×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / الفقه وأصوله / القواعد الفقهية للسعدي / الشرح الثاني / الدرس(3) من قول المؤلف "فاحرص على فهمك للقواعد".

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

يقول –رحمه الله-: فاحرص على فهمك للقواعد ***  جامعة المسائل الشوارد. هذا تنبيه لمهم وهو أن العلم نعمة عظمة لكن الناس يتفاوتون في إدراكه وتحصيله، وهذا واضح يا إخواني كما هم المشتغلون في العلم، المشتغلون في العلم يعني متفاوتون من زمن لزمن لكن عدد ليس بالقليل في كل الأزمان يعني ثمة إقبال وإدبار. الآن لا نقيس عدد المشتغلين بالعلم من خلال ما نشاهده في حلاق العلم يعني نحن قد نحضر أحيانا بعد الحلاق ما فيها إلا خمسة أو ستة من الطلاب فلا نقول: إن العدد قليل لا، نحن نقول: الآن قياس عدد المشتغلين بالعلم هو في حلق العلم في المساجد، وأيضا في الكليات .كم هما عدد طلاب كلية الشريعة وكلية الدراسات الإسلامية، وفي المعاهد العلمية؟  عدد كثير لكن ما الذي يميز هذا عن ذاك سواء كان السلك التعليم النظامي الأكاديمي التعليمي أو التعليم العام أو كان في تعليم المساجد الذي يفارق بلن هذا وذاك هو ما يفتح الله به على العبد من إدراك الضوابط والقواعد. بعد توفيق الله وشرح والصد يعني أسباب كثيرة لكن من أسباب التميز في التعلم والتعليم هو العناية بالتقعيد، كل ما اعتنى الطالب بتقعيد العلم وضبطه بأصوله، وقواعده وضوابطه انفتح له من العلم ما لا حصر له؛ لأن العلم لا حصر له في مسائله وصوره فإذا تتبع الأفراد غرق في بحر الله سحل له، ولا لوجة له لكنه إذا اعتنى بالتأصيل والتقعيد والضوابط جمع له شاردا كثيرا من العلم كما سيشير المصنف –رحمه الله- في هذا النظم؛ ولهذا قال فاحصر أي في تعلمك، وفي العلم النافع على فهمك للقواعد؛ أي على إدراك القواعد بفكرك وعقلك، ونظرك، وتأملك وفكرك احرص على فهمك للقواعد. • والقواعد ما هي؟ قال –رحمه الله-: (جامعة المسائل الشوارد) افهم على أن يقول: فاحرص على فهمك للقواعد، وذكر تعريفا للقواعد قال: وإذا فائدة للقواعد جامعة المسائل الشوارد. هذا يمكن أن يكون تعريفا ويمكن أن يكون توصيفا لكن لو قيل ما هو تعريف القاعدة؟ القواعد جمع: قاعدة، والقاعدة هي القضية الكلية هذا أجود ما يقال في تعريف القواعد. أن القواعد قضايا كليه القاعدة قضية كليه لما نقول: قضية كليه؛ يعني معنا عام، وليس جزئيا فرديا، فالقضية يعني موضوع معنى، ولما نقول: كليه يعني فيه سعى، وعام ويشمل أشياء كثيرة بخلاف الجزئي الذي هو عبارة عن فرد، ومسألة من مسائل متفرقة. إذا القواعد جمع قاعدة والقاعدة هي القضية الكلية هذا تعريف القاعدة عموما سواء إن كانت قاعدة فقهية، قاعدة نحوية، قاعدة حديثيه، قاعدة فيزيائية، قاعدة رياضية. (القواعد) جمع قاعدة: والقاعدة هي قضية كليه. لكن لما تكون فقهية تقول: القواعد الفقهية هي قضايا كلية فقهية، لما تكون حديثيه تقول: القواعد الفقهية الحديثية هي قضايا كلية حديثيه وهلم جر. فقلوه –رحمه الله: (فاحرص على فهمك للقواعد) أي القضايا الكلية في العلم عموما، وفيما يتعلق بالنظم في القواعد الفقهية التي يتحقق بها ما ذكر من الفوائد. • من فوائد القواعد: - جامعة المسائل الشوارد هذه الفائدة الأولى - الثانية: فترتقي في العلم خير الملتقى - الثالثة: وتكتفي سبل الذي قد وفقه إذا المصنف –رحمه الله- ذكر لنا ثلاثة أمور ثلاث فوائد من دراسة القواعد: - الفائدة الأولى أنها تجمع المسائل الشوارد -الفائدة الثانية أنها تسمو بك في العلم وترتقي بك خير مرتقا - الثالثة: وتختفي سبل الذي قد وفق؛ أي: وتسير على طريق الموفقين المحققين من أهل العلم فإن كل من برز من أهل العلم قديما وحديثا إنما برز بعد توفيق الله وأسباب عديدة. من أسباب بروزه: عنايته بالتقعيد والاطراد؛ لأن الاطراد والقواعد لا بد أن تكون مطردة؛ لأن الاطراد دليل الصحة والسلامة، والتناقض دليل الفساد والخطأ، وبالتالي من أراد أن يبلغ ما بلغه ألئك الأفذاذ من العلماء الذين كتب الله لهم علما واسعا، وتحريرا لافتا فليعتني بالقواعد يقعد علمه، وليس هذا فقط القواعد الفقهية في الفقه، في التوحد، في الحديث، في التفسير، في كل علم من العلوم احرص على القواعد ليكن همك في فهم القاعدة وفي تطبيقاتها، وعند ذلك ستبلغ مبلغا عاليا فترتقي في العلم خير مرتق أي أفضل مرتقا وغير هذا إنه أخير مرتقا مكانة بل حتى الطريق الذي تصل فيه إلى الارتقاء سهل؛ ولهذا من مكنه الله من فهم القواعد لم ينتظر في المسائل أن يقف فيها على أقوال أفراد بل كل مسألة ولو كانت جديدة إذا وردت عليه عنده ما يستطيع أن يجيب. لما أقول الفاعل مرفوع تمام عندما الفاعل هو من أسند إليه الفعل فتقول قام زيد زيد إيش حكمه؟ فاعل؛ لأنه أسند إليه الفعل (جاء عمر) نفس الموضوع أي عبارة تأتيك تستطيع أن تعربها عندما تعلم أن الفاعل هو من أسند إليه الفعل بخلاف عندما تحفظ (جاء زيد) وتحفظها وإن زيد هو الفاعل، لما يجيك (جاء بكر) تغيرت الجملة وله لا؟ كيف جاء بكر وين الفاعل؟ هذا مثال ميسر مبسط لفهم كيف تستفيد من القاعدة في حل النوازل؛ لأن النوازل الفقهية لا تقاس بالأيام تقاس أحيانا لاسيما في بعض أبواب الفقه بالساعات كل يوم تيجي نازلة، كل لحظة تأتي نازلة فقهية تحتاج إلى من يضبط القواعد، ويكون عنده دربه في تطبيقها؛ لأنه ليس فقط الظبط والحفظ. الآن هناك من يشتغل بالقواعد حفظا وضبطا وتمثيلا لكن ما فيه دربه في تطبيقها فإذا جمع الله له بفهم القاعدة والتدريب على تطبيقها عند ذلك سيفتح الله له بابا واسعا في الإجابة على ما يرد من مسائل ويجد من حوادث لأنه أصل علمه بالقاعدة فارتقى خير مرتقا . فترتقي في العلم خير مرتقا *** وتقتفي سبل الذي قد وفقا بعد ذلك الآن المصنف هنا بين لنا ضابط العلم النافع أهمية التقعيد في العلم النافع. ما الذي تفيده القواعد؟ انتقل بعد ذلك إلى بيان نظمه، وما جعله في هذه المنظومة يقول: وهذه المشار إليه هو هذا النظم، وهو إما أن يكون مشار إليه قبل التصنيف فيكون المشار إلى ما زوره في نفسه من القواعد، وإما أن يكون هذه المقدمة كتبها بعد فيكون المشار إليه محسوس وهو ما كتبه من القواعد، (وهذه قواعد نظمتها) أي: جعلتها في نظم، والنظم ضد: النثر: وهو أن يصاغ الكلام على نحوي من السلاسة، واليسر على بحر من بحور الشعر يقرب المعنى للقارئ، ويسهل به جمع المعلومة. فالنظم من صفاته: السهولة واليسر والجمع، والحفظ ففيه جملة من الفوائد والمنافع، وغالب من ينظم ينظمون على بحر (الرجز) وهو من أيسر البحور، وقيل: إنه أول ما تكلم به العرب من الشعر، وهذه قواعد نظمتها؛ أي: جعلتها في هذه المنظومة. ثم بعد ذلك بين المصادر التي استفاد منها: (من كتب أهل العلم قد حصلتها) فهذه القواعد ليست مبتكرة إنما وظيفته فيها الجمع. (من كتب أهل العلم قد حصلتها) فهي نتاج مطالعة، وقراءة لكتب أهل العلم. • بعد ذلك عاد بالدعاء لمن استفاد منهم هذه القواعد قال: جزاهم المولى عظيم الأجر    ***  والعفو مع غفرانه والبر (جزاهم المولى): (المولى) هو الله جل في علاه، ولايته هنا هي الولاية الخاصة التي تقتضي الإعلام والإكرام والحفظ فهي ولاية الصالحين، ولاية عباد الله المتقين. (عظيم الأجر) أي: كبير جزيل. فالعظمة هنا في القدر والكيف، في الكم والكيف. (الأجر) أي: الثواب على العمل. ثم بعد ذلك قال: والعفو: أجازهم أثابهم العفو، أعطاهم العفو على ما عملوه وما كتبوه، والعفو هو: التجاوز والترك هذا معناه في هذا السياق؛ لأنه عطف على العفو الغفران. قال: (مع غفرانه والبر) أي: جزاهم العفو مع الغفران. فالعفو هو التجاوز، والغفران هو الستر لكن اقتصر على أحدهما لدل على المعنى الآخر. فالعفو عند الإطلاق كقولك: "اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفوا عني" هذا المسئول أمران: التجاوز مع الستر "رب اغفر لي أو استغفر الله" المطلوب التجاوز مع الستر لكن عندما يقترن العفو بالمغفرة فالعفو التجاوز، والمغفرة الستر، وهذا من تفصيل المطلوب، والإسهاب في مقام طلب المغفرة كما هو شأن دعاء النبي –صلى الله عليه وسلم- في مقامه الاستغفار: «اللهم اغفر لي ذنبي كله دقة وجل، صغيرة وكبير، علانية وسرا اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أعلنت وما أسررت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر» ما إلى ذلك من الصيغة التي جاء فيها الاستغفار يأتي مطنبا؛ لأن الإنسان في عظيم الضرورة إلى المغفرة؛ ولهذا أشار المصنف -رحمه الله- في هذا النظم إلى هذا المعنى في ذكره العفو والغفران مع أن أحدهما يشمل معنى الآخر، والعفو مع غفرانه، والبر هذا عطف على كل ما تقدم من المطلوبات فإنه طلب عظيم الأجر والمغفرة، والبر يحصل به هذا وذاك ويمكن أن يقال: والبر هنا هي الجنة. نسأل الله أن يبلغنا إياها كما قال تعالى: ﴿لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون﴾ [آل عمران:92] وبهذا يكون قد انتهى ما ذكره المصنف -رحمه الله- في المقدمة، وهي في عشرة أبيات تضمنت جملة من المسائل المهمة، والإشارات التي يحتاجها طالب العلم. • ثم بعد ذلك بدأ بأول القواعد قاعدة النية فقال: النية شرط لسائر العمل           فيها الصلاح والفساد للعمل هذه تكون أول ما نقرأه إن شاء الله تعالى في درس غد إن شاء الله تعالى أسأل الله أن يرزقني وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح .

المشاهدات:3946

يقول –رحمه الله-:
فاحرص على فهمك للقواعد ***  جامعـة المسائل الشوارد.
هذا تنبيه لمهم وهو أن العلم نعمة عظمة لكن الناس يتفاوتون في إدراكه وتحصيله، وهذا واضح يا إخواني كما هم المشتغلون في العلم، المشتغلون في العلم يعني متفاوتون من زمن لزمن لكن عدد ليس بالقليل في كل الأزمان يعني ثمة إقبال وإدبار. الآن لا نقيس عدد المشتغلين بالعلم من خلال ما نشاهده في حلاق العلم يعني نحن قد نحضر أحيانًا بعد الحلاق ما فيها إلا خمسة أو ستة من الطلاب فلا نقول: إن العدد قليل لا، نحن نقول: الآن قياس عدد المشتغلين بالعلم هو في حلق العلم في المساجد، وأيضًا في الكليات .كم هما عدد طلاب كلية الشريعة وكلية الدراسات الإسلامية، وفي المعاهد العلمية؟
 عدد كثير لكن ما الذي يميز هذا عن ذاك سواءٍ كان السلك التعليم النظامي الأكاديمي التعليمي أو التعليم العام أو كان في تعليم المساجد الذي يفارق بلن هذا وذاك هو ما يفتح الله به على العبد من إدراك الضوابط والقواعد.
بعد توفيق الله وشرح والصد يعني أسباب كثيرة لكن من أسباب التميز في التعلم والتعليم هو العناية بالتقعيد، كل ما اعتنى الطالب بتقعيد العلم وضبطه بأصوله، وقواعده وضوابطه انفتح له من العلم ما لا حصر له؛ لأن العلم لا حصر له في مسائله وصوره فإذا تتبع الأفراد غرق في بحر الله سحل له، ولا لوجة له لكنه إذا اعتنى بالتأصيل والتقعيد والضوابط جمع له شاردًا كثيرًا من العلم كما سيشير المصنف –رحمه الله- في هذا النظم؛ ولهذا قال فاحصر أي في تعلمك، وفي العلم النافع على فهمك للقواعد؛ أي على إدراك القواعد بفكرك وعقلك، ونظرك، وتأملك وفكرك احرص على فهمك للقواعد.
• والقواعد ما هي؟
قال –رحمه الله-: (جامعة المسائل الشواردِ) افهم على أن يقول:
فاحرص على فهمك للقواعد، وذكر تعريفًا للقواعد قال: وإذًا فائدة للقواعد جامعة المسائل الشوارد. هذا يمكن أن يكون تعريفًا ويمكن أن يكون توصيفًا لكن لو قيل ما هو تعريف القاعدة؟
القواعد جمع: قاعدة، والقاعدة هي القضية الكلية هذا أجود ما يقال في تعريف القواعد. أن القواعد قضايا كليه القاعدة قضية كليه لما نقول: قضية كليه؛ يعني معنًا عام، وليس جزئيًا فرديًا، فالقضية يعني موضوع معنى، ولما نقول: كليه يعني فيه سعى، وعام ويشمل أشياء كثيرة بخلاف الجزئي الذي هو عبارة عن فرد، ومسألة من مسائل متفرقة.
إذًا القواعد جمع قاعدة والقاعدة هي القضية الكلية هذا تعريف القاعدة عمومًا سواء إن كانت قاعدة فقهية، قاعدة نحوية، قاعدة حديثيه، قاعدة فيزيائية، قاعدة رياضية.
(القواعد) جمع قاعدة: والقاعدة هي قضية كليه. لكن لما تكون فقهية تقول: القواعد الفقهية هي قضايا كلية فقهية، لما تكون حديثيه تقول: القواعد الفقهية الحديثية هي قضايا كلية حديثيه وهلم جرَّ.
فقلوه –رحمه الله: (فاحرص على فهمك للقواعد)
أي القضايا الكلية في العلم عمومًا، وفيما يتعلق بالنظم في القواعد الفقهية التي يتحقق بها ما ذكر من الفوائد.
• من فوائد القواعد:
- جامعة المسائل الشوارد هذه الفائدة الأولى
- الثانية: فترتقي في العلم خير الملتقى
- الثالثة: وتكتفي سبل الذي قد وفقه
إذًا المصنف –رحمه الله- ذكر لنا ثلاثة أمور ثلاث فوائد من دراسة القواعد:
- الفائدة الأولى أنها تجمع المسائل الشوارد
-الفائدة الثانية أنها تسمو بك في العلم وترتقي بك خير مرتقا
- الثالثة: وتختفي سبل الذي قد وفق؛ أي: وتسير على طريق الموفقين المحققين من أهل العلم فإن كل من برز من أهل العلم قديمًا وحديثًا إنما برز بعد توفيق الله وأسباب عديدة.
من أسباب بروزه: عنايته بالتقعيد والاطراد؛ لأن الاطراد والقواعد لا بد أن تكون مطردة؛ لأن الاطراد دليل الصحة والسلامة، والتناقض دليل الفساد والخطأ، وبالتالي من أراد أن يبلغ ما بلغه ألئك الأفذاذ من العلماء الذين كتب الله لهم علمًا واسعًا، وتحريرًا لافتًا فليعتني بالقواعد يقعد علمه، وليس هذا فقط القواعد الفقهية في الفقه، في التوحد، في الحديث، في التفسير، في كل علمٍ من العلوم احرص على القواعد ليكن همك في فهم القاعدة وفي تطبيقاتها، وعند ذلك ستبلغ مبلغًا عاليًا فترتقي في العلم خير مرتق أي أفضل مرتقا وغير هذا إنه أخير مرتقا مكانة بل حتى الطريق الذي تصل فيه إلى الارتقاء سهل؛ ولهذا من مكنه الله من فهم القواعد لم ينتظر في المسائل أن يقف فيها على أقوال أفراد بل كل مسألة ولو كانت جديدة إذا وردت عليه عنده ما يستطيع أن يجيب. لما أقول الفاعل مرفوع تمام عندما الفاعل هو من أسند إليه الفعل فتقول قام زيدٌ زيد إيش حكمه؟
فاعل؛ لأنه أسند إليه الفعل
(جاء عمرٌ) نفس الموضوع أي عبارة تأتيك تستطيع أن تعربها عندما تعلم أن الفاعل هو من أسند إليه الفعل بخلاف عندما تحفظ (جاء زيدٌ) وتحفظها وإن زيد هو الفاعل، لما يجيك (جاء بكرٌ) تغيرت الجملة ولَّه لا؟ كيف جاء بكرٌ وين الفاعل؟
هذا مثال ميسر مبسط لفهم كيف تستفيد من القاعدة في حل النوازل؛ لأن النوازل الفقهية لا تقاس بالأيام تقاس أحيانًا لاسيما في بعض أبواب الفقه بالساعات كل يوم تيجي نازلة، كل لحظة تأتي نازلة فقهية تحتاج إلى من يضبط القواعد، ويكون عنده دربه في تطبيقها؛ لأنه ليس فقط الظبط والحفظ.
الآن هناك من يشتغل بالقواعد حفظًا وضبطًا وتمثيلًا لكن ما فيه دربه في تطبيقها فإذا جمع الله له بفهم القاعدة والتدريب على تطبيقها عند ذلك سيفتح الله له بابًا واسعًا في الإجابة على ما يرد من مسائل ويجد من حوادث لأنه أصل علمه بالقاعدة فارتقى خير مرتقا .
فترتقي في العلم خير مرتقا *** وتقتفـي سـبل الذي قد وفقا
بعد ذلك الآن المصنف هنا بيَّن لنا ضابط العلم النافع أهمية التقعيد في العلم النافع. ما الذي تفيده القواعد؟
انتقل بعد ذلك إلى بيان نظمه، وما جعله في هذه المنظومة يقول: وهذه المشار إليه هو هذا النظم، وهو إما أن يكون مشار إليه قبل التصنيف فيكون المشار إلى ما زوره في نفسه من القواعد، وإما أن يكون هذه المقدمة كتبها بعد فيكون المشار إليه محسوس وهو ما كتبه من القواعد، (وهذه قواعدٌ نظمتها) أي: جعلتها في نظم، والنظم ضد: النثر: وهو أن يصاغ الكلام على نحويٍ من السلاسة، واليسر على بحرٍ من بحور الشعر يقرب المعنى للقارئ، ويسهل به جمع المعلومة.
فالنظم من صفاته: السهولة واليسر والجمع، والحفظ ففيه جملة من الفوائد والمنافع، وغالب من ينظم ينظمون على بحر (الرجز) وهو من أيسر البحور، وقيل: إنه أول ما تكلم به العرب من الشعر، وهذه قواعدٌ نظمتها؛ أي: جعلتها في هذه المنظومة.
ثم بعد ذلك بيَّن المصادر التي استفاد منها: (من كتب أهل العلم قد حصلتها) فهذه القواعد ليست مبتكرة إنما وظيفته فيها الجمع. (من كتب أهل العلم قد حصلتها) فهي نتاج مطالعة، وقراءة لكتب أهل العلم.
• بعد ذلك عاد بالدعاء لمن استفاد منهم هذه القواعد قال:
جزاهم المولى عظيم الأجر    ***  والعفو مع غفرانه والبر
(جزاهم المولى): (المولى) هو الله جلَّ في علاه، ولايته هنا هي الولاية الخاصة التي تقتضي الإعلام والإكرام والحفظ فهي ولاية الصالحين، ولاية عباد الله المتقين.
(عظيم الأجر) أي: كبير جزيل. فالعظمة هنا في القدر والكيف، في الكم والكيف.
(الأجر) أي: الثواب على العمل.
ثم بعد ذلك قال: والعفو: أجازهم أثابهم العفو، أعطاهم العفو على ما عملوه وما كتبوه، والعفو هو: التجاوز والترك هذا معناه في هذا السياق؛ لأنه عطف على العفو الغفران. قال: (مع غفرانه والبر) أي: جزاهم العفو مع الغفران. فالعفو هو التجاوز، والغفران هو الستر لكن اقتصر على أحدهما لدل على المعنى الآخر. فالعفو عند الإطلاق كقولك: "اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فأعفوا عني" هذا المسئول أمران: التجاوز مع الستر
"رب اغفر لي أو استغفر الله" المطلوب التجاوز مع الستر لكن عندما يقترن العفو بالمغفرة فالعفو التجاوز، والمغفرة الستر، وهذا من تفصيل المطلوب، والإسهاب في مقام طلب المغفرة كما هو شأن دعاء النبي –صلى الله عليه وسلم- في مقامه الاستغفار: «اللهم اغفر لي ذنبي كله دقة وجلَّ، صغيرة وكبير، علانيةً وسرًا اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أعلنت وما أسررت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر» ما إلى ذلك من الصيغة التي جاء فيها الاستغفار يأتي مطنبًا؛ لأن الإنسان في عظيم الضرورة إلى المغفرة؛ ولهذا أشار المصنف -رحمه الله- في هذا النظم إلى هذا المعنى في ذكره العفو والغفران مع أن أحدهما يشمل معنى الآخر، والعفو مع غفرانه، والبر هذا عطفٌ على كل ما تقدم من المطلوبات فإنه طلب عظيم الأجر والمغفرة، والبر يحصل به هذا وذاك ويمكن أن يقال: والبر هنا هي الجنة.
نسأل الله أن يبلغنا إياها كما قال تعالى: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ [آل عمران:92]
وبهذا يكون قد انتهى ما ذكره المصنف -رحمه الله- في المقدمة، وهي في عشرة أبيات تضمنت جملة من المسائل المهمة، والإشارات التي يحتاجها طالب العلم.
• ثم بعد ذلك بدأ بأول القواعد قاعدة النية فقال:
النية شرطٌ لسائر العمل           فيها الصلاح والفساد للعمل
هذه تكون أول ما نقرأه إن شاء الله تعالى في درس غدٍ إن شاء الله تعالى أسأل الله أن يرزقني وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح .

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94004 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف