×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح
مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3239

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو النجاة بها من النار.
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، وصفيه وخليل، وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد.
فمرحباً بكم وأهلاً وسهلاً أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة من برنامج " أحكام" الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، في المملكة العربية السعودية.
وهو ضمن برامج مفيدة نافعة، تقدمها الوزارة لحجاج بيت الله تبصيراً لهم وتوضيحاً وشرحاً وبياناً لما يحتاجونه فيما يعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم وفيما يخص نسكهم وقصدهم هذا البيت المبارك.
حياكم الله وأهلاً وسهلاً.
في هذه الحلقة سنتكلم فيها عن المخالفات في الحج، وهي حلقة نتناول فيها جملة من المخالفات التي يقع فيها الناس في حجهم، المخالفات هي في الحقيقة خروج عما ينبغي أن يكون عليه الإنسان من الحال المستقيمة، لأنه لا يوصف أنه مخالف إلا إذا خرج عما ينبغي أن يلتزمه من الأحكام والآداب.
ولذلك يمكن أن نقول إن المخالفات التي يقع فيها الحجاج حقيقتها ترجع إلى محاور أساسية هي مباعث ومناشئ وقوع المخالفة من كثير من الحجاج.
قبل أن نتكلم على هذا أحب أن أنبه إخواني وأخواتي إلى أن الحج في حقيقته تربية عملية للعبد أن يحرص على التزام شرع الله تعالى.
فقد أوجب الله ـ تعالى ـ على الحاج أعمالاً يجب عليه أن يلتزمها في أوقات محددة، وفي صفات محددة، وفي أماكن محددة، كما أنه نهاه ـ جل في علاه ـ عن أعمال يجب عليه أن يسعى إلى اجتنابها، وأن يبذل وسعه في النأي عنها حتى يتحقق له السلامة في حجه، وحتى يتحقق له وصف الحج المبرور.
فإن من أبرز أوصاف الحج المبرور أن يلتزم فيه المؤمن ما أمر الله ـ تعالى ـ به عموماً وخصوصاً.
عموماً: يعني ما أمر الله ـ تعالى ـ به على وجه العموم من إقام الصلاة، وسائر ما فرضه الله ـ تعالى ـ من شعائر الإسلام التي تجب على المسلم.
كما أنه يجب عليه القيام بالواجبات الخاصة والشعائر والأحكام الخاصة المتعلقة بالحج.
هذا وصف أصيل مهم من أوصاف الحج المبرور .
من أوصاف الحج المبرور أيضاً أن يجتنب المؤمن كل ما نهى الله ورسوله عنه، على وجه العموم وعلى وجه الخصوص.
على وجه العموم: كالغيبة والنميمة وأذى المسلمين، وما إلى ذلك من الأعمال التي نهى الله ـ تعالى ـ ورسوله عنها في السمع والبصر وسائر الجوارح، وفي القلب «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ»أخرجه مسلم (2564)، من حديث أبي هريرة.

كل هذه من المناهي العامة .
هناك مناهي خاصة وهي المحظورات يجب عليه أن يجتنبها .
هذا التدريب العملي الذي يشرع للحاج إنما هو تربية ودورة - إذا صح التعبير - تدريبية لفترة أيام محدودة يلتزم فيها الأمر، وينتهي فيها عما نهى الله تعالى عنه، يرجو ثواب الله ويخشى عقابه.
لذلك كانت هذه المناسك المباركة، وهذا الحج حامل للإنسان على أن يبذل وسعه في التزام شرع الله ـ تعالى ـ والتزام ما ينفعه في دينه ودنياه وأن يبعد نفسه عن كل مخالفة.
إذاً: الشعيرة التي هو فيها هي شعيرة تحمل المؤمن على الترتيب، وعلى التنظيم، وعلى الالتزام بما ينفعه، وعلى تعظيم شعائر الله ـ جل وعلا ـ وهذا أبرز الفوائد والمنافع التي يدركها الحاج أن يمتلأ قلبه تعظيماً لربه جل في علاه.
وقد قال الله ـ تعالى ـ ذلك:{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}سورة الحج:32.

{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ}سورة الحج:30.

ولهذا ينبغي أن نعرف أن الحاج من مواصفاته التي ينبغي أن يحرص عليها وأن لا يخل بها أن ينأى بنفسه وأن يبعد عمله عن كل مخالفة تغضب الله ـ جل وعلا ـ سواء كانت هذه المخالفة في حق الله ـ تعالى ـ أو في حق الخلق، فإن الله ـ تعالى ـ أمرنا بإقامة حقه وأداء الأمانة إلى أهلها بإقامة حق الخلق{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}سورة النساء:58.

ولذلك من المهم للحاج، ومن المهم للمسلم أن ينأى بنفسه عن المخالفات، والمخالفات في الحج تنشأ في الحقيقة عن أسباب منها:
أولاً: تنشأ عن عدم إحاطة الحاج بما يجب عليه في حجه، وهذه صفة غالبة في كثير من الحجاج، يأتون وهم ليس عندهم أي علم بما جاءوا من أجله من الأعمال والأحكام والآداب، فتجده يخرج حاجاً يرجو ثواب الله ويرجو فضله، لكن ليس عنده معرفة بما يجب عليه أن يعمله، وهذا في الحقيقة نوع من التقصير الذي ينبغي للحاج أن يتلافاه لأن جهله بما يجب عليه سيوقعه في أخطاء وسيوقعه في مشاق، وسيوقعه في عن ، وسيوقعه في إضرار بنفسه وبإخوانه ويلحقه إثماً من حيث لا يشعر.
ولذلك ينبغي أن يحرص المؤمن أن يبعد نفسه عن هذه الصفة التي هي عدم العلم بما جاء من أجله.
من المهم أن يقرأ الحاج وأن يطالع قبل أن يجيء وإذا فاته هذا أن يستغل وقته في مناسكه - أي في أيام حجه - بمطالعة وقراءة ما يفيده، فإذا أشكل عليه في القراءة والمطالعة فليستمع فإن السماع من وسائل التعلم، ويسأل فإنما ينال العلم بالسؤال، والله ـ تعالى ـ يقول:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}سورة النحل:43.

كثير من الحجاج يغفل عما ينبغي أن يفعله، وبالتالي يقع في مخالفات كثيرة، ترك واجبات، وارتكاب منهيات، بل إحداثات أن يلزم نفسه أيضاً بمشاق لا يعلم السعة التي وسعها الله ـ تعالى ـ والرحمة التي ميَّز بها الشريعة، فبالتالي يقع الإشقاق على نفسه من حيث يريد إحساناً، وقد قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ "كم من مريد للخير لا يبلغه"أخرجه الدارمي (204).

وأنا أدعو نفسي وإخواني إلى التعلم حتى نتوقى شرور الجهل فإن كل شر في الأرض إنما منشأه عدم العلم والجهل .
* الأمر الثاني الذي ينبغي أن يلاحظه الحاج في مسألة المخالافات، مخالفات تتصل بعبادته، وذلاك بالإخلال بالواجبات أو ارتكاب المحظورات، فإن الإخلال بالواجبات الخاصة بالحج أو المحظورات التي منع منها الحاج هي مما يفوت على الحاج الإقامة على شرع الله ـ تعالى ـ على الوجه الذي يرضاه الله جل وعلا.
والله ـ تعالى ـ طيبٌ لا يقبل إلا طيباً، فينبغي للمؤمن أن يبذل وسعه في أن تكون حجته على الوجه الذي يرضاه الله ـ تعالى ـ من حيث إقامة ما أمر الله ـ تعالى ـ به من الواجبات، وترك ما نهاه الله ـ تعالى ـ عنه من المحظورات الخاصة بإحرامه ليفوز بذلك الفضل العظيم، والأجر الكبير، والجزاء الوفير.
"الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"البخاري (1773)، وصحيح مسلم (1349)، «مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» كما جاء في "الصحيح " عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَصحيح البخاري" (1521)، من حديث أبي هريرة .

من المهم للحاج أن يعرف أن هذه الفضائل من حط الذنوب والأوزار، ورفع الدرجات لا تتحقق بمجرد قصد هذه البقعة والمجيء إلى البيت الحرام على أي صفات كانت، إنما تكون لمن حرص أن يكون عمله موافقاً لهدي النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يكون بما أمر الله ـ تعالى ـ به، ينتهي عما نهى عنه الله جل وعلا .
وإذا حقق الشرط وأتى بالمطلوب فليبشر فإن الله ـ تعالى ـ يعطي على القليل الكثير، وهو الكريم المنان، {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}سورة المائدة:64، سبحانه وبحمده.

وإذا تقرب إليه العبد شبراً تقرب الرب ـ جل في علاه ـ منه ذراعاً، ومن تقرب إلى الله ـ تعالى ـ ذراعاً تقرب الله إليه باعاً، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة.أخرجه البخاري (7405)، ومسلم (2675) من حديث أبي هريرة.

فضل وعطاء جزيل من رب يعطي على القليل الكثير، فنسأل الله من فضله.
نحن أيها الإخوة والأخوات ذكرنا أن من أعظم أسباب وقوع الناس في المخالفات هو جهلهم، ثم إذا علموا فإنهم قد يقعون في المخالفة بترك ما أمر الله ـ تعالى ـ أو ترك ما نهى عنه الله ـ تعالى ـ وبالتالي يقع بذلك مخالفة أمر الله جل وعلا.
والجهل هو عدم العلم مخالفة، وعدم العمل بالعلم هذا أيضاً مخالفة، وهناك مخالفات تتصل بحق الله ـ تعالى ـ وذكرنا منها ترك ما أمر الله ـ تعالى ـ به من أعمال الحج، أو ارتكاب ما نهى الله ـ تعالى ـ عنه من المحظورات.
هناك مخالفات تتصل بحقوق العباد، وهذا يتصل بجانب ينبغي أن نقف عنده وقفة وهو ما يتصل بالأنظمة المنظمة أو الترتيبات المنظمة للحجاج، سواء كان ذلك في مجيئهم، أو كان ذلك في نزولهم وسكناهم، أو كان ذلك في انتقالاتهم، أو كان ذلك في مدة إقاماتهم، أو ما إلى ذلك من الإجراءات والتنظيمات التي يقصد منها المحافظة على هذا النسك، وعلى هذه الشعيرة من أن يتطرق إليها نوع من الاختلال لا قدَّر الله ، أو نوع من الخلل في مسيرتها، أو في تحقيق المقصود الذي جاء من أجله الحجاج.
هذه الأجهزة بكافة أنواعها وعلى اختلاف مقاصدها وجهاتها هي تهدف إلى قضية واحدة وهي تيسير هذا النسك للحجاج، فالأمن والصحة ووزارة الحج، ووزارة الشؤون الإسلامية، وجميع الجهات القائمة على هذا المنسك المبارك وهذه الشعيرة العظيمة كلها على اختلاف الأعمال التي تقوم بها تهدف إلى أمرٍ واحد وهو تيسير هذه العبادة على من قصد هذه البقعة المباركة وأن يعود الحجاج قد حققوا ما يريدون، وأدركوا ما يؤملون من فضل الله ورحمته وأجره وثوابه بحج مبرور، وذنب مغفور.
هذا هو مقصود هذه الجهات وهم لا يرجون من الناس جزاء ولا شكوراً، {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا}سورة الإنسان:9.

فجزاهم الله خيرا وأثابهم، ومن حقهم علينا أن نلتزم بنتظيماتهم، ولهذا يجب أن يعلم المؤمن أنه مأمور أمراً ربانياً بأن يطيع هذه التنظيمات.
كثير من المسلمين للأسف أقولها والقلب يتحرك من لظى هذه الإشكالية، أن بعض الناس يفصل بين الترتيبات الإدارية التظيمية وبين الأحكام الشرعية، ويظن أن ما خالف النظام ليس فيه مخالفة للشرع، وهذا غلط كبير ، وفهم منكوس لأن ما يتصل بالتنظيمات والترتيبات أمرنا الله بطاعة ولاة الأمر فيه، فقال الله ـ جل وعلا ـ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}سورة النساء:59.

نطيعهم في ماذا؟ الله ـ تعالى ـ أمر بطاعته وطاعة رسوله، فإذا كنا لا نطيع الله ورسوله ، وبه يتحقق الطاعة في الأمور الشرعية التي جاء النص عليها، فلماذا يأمر بطاعة ولاة الأمر؟
إن طاعة ولاة الأمر هي الوسيلة التي بها يتحقق الانتظام، يتحقق الاجتماع، يتحقق الصالح العام، ولهذا من الضروري أن نفهم هذه القضية وأن تكون حاضرة منا على بال، وهي أن طاعة هذه التنظيمات إنما هي لمصلحتنا، ولمصلحة الأمة في المجموع، فيجب علينا أن نتكاتف جميعاً وأن نتضافر بكل ما نستطيعه لتحقيق هذه المصالح، وانتهاك هذه التنظيمات ليس مخالفة لولي الأمر فحسب بل هو إضرار بالناس، ولذلك من حق كل أحد أن يكون قائماً لله ـ تعالى ـ في هذا الأمر بأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويقول لمن خالف النظام "قد خالفت النظام فاتقي الله وأصلح شأنك، ولا تؤذي إخوانك".
هناك مخالفات تتعلق على سبيل المثال بالتصريحات، التصريح الذي نظمته الجهات ذات الاختصاص، الجهات المسؤولة في مجيء الحجاج إلى هذه البقعة سواء كانوا من حجاج الداخل أو من الحجاج القادمين الوافدين إلى البلاد السعودية من خارج المملكة على شتى بلاد العالم.
هذه التنظيمات يجب مراعاتها، ويجب الإشادة بها، لأن هذه التنظيمات يقصد منها التيسير على الحجاج.
ولو أن الأمر فتح، وأصبح كل من له رغبة في المجيء أن يأتي جاء كان هذا فيه من المشقة والعسر ما هو واضح وبيِّن.
من أتى إلى هذه البقعة يدرك مدى المشقة الحاصلة بكثافة هذه البقعة، ومهما بذل من الجهود، ومهما قدِّمت من التسهيلات يبقى أن هذه البقعة، وهذه المنطقة التي فيها المشاعر من منى وعرفة والمزدلفة وكذلك بيت الله الحرام هي أماكن محدودة لها طاقة استيعابية محدودة فمهما أجري من تحسينات، مهما أجري من أعمال لتسهيل وصول الحجاج إلى هذه البقاع فإن هذه البقعة لن تتسع لكل من يأتي إليها وتأتي على رغبته في المجيء إليها.
وبالتالي نحن في حاجة إلى مراعاة هذه التنظيمات، وتطبيق هذه التنظيمات حتى تحصل المصلحة.
ونضرب مثالاً لما يدركه الحجاج من مشقة وعناء بسبب مخالفة الأمر.
عندنا الآن قضية الافتراش، وهي قضية مؤرقة ومؤثرة على سير الحجاج، تجد المفترشين مع ما تبذله الدولة وفقها الله والجهات المسؤولة من منع الافتراش إلا أنه في الافتراش الكائن في أماكن خالف فيها أصحابها النظام تجد أنهم يشقون على أنفسهم بالبقاء في هذه الأماكن التي ليست مهيئة للإقامة ولا للسكن، يؤثرون على المظهر العام للحجاج لأن الناظر وهذه مسألة تخفى على كثير من الناس.
هذه الكاميرات التي زرعت في كل مكان تنقل للعالم كله كل ما يكون في المناسك هي في الحقيقة تعطي صورة للمسلمين، فإذا كانوا مفترشين بهذه الصورة غير النظامية التي توحي بالإخلال بالأمن والإخلال بالنظام، والإخلال بقواعد السلامة لا شك أنها منظر منفر يعطي عن الإسلام صورة غير حضارية وصورة غير صحيحة.
والله ـ تعالى ـ ما أمرهم بان يبقوا في هذا، الله ـ تعالى ـ يقول:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}سورة التغابن:16.

فإذا لم يجد مكاناً يجلس حيث تيسر له، فإذا لم يستطيع أن يجد مكاناً فإن الله ـ تعالى ـ لم يكلفه بالحج أصلاً .
الله ـ تعالى ـ يقول:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}سورة آل عمران:97.

فينبغي مراعاة هذا المر، كما أنه فيه مضرة للحجاج الذين يمرون من خلال هذه الطرق التي جعلت للخدمات للوصول والانتقال فوجود الحجاج في هذه الأماكن هو مما يؤذي .
ولذلك هذا مما يخالف به الإنسان الوصف الأساسي للمسلم.
النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يقول كما في "الصحيحين" من حديث عبد الله بن عمرو «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»صحيح البخاري(10)، ومسلم (40).

ولما سأله سائل كما في "الصحيحين" من حديث أبي موسى :أَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ قَالَ :«مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»صحيح البخاري " (11)، ومسلم (42).

هذا هو أفضل الإسلام، هؤلاء الذين يقعون بمخالفة الأنظمة والافتراش في هذه الأماكن هم يؤذون أنفسهم ويؤذون إخوانهم المسلمين.
 
* قضية النظافة قضية رئيسية وقد وضع حاويات وأماكن لإلقاء المخلفات ينبغي أن نحرص على كل ما فيه سلامة أنفسنا وسلامة إخواننا وهذا من النصح الذي جعله الله ـ تعالى ـ من صفات المسلم ، ومن صفات الديانة « الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة»، قلنا لمن، قال:« لله ولرسوله، ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم»أخرجه مسلم (55) من حديث تميم الداري.

أسأل الله أن يرزقنا وإياكم صدق الإخلاص له ، وأن يجعلني وإياكم من المقبولين، وأن يعيذنا وإياكم من المخالفة ظاهراً وباطناً.
وإلى أن نلقاكم في حلقة جديدة من حلقات هذا البرنامج " برنامج أحكام" الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية.
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94000 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف