هل النَّظر إلى العورة يفسد الصيام؟
الواجبُ هو حفظ العورات، قال الله تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾[النور:30]، ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾[النور:31]، فإذا وقعت عين الإنسان على ما لا يجوز النظر إليه من عورة غيره، وجب عليه أن يصرف بصره ولا ينظر؛ لأنه قد جاء فيما رواه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ، وَلَا يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَلَا تُفْضِي الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ»صحيح مسلم (338) ، وهذا يدلُّ على وجوب حفظ العورات.
وفي حديث بهز بن حكيم، عن أبيه عن جده -في المسند- قال: «يَا رَسُولَ اللَّهِ عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟ قَالَ: "احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ"، فَقَالَ: الرَّجُلُ يَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ؟ قَالَ: "إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ فَافْعَلْ»، وهذا يدلُّ على وجوب حفظها، وحتى في حال الانفراد يحفظ الإنسانُ عورته بسترها، قال: «قُلْتُ: وَالرَّجُلُ يَكُونُ خَالِيًا، قَالَ: "فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ"»أخرجه الإمام أحمد في المسند (20034) والترمذي (2769)، وأبوداود (4017)، وابن ماجة (1920) [قال الألباني]: حسن، فمن الاستحياء من الله عز وجل أن يُعظِّمه جلَّ في علاه فيحفظَ عورته، في حال الخلوة إلا أن يكون هناك حاجةٌ أو مصلحة.
فالواجب هو غضُّ البصر عن العورات، فإذا وقعت فليصرفها، ولكن هذا لا يؤثِّر على صحَّة صومه، ولا على صلاته وعبادته.