قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" والناس في الشرع والقدر على " أربعة أنواع ":
* فشر الخلق من يحتج بالقدر لنفسه ولا يراه حجة لغيره يستند إليه في الذنوب والمعائب ولا يطمئن إليه في المصائب كما قال بعض العلماء :أنت عند الطاعة قدري وعند المعصية جبري أي مذهب وافق هواك تمذهبت به.
* وبإزاء هؤلاء خير الخلق الذين يصبرون على المصائب ويستغفرون من المعائب كما قال تعالى : {فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك}.
وقال تعالى:{ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم }.
وقال تعالى:{ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه}.
قال بعض السلف : هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم .
قال تعالى {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}.
وقد ذكر الله تعالى عن آدم عليه السلام أنه لما فعل ما فعل قال:{ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}.
وعن إبليس أنه قال:{بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين}.
فمن تاب أشبه أباه آدم ومن أصر واحتج بالقدر أشبه إبليس ...
* وأما " الصنف الثالث " فهم الذين لا ينظرون إلى القدر لا في المعائب ولا في المصائب التي هي من أفعال العباد بل يضيفون ذلك كله إلى العبد وإذا أساءوا استغفروا وهذا حسن ؛ لكن إذا أصابتهم مصيبة بفعل العبد لم ينظروا إلى القدر الذي مضى به عليهم ولا يقولون لمن قصر في حقهم دعوه فلو قضي شيء لكان لاسيما وقد تكون تلك المصيبة بسبب ذنوبهم فلا ينظرون إليها".
"مجموع الفتاوى" ( 8/107-110) بتصرف يسير.