الحلقة (18) ولا تنازعوا فتفشلوا
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله مستمعينا الكرام إلى هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم "الدين والحياة" والذي يأتيكم عبر أثير إذاعة "نداء الإسلام" من مكة المكرمة، في هذه الحلقة وفي هذا البرنامج مستمعينا الكرام نستعرض أبرز المستجدات في هذا العصر ثم نتناوله بشكل مفصَّل من خلال ما ينبغي أن يُعرض من خلال هذه الشريعة السمحة، ونظرة الدين الإسلامي إليها، في هذه الحلقة سنتناول موضوعًا مهمًّا ألا وهو موضوع التنازع في قوله سبحانه وتعالى: { وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا }[الأنفال:64].
هذا التنازع الذي حذَّرَنا الله -سبحانه وتعالى- منه في هذه الآية الكريمة التي وردت بنصٍّ صريحٍ وواضحٍ يحذر من هذا العمل، وأيضًا التحذير من أن هذا العمل يقود مباشرةً إلى الفشل.
اسمحوا لي في بداية هذه الحلقة أن أرحِّب بضيفي وضيفكم الشيخ صاحب الفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور/ خالد بن عبد الله المصلح أستاذ الفقه، والمشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في منطقة القصيم، السلام عليكم ورحمة الله وحياكم الله يا شيخ خالد.
الشيخ: عليكم السلام ورحمة الله أهلاً وسهلاً حياك الله وحيا الله الإخوة والأخوات.
المذيع: بالتأكيد نرحب بجميع المستمعين الذين يستمعون إلينا الآن عبر الأثير، وأيضًا بإمكانهم أن يشاركونا في هذه الحلقة عبر الأرقام التالية 0126477117 و0126493028 إذًا حلقتنا في هذا اليوم مستمعينا الكرام حديثها عن قوله -سبحانه وتعالى-: { وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا }[الأنفال:64] نرحب بكم مستمعينا الكرام ونرحب بالجميع فأهلاً وسهلاً بكم.
"الدين والحياة" برنامج يناقش النوازل والمستَجَدَّات العصرية في القضايا القرآنية والفقهية والعقدية والأسرية وكل ما يتعلق بالأمور الشرعية.
"الدين والحياة" برنامجٌ أسبوعي مع فضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح يأتيكم في الأوقات التالية مباشرةً الأحد عند الثانية ظهرًا ويعاد عند الثانية عشرة منتصف الليل.
المذيع: حياكم الله مستمعينا الكرام من جديد إلى برنامجكم "الدين والحياة" ويسعد أيضًا بصحبتكم في هذه الحلقة من الإعداد والتقديم محدثكم عبد الله الداني، ومن التنسيق واستقبال المكالمات الزميل خالد فلاتة، ومن التنفيذ على الهواء والهندسة الإذاعية الزميل محمد.
نذكِّر مرةً أخرى بحديثنا في هذه الحلقة في قوله -سبحانه وتعالى-: { وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا }[الأنفال:64] وأيضًا أُرحِّب مجدَّدًا بضيفي وضيفكم صاحب الفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح.
شيخ خالد عندما نتحدث عن التنازع الذي حذرنا الله -سبحانه وتعالى- منه في القرآن الكريم نرى أن لفظ التنازع ورد في القرآن الكريم في سبعة مواضع، كما أن لفظ الفشل الذي اقترن في هذه الآية ورد في القرآن الكريم في أربعة مواضع، كما أن الربط بين اللفظين ورد أو جاء في ثلاثة مواضع لعل من أول هذه المواضع قوله -سبحانه وتعالى-: { حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ }[آل عمران:152] هذا في سورة آل عمران، وفي قوله -سبحانه وتعالى- في واقعة أحد عندما قال -سبحانه وتعالى-: {وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ }[الأنفال:43] هذا في سورة الأنفال.
كذلك أيضًا في غزوة بدر عندما قال -سبحانه وتعالى-: { وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }[الأنفال:46] وهو موضوع حلقتنا في هذا اليوم ما هي الصلة، وما هو الرابط، وما هي العلاقة المباشرة بين التنازع والفشل؟ ولماذا حذَّرنا الله -سبحانه وتعالى- من التنازع؟
الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحبًا بك أخي عبد الله، ومرحبًا وأهلاً وسهلاً بالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات، حياكم الله جميعًا في هذه الحلقة التي نتناول فيها قضيةً من القضايا الكبرى التي بها يحصُل للمجتمع وللأمة بل لكل تجمُّع، يحصل لهم به السعادة والسلامة والوقاية من شرور الدين والدنيا، من الشر في دينهم والشر في دنياهم، كما ذكرت أخي عبد الله، الله -جل وعلا- ذكر التنافس في كتابه في جملة من المواضع، وذكر التنازع مع الفشل كثمرة ونتيجة للتنازع في ثلاث آيات كريمات في مُحكَمٍ من الكتاب، والله -جل وعلا- في كتابه الحكيم جمع للناس والبشرية عامة أسباب الفلاح والسعادة، أسباب النجاة والسلامة، أسباب الخير والارتقاء وطيب المعاش وجميل المعاد، فهذا الكتاب المبين هذا القرآن الحكيم لم يأتِ فقط لمعالجة وإصلاح ما يتعلق بالآخرة، بل هداياته وخيراته وبركاته لا تقتصر على ذلك، بل هي تشمل ما يتعلق بصلاح المعاش، كما أنها تُصلِح ما يتعلق بإصلاح المعاد على حدٍّ سواء؛ لأنه لا يمكن أن يَصلُح معادٌ مع فساد معاشٍ، كما أنه لا يصلح معاشٌ مع غفلة عن معاد، فهما قرينان، قال الله تعالى: { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا }(القصص:77).
فلا تصلح الدنيا إلا بصلاح الدين، ولا يصلح دينٌ إلا بصلاح الدنيا، الله -جل وعلا- في هذا الكتاب المبين دل الناس على كل ما فيه صلاحهم، قال الله تعالى: { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ }(الإسراء:9)، وقال- جل وعلا-:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }(يونس:57-58).
فالكتاب فيه هدايات ودلالات تصلُح بها أمور الناس، من ذلك ما ذكره الله تعالى من سُنَنه التي أجرى عليها نظامَ كونه، وأجرى عليها ما أجراه -جل وعلا- من السُّنَن في الاجتماع، وفي الأمم، وفي أحوال الناس، فإن الله تعالى ذكر في كتابه أن قوام كل صلاحٍ في الدنيا والآخرة هو العدل، ولذلك قال الله- جل وعلا-: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى }(النحل:90)، فجعل أول المأمورات وأدنى ما يكون في الصلة بين الإنسان وغيره في الكون من جنسه ومن غير جنسه العدل، ثم بعد ذلك المرتبة الأعلى الإحسان قال: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى }(النحل:90) وهذا على وجه الخصوص؛ لأنهم أحقُّ بهاتين الخصلتين من غيرهم، وإن كان لكل أحد العدل والإحسان مع كل أحد.
أخي الكريم حتى لا نتشعَّب ويطول حديثنا فيما يتصل بما جاء به القرآن من سُنن ينتظم بها اجتماع الناس، ويصلح بها معاشهم في قضيتنا التي نتناولها في هذه الحلقة.
"قضية التنازع" قضية ينبغي أن نقف عندها على وجه العموم، ويتأكد نظرنا فيما يتصل بالتنازع عندما تمرُّ الأمة بالأَزْمات، وعندما يحيط بها تهديد الأعداء،سواء كانوا من الأعداء الظاهرين أو الأعداء المُستَتِرين، فإن أعظم ما ينال به أعداؤنا منا، وأعظم ما يصيب الأمةَ من الفشل والتأخُّر والتخلف هو بسببٍ من أنفسها؛ فإنه إذا وقعت أسباب الهزيمة والفشل في النفس وفي الممارسة والعمل عند ذلك لا نستغرِب النتيجةَ، فإن النتائج مربوطةٌ بمقدِّماتها، وقد جعل الله تعالى مقدمةَ الفشل التنازعَ.
والتنازع هو التخالف، هو الاختلاف والتخاصم، هو التفرُّق، هو التجاذب الذي يجعل الأمة في فُرقة وتشرذم وتحزُّب، وفي صراع يدور بين أفرادها يجعل كلَّ طرفٍ منها ساعٍ بما يستطيع في النَّيْل من الطرف الآخر، ولذلك نهى الله تعالى عن التنازع نهيًا واضحًا صريحًا، فقال -جل وعلا-: { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا }(الأنفال:46).
فأمر الله بطاعته وطاعة رسوله ثم بعد ذلك ردَّ الأمر إلى النهي فقال: { وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }(الأنفال:46)، وهذا النهي نهيٌ جازِم يكشف سنةً ثابتة يدل عليها ما أجراه الله تعالى من السنن في الحياة والكون، وما أجرى الله تعالى عليه نظامَ الاجتماع، فإنه لا يَنتُج من النِّزَاع إلا الفشل، ولذلك أخرج الثمرة بعد أن نهى عن العمل، فقال: { وَلا تَنَازَعُوا }، وتأكيدًا لخطورة هذا الأمر وبيان سوء عاقبته على الفرد والمجتمع قال تعالى: { فَتَفْشَلُوا }، وهذه الثمرة والعاقبة المرتَّبة على التنازع، فإن النهي عن التنازع نهيٌ عن كل ما يكون سببًا للفُرقة والاختلاف، ولذلك هذا النهي ينبغي أن يُفهَم بمفهومِه الواسع، فإن النهي عن التنازع هو أمرٌ بمنع أسباب التنازع وموجباته، وهو من الشِّقاق والخلاف والافتراق والتجاذُب والتحزُّب، وهو أمرٌ بتحفيز كلِّ الأسباب التي من خلالها يحصل الاتفاق والتعاون، فإن الاتفاق والتعاون هو ثمرة نبذ التنازع والاختلاف، وذلك بحصول التفاهم، وبحصول التشاور والوفاق والتنازع، ولما كان التنازع من شأنه أن ينشأ عن اختلاف وجهاتِ النَّظر وهذا أمر طبيعي، فإن الناس تختلف وجهات نظرِهم، وقد تختلف اجتهاداتهم، لكن هذا الاختلاف ليس هو المنهيَّ عنه؛ فإنه طبيعة وجِبِلَّة ،لكن المنهي عنه أن يتحوَّل الاختلاف إلى التنازع المنهي عنه، هو أن يتحول تنوع الآراء واختلاف وجهات النظر في قضية من القضايا أو أمر من الأمور سواء كان أمرًا عامًّا، أو أمرًا اقتصاديًا، أو سياسيًّا، أو اجتماعيًا، أو كان ما كان هذا الأمر أن يتحوَّل من كونه اختلافًا في وجهات النظر إلى تنازع، إلى اختلاف قلوب، إلى اختلاف أفكار وكلام، قد يتحول إلى اختلاف عملي بمقاتلة ومدافعة، وما أشبه ذلك.
ولهذا أكَّد الله تعالى على النهي عن التنازع ببيان عاقبته، فإن التنازع يُفضِي إلى الفشل، التنازع يفضي إلى ذهاب الريح، وانظر إلى هذه الآية حيث قال: { فَتَفْشَلُوا }، وهو ذهاب القوة وحصول الوَهَن، وحصول الضعف، وحصول التفرُّق، ونتاج ذلك الفشل هو ذهاب الريح { وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }.
وذهاب الريح كناية عن ذهاب كل ما يكون من أسباب العزِّ والنصرِ والعلوِّ، ولذلك ينبغي أن تُقطع كلُّ الأسباب التي تؤدِّي إلى التنازع، وأن يمنع ذلك؛ لأن التنازع سيؤدي إلى التباغض، والتباغض سيورِث الشحناءَ، والشحناء سيزيلُ الأُلْفة والتعاون، ويدفع كلَّ طرف من أطراف المجتمع، أو من أطراف الأُمَّة إلى أن يتربَّص بالآخر، ويمكُرَ كل طرف بالآخر، وأي هدية يقدِّمُها الناس للعدو أكبر من هذه الهدية التي تجعل فيها أداة العدو، يجعل فيها أداة نَيلِهم من المجتمع وبأفراده دون أن يدخل في ذلك بسلاح أو حتى يدخل بأفكار أو ما إلى ذلك مما يغزو به الأعداءُ الأُمَّة، لذلك من المهم أن نَقطَعَ طمعَ الأعداء فينا بتغليب جانب الاجتماع، وتغليب جانب الأُلفة، وقطع أسباب التنازع التي تُطمِع الأعداء فينا، ولهذا أعظم أعدائنا الشيطان قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إنَّ الشيطانَ أَيسَ أن يَعبُدَه المُصَلُّون في جزيرة العرب» وهذا الإياس حقيقي، فإنه قَطَع الطمع بعد ظهور الإسلام وشيوعه أن يجتمع أهل الجزيرة على عبادته من دون الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما بقي من طمع الشيطان في أهل الإسلام قال: «في التَّحْرِيشِ بَينَهُم»[صحيح مسلم:2812/65] يعني هو أيس من شيء، لكنه لم ييأس من السعي في التحريش بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن والتنازع الذي ينتج عنه الفساد والشر، وهذا الحديث رواه مسلم في صحيحه من حديث جابر، وهو يبين خطورة التنازع، وأنه من أدوات أعدائنا التي من خلالها يَنفُذون ليصلوا إلى ما يريدون الوصول إليه من تفريق الأمة والنَّيْل من وَحدتها، وتشتيت جهودها، والوقيعة بينها وما إلى ذلك مما هو مشاهد فإن الأعداء إنما يَظْهَرون في كثير من الأحيان لا بقوتهم، ولا بمكرهم وكيدهم وشدة بأسهم، إنما يَنفُذُون ويتسلَّطون على الأمة بأسباب داخلية، لذلك الهزيمة الحقيقة هو أن نُهزم من داخلنا، والنصر الحقيقي أن ننتصر علينا حيث قال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ }(محمد:7) ونصر الله هو بامتثال طاعته، بأخذ توجيهاته، بسماع وقبول ما جاء به في كتابه، وما جاء في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وهنا مسألة أحب أن أختم بها هذه المقدمة قبل أن نتحدث عن أسباب التنازع، وطرق معالجة هذا التنازع، وكيف نحوِّلُه إلى تعاونٍ.
عندنا قضية الفشل، الفَشَل في الآية قد يتصور بعض الناس أنه لا يكون إلا في الهزيمة العسكرية، والحقيقة أن الفشل الذي ذكَرَته الآية لا يقتصر على هذه الصورة فقط، هذه الصورة من صور الفشل في الحياة، لكن التنازع هو فشلٌ في أمور الحياة كافَّة، في أمور الحياة الاقتصادية، في أمور الحياة الاجتماعية، في أمور الحياة التنموية، في أمور الحياة السياسية، في أمور الحياة بشتى صورها، فلا يقتصر الفشل فقط على القتال ومنازلة الأعداء وما أشبه ذلك، بل هو فشلٌ في كل النواحي، ولذلك قال: { وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }، وذَهاب الريح هو ذهاب كل أسباب النصر، وكل أسباب الظَّفَر، وكل أسباب العِزَّة، وذلك بمجموعه، في اقتصادٍ، وفي اجتماعٍ، وفي سياسةٍ، وفي تنميةٍ، وما إلى ذلك من نواحي الحياة.
المذيع: طبعًا نذكِّر من انضم إلينا الآن بموضوع حلقتنا اليوم وهو عن قوله -سبحانه وتعالى-:{ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا }، ويمكن لجميع المستمعين الكرام أن يشاركوا معنا في هذه الحلقة من برنامج الدين والحياة عبر الأرقام التالية 0126477117 و0126493028، شيخ خالد عندما نستحضر الآية الكريمة في سورة آل عمران عندما قال الله -سبحانه وتعالى-: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا }(آل عمران:103) يعني يجدُر بالذكر أن هناك أُمورًا معيَّنة ينبغي أن نتمسك بها حتى نقيَ أنفسنا من الوقوع في الخلاف وفي النزاع الذي حذَّرنا الله -سبحانه وتعالى- منه، فعندما نستحضر الآية الكريمة، النزاع الذي حذَّرنا منه في القرآن الكريم.
الشيخ: بالتأكيد يا أخي الكريم إن أعظم ما يُقطع به أسباب النزاع بين الناس هو الاعتصام بالله -عز وجل-، الاعتصام بحَبْله، ولذلك أكَّد الله -جل وعلا- على هذا الأمر في مواطن عديدة من كتابه، وجاء الأمر به صريحًا في قوله: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا }، ثم الله -عز وجل- عاد بتذكيرهم بما كانوا عليه من فُرقة واختلاف وتنازع قال: { وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا }(آل عمران:103) جَمَعَت الأمر بالاعتصام بحبل الله والنهي عن التفرُّق، ثم تذكير الناس بحالهم التي كانوا عليها مما حفظه التاريخ أو مما يشهَدونه في حال الأمم من التفرق والتنازع والعداوة التي تكون بينهم لولا ما أقامه الله تعالى من رباط الإيمان.
فالاعتصام بحبل الله جميعًا يقطَع كلَّ خلاف ويُزيح كل فرقة، ولهذا أمر الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله، ثم أكَّد أنه قد يقع بين الطائعين لله ورسوله تنازعٌ فكيف يعالجون هذا التنازع؟ بالاعتصام بالله -عز وجل- قال: { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }(النساء:59) تجتمع عليهم القلوب وتلتئم بهم الأمم والجماعات، عاد إلى ذكر التنازع وهذا كله لا يمنع أن يقع شيء من التنازع بين أهل الإيمان، لكن ما العلاج في مثل هذه الأحوال؟ { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ } الردُّ إلى الله والرسول هو بيان بعض ما أمر الله تعالى به في قوله: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا } فإن الردَّ إلى الله ورسوله هو اعتصامٌ بحبل الله -عز وجل- الذي أمر بالاعتصام به في قوله: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا }
لذلك من أقصر الطرق وأيسر السبل التي يُقطع بها التنازع بين الناس أن يكونوا على تأهُّبٍ واستعدادٍ تامٍّ للانقياد لحكم الله -عز وجل- والاعتصام بحبلِه؛ وذلك خروجًا من كل مُنازعة ووقاية لشرِّ كل ما يمكن أن يكون شرًّا في حال الأمة وهذا الذي ذكره الله تعالى هنا في الآية: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ }(النساء:59) هو ما أمر الله تعالى به في قوله: { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }(الأنفال:46) هناك نهى عن التنازع بعد الأمر بطاعة الله ورسوله وبيان عاقبة التنازع، لذلك الآية تقول: { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا }(الأنفال:46) فنحن مطالَبون بطاعة الله ورسوله، إذا حقَّقنا ذلك على وجه الكمال فإننا سنَقِي أنفسَنا ومجتمعنا من شرور التنازع والاختلاف والتصادم والتجاذب الذي عاقبته الفشل وذَهَاب الريح، والله تعالى ذكَّر بأمر لعلنا نتناوله في ثاني أسباب الاجتماع يعني من أسباب وقاية الشرور والتنازع: الاعتصام بالله -عز وجل- والاعتصام بحبل الله.
المذيع: لعلنا نستكمل يا شيخ أسباب البعد والوقاية من التنازع بعد أن نأخذ هذا الاتصال من المستمع أبو عبد الرحمن من جدة، حياك الله أخ أبو عبد الرحمن.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المذيع: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: أسعد الله مِساك بالخير ومسى الله شيخنا الشيخ خالد، ونخبره أننا نحبه في الله تبارك وتعالى، ونفع الله به العباد والبلاد، وزاده علمًا ورفعةً في الدارين، شيخي الكريم شيخ خالد يعني هناك مُداخلة وفي نفس الوقت عندي سؤال أما السؤال فما هو العلاج الأنفع إذا تنازع الزوجان في أي شيء في داخل البيت؟ أما المداخلة يا شيخ خالد يعني كان لكم تعليق مسبق في إحدى القنوات، وأتمنى يعني بما أن الإذاعة إذاعة "نداء الإسلام" يتابعها كثير من الشباب الفئة الغالية على قلوبنا، وبعض الشباب لهم الميول يعني الرياضية بين الأندية، وأصبح النزاع الآن يا شيخ خالد مما يَندَى له الجبين والله، وأصبح بعض المجالس إلا ما رحم الله تعالى فيها من الشِّقاق والنزاع بسبب هذه الأندية الرياضية، فهلا وجَّهتم كلمة، حتى بعض مُعبِّري الرؤى أو مفسِّري الرؤى والأحلام أصبح يدخل الكرة في الرياضة، وأصبح يعبِّرون حسب الميول فما توجيهُكم لهم عمومًا، ولنا أجمعين ونفع الله بكم شيخ خالد، وأشكر لكم سعة صدوركم وصبركم علينا، بارك الله فيكم.
المذيع: شكرًا أبا عبد الرحمن، طيب نأخذ أيضًا عبد العزيز الشريف من الرياض حياك الله أخ عبد العزيز.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المذيع: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
المتصل: أسعد الله مساك يا أستاذ عبد الله بكل خير.
المذيع: أسعد الله مساك، حياك الله أخ عبد العزيز.
المتصل: وحيا الله شيخنا الفاضل الشيخ خالد، جزاه الله كل خير، وبارك الله في علمه ونفع به الإسلام والمسلمين، فضيلة الشيخ يقول الله -عز وجل-: { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ }(النساء:83) الآية، ألا ترى معي أن القرآن العظيم والسنة النبوية جاءت للقضاء على هذا التنازع؟ وأيضًا -بارك الله فيك- هناك فئة من الناس لا همَّ لها إلا التنازع لا همّ لها إلا التناحر، بلادنا هذه السعودية -حفظها الله- من كل مكروه، وفي الوقت القريب الآن هجموا وقبضوا على ثُلَّة من هؤلاء الناس الذين خرَّبوا وفجَّروا ودمَّروا يريدون ماذا؟ يريدون التنازع؟ يريدون الخراب؟ ما هو توجيهك لمن خرج عن جادَّة الصواب، وعن جادة الكتاب والسنة، وأثار هذه المصيبة التنازع في بلادنا؟ وجزاكم الله كل خير.
المذيع: شكر الله لك شكرًا أخ عبد العزيز الشريف، نذكر مرة أخرى بأرقام التواصل لمن أراد أن يتواصل معنا في هذه الحلقة من برنامج "الدين والحياة" الرقم الأول: 0126477117 والرقم الثاني 0126493028 شيخ خالد إذا تفضلتم نستكمل أسباب التنازع، ثم نأتي إلى الأسئلة التي طرحها المستمعون الكرام.
الشيخ: نعم، هو يا أخي الكريم نحن نتحدث إلى، لا يتوجه الحديث إلى نوع ونمط من التنازع، نحن نتحدث عن التنازع بكل صوره، سواء كان تنازعًا بين أفراد، أو بين زوجين، أو بين جماعة وعائلة، أو كان بين أفراد المجتمع، أو بين عامة الأمة، فنحن نتحدث عن التنازع وأثره على الأمة بوجهٍ عام باختلاف أنواع التنازع: تنازع رياضي، تنازع قَبَلي: تنازع مالي: تنازع عِرقي، بكل صور التنازع، النهي عن التنازع هنا ليس عن صورة منه، بل هو عن كل صوره، وعن كل بواعثه، وعن كل أسبابه، سواء كان دينيًّا أو كان دُنيويًّا يجب أن يرعى هذا الأمر في قوله: { وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }(الأنفال:46).
فإن الله نهى عن التنازع ولم يذكر موضوعه، فيشمل كل أوجه التنازع وصوره.
هذا مهمٌّ أن نستحضره عندما نتحدث عن التنازع، حتى لا ينصرف الذهن إلى نَمَطٍ من أنماط التنازع، ونغفل عن بقيَّة صوره فإن التنازع بوَّابةُ البغضاء، التنازع بوابة الشحناء، التنازع بوابة الافتراق، التنازع بوابة الانحراف، التنازع سهمٌ في أيدي أعدائنا يصيبونا به إذا لم نحصِّن أنفسنا منه، وتكلمنا عن الاعتصام بالكتاب والسنة، وأنه من أعظم أسباب الوقاية من شرور التنازع، وهذا المعنى معنىً مهمٌّ وجليل ذكرت أن الآية الكريمة أشارت إلى سبب آخر من أسباب الوقاية من التنازع، وهو ضرورة الصبر، المجتمعات لا تخلو من خلافات، وكل تجمع بشري ولو كان ضيِّقًا لابد أن يقع فيه شيء من الخلاف، لابد أن يقع فيه شيء من التجاذب في أمرٍ من الأمور، التنازع في شيء من الأشياء، إلا بالصبر، ولذلك قال الله تعالى:{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }، ثم قال: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }(الأنفال:46).
نحن بحاجة إلى أن نُفعِّل الصبر في كل ما نُصادفه من أسباب الفرقة، في كل ما يصادفنا سواء كان فيما يتعلق بالأسر والعوائل والعلاقات الشخصية، أو فيما يتعلق بعموم الأمة، لابد من الصبر، لابد من سعة الصدر، لابد من الأناة، لابد من تغليب المصلحة، مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد؛ لأجل أن نتوقَّى شرور الفشل الذي لن يصيب من استجاب إلى التنازع وأثاره، وسعى إلى إغارة الصدور وإشاعة التباغض، إنما سيصيب الجميع ضرر التنازع إذا استجابت له الأمة، واشتغل به أفرادها، لن يصيب به فقط الذين يُثيرون التنازع كما ذكر الأخ عبد العزيز قبل قليل أن هناك من يثير الفرقة ويسعى إلى التنازع، الشر لن يصيب هؤلاء فقط، إنما سيصيبنا جميعًا إذا لم نأخذ بأسباب قطع عوامل الفرقة، إشاعة روح التعاون، بث روح التوافق والاجتماع على الجوامع التي تجمع القلوب في كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه، بذلك نقطع الطريق على كل من سعى في الأمة شرًّا، وبهذا نحن ننجو وتنجو الجماعة، لكن إن غرقنا في النزاعات واستجبنا للمُستفزَّات ولم نراع حفظ الجماعة واجتماع الكلمة فإننا سنقع في شرٍّ عظيم، ولهذا توالت النصوص النبوية في غضِّ الطرف عن الأخطاء، والصبر على القصور مراعاةً للاجتماع ونبذًا للفرقة والنزاع.
في الصحيحين من حديث ابن عباس -رضي الله تعالى- عنه يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كرِه من أمِيرهِ شيئًا فَلْيَصبِر؛ فإن من خَرَج عن السُّلْطان شِبرًا مَات ميتةً جاهلية»[صحيح البخاري:7053، مسلم:1849/56] وفيهما أيضًا من حيث ابن عباس أنه قال صلى الله عليه وسلم : « مَن رأى من أَمِيرِه شيئًا يَكْرَهُه فليصبِر عليه، فإنه مَن فَارَق الجمَاعةَ شِبْرًا فَمَات إلا مَاتَ مِيتةً جَاهِلَيَّة»[صحيح البخاري:7053، مسلم:1849/55]هذا المعنى العظيم الذي يجعل مصلحة الاجتماع، مصلحة الائتلاف، مصلحة جمع الكلمة فائقةً على ما يمكن أن يكون من ضرر خاصٍّ، أو ضررٍ فردي، أو ضررٍ في جانب من جوانب الحياة؛ فإن الخروج عن الجماعة والانفعال لعوامل التنازع والفرقة سيؤدي إلى ذهاب كل المكتسبات، يعني الذي يشكو ذهاب مكتسب معين بسبب نوع من الظلم، وقد يسلك طريقًا غير شرعي في معالجة هذا الخطأ سيؤدي إلى ما هو أكبر وأعظم مما يفقده من مكاسب أكثر.
لهذا جاء في الصحيحين من حديث أنس بن مالك، عن أسيد بن حضير أن رجلاً من الأنصار قال: يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلانًا؟ قال صلى الله عليه وسلم: «ستَلقَون بَعدِي أَثَرَة فاصبروا حتى تلقَوني على الحَوضِ»[صحيح البخاري:3163، ومسلم:1845/48]،وهذا التوجيه النبوي هو توجيهٌ للأمة في أن يسعَوا إلى الاجتماع.
وفي حديث حذيفة ما يؤكِّد هذا المعنى بشكلٍ جليٍّ، في صحيح الإمام مسلم من حديث حذيفة يقول حذيفة: «قلتُ: يا رسول الله إنا كُنَّا بشرٍّ فجاء الله بِخَيرٍ، فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شرٌّ؟، قال: نعم، قلت: هل وَرَاء ذلك الشر خيرٌ؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم: قلت: فهل وراء ذلك الخير شرٌّ؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم، قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي، ولا يستَنُّون بِسُنَّتي، وسيقوم فيهم رجالٌ» انظر أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ثمة قصور في التزام هديه، والقيام بسنته، لكن انظر إلى أولئك الذين خرجوا يزعمون إصلاح هذا الخلل قال: «سيقوم فيهم رجالٌ قلوبُهم قلوبُ الشياطين في جُثمان إِنس»، قال: قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ انظر إلى التوجيه النبوي الذي يراعي مصلحة الاجتماع، ولو تغاضى الإنسان عن، وتغافل عن الخطأ والقصور الذي قد يكون موافِقًا للعمل، ويكون من جِبِلَّة وطبيعة الإنسان قال: «تَسْمَع وتُطِيع للأمير وإِن ضرَب ظَهرَك وَأَخَذَ مالك، فاسْمع وأَطِع».[صحيح مسلم:1847/52]
بعض الناس إذا سمع هذا الحديث قال: هذا تسويغ للظلم، وقبول به، يا أخي النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطِق عن الهوى، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يُقرَّ الظلم لكن بيَّن لنا الطريق الذي ننجو به وتنجو به الأمة مما يمكن أن يكون من الأخطاء التي جُبِلَت عليها طبائع الناس، وقد يواجه الإنسان في مُجتمعه الضيق أو الواسع أن الحرص على الاجتماع وتغليب مصلحة الأُلفة واستحضار اجتماع أهل الإسلام والتئام شملهم أعلى وأعظم من الضرر الذي يمكن أن يكون واقعًا على الفرد في بدنه أو في ماله تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرَك وأخذ مالك، قال صلى الله عليه وسلم: «فاسمع وأطع» إذًا نحن بهذا المأخذ فيما يتعلق بأننا يجب أن نصبر لتحقيق مصلحة الاجتماع على الحق، التوافق على البر التعاون على التقوى أمر مهم.
يا أخي هنا مسألة الآن في القضايا الاجتماعية أحيانًا يقع حَدَث ويفترِق الناس في معالجَتِه وينقسمون إلى قسمين سواء كان حدثًا يتعلق بجهة حكومية كبعض التصرفات التي قد تُنتَقد على جهة من الجهات، أو تنازع في مسألة من المسائل التي يعيشها الناس في معاشهم، أو فيما يتعلق بمصالح دنياهم، أو فيما يتعلق باللهو كالتنازع الرياضي، أو ما أشبه ذلك إذا لم يُفَعَّل الصبر والبعد عن الاستجابة لمثيرات الفرقة والنزاع فإن المجتمع سيتمزَّق، وعوامل التمزق التي هي من مَدَاخل الشيطان وأوليائه من أعداء الأمة كثيرة جدًا، وأضرب لذلك مثلاً حتى لا نُحلِّق في كلام نظري قد لا يستطيع بعض الناس تنزيلَه على الواقع يعني الآن مثلاً ما هو جاري في بعض الجهات من النقاش حول بعض تصرُّفات أفراد الهيئة، وانقسام الناس بين مؤيِّد ومعارض يعني هذا نوع من أنواع التنازع الذي نحتاج أن نفعِّل فيه ما أمر الله -عز وجل- به من ترك التنازع؛ لأنه طريق الفشل، وتأكيد أنه لا تعالج الأخطاء بالسكوت عليها، كما أنه لا تُعالج الأخطاء بالتشهير بها والتعميم لها، يعني عندما يقع خطأ فإنه ليس صحيحًا أن تقول: لا، هذا ليس خطأ وهذا صح، بل لابد أن تقول: هذا خطأ ولابد من تقويمه وإصلاحه، لكن أيضًا المعالجة الأخرى التي ستنحى إلى أنه هذا الخطأ معناه أنه هذا الجهاز أو هذه الجهة لا تُصلِح ويجب إلغاؤها وما إلى ذلك، هو إهدار لما فيها من المصالح، وكلا الطريقين طريق سلك مسلكًا يُفضي إلى التنازع، والعدل هو المطلوب أن نُجمِّع القلوب وأن نؤلِّف بين أفراد المجتمع، وأن نجتمع على كلمة حقٍّ، وأن نقول للمخطئ: أخطأت، وللمحسن: أحسنت، وأن يعاقب من أخطأ لكن دون أن يكون ذلك مَنفَذًا ومَدخلاً للتشفِّي أو للانتقام أو لتحقيق أهداف قد تكون بعيدة عن الحق والهدى، وفي كل الأحوال نحن بحاجة إلى أن نصبر، وأن نفعَل ما أمر الله تعالى به بعد نهيه عن التنازع، أيها المستمع الكريم تأملوا الهدي النبوي في جمع القلوب وفي تأليفها.
مع هذا كله ماذا صنع؟ جاء وأمر بإخراجه من قبره ووضعه على حِجرِه -صلوات الله وسلامه عليه- الشريف وأَشعرَه شيئًا من ثيابه -صلوات الله وسلامه عليه- كُفِّن فيه، كل هذا مراعاة للاجتماع، وتغليبًا لقطع أسباب المنازعة، وحرصًا على أن يطيب خاطر مَن حولَه، ومن ارتضى بمكانته حيث كان كبيرًا في قومه، كل هذه المصالح راعاها النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا فيه سموٌّ بالنفس وعلو جوانب تخصه لتحقيق مصلحة عامة إما طلبًا للأجر أو طلبًا للاجتماع، وكلاهما مما يؤجر عليه الإنسان، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:« أنا زَعِيمٌ بِبَيتٍ في رَبَض الجنة لمن تَرَكَ المِرَاء ولَو كان مُحِقًّا»[سنن أبي داود:4800، وصحح الألباني في الصحيحه:273]؛ لأن المراء هو طريق التنازع، فترك المقدمة يفضي إلى ترك النتيجة وإلى التنازع والاختلاف والفشل، فرتب عليه الأجر عندما يكون الجدال والنقاش مُفضيًا إلى فرقة وخلاف، وهذه المعاني تحتاج إلى سموِّ نفس وإلى تغليب للمصلحة العامة وبعد نظر في معالجة الأمور.
النبي صلى الله عليه وسلم لما جرى من المنافقين ما جرى في إحدى الغزوات في غزاةٍ غزاها -صلوات الله وسلامه عليه- حصل خلاف بين مهاجريٍّ وأنصاريٍّ فقال الأنصاري: يا آل الأنصار استنجد بالأنصار، وقال المهاجري: يا آل المهاجرين، الآن خلاف شخصي تحوَّل إلى استنفار واستنهاض لجماعات الأنصار والمهاجرين سمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة قال: «ما بال دعوى الجاهلية؟» قطع النبي صلى الله عليه وسلم بذرة الشقاق والفرقة والنزاع من أولها قال: «ما بال دعوى الجاهلية؟» يعني ما الذي جاء بها حتى ولو كانت بأسماء طيبة، يعني الأنصار اسم ممدوح في القرآن والسنة، والمهاجرون اسم ممدوح في الكتاب والسنة ومع ذلك جعل الانتخاب لهذه الأسماء والاعتزاز بها والاستنهاض بها لمعنى جعله من دعوى الجاهلية قالوا: يا رسول الله كفأ فلان رجل من الأنصار، فقال:« دعوها فإنها مُنتِنَة» سمع ذلك عبد الله بن أُبَيٍّ قال: فعلوها، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأَعَزُّ منها الأذل، شوف هؤلاء الذين ينفُخُون، النبي صلى الله عليه وسلم قطع المُنَازَعة وجَمَع الصفَّ، ونهى عن هذه الدعاوى الجاهلية، وقال:« دعوها» اتركوها «فإنها منتنة» لكن هناك من ينفخ في هذه الأحداث ليفرِّق، عبد الله بن أبي وهو من المنافقين قال: فعلوها والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعَزُّ منها الأذل فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، قام عمر لما سمع، مفهوم من يريد بالأعز ومن يريد بالأذل؟ يريد بالأذل النبيَّ صلى الله عليه وسلم والمهاجرين، والأعز يريد به قومَه، ومن سار وراء هذه الدعوى الجاهلية، قام عمر وقال: يا رسول الله دعني أَضرِب عنق هذا المنافق: قال النبي صلى الله عليه وسلم:« دعه»،لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: إنه ليس منافق، أقر النبي صلى الله عليه وسلم عمر على وصفه هذا الرجل أنه منافق لكن قال دعه لماذا؟ قال:« لئلا يَتَحدَّث الناسُ أنَّ محمدًا يَقتُل أصحابه»[صحيح البخاري:4905، مسلم 2584/63]، يعني انظر إلى السموِّ والارتفاع وتغليب المصلحة العامة وبعد النظر في المواقف والأحداث يا أخي خطأ أن يتنازع المجتمع في قضايا جزئية قضايا قد توصف بأنها هامشية أمام هذه التحدِّيات التي تواجهها بلادُنا وتحيط بنا من كل مكان، ليس من الرشد ولا من العقل ولا من الدين ولو انخرط في هذا النقاش مَن انخرط، يعني ليس العبرة بأنه دخل فلان وفلان العبرة بهل هذا الدخول صحيح أو لا؟ وهل هذا يحقق المصلحة الشرعية أو لا؟ هذه أمور لابد من التنبه لها ونحن بحاجة إلى تأكيدها؛ وذلك لحمايتنا جميعًا، لمَّا نتكلم عن هذا الكلام نحن لا نقصد حماية جهة على جهة ولا نقصد حماية فئة على فئة.
المذيع: تغليب المصلحة العامة.
الشيخ: إنما نقصد تحقيق المصلحة العامة بالنظر إلى ما يجمع القلوب ويؤلف ذات البين ويبعد عنا كلَّ أسباب الشر والفساد.
المذيع: شيخ خالد هذا اتصال من أحمد الشعث من الرياض حياك الله أخ أحمد.
المتصل: حياك الله يا مرحبًا.
المذيع: مرحبًا تفضل.
المتصل: السلام عليكم، سلامنا لفضيلة الشيخ ولحضرتك.
المذيع: اسمعني من التليفون بارك الله فيك، طفي صوتي الراديو بارك الله فيك.
المتصل: سؤال لفضيلة الشيخ عايز أعرف الضابط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هل أنا مطالب في الأماكن العامة زي الحدائق والأماكن دي لما نشوف منكر ننهى عنه مع وجود المنكر ده بكثرة في الأماكن دي؟ وهل الأمر بالمعروف ده فرض عين أم فرض كفاية عليا؟ يعني حديث الرسول عليه الصلاة والسلام :« من رأى منكم منكرًا فَلُيغَيِّرْه»[صحيح مسلم:49/78] ،بقلبه، بيده هل أنا مطالب أن أُغِيَّر المنكر بيدي؟ وإذا كان المنكر ده شائعًا؟ يعني أصبح شائعًا في المجتمع اللي إحنا فيه وشكرًا جزيلاً.
المذيع: شكرًا لك أخ أحمد، ولو أن السؤال لم يكن في صلب الموضوع لكن لا يمنع أن نأتي عليه بشكل سريع فيما يتعلق بضوابط إنكار المنكر إجابة على سؤال الأخ أحمد.
الشيخ: هو يا أخي الكريم يعني لعلنا نتكلم في حلقة مستقلة ما يتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأصوله وضوابطه وآدابه لكن نستكمل النقطة التي نتكلم فيها؛ لأنه حقيقة من المهم أن يظهر هذا في هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه حتى يفهم الناس أن تغليب المصلحة العامة أو تغليب مصلحة الاجتماع أمر جاءت به الشريعة، وليس أمرًا اجتهاديًّا حتى يقال: والله أنتم بهذا تَسكُتون على المنكرات، النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليسكت عن منكر، ولم يكن ليتغافل عن خطأ يجب عليه تغييره، لولا أن الشريعة كانت على هذا النحو تُغَلِّب جانب الاجتماع، جانب الائتلاف، جانب الإصلاح على الفرقة والتنازع والخصام.
المذيع: يعني هناك مصالح عليا مراعاة في جميع الأوامر التي جاءت في الشريعة.
الشيخ: نعم عبد الله بن مسعود يقول -رضي الله تعالى عنه-: "ما تكرهون في الجماعة- يعني ما نكرهه في الجماعة مع ما يوجد فيها من نقص- خيرٌ مما تحبونه في الفرقة"[مصنف ابن أبي شيبة:37337، والحاكم في مستدركه، وقال:صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ، ووافقه الذهبي]وأكد هذا في معاني، في كلمات كثيرة، وقد جاء مرفوعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «وما تَكرَهون في الجَمَاعة خَيرٌ مِمَّا تُحبُّون في الفُرقة، وَفِي الجماعة رَحمَة وفي الفُرقة عَذَاب»[أخرجه أحمد في مسنده(18449) شطره الثاني من حديث النعمانt، وفيه:«وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ »وسنده ضعيف. والشطر الأول الصحيح وقفه على ابن مسعودt]، وهذا وإن كان إسناده ضعيفًا لكن معناه في قصة صلاته وراء عثمان، عثمان -رضي الله تعالى عنه- اجتهد في مِنى فصلَّى أربعًا، فقال عبد الله بن مسعود: "صليت مع رسول الله ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين وفي صدر خلافة عثمان من إمارته أن لي من أربع ركعاتٍ ركعتين مُتَقَبَّلَتين".[عبد الرزاق في مصنفه:4269، والطبراني في الأوسط:6637. وصححه الألباني في الصحيحة:1/444].
هكذا يقول عبد الله بن مسعود يعني يُنكِر الزيادة التي حَدَثت من عثمان -رضي الله تعالى عنه- انظر حصل أنه صلى وراء عثمان.
المذيع: كذلك قصة بناء الكعبة[القصة أخرجها البخاري في صحيحه:1586، وفيها:«لَوْلاَ أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ لَأَمَرْتُ بِالْبَيْتِ، فَهُدِمَ....»الحديث].
الشيخ: صلى أربعًا فلما قيل له: عبت على عثمان، ثم صليت أربعًا ماذا قال؟ قال: الخلاف شرٌّ، هنا لا يشير إلى خلاف وجهات النظر، قد تختلف وجهات النظر لكن لما ينتقل الخلاف من كونه خلافًا في وجهات نظر إلى خلاف قد يؤدي إلى فُرقة، إلى اعتراض، إلى انقسام، إلى تَشَرذُم في المجتمع عند ذلك يتحقق الخلاف شرٌّ.
عبد الله بن مسعود ما تَنَازل عن رأيه ولا رَجَع عن قوله، لكنه في الترجمة العملية غَلَّب جانِبَ الاجتماع على ما كان يراه من أن ما فعله عثمان خلافُ السنة.
المذيع: كذلك يا شيخ ما يُتداول في قصة بناء الكعبة وغير ذلك من الأمور التي غُلِّب فيها جانبُ عدمِ إثارة النزاع والخلاف بين المسلمين ربما يدخل في هذا الباب الذي حذَّر منه الله سبحانه وتعالى.
الشيخ: صحيح، ولهذا ينبغي أن يُنظر إلى الأمر بنظر أوسع من المضايق والجزئيات والانتصار في قضية معينة، هذا الانتصار الحقيقي هو في أن نَتَعاون أن نُشِيعَ روح الائتلاف في المجتمع ليس أن ننتصر في رأي أو في اجتهاد أو في مُفرَدةٍ من المفردات. طيب هنا مسألة يا أخي قد تؤرِّق بعض الناس هل يعني هذا أن نسكت على الخطأ إذا كان ثمة خطأ فلا نتكلم فيه؟ الجواب: لا الله تعالى قال: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }(آل عمران:110) لكن ينبغي أن يكون الأمر بالمعروف وأن يكون النهي عن المنكر، أن يكون تقويم الخطأ، أن يكون تصويب تقويم المعوج وتصويب الخطأ، أن يكون ذلك وفق آداب الشريعة على ما تُوجِبه الشريعة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وفق ما اقتضته الآداب الشرعية والأحكام الشرعية لا وفق ثَوْرات الغضب والانتصار للنفس أو ما إلى ذلك، فأعظم ما يحقق الائتلاف ويقطع التنازع هو أن نعرف أن التنازع سيعقُبُه فشلٌ في أمر ديننا وأمر دنيانا والله تعالى ذكر ذلك: { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ } ثم قال { وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ }(آل عمران:152) إلى آخر ما ذكر الله -عز وجل-، فذكر الله تعالى أنه حقَّق لهم الوعد بالنصر لكن تخلَّف ذلك لأمور ثلاثة: الفشل { حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ }، والفشل هذا هو النتيجة النهائية { وَتَنَازَعْتُمْ }، وقع النزاع بينكم في الأمر وهذا فيما وقع من تنازع الرُّمَاة { وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ } وهو النصر الذي كنتم تأملونه، فأنا أقول لكل مؤمن وكل مؤمنة وكل من يرجو ثواب الله ويرجو ما عنده من عاقبة: أن يغلب التعاون على البر التقوى، وأن يبعد عن أسباب النزاع، وقد يقول قائل: إن هناك من يستثير ويستفِزُّ نقول: يا أخي عالج الخطأ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «ما بالُ أقوامٍ»[نهج النبيrفي توجيهه من غير تجريح, وقد ورد في غير ما موقف، منه حديث البخاري:750«مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلاَتِهِمْ»] تكلم عن الخطأ دون أن تتكلم عن العرض، أما أن ننتقل إلى التشهير والتربص بالآخرين، وتَلَقُّط العثرات وتضخيم الأخطاء هذا ليس مطلبًا.
المذيع: طيب شيخنا لعلنا يمكن في نصف دقيقة يا شيخ عندما خلق الله -سبحانه وتعالى- العباد خلقهم مختلفين في أخلاقهم، وفي خلقهم، وفي تفكيرهم، وفي توجهاتهم وأفهامهم، كيف يمكن أن نقطع الطريق الموصِّل إلى النزاع والاختلاف من ربما يعني اختلاف بعض وجهات النظر التي قد تسوغ أحيانًا لكنها للأسف أحيانًا قد تؤدي إلى هذا النزاع الذي حُذِّرنا منه.
الشيخ: يعني معرفة النزاع، معرفة كيف نُدير النزاع؟ كيف نتحلَّى بآداب النزاع؟ كل هذه العوامل مهمة، ولعلنا نتناول ذلك في شيء من الحلقات القادمة، فيما يتعلق بأدب الخلاف وما أشبه ذلك.
أسأل الله أن يجعلني وإياكم من المبارَكين، وأن يجمع قلوبنا على التقوى والإيمان، وأن ينصر المقاتلين في كل مكان، وأن يعلي من شأن هذه البلاد، وأن يحفظها من كل سوء، وأن يوفق ولاة أمرنا إلى ما يحب ويرضى، وأن يسدِّد ولي أمرنا الملك سلمان إلى ما فيه خير العباد والبلاد، ويكتب التوفيق لكل من سعى بالخير لهذه الأمة، ويخذل كل من سعى بإشاعة الشر فيها.
المذيع: اللهم آمين شكر الله لكم صاحب الفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور/ خالد بن عبد الله المصلح أستاذ الفقه بجامعة القصيم، والمشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في منطقة القصيم على ما تحدثتم به في هذه الحلقة من موضوعٍ مهم ألا وهو: "التحذير من التنازع والاختلاف "ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعل كل ذلك في موازين أعمالكم الصالحة.
الشيخ: آمين وإياك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المذيع: عليكم السلام، ولكم الشكر الجزيل مستمعينا الكرام على طيب استماعكم وإنصاتكم لنا من خلال هذه الحلقة من برنامجكم "الدين والحياة" تقبلوا تحياتي محدثكم عبد الله الداني، ومن التنفيذ على الهواء الزميل محمد بصويلح، ويتجدد بكم اللقاء في حلقة يوم الأحد المقبل في تمام الساعة الثانية ظهرًا وحتى ذلكم الحين وفي كل حين نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.