْدان،ِ اللَّهُمَّ كُنْ لِإخْوانِنا في سُورِيَّا وَالفَلُوجَةِ في العِراقِ وَفي سائِرِ البُلْدانِ، اللَّهُمَّ أَنْجِهِمْ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، أَظْهِرْهُمْ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ يا رَبَّ العالمينَ.

رَبَّنا آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ.

اللَّهُمَّ احْفَظْ بِلادَنا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَشَرٍّ، مَنْ أَرادَ بِبِلادِ الحَرَمَيْنِ سُوءًا أَوْ شَرًّا فَرُدَّ كَيْدَهُ في نَحْرِهِ، وَاكْفِنا شَرِّهِ بِما شِئْتَ يا قَوِيُّ يا عَزِيزُ، اللَّهُمَّ انْصُرْ جُنودَنا المرابِطِينَ المقاتِلِينَ واحْفَظْهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَاكْفِهِمْ وَاكْفِنا شَرَّ كُلَّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِهِ.

رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لِمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ.

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94000 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف