قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" والمقصود هنا أن الخلال وغيره من أهل العلم أدخلوا القائلين بالجبر في مسمى " القدرية " وإن كانوا لا يحتجون بالقدر على المعاصي فكيف بمن يحتج به على المعاصي ؟ ومعلوم أنه يدخل في ذم من ذم الله من القدرية من يحتج به على إسقاط الأمر والنهي أعظم مما يدخل فيه المنكر له ؛ فإن ضلال هذا أعظم ولهذا قرنت القدرية بالمرجئة في كلام غير واحد من السلف وروي في ذلك حديث مرفوع ؛ لأن كلا من هاتين البدعتين تفسد الأمر والنهي والوعد والوعيد ؛ فالإرجاء يضعف الإيمان بالوعيد ويهون أمر الفرائض والمحارم والقدري إن احتج به كان عونا للمرجئ وإن كذب به كان هو والمرجئ قد تقابلا هذا يبالغ في التشديد حتى لا يجعل العبد يستعين بالله على فعل ما أمر به وترك ما نهي عنه وهذا يبالغ في الناحية الأخرى ".
"مجموع الفتاوى" ( 8/105-106).