قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" ومن الناس من يحسب أن " الجلال " هو الصفات السلبية و " الإكرام " الصفات الثبوتية كما ذكر ذلك الرازي ونحوه والتحقيق أن كليهما صفات ثبوتية وإثبات الكمال يستلزم نفي النقائض لكن ذكر نوعي الثبوت وهو ما يستحق أن يحب وما يستحق أن يعظم : كقوله : {إن الله هو الغني الحميد} وقول سليمان عليه السلام {فإن ربي غني كريم} وكذلك قوله : {له الملك وله الحمد} فإن كثيراً ممن يكون له الملك والغنى لا يكون محمودا بل مذموماً إذ الحمد يتضمن الإخبار عن المحمود بمحاسنه المحبوبة فيتضمن إخبارا بمحاسن المحبوب محبة له .
وكثير ممن له نصيب من الحمد والمحبة يكون فيه عجز وضعف وذل ينافي العظمة والغنى والملك .
فالأول يهاب ويخاف ولا يحب، وهذا يحب ويحمد ولا يهاب ولا يخاف .
والكمال اجتماع الوصفين، كما ورد في الأثر «إن المؤمن رزق حلاوة ومهابة» وفي نعت النبي صلى الله عليه وسلم «كان من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه».