النِّيَّة الجازمة للفِطر، دون أكلٍ، هل يُفطر بها الصَّائم؟
المعلوم أنَّ حقيقة الصِّيام هي النِّيَّة مع الامتناع، فالصيام مركب من حقيقتين: النية مع الامتناع، أي: الامتناع بالفعل عن الأكل والشرب والجماع، فلو أنه امتنع عن الأكل والشرب والجماع من غير نيَّة ما كان صائماً، ولو أنه نوى ثم أكل فإنه لا يكون صائماً لمخالفة فعله ما نوى، ومن هذا نعلم أنَّ الصوم مركب من أمرين: النية مع الامتناع عن المفطِّرات، وبالتالي إذا فوَّت النِّيَّة في أثناء النهار بأن نوى الفطر فإنَّ الفقهاء قالوا: من نوى الفطرَ أفطر. بمعنى: أنه فوَّت ما يجب عليه أن يستصحبه، من التعبد بنية الامتناع، فكان هذا مفسداً لصيامه، وهذا القولُ هو الصحيح وهو واضح في دليله، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»صحيح البخاري (1)، وصحيح مسلم (1907).وهذا عمل قد خلا عن نيَّةٍ، فلم يكن صحيحاً.