×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / الدين والحياة / الحلقة(40) اقرأ مفتاح التعلم

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3120

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحبًا بكم جميعًا مستمعينا الكرام إلى هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم: "الدين والحياة"، والتي تأتيكم عبر أثير إذاعة "نداء الإسلام"، من مكة المكرمة.
نحييكم ونرحب بكم في مطلع هذه الحلقة التي يصحبكم فيها من الإعداد والتقديم محدِّثكم: عبد الله الداني، وكذلك أيضًا هذه أجمل تحية لكم من المهندس الإذاعي الزميل: عبد الله الشمراني، الذي سيصحبنا بإذن الله تعالى على مدى هذه الحلقة خلال هذه الساعة.

 كما يسرنا كذلك مستمعينا الكرام أن نرحب بضيفنا وضيفكم في هذا البرنامج، فضيلة الشيخ الدكتور/ خالد بن عبد الله المصلح،
المشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في منطقة القصيم،
وأستاذ الفقه بكلية الشريعة في جامعة القصيم
فالسلام عليكم ورحمة الله شيخ خالد، وأهلاً ومرحبًا بكم.
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مرحبًا أخي عبد الله، حيَّاك الله، وحيَّا الله الإخوة والأخوات ونسأل الله لي ولهم السداد والتوفيق والإعانة، والنجاح.
المقدم: اللهم آمين، كذلك نرحب بكم جميعًا مستمعينا الكرام الراغبين والراغبات في التواصل معنا في هذه الحلقة، والتي عنوانها، وعنونا له: "اقرأ مفتاح التعلم"، الذي سيكون بإذن الله محور حديثنا في هذه الحلقة، شاركونا بالاتصال على الأرقام التالية:
الرقم الأول: 0126477117، والرقم الثاني: 0126493028، كما يمكنكم أيضًا مراسلتنا عبر الرسائل النصية على الواتسآب على الرقم: 0582824040، إذًا أهلاً ومرحبًا بكم جميعًا مستمعينا الكرام في هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم:
الدين والحياة.
فاصل: "الدين والحياة"، برنامج يناقش النوازل والمستجدات العصرية في القضايا القرآنية والفقهية والعقدية والأسرية، وكل ما يتعلق بالأمور الشرعية.

"الدين والحياة" برنامج أسبوعي مع فضيلة الشيخ الدكتور/ خالد المصلح، يأتيكم في الأوقات التالية مباشرة:
الأحد، عند الثانية ظهرًا، ويُعاد عند الثانية عشرة منتصف الليل.
إذاعة "نداء الإسلام" من مكة المكرمة، أصلها ثابت وفرعها في السماء.
المقدم: حيَّاكم الله جديدًا مستمعينا الكرام من هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم: "الدين والحياة"، وعنوان موضوعنا في هذا اليوم وموضوع حلقتنا في هذا اليوم: "اقرأ مفتاح التعلم"، عندما نرى أنَّ الله - سبحانه وتعالى - ذكر في كتابه الكريم في سورة العلق، في قوله - سبحانه وتعالى -: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴾ سورة العلق. ، نعلم جليًّا وبشكل خاص عندما نتأمَّل مثل هذه الآية، وخاصة عندما تكرر قوله تعالى: ﴿اقْرَأْ﴾ تكرار هذا الأمر يعني أنَّ لهذه القراءة، وهذا التعلم المكانة الكبيرة والجليَّة والواضحة في هذا الدين الإسلامي الحنيف، وكذلك أيضًا تتجلى لنا مكانة القراءة في أحلى بيان، وأدقِّ معنى وتبيان هو أول أمر للرسول الكريم، محمد - صلى الله عليه وسلم - باعتبار القراءة، أو باعتبار أنَّ القراءة مفتاح الحياة وسرُّها، وكذلك أيضًا يتضح من خلال ما ذكرناه من التكرار، ومن الربط بين القراءة والعلم أنَّهما متلازمان.

جميلٌ كذلك مستمعينا الكرام أن نتحدث في هذا الموضوع، ويتزامن هذا الحديث مع انطلاقة العامة الدراسي الجديد في هذا اليوم، والذي نسأل الله - سبحانه وتعالى - فيه للطلاب والطالبات، والمعلمين والمعلمات التوفيق، والنجاح، وتحقيق الهدف من خلال هذا العلم.
اسمحوا لي كذلك أن نرحب بضيفنا من جديد الشيخ/ خالد المصلح، حيَّاكم الله شيخ خالد، نتكلم عن قوله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ سورة العلق.1
، وذكرنا في بداية هذه الحلقة أنَّ موضوعنا عن: اقرأ مفتاح التعلم.
الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحبًا بك أخي عبد الله، وحيَّا الله الإخوة والأخوات، وجميع المستمعين والمستمعات حيث كانوا، مرحبًا بكم جميعًا، وموضوعنا اليوم موضوع الحقيقة يُمكن أن يُتناول من نواحي عديدة، موضوع في غاية الأهمية، موضوع يُعتبر من موضوعات الساعة، وذلك أنَّ موضوع التعلم يشغل أذهان كثير من الناس، ويُتناول عند الحديث عنه بزوايا مختلفة، ثمة نقاط ينبغي أن يتجاوزها الحديث لوضوحها، قضية كون التعليم والتعلم ركيزةً أساس في بناء الإنسان، في بناء البلدان، في بناء الأُمم، في بناء المجتمعات.

هي قضية ليست محل نقاش ولا بحث، والحديث عنها أشبه ما يكون بالتنبيه والمَدخَل للحديث عن ما هو من متعلقات العملية التعليمية، وأهميتها، وحاجة الناس إليها، وما إلى ذلك مما يتصل بهذه المسألة.
التعليم بالتأكيد ركيزة أساس في بناء المجتمعات، وباستقراء الأُمم القديمة والحديثة تجد أنَّ ارتقاء المجتمعات في كل نواحي الحياة مرتبط بالتعليم، فالتعليم هو المفتاح الذي يحصل به الرقي، لكن سنأتي ونتحدث عن ماهية التعليم، ما المراد بالتعليم الذي هو مفتاح الارتقاء، لكن من حيث الأساس لا شك أنَّ التعليم هو اللبنة الأساس التي تُبنى عليها كل الإنجازات البشرية، وحتى تعرف أهمية التعليم في بناء الإنسان، وأنَّه لا سبيل لتحقيق الغاية من الوجود إلا بالتعليم انظر إلى أبي البشر، آدم - عليه السلام - الإنسان الأول الذي قصَّ الله تعالى نبأ وخبر خلقه، فقال: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ مباشرة الملائكة قالت لما تراكم عندها من العلم والمعرفة مما خلقه الله تعالى في الأرض ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾ قال الله تعالى في رد هذا الإيراد من الملائكة: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ[البقرة:30].، مباشرة جاء الخبر عن الذي ميَّز الإنسان، الذي يضمن سلامة حياة الإنسان، الذي يضمن تحقيق الخلافة التي ذكرها الله تعالى في قوله: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ على وجه يحقق الغاية، ويُنجي الإنسان من المهالك والمفاسد التي ذكرتها الملائكة ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ﴾، قال: ﴿وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ التعليم هو الضمانة الأولى لتحقيق الحياة البشرية السليمة.

التعليم هو الركيزة الأولى الذي من خلاله ينطلق الإنسان لتحقيق الخلافة في الأرض.

التعليم هو المفتاح الذي به ينعم الإنسان بما في هذه الأرض من مكتسبات، ما في هذه الأرض من ثروات، بما في هذه الأرض من عطايا وهبات، فلولا التعليم ما حقق الإنسان أيَّ إنجاز؛ ولذلك كان أول ما ميَّز الله تعالى به هذا الكائن حديث الخلق، الإنسان الأول، أول ما ميَّزه الله تعالى به أن علَّمه الأسماء كلها على خلاف بين المفسرين في تعليم الأسماء وما هي؟ ولكن الأساس هو أنَّ الذي تميز به آدم، والذي ضَمن أن يحقق الغاية من خلافة الأرض، الغاية من الوجود في الأرض هو ما ذكره الله تعالى في قوله: ﴿وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ سورة البقرة:31 ، 32. أسماء هذه الأشياء التي اختبر الله تعالى الملائكة بها، ﴿فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾[البقرة:33]. ثم بيَّن الله تعالى الشرف الذي ناله آدم بهذا العلم، وبهذه المعرفة التي وهبها الله تعالى إيَّاه، وكيف سما على جنس الملائكة الذين هم كما وصف الله تعالى، كما أخبروا عن أنفسهم ﴿وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾، فهم عُبَّاد طائعون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، مع هذه المنزلة العالية في العبودية إلا أنَّ آدم تفوَّق عليهم بما منحه الله تعالى من العلم فسبق، قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [البقرة:34]. ، لم يسجدوا لآدم قبل التعلم، تنبَّه، لم يسجدوا لآدم قبل ظهور فضله بما نال من علم تميَّز به عليهم.

إذًا العلم هو أصل الارتقاء البشري.
هذا الذي أخبر الله تعالى به في هذه القصة - قصة الإنسان الأول - أنَّه لا سبقَ له، ولا تميُّز لمجرد خلق الله وإكرامه أنَّ الله تعالى خلقه بيده، لا، ولكن تميز أخر، هذا التميز هو الذي جعله يتفوق ويتقدم على غيره من المخلوقات وهو ما ذكره الله - جلَّ وعلا - من تعليمه الأسماء كلها التي اختبر الملائكة بها، وكان ذلك موجبًا لسبقه وتقدمه، وتميزه، وإقرار الملائكة وهم خيار خلق الله الذين منحهم من القُدرات والقُوى والإمكانات ما تفوَّقوا به على سائر خلق الله، واصطفاهم الله تعالى لمهامّ عُليا، ومكانة سامية، مع ذلك تفوَّق الإنسان بما جرى بالتعلم.
إذًا التعلم ليست قضية هامشيَّة في الحياة الإنسانية، القضية الأساس التي تميز بها الإنسان، بل التي كُرِّم بها الإنسان هي ما منحه الله تعالى من القدرة على المعرفة، القدرة على التعلم؛ ولذلك من الضروري أن نعرف أنَّه لا قيمة للإنسان إلا بما معه من معارف وعلوم، وليس المقصود بالمعارف والعلوم المعارف الاكتنازيَّة، مقدار ما حفظ، مقدار ما أحاط من محفوظات أو من تلقين،لا ،الأمر أعظم من هذا، وهو المعلومة وكيف يستثمرها، هنا نأتي إلى مسألتان فيما يتعلق بالتعلم، وأنَّ التعلم ليس هو القدرة على القراءة والكتابة، تجد في بعض البلدان التي هي في قياسات التقدم المعاصر للبلدان، تجد بعض البلدان في القراءة والكتابة ثمة أميةٌ واسعة مقارنة ببلدان أخرى هي أقل نسبة في الأمية، لكن عندما تأتي إلى مقارنة الإنجاز التقدمي، الإنجاز الصناعي، الإنجاز الاقتصادي، الإنجاز الاجتماعي تجد أنَّ هذه المجتمعات وإن كانت نسبة الأمية فيها أكثرَ من تلك الأمم، لكن هذه أكثر تقدُّمًا، وفي معايير القياس أعلى منزلة ومكانة من تلك التي القراءة فيها واسعة.
الله - عزَّ وجلَّ - لمَّا قال لرسوله: ﴿اقْرَأْ[العلق:1]. ، لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ القراءة المعهودة التي هي فك الحرف، معرفة التهجي؛ ولذلك لمَّا جاء جبريل - عليه السلام - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالوحي، قال: اقرأ، قال: «ما أنا بقارئ» يعني: يتبادر إلى ذهنه - صلى الله عليه وسلم - أنَّ المطلوب منه أن يقرأ القراءة التي هي قراءة الحروف بالتهجِّي، اقرأ قال: «ما أنا بقارئ»، اقرأ، «ما أنا بقارئ» رواه البخاري في صحيحه:ح 3 ، ومسلم:ح رقم (160) ، ثم جاء الوحي الذي تتابع على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقراءة التي هي وراء قراءة الألفاظ، قراءة المعاني، إدراك مضامين النصوص، معرفة أسرارها، وما تحتويه، الذي جعل هذا الرجل الذي لا يُحسن القراءة والكتابة، وهو النبي - صلى الله عليه وعلى آله - سيد ولد آدم أخرج خير أُمَّة أخرجت للناس، هذه الأُمَّة التي خرجت لم تكن خارجة من معاهد تحسن القراءة والكتابة، بل قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّا اُمَّة أمية لا نحسب ولا نكتب، الشهر هكذا، هكذا، هكذا» أخرجه البخاري :ح 1814، ومسلم :ح 1080. لبيان أنَّ هذه الأُمَّة سرُّ نهوضها، سر تقدمها ليس في قدرتها على فك الحرف، إنَّما في التعامل مع المعلومات والمعارف التي تحقق الخلافة في الأرض.

آدم - عليه السلام - لم يُنقل أنَّه كان يعرف الخط، ولا يعرف القراءة والكتابة؛ لذلك يعني يجب أن نعرف أنَّ قضية التعلم والتعليم عندما نحصرها بالقدرة على القراءة والكتابة نبخس التعليم حقَّه، أو بالقدرة على الحفظ وتكرار المعلومات المحفوظة، نبخس التعليم حقه؛ لأنَّ التعليم أكبر من هذا، ومقصوده أعظم من أن يقتصر فقط على القراءة أو الكتابة أو ما أشبه ذلك من المكاسب القريبة.

التعليم هو روح كما بثَّها المعلمون في طلابهم أنتجت قدرة على الابتكار، أنتجت قدرة على التعامل مع الأحداث والوقائع، أنتجت قدرة على تحقيق الغاية من الوجود، أنتجت قدرة على تحقيق الاستعمار الذي جعله الله تعالى من وظيفة بني آدم في هذه الأرض، فهو الذي أنشأ هذا الخلق، وهو الذي استعمرهم في هذه الأرض، أي: طلب منهم عمارتها؛ لذلك من الضروري والمهم لنا ونحن الآن في بدايات العام الدراسي الجديد، في هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية أدام الله عزَّها، وحفظ قيادتها وشعبها وتابع عليهم إحسانه وفضله، في بداية هذه المرحلة نحن بحاجة ماسة وضرورة قصوى إلى أن نستقرىء من خلال المطالعات في مفاهيم الناس عن التعليم، يا أخي ثمة اختلالٌ كبير في مفهوم التعليم، يعني أنا أعجب أنَّ هناك عددًا غير قليل من الأُسر، وهي المُرتَكَز الأول للعملية التعليمية، وهي المفتاح الأساس، واللبنة الأولى، والخطوة الأولى التي يتعلم من خلالها الإنسان أنَّ كثيرًا من هؤلاء، وكثيرًا من الأُسر ليس عنده معرفة بفائدة التعليم، أو غرضه، إلا أنَّ المدارس محاضن تجمع الأبناء والبنات وتكفي ربَّ الأسرة مؤونة متابعتهم في الصباح، وتنظِّم نومهم، وتعيد عجلة الحياة إلى نوع من الرتابة التي يتخفَّف بها الأب والأم والقائم على الأسرة من أعباء المتابعة، فيُحمِّل المدرسة جزءًا من المتابعة، المتابعة في أيش؟ ليس في التنشئة في المجتمع، أو الجيل على المعارف والعلوم والقدرات، على التقدم والابتكار والإنتاج، إنَّما ليحفظوا الأبناء والبنات من الضياع، ومن الأذى الذي يمكن أن يكون ببقائهم في بيوتهم، وهذه في الحقيقة أنَّها نَكْبة، نكبة على التعليم أن يُقتصر غرضه في أنَّه وسيلة لحفظ الأولاد ذكورًا وإناثًا، وتغيير الجوِّ عليهم، وإدخال نوع من الرتابة في حياتهم.
المقدم: أو التخلص من إزعاج الأطفال مثلاً أحيانًا.
الشيخ: أو التخلص مثل ما ذكرت يعني، ثمة أغراض مختلفة تعود إلى أنَّه أصبحت المدارس في ذهن بعض الآباء والأمهات هي للتخفف من أعباء تربية الأبناء، والقيام بهم، والبنات ورعاية شؤونهم، فيقتصر ولا يتعدَّى الأمر هذا.

 يا أخي، عندما تكون المدارس على هذا النحو، لن يتابع الأب والأم الأبناء في مدى تحصيلهم، ومدى تقدمهم في التعلم. لمَّا يكون نظرة رب الأسرة للتعليم على هذا النحو لا شك أنَّه سيكون هناك خلل كبير جوهريٌّ في تحقيق الغاية والغرض من التعلم.

 يعني: ثمة من يُعلِّم يا أخي، والأبناء في بيوتهم، ثمة تعليم بيتي، ومع هذا يحصل تفوق وتقدُّم وأنا أشهد أنَّ ثمة من المنتسبين في الدراسات سواء.
المقدم: التعليم العالي.
الشيخ: أو الجامعية، أو الدراسات العليا ما يحقق التفوق، وتقدم أكثر من الذي يحضر.

السبب هو: الفهم لمقصود التعليم، إدراك غاية التعليم.
المقدم: الرغبة قبل كل شيء يا شيخ خالد، الرغبة في أن يرفع الإنسان عن نفسه الجهل أولاً، ثم تحصيل، يحصِّل التحصيل العلمي، يعني: هذا الطالب لديه رغبة ذاتية، ويريد أن يُحصِّل، ربما يعني لا يخفى على فضيلتكم أنَّ بعض الناس ربما يعني يكون قد فاته قطار التعليم نوعًا ما، وإنَّما يعني بعد أن ذاق مرارة الحياة، ورأى أنَّه بدون تعليم لا يصلح أن يكون في أي وظيفة ما، وبالتالي هو يستدرك ما فاته من هذه المراحل ويلتحق مثلاً بمراحل التعليم، أو مدارس التعليم الليلي رغبة منهم - رغبة جادَّة - ربما هذه الرغبة لا تجدها، أو لا تتوافر فيمن هم الآن يرتحلون قطار التعليم في هذه المراحل المبكرة.
الشيخ: صحيح، وأنا أريد من خلال ما ذكرت أتقدَّم أيضًا إلى نقطة ثانية في خطأ مفهومنا في موضوع التعليم، كثير من أبنائنا وبناتنا ينقدح في أذهانهم أنَّ التعليم هو وسيلة للوظيفة، التعليم هو وسيلة للكسب، وبالتالي يتعلم لأجل أن يُحصِّل شهادة من خلالها يكتسب.

الحقيقة أنَّ هذا وإن كان يُمكن أن يكون سائغًا في زمن من الأزمان، لكن مع كثرة حملة هذه الشهادات لم تكن هذه الشهادات كافية في حصول الكسب، وبالتالي لا بُدَّ من إعادة تقييم هذه الفكرة، وأنَّه الحقيقة ليست الشهادة هي المعيار الذي يفتح لك أبواب الكسب، ويحقِّق لك المطلوب، إنَّما الذي يحقق إذا كنت تنشد الكسب من خلال التعلُّم الذي يحقق لك هو إدراك المقصود من التعليم، والابتكار، هو أن يكون التعليم حقيقيًا يبني في نفس الإنسان فكرًا، يبني في نفسه معرفة، يبني في نفسه قدرة على التعامل، على تسخير ما في السماوات وما في الأرض مما خلقه الله تعالى في مصالح البشرية، ومصالح الناس.
الآن يا أخي فيما يتعلق بالكسب، تجد كثيرًا من حملة الشهادات، لكن لا يجدون وظائف.
المقدم: أعتقد صحيح.
الشيخ: السبب أنَّ هذه الشهادات لم تعد كافية في مَنحك فرصة للعمل، إذا لم تُثبِت جدارَتَك، إذا لم تثبت قدرتك على الابتكار، إذا لم تثبت تميُّزَك، إذا لم تثبت فاعليتك، إذا لم تثبت أنَّك قد أتقنت المعارف، والمهارات التي عُرِضت عليك، هذه الشهادة لم تعد لها قيمة؛ ولهذا الآن العفو بعض الذين يحملون شهادات سعودية يأتون يتقدَّمون للوظائف فيُردُّون؛ لأنَّ الشهادة التي يحملها أعلى من المطلوب في العمل؛ لأنَّ العمل لا يتطلب شهادة عليا، يتطلب مهارة، وصاحب الشهادة العليا قد لا يُتقن هذه المهارة، وبالتالي هو فوق المطلوب، ويُرد لأجل أنَّ شهادته أعلى من المطلوب، وبالتالي يجب أن نُعيد النظرة، وأن تُكثِّف الجهات المختصة سواء كان ذلك من خلال الإعلام، أو كان ذلك من خلال وزارة التعليم، أو كان ذلك من خلال الخطب والمنابر الشرعية، كل من يستطيع أن يبيِّن الحقيقة والغرض من التعليم والهدف، هو في الحقيقة يساهم في الارتقاء بالتعليم.
أنا اليوم أقرأ لوزير التعليم - وفقه الله - كلمة يعني الحقيقة أنَّها كلمة قويَّة، وتحمل معاني عالية، قال: نحن نعاهد الله - عزَّ وجلَّ -، ونتعهد أنفسنا أن نحقِّق المقصود من التعليم فيما يتعلق بالابتكار، والإنتاج، والنجاح.

هذه الكلمات ينبغي أن تُفسَّر للناس؛ لأنَّ الناس في الغالب ثمة سطحية فيما يتعلق بالتعليم، وأنَّ التعليم هو أن يجتاز الطالب فقط؛ ولذلك كما ذكر لي بعض المعلمين منذ سنوات ليست بالقريبة، قال: أصبح التعليم في كثير من صوره أشبه ما يكون بالنقل الجماعي، يعني: يركب الطلاب سنة أولى، ويقودهم المعلم بالباص إلى السنة الثانية، فينزلون ويركبون باص أخر في السنة الثانية، وهلمَّ جرًّا، لكن حقيقة ما الذي أدركه هؤلاء خلال هذه السنوات؟ بالتأكيد أنَّه هذا الذي يحتاج إلى قياس، هذا الذي يحتاج إلى مراجعة، هذا الذي لا بُدَّ أن نتكاتف جميعًا، الأسرة، والمدرسة، والجهات المتصلة بالتعليم تنظيمًا، ومناهجًا، وإدارة، وإشرافًا، والإعلام، والمنابر الشرعية التي لها تأثير، والمجتمع بأسره، لا بُد أن يرتقي بالعملية التعليمية إلى المنشود.
يا أخي، يعني ثمة تكدُّس في بعض الجوانب، وتعطل في جوانب أخرى، وهذا التكدس ناتج أنَّه أصبح عندنا التعليم هو البحث عن شهادة، ويظن الطالب أنَّه إذا حصَّل هذه الشهادة، تجاوز، ولا بُدَّ أن توفِّر له وظيفة، ولا بٌد أن يعمل    
المقدم: ولعل ما يدلِّل يا شيخ خالد، على كلامكم أنَّ بعض الطلاب يعني يحرص خاصة في نهاية السنة أن ينال مثلاً ملخَّصًا، أو يطلب من أستاذ المادة مثلاً أن يلخِّص له، أو مثلاً يخص له جزءًا معينًا من الكتاب، أن يذاكر ما تحته خط وما إلى ذلك، فيأتي هذا الطالب، ويُذاكر ثم يَحصُل على النتيجة التي يريدها وصولاً إلى الحصول على الشهادة، وبالتالي التخرُّج أيًّا كان، كيفما اتفق، سواءً كان بتفوق أو باجتياز عام.

يأتي في مرحلة التعليم العالي يختلف كل شيء، وبالتالي أيضًا عندما يتخرج، ويجد نفسه أمام سوق العمل، يجد أنَّ كل شيء اختلف، ويجد أيضًا في ذات الوقت أنَّ ما حصَّله من تعليم لا يؤهِّله لأن يحتل مكانة، أو أي مكان فيه، أو أن يجد له مكانًا شاغرًا في هذا العمل.
الشيخ: بالتأكيد، ولذلك أنا أقول: من المهم أن تتولَّى الجهات المتصلة بالعملية التعليمية، وأن يُوعَّى الناس فيما يتعلق بالتعليم، والمقصود من التعليم، وما المنشود، وما المؤمَّل؟ يعني: إذا تعلَّم الإنسان صار يصرف سنوات ليست بالقصيرة، والدولة تبذل أموالًا طائلة منذ دخول الطالب من المرحلة الابتدائية إلى التخرج من المرحلة الجامعية، يعني هذا الاستثمار في هذه السنوات الطوال، تسع سنوات، وثلاثة، اثنا عشر سنة، ثم الجامعة أربع سنوات، أو خمس، أو ست تبع التخصصات، أو سبع كل هذا لا بُدَّ أن يُسأل ما الثمرة؟ ما ثمرة هذا الجهد المبذول؟ ما ثمرة هذه الأموال الطائلة التي تُبذل للناس، وهل كل أحد يعني ينبغي أن يجري في هذا المجرى كله، أم أنَّه ثمَّة طرقات لا بُدَّ أن يُراعى وأن يُبحث فعلاً عن ما يفيد، عن ما يعود على الشخص نفسه بالفائدة، وعلى الأُمَّة والوطن، والمجتمع بالمصلحة والمنفعة، والمقصود من هذه العملية.
المقدم: أيضًا في هذا الجانب يبرز أمر مهمٌّ، ألا وهو أنَّ بعض الطلاب يعني نحن نذكر أيضًا كل الجوانب سواء حتى فيما يتعلق بالنواحي الإيجابية الموجودة، وأيضًا الصور التي تدل على ذلك نحو الطلاب، وهو شيء يُبشِّر بالخير وهو مما نكسبه من هؤلاء المعلمين الذين تميزوا، واتخذوا من هذا التعليم رسالة، لا مهنة فقط يحفِّزون الطلاب على التحصيل الزائد فوق ما هو مقرر، يعني: التحصيل اللاصفي، الاطلاع وغير ذلك من  الأنشطة اللاصفية التي تُقام لأن يستزيد هذا الطالب، وبالتالي لا يقتصر فقط على ما هو مدوَّن، وموجود في الكتب فيتميَّز؛ لأنَّ الكل ربما يتخرجون بنسق معين، وإنَّما يتميز هذا الذي زاد على ما حصَّله وفق المقرر المطلوب منهم في العام الدراسي، هذه نقطة مهمة جدًّا، ولعلنا نتحدث عن هذا المعلم الذي هو فعلاً هو محور العملية التعليمية يا شيخ خالد.
الشيخ: بالتأكيد أنَّ التعليم يقوم على عدد من المرتكزات، يقوم على الطالب، وعلى المعلم، وعلى المنهج، وكل واحدة من هذه طبعًا لها تأثير.
المقدم: والبيت أيضًا.
الشيخ: البيت، والبيئة، والإعلام، يعني جهات عديدة تؤثر، لكن العملية التعليمية أصلها الذي ترتكز عليه هو المقومات الثلاثة، المعلم، والمنهج، والمتعلم، وما بقي بالتأكيد أنَّ الأسرة تؤثِّر على العملية، والإعلام، والإدارة العامة للتعليم، والمجتمع أكيد، وأيضًا سوق العمل له حضور في التأثير، لكن المرتكزات الثلاثة الأساس هي هؤلاء: المعلم، والتلميذ، والمنهج.

 لا شك أنَّ التلميذ له تأثير في هذه العملية، وله ما يخصُّه من الكلام، المنهج كذلك، المعلم كذلك.

صراحة المعلم، المعلم يا أخي لا بُدَّ أن يُبنى، يعني: لا يُمكن أن يُقدِّم الإنسان شيئًا لم يدركه، إذا كان المعلم لم يتأهَّل التأهل، إذا كان المعلم لم يُدرك الغاية والهدف من العملية التعليمية، إذا كان المعلم يعاني من إخفاقات في جوانب من حياته تؤثر على العملية التعليمية، بالتأكيد أنَّه لن يحقق الغرض.

المعلم بالتأكيد أنَّه يُمكن إذا تفوَّق، وإذا تميَّز؛ يتلافى القصور الذي في التلميذ، والذي في المنهج؛ ولذلك يُعد المعلم الحقيقة أهم المفاتيح في العملية التعليمية؛ لأنَّه إذا أدرك أهمية دوره، وبذل جهده في تحقيق مهمته، ووظيفته على الوجه الذي يُؤمَّل منه سيتلافى قصور المناهج، وسيتلافى قصور الطلاب، لكن عندما يكون المعلم يعني يتخذ التعليم مجرد أنَّه مهنة اكتساب، ولا عيب في هذا، لكن لا بُدَّ أن يُبرِّىء ذمَّته فيما يتقاضى من كسب تجاه هذا العمل الذي كُلِّف به، وأُنيط به، ولا بُدَّ أن تسمو مهمة التعليم عن أن تكون فقط محصورة في أنَّها مصدر رزق ،لا ، التعليم هو بالتأكيد مصدر رزق لمن يمتهن التعليم، ولا حرج في ذلك، ولا عيب، ولا تنقُّص فيه بالكلية، لكن الإشكالية أن ينحصر همُّ المعلم في القضية التعليمية في هذا، المعلم يبني أُمَّة، المعلم يبني جيلاً، المعلم يبني إنسانًا، وبالتالي من الضروري أن يُدرك خطورة ما يقوم به.
يا أخي الآن أجزم أنَّ جميع الناس الذين مروا بالعملية التعليمية إذا انتهوا منها تبقى في أذهانهم بصمات راسخة لبعض من مروا بهم خلال هذه المراحل، هذه البصمات الراسخة هي التي ننشدها أن تكون بصماتٍ ليست باهتةً، ولا قليلة، بل أن يترك كلُّ معلم ممن يتولى تعليم الطلاب بصمةً في ذهن هؤلاء الطلاب، ويحتسب الأجر عند الله - عزَّ وجلَّ - في هذه البصمة، بصمة فيما يتعلق بسلوكه، فيما يتعلق بأخلاقه، فيما يتعلق بِصِلَته بربِّه، بما يتعلق بأدبه في صلته ومعاملة الناس، فيما يتعلق بإتقانه للمهارات والمعلومات والمعارف، بقدرته على الابتكار والإنتاج، والتطور والتطوير، كل هذه البصمات لا شك أنَّها ستترك أثرًا.
يا أخي أحيانًا كلمة يسمعها الطالب، أو الإنسان من معلم على نحو عارض تترك أثرًا بالغًا ربما لسنوات طويلة.
المقدم: تُغيِّر مجرى حياته.
الشيخ: تُغيِّر مجرى حياته بالتأكيد، وشواهد هذا كثيرة أحيانًا في المعيشة الحياتية، في غير المدارس، فكيف بالمدارس التي أصلاً هي محاضن التعليم!.

 وما جاء المعلم إلا ليُعلِّم، ولا المتعلم إلا ليتلقَّى، وما بُذل هذا الجهد كله إلا للتعليم، بالتالي يعني الأصل فيها أنَّها عملية تعليم، الأصل فيها أنَّها عملية بناء، الأصل فيها أنَّها وسيلة وطريق لتحقيق الغاية من العملية التعليمية وهي بناء الإنسان، الارتقاء به، إكسابه ما يصلح به معاشه، وما يصلح به معاده؛ لأنَّ التعليم لا بُدَّ أن يقوم على هذين الأساسين، أساس إصلاح صلتك بالله - عزَّ وجلَّ -، وأساس صلة الإنسان بالخلق، ولمَّا أقول الخلق لا أقصد فقط بني الجنس، بل الخلق بكل ما فيه، من سمائه، وأرضه، والكون، والبيئة، والحيوان، والشجر، وسائر ما خلق الله تعالى.

الشريعة جاءت بالندب إلى إصلاح هذا وهذا، لمَّا يطغى جانب على جانب بالتأكيد أنَّه ستختلُّ المسيرة، لذلك الله تعالى ذكر في حال الكفار، قال: ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ[الروم:7]. ، وبالتالي لمَّا عطَّلوا جانبًا مع المعارف الأساسية التي هي معرفة الله تعالى، وما يتعلق بالدار الأخرة؛ اختل سيرهم.

كما أنَّ الذي يُعطِّل معارف الدنيا، ويُقبل على معارف الأخرة لن تقوم له دنيا، ولن يصلح له دين؛ لأنَّه لا صلاح للدين إلا بالدنيا، ولا صلاح للدنيا إلا بالدين، والله تعالى يقول: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ﴾ هذا هو الهدف والغاية؛ لأنَّ هذه الدنيا مهما طالت هي دار عبور، لكن مع هذا قال تعالى: ﴿وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا[القصص:77]. ، فأنت في دار العبور هذه لا بُدَّ أن تكون على حال حسنة؛ حتى تحصل غايته، حتى يكون العبور سالمًا. أنت عندما تأتي لتعبر بسفينة إلى الطرف الأخر من الساحل، إلى الجهة الأخرى من البحر، ألست تبحث عن مركب جيد، مركب آمن؟ هكذا هي الدنيا، المركب ليس غاية، لكن المركب هو الوسيلة التي توصِّلك إلى الطرف الآخر، فتَسْتَجْوِدُها، وتبحث عن أحسن المراكب، كذلك فيما يتعلق بالدنيا هي معبر، لكن هذا المعبر لا بُدَّ أن يكون على أحسن ما يكون؛ حتى يكون وصولك إلى الدار الآخرة على نحوٍ من الاستقامة، والصلاح، تحسن وتصلُح به دنياك وأخراك.
المقدم: شيخ خالد، أيضًا عندما نذكر هذا الأمر، وخاصة عندما نركِّز على الجانب المتعلق بهذا المعلم الذي ربما في ضمن المحاور الثلاثة هو الأكثر من ناحية التأثير، وصناعة هذا الطالب؛ حتى يسير خاصة فيما يتعلق بالمراحل الأولى الابتدائية التي تؤسِّس الطالب نحو مرحلة تعليمية كبيرة، ومتواصلة، لعلنا نتحدث أيضًا عن الجانب الشرعي في هذا الأمر خاصة في دور المعلم، وأهمية المعلم في ذلك، وأنَّه تستغفر له الملائكة، حتى الحيتان في البحر، وحتى النمل في جحرها[أخرج الترمذي في سننه:ح2685 أن النبيrقال:«إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ». قال الترمذي: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ»]، كلهذه الكائنات تستغفر لهذا المعلم رضًا بما يصنع، والفضل الذي ورد فيما يؤدِّيه هذا المعلم من رسالة تعليمية كبرى ما ورد إلا لأهمية هذا الدور الذي يؤديه المعلم.
الشيخ: أكيد، لا شك أنَّه يعني التعليم هو أفضل ما يقدمه الإنسان لغيره؛ ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في وسام نبوي شريف: «خَيرُكم من تَعَلَّم القرآنَ وعلَّمه» [أخرجه البخاري في صحيحه:ح5027].، فعملية التعلم والتعليم تسمو بالإنسان، لكن ينبغي للإنسان أن يعرف أنَّ هذه الفضيلة لا تُدرَك بمجرد الإلقاء للمعلومات دون تربية عليها، هذه الفضيلة درجات ومراتب، فهذه الفضائل التي تذكر فيما يتعلق بتعليم الناس الخير، الخير هنا لا ينحصر فقط في جانب العبادة، بل في جانب العبادة، والعمارة للدنيا كلاهما خير إذا كان يحقق الغاية من الوجود، بأن لا يُغلَّب هذا على هذا، ولا يُعطَّل هذا لأجل هذا، فالفضائل الواردة في حق المعلمين كثيرة، وعديدة، وهذه الفضائل تتفاوت بقدر ما يحقق الإنسان من هدف التعليم، ومن غايته، وينبغي للإنسان أن يحتسب الأجر في هذا؛ ولذلك إخواننا الذين يتولَّون تعليم الناشئة الصغار دورهم في بناء الرغبة في التعلم، في تحبيب الطلاب في التلقي، في تكوين اللبنة الأساس للإقبال على النافع من العلوم، بالتأكيد أنَّها مما يُجنى أثره.
يا أخي، التعليم الأولي له أجر عظيم، يعني: بعض العلماء كان يذكر فيما يتعلق - على سبيل المثال في تعليم الفاتحة - قال: احرص على تعليم الصغير الفاتحة، فإنَّه كلما قرأها في صلاته لك أجر هذا التعليم، لك ثواب في هذه القراءة؛ لأنَّك أنت الذي دَلَلْته، وأنت الذي علَّمته، وأنت الذي عرَّفته.

 هذا المعنى وهو أنَّه الذين يتولَّون تربية النشء الصغير المقبل على الدراسة  سواء من المعلمين في المدارس، أو المعلمين حتى في البيوت من الآباء، الأمهات، والإخوة، والأخوات، وكل من يُعلِّم صغيرًا، حِلق المساجد هذا أشبه ما يكون بلبنة، أنت من تضع أساسًا، هذا الأساس احرص غاية الحرص أن يكون سليمًا، احرص غاية الحرص أن يكون يصلُح أن تَبني عليه، وبالتالي من المهم أن نحتسب الأجر والمثوبة عند الله - عزَّ وجلَّ -، وأن نستحضر شرفَ ما نقوم به، وأهمية ما نشتغل به، وعلو منزلة العمل الذي نقوم به، بعض الناس يستصغر، بعض الناس إذا قيل له هذا معلم مثلاً ابتدائي، أنا عندي معلم الابتدائي قد يكون أشرف منزلة، وأعلى عند الله مكانة من الذي يُعلِّم في الدراسات العليا، وفي المراحل المتقدمة.
المقدم: لأنَّ هذا أخذ الطالب كما يُقال: جاهز، وهذا ذاك أسَّس.
الشيخ: هذا التأسيس هو الذي سيُبنى عليه ما بعده، ولذلك إذا كان هذا التأسيس قويًّا، إذا كان هذا التأسيس سليمًا؛ أراح من بعده، والواقع الآن يا أخي، نحن نشهد بعض الإشكاليات التي ترِدُ في مخرجات التعليم ناتجة عن تقصير في البدايات، وضعفٍ في التأسيس والتأصيل؛ وبالتالي يأتي لا يعرف يقرأ، لا يعرف يكتب، لا يجيد مهاراتٍ تعلميةً مهمة، فينتقل القصور من مرحلة إلى مرحلة حتى تكون المخرجات على نحو من الضعف واضح وبادي، وهذا قد يتحمل مسؤوليته الأول، ذاك الذي درَّس المستويات الأولى قد يتحمَّل من المسؤولية ما الله به عليم؛ ولهذا من المهم أن نتقن ونبذل الجهد، وأن يُنتقى أفاضلُ وخيار المعلمين للمراحل الأولى؛ لأنَّ المراحل الأولى هي المفاتيح، وهي الأُسس، وهي اللبنة، وهي القواعد التي تُبنى عليها العملية التعليمية.
المقدم: أيضًا نتواصل معكم، ومع المستمعين الكرام في هذه الحلقة المباشرة من برنامج "الدين والحياة"، لمن أراد أن يتواصل معنا في موضوع هذه الحلقة عن التعليم، موضوعنا (اقرأ مفتاح التعلم) شاركونا بالاتصال على الأرقام التالية، الرقم الأول هو: 0126477117، والرقم الثاني هو:0126493028، أمَّا الرقم المخصص للتواصل معنا عبر الواتسآب وعلى الرسائل النصية، هو: 0582824040، وبإمكانكم كذلك مشاركتنا بالتغريد على هاشتاج البرنامج: #الدين والحياة#.
نأخذ أول اتصال في هذا البرنامج، نستأذنكم شيخ خالد، عبد العزيز الشريف من الرياض، اتفضل.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: حيَّ الله شيخ عبد الله، كل عام وأنت بخير.
المقدم: حياك الله، وكل عام وأنت بخير.
المتصل: حيَّ الله شيخنا الشيخ خالد، مسَّاك بالخير يا شيخ.
الشيخ: الله يحييك، مرحبًا وأهلاً وسهلاً.
المتصل: كل عام وأنت بخير، وتقبل الله منَّا ومنكم صالح الأعمال.
الشيخ: آمين، وإيَّاك ومرحبًا.
المتصل: فضيلة الشيخ، ألا ترى معي أنَّ النية والإخلاص لله - عزَّ وجلَّ - هما العبادة المُعينة على طلب العلم، فقد كان السلف الصالح يهتمون بالنية، يقول الإمام الشافعي - رحمه الله -: "تعلمنا العِلم لغير الله، فأبى الله إلا أن يكون لله"[أدب الدنيا والدين:ص80من قول سفيان الثوري]، وقال سفيان الثوري: "كل شيء أظهرتُه من عملي فأنا لا أعدُّه شيئًا"،[ تنبيه المغترين:ص26] .

حدثنا عن النية، وكيف يكون طالب العلم نيته حسنة، وقصده حسنًا، وهل من أراد بالعلم التقربَ للآخرين، أو للدنيا، أو كذا، هل هذا - طال عمرك - يؤثِّر في النية؟ وجزاكم الله كل خير.
المقدم: شكرًا لك أخي عبد العزيز، اتفضل يا شيخ خالد.
الشيخ: يعني فيما يتعلق بالنية، نية التعلم تعرف أنَّ الصغار والذين يذهبون إلى المدارس يعني النية قد تكون غائبة عندهم فيما يتعلق بالتعليم، لكن فيما يتعلق بالعلوم الشرعية هي التي تحتاج إلى نية؛ لأنَّها عبادة، والنية لها تأثير بالغ في سلامة التحصيل، وفي ثمرته، وعواقبه، لكن عندما نتكلم عن التعليم بصورة عامة، التعليم الذي نتحدث عنه هو التعليم العام هو الذي يتعلم فيه الناس ما يتعلق بأمر دينهم، وما يتعلق بأمر دنياهم، وما يتصل بصلتهم بالله - عزَّ وجلَّ -، وما يتصل أيضًا بمصالح المعاش، وما يتعلق بأمور الدنيا.
ما يتعلق بأمور الدنيا لا يُحتاج فيه إلى نية، لكن النية تبارك العمل، وتُصلِحه، وتزكِّيه، وتكسب الإنسان أجرًا، لمَّا أتعلم الطب بنية أن أنفع الناس، وأسدَّ حاجة أمتي، ووطني في هذه التخصصات النادرة، بالتأكيد أنَّه سيكون لي من الأجر والبركة في العمل ما لا أدركه إذا كان فقط نيتي أن والله الطب مجال نافع، ومجال يحصِّل الإنسان منه كسبًا ومادة وما إلى ذلك، بالتأكيد أنَّه ثمَّة فروقات بين الأمرين، لكن لو لم ينو الإنسان إلا هذا في عمله المتعلق بالدنيا، في الأعمال الدنيوية فلا حرج، والأمر في هذا يسير - من حيث عدم التأثير -، وإلا فيما يتعلق بالبركة، فيما يتعلق بالأجر، بالتأكيد أنَّ الإنسان إذا نوى في عمله الدنيوي سواء هندسة، طب، صناعة، زراعة، أي عمل من الأعمال التي هي من أعمال العلوم غير المتعلقة بالشريعة فإنَّه يدرك بها خيرًا إذا نوى طيبًا، وإذا لم ينو شيئًا ونوى الاكتساب فهو على فعله، ولا نقص عليه في ذلك، لكن الذي أؤكد عليه، وهو من المهمات فيما نتحدث عنه، فيما يتصل بالتعليم الذي ينخرط فيه ملايين من أبنائنا وبناتنا في جميع مراحل التعليم هو أن نؤكِّد ما المقصود من هذا العمل؟
يا جماعة الخير، نسأل أنفسنا، نُحضر كل صباح من المعلمين، والمعلمات، والمتعلمين بكافة مستوياتهم، وأجناسهم، نبحث ما المقصود من هذا؟ هذه الأموال التي تُصرف، وهذه الجهود التي تُبذل، وهذا الكدُّ الذي يتلاحق لإتمام هذه العملية، ماذا نريد؟ ماذا نقصد؟ إلى أي شيء سنصل؟
نحن نحتاج إلى أن نتنبَّه لهذا؛ ولهذا أنا أدعو نفسي وإخواني، وجميع المهتمين، والطلاب، والطالبات، والمعلمين، والمعلمات، أدعوهم لطرح هذا السؤال: ماذا نريد من التعليم؟ حتى نستطيع من خلاله أن نعرف، إذا عرفنا ماذا نريد؛ سنسعى إلى تحقيقه، لكن عندما يكون غائبًا في أذهاننا، بدأ العام الدراسي، وشرينا الكتب، وشرينا الشنط، وذهب أولادنا إلى المدارس، وذهب الولد ذكر أم أنثى إلى المدرسة، ورجع الظهر، وانخرط في اختبارات تقييم، وكل هذا ما المقصود منه؟ ما الهدف منه؟
الهدف منه هو بناء الإنسان، هو فتح آفاق عمارة الأرض، هو إصلاح ما بين الإنسان والله - عزَّ وجلَّ -، وإصلاح ما بين الإنسان وبين الخلق بكل مكوناته، الإنسان، الحيوان، الشجر، البيئة. المقصود: بناء الأُمَّة، الارتقاء بها، التنمية، كل هذه مقاصد لا بُدَّ أن تكون حاضرة؛ حتى نقيس فعلاً هل عملي هذا سواء أنا معلم أو معلمة، أو متعلم أو متعلمة، أو من يُعِدُّون مناهج التعليم، هل هذه الأعمال التي نقوم بها تحقق، تقود إلى الهدف، أم أنَّها بعيدة عن الهدف؟
ولهذا أنا أدعو الحقيقة، وأؤكد أنَّنا نحن في بداية العام الدراسي أن نعيد على أنفسنا هذا السؤال، أن نطرح هذا السؤال في البرامج، أن نطرح هذا السؤال في المنتديات، أن نطرح هذا السؤال في المدارس، ونترك الإجابة للناس، ولا بأس أن نسمع من إجابات الناس ما يُعيننا على الوصول إلى النتيجة.
المقدم: التقويم.
الشيخ: تقويم الفكرة وتوضيحها؛ لأنَّ بعض الناس ما يدري يا أخي، لا يعلم لماذا يتعلم.
المقدم: فعلاً. أستأذنك يا شيخ خالد، نأخذ أخر اتصال معنا من المستمع عماد عسير، اتفضل عماد باختصار، اتفضل.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حيَّاك الله، اتفضل باختصار يا عماد.
المتصل: يا شيخ، الله يكرمك، كل عام وأنتم بخير، وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
المقدم: اللهم آمين.
المتصل: ومن جميع المسلمين، جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - «أنَّ الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع»[أخرجه أبو داود في سننه:ح3641، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب:ح70بشواهده]، فما بالك بالذي يُعلِّم الناس الخير؟ الذي يعلِّم الناس، أرجو من فضيلة الشيخ أن يتكلم عن هذا، وجزاكم الله خيرًا، والسلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شيخ خالد، لعلنا كنَّا تحدثنا عن فضل التعليم، وكذلك أيضًا بعض الأحاديث والآيات الواردة في هذا الجانب، ما أدري إن كان تودون التعليق على اتصال الأخ عماد؟
الشيخ: والله على كل حال يعني تقدم مثل ما ذكرت الحديث عن فضل التعليم، ونحن يعني أنا أقول الغاية والغرض حقيقة لمَّا كان الحديث دائر في هذه الحلقة، الغاية والهدف من هذه الحلقة هو لفت الأنظار إلى أهمية معرفة الهدف من التعليم، لفت الأنظار إلى ضرورة معرفة ما هو التعليم؟ هل هو رفع فقط عدم القدرة الكتابة والقراءة، أم أنَّ التعليم أكثر من هذا؟
هاتان النقطتان هما محور الحديث، وهما الغرض، وأرجو أن تكون من خلال هذه الدقائق التي تحدثنا بها أشرنا إلى ضرورة العناية بهذين الجانبين، لماذا نتعلم؟ وما هو التعليم الذي ننشده ونصبو إليه في هذه العملية التعليمية؟
المقدم: شيخ خالد، لعل يمكن نختم بالمحور المتعلق بدور الأسرة والمنزل، ولا يخفى على فضيلتكم أنَّ للأسرة دورًا كبيرًا في المنزل، دورًا كبيرًا جدًّا في مساعدة المعلم على أداء رسالته التي ينشدها ويصبو إليها، ليس هو فقط وإنَّما ينشدها الجميع، المجتمع كله ينشد أن يتخرج هذا الجيل، جيل واعٍ متعلم، وأيضًا بتربية جيدة، ألا وإنَّ هذا الأمر المحور الذي يتعلق بدور الأسرة والمنزل من المحاور الكبيرة جدًّا، والتي تنال أهمية كبرى في إنجاح هذه العملية، لو في دقائق نوضح ما يُمكن أن يوضَّح في هذا الجانب.
الشيخ: لا شك أنَّ الأُسر تتحمل مسؤولية رئيسة في إنجاح العملية التعليمية؛ ولذلك لا بُدَّ من تكاتف الأسر مع دور التعليم ومَحاضِنِه من المدارس، والمعاهد، والكليات.

لا بُدَّ من فتح جسور التواصل، وتواصل بنَّاء مع هذه المقرَّات التعليمية؛ لتحقيق الغاية والغرض.

تحفيز الأولاد، ذكورًا وإناثًا، الأبناء والبنات في التعليم، جعل التعليم سمة يتميز بها الأبناء والبنات بالتأكيد أنَّه مما يحفز، لا نقتصر في العملية التعليمية على المظاهر، في بعض الأحيان، تُظلم العملية التعليمية بأن يُقتصر فقط على نوع الشنطة التي يحملها الطالب، نوع الدفاتر.
المقدم: الماديات.
الشيخ: نوع التجليد، يُصرف في هذه الجوانب، ويُظن أنَّ هذا هو الذي يحقِّق الغرض والغاية، الذي يحقق الغرض والغاية ليس نوع القلم الذي يكتب به، بل العقل يفكر ويكتب، هو الأساس الذي ينبغي أن يُعتنى به، ولا يعني هذا أن تُهمل الجوانب الأخرى، لكن ألا تطغى على الأصل والأساس، هذا الذي أدعو إليه، وبالتأكيد أنَّ مهمة الآباء والأمهات في حثِّ أبنائهم، في تهيئة الأجواء المناسبة، في المتابعة، في التحفيز، في التواصل، في معالجة العثرات التي تكون من خلال المسيرة التعليمية، لا شك أنَّه يتحقق به خيرٌ كثير لأبنائهم، وبناتهم، وبالتالي ينعكس هذا الأُمَّة والمجتمع.

  المقدم: شكر الله لكم صاحب الفضيلة، الشيخ الدكتور/ خالد ابن عبد الله المصلح، أستاذ الفقه بكلية الشريعة في جامعة القصيم، والمشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في منطقة القصيم، ونسأله تعالى أن يوفق الطلاب والطالبات، والمعلمين والمعلمات لما فيه الخير والصلاح، وأن يجزيكم خير الجزاء على هذه الإضاءات التي أمتعتمونا بها من خلال هذه الحلقة وفي هذا الحديث.

الشيخ: آمين، بارك الله فيك، وفي الإخوة والأخوات، وأسأل الله أن يجعله عامًا مباركًا حافلاً بالإنجاز والابتكار، والعلم النافع الذي تصلح به عقائد الناس وأعمالهم، ويصلح به دينهم ودنياهم، والسلام عليكم ورحمة الله.
المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

وكذلك نشكركم مستمعينا الكرام على حُسن استماعكم لنا في هذه الحلقة آملين أن نلقاكم في حلقة أخرى قادمة، حتى ذلكم الحين تقبلوا تحياتي محدثكم/ عبد الله الداني، ومن التنفيذ على الهواء زميلي المهندس الإذاعي/ سامر مرجان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.                            
 

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91405 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87214 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف