ما حكم صيام من أفطرت قبل المغرب بخمس دقائق؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / تطبيق مع الصائمين / الصيام فتاوى وأحكام / أفطرت قبل المغرب بخمس دقائق
ما حكم صيام من أفطرت قبل المغرب بخمس دقائق؟
الجواب
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإجابة على سؤالك نقول وبالله تعالى التوفيق:
إذا كانت أفطرت ظنًّا منها أن الشمس قد غربت ولم تغرُب فإن صومها صحيح؛ لأن فطرها ناشئ عن جهل بالحال وليس بالحكم، فهي تعرف أنه لا يجوز الأكل في نهار رمضان، لكن هي تجهل: هل بقي النهار أو لا؟ فهي أفطرت بناءً على أنه ليل، وبالتالي صومها صحيح، وقد جرى هذا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح البخاري من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: «أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيمٍ، ثم طلعت الشمس».
إذاً: هم أفطروا بناءً على غلبة ظنِّهم بأن الشمس قد غربت، فلما تبددت الغيوم طلعت الشمس، وتبين أنهم ما زالوا نهاراً فالواجب الإمساك، ولم تذكر رضي الله عنها هل قضوا أو لم يقضوا، ومَعمَر سأل هشامًا الراوي عنها فقال: أبدٌّ من القضاء؟ رأيه أنه لا بد من القضاء، لكن الذي يظهر أنه لا قضاء على من أفطر ظانًّا أن الشمس قد غربت، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا أقبلَ الليلُ من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم».
فإذا فعل بناءً على أن الشمس قد غربت فلا حرج عليه إن شاء الله، فصومهم صحيح، وهذا يتكرر؛ لكن من المهم أن يُنَبَّه المؤذنون الذين يفطر الناس على أذانهم، بأن يتحرَّوُا الوقت الصحيح، وأن لا يتهاونوا في هذا الأمر مما قد يؤدي إلى تفريط الناس أو وقوع الناس في مثل المشكلة، فبعض الأحيان المدن المتجاورة مثل مكة وجدة والطائف تحصل فيها بعض الأحيان إشكالات، فبعض الناس في جدة مثلاً يفطر على أذان مكة، ويحصل نوع من الالتباس والاشتباه بسبب المكان، فهنا أقول: ينبغي التحرِّي والتأكد، فمثلاً بعض أهل الطائف يفطر على أذان المدينة، وأهل جدة يفطرون على أذان المدينة، فيحصل نوع من الالتباس، فإذا كان كذلك فلا حرج، لكن ينبغي التحقق والتأكد من وقت الغروب قبل الشروع في الإفطار؛ لا سيما في مظنة الالتباس والاشتباه؛ لأن الأصل بقاء النهار، يعني: إذا شك هل الشمس غابت أم لا؟ هل أذّن أو لا؟ الأصل أنه لم يؤذن، لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان، فإذا غلب على ظنه أنه أذن ولم يتبين، وتبين بعد ذلك أنه لم يؤذن فالواجب الإمساك وليس عليه قضاء ذلك اليوم.
والأصل في حال الشك يكون تفريطاً، لكن في حال غلبة الظن، الناس جالسين ينتظرون الأذان وهذا يحصل كثيراً أنهم يسمعون "الله أكبر" بسم الله، وهذا هو الطبيعي في حال الناس، وإذا تبيَّن أن المؤذِّن قد تقدم دقيقتين أو ثلاث دقائق أو خمس دقائق فهنا ليس عليهم حرج وليس منهم تفريط؛ لأنهم بَنَوا على أصل صحة خبر المُخبِر بأنه قد غابت الشمس.