قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" ولهذا يغلط كثير من الناس في قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه ميسرة قال: قلت: يا رسول الله متى كنت نبيا؟ وفي رواية - متى كتبت نبيا ؟ قال : «وآدم بين الروح والجسد ».
فيظنون أن ذاته ونبوته وجدت حينئذ وهذا جهل فإن الله إنما نبأه على رأس أربعين من عمره وقد قال له : {بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين}.
وقال : {ووجدك ضالا فهدى}.
وفي "الصحيحين" « أن الملك قال له : - حين جاءه - اقرأ فقال : لست بقارئ - ثلاث مرات - ».
ومن قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان نبيا قبل أن يوحى إليه فهو كافر باتفاق المسلمين وإنما المعنى أن الله كتب نبوته فأظهرها وأعلنها بعد خلق جسد آدم وقبل نفخ الروح فيه كما أخبر أنه يكتب رزق المولود وأجله وعمله وشقاوته وسعادته بعد خلق جسده وقبل نفخ الروح فيه".
"مجموع الفتاوى" ( 8/282-283).