قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :« من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر ».
" فالمستغني " لا يستشرف بقلبه و " المستعف " هو الذي لا يسأل الناس بلسانه و " المتصبر " هو الذي لا يتكلف الصبر .
فأخبر أنه من يتصبر يصبره الله، وهذا كأنه في سياق الصبر على الفاقة بأن يصبر على مرارة الحاجة لا يجزع مما ابتلي به من الفقر وهو الصبر في البأساء والضراء .
قال تعالى : { والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس } .
و " الضراء " المرض، وهو الصبر على ما ابتلي به من حاجة ومرض وخوف .
والصبر على ما ابتلي به باختياره كالجهاد ؛ فإن الصبر عليه أفضل من الصبر على المرض الذي يبتلى به بغير اختياره ؛ ولذلك إذا ابتلي بالعنت في الجهاد فالصبر على ذلك أفضل من الصبر عليه في بلده؛ لأن هذا الصبر من تمام الجهاد".
"مجموع الفتاوى" ( 10/575).