نرى بعض التقاويم في شهر رمضان يوضع فيها قسم يُسمَّى الإمساك، ويُجعل قبل صلاة الفجر بنحو عشر دقائق أو ربع ساعة، فهل لهذا أصل من السنة أو هو من البدع؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / تطبيق مع الصائمين / الصيام فتاوى وأحكام / الإمساك قبل الفجر بنحو عشر دقائق
نرى بعض التقاويم في شهر رمضان يوضع فيها قسم يُسمَّى الإمساك، ويُجعل قبل صلاة الفجر بنحو عشر دقائق أو ربع ساعة، فهل لهذا أصل من السنة أو هو من البدع؟
الجواب
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإجابة على سؤالك نقول وبالله تعالى التوفيق:
هذا التقدم الذي أشرت إليه في بعض التقاويم، أو أشار إليه السائل في بعض التقاويم ليس له أصل بلا ريب، ليس له أصل من هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من استحبابات بعض الناس واجتهاداتهم التي خالفوا فيها هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال لأصحابه كما جاء في الصحيح: «لا يمنعنكم أذان بلال فإنه يؤذن بليل»، وهذا يشير إلى الأذان المتقدم على طلوع الفجر، «ولكن أذان ابن أم مكتوم» الذي كان يؤذن عند تَبَيُّن الفجر كما جاء في الحديث: «فإنه كان لا يُؤَذِّن حتى يقال له: أصبحت،َ أصبحتَ» يعني: تبين الفجر، هذا من جهة، وهذا يبين لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم منع الناس من التقدم على وقت الأذان، وقال: «لا يمنعنكم»، ولهذا كلُّ مَن منع الناس بأي وسيلة من الوسائل إما كتابياً أو قولياً من أن يأكلوا مما أحلَّ الله لهم، فقد وقع في مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والله تعالى يقول في آية الصيام: {فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]، فأناط الحكم بالتبيُّن، ولم يُنطْه بالتقدم على التبيُّن باحتياط أو بإمساك متقدِّم على تبين الفجر.
فينبغي الحرص على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وعدم إلحاق الناس حرجاً ومشقة فيما لم يأمرهم الله تعالى به، والأصل في هذا ما جاءت به الأدلة من أنه للناس أن يأكلوا ويشربوا حتى يتبيَّن لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.