×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / من رحاب الحرمين / وما جعل عليكم في الدين من حرج

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:4872

بِسمِ اللهِ الرحمَنِ الرحيمِ، الحَمدُ لِلَّهِ حَمدًا كَثيرًا طَيِّبًا مُبارَكًا فيهِ، أحمَدُهُ حَقَّ حَمدِهِ، لَهُ الحَمدُ في الأُولَى والآخرَةِ، ولَهُ الحُكمُ وإلَيْهِ تُرجَعونَ، وأشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ إلَهُ الأَوَّلينَ والآخِرينَ، لا إلهَ إلَّا هُوَ الرحمَنُ الرحيمُ، وأشهَدُ أنَّ مُحمدًا عَبدُ اللهِ ورَسُولُهُ صَفيُّهُ وخَليلُهُ، خَيرتُهُ مِنْ خَلقِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلهِ وصَحبِهِ، بلَّغَ الرِّسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونَصحَ الأُمَّةَ، وترَكَها عَلَى مَحجَّةٍ بَيضاءَ لَيلُها كنَهارِها لا يَزيغُ عَنْها إلَّا هالِكٌ؛ فـصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحمدٍ، وعَلَى آلِ مُحمدٍ، كما صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيمَ وعَلَى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ،

أمَّا بَعْدُ:

فإنَّ اللهَ ـ سُبحانَهُ وبحمدِهِ ـ يَسَّرَ لعبادِهِ طُرقَ الوُصولِ إلَيْهِ، فليسَ في تَحقيقِ العِبادَةِ وطاعَةِ اللهِ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ عُسْرٌ ولا مَشقَّةٌ، بَلْ إنَّ النبيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلهِ وسَلَّمَ ـ قالَ فيما جاءَ عَنهُ في المُسنَدِ بإسنادٍ جَيِّدٍ مِنْ حَديثِ عَبدِ اللهِ بنِ عَباسٍ، ونَظيرِهِ ما جاءَ عَنْ عائشَةَ أنَّهُ قالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ: «بُعثْتُ بالحَنيفيَّةِ السَّمحَةِ»مُسنَدُ أحمَدَ (2107) عَنْ ابنِ عَباسٍ، والطبرانيُّ في الكَبيرِ (7715) مِنْ حَديثِ عائشَةَ، وحَسَّنَ الألبانيُّ حديثَ ابنِ عَباسٍ في صَحيحِ الجامعِ وهَذا الخَبرُ النبويُّ يُفيدُ وَصْفَ الشريعَةِ المُبارَكَةِ الَّتي جاءَ بِها النبيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ـ وَصْفَ الدِّينِ في اعتِقادِهِ، وعَملِهِ، فالاعتِقادُ حَنيفٌ، والعَملُ سَمحٌ، وذَلِكَ أنَّهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ بَعثَهُ اللهُ ـ تَعالَى ـ بالتوحيدِ، وعِبادِةِ اللهِ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وهَذا فيما يَتعلَّقُ بالاعتقادِ وهُوَ الحَنيفيَّةُ الَّتي بُعِثَ بها ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ـ وهِيَ ما كانَ عَلَيهِ إبراهيمُ ـ عَلَيهِ السَّلامُ ـ ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَالنَّحلِ:120، فلَمَّا كانَ إبراهيمُ ـ عَلَيهِ السَّلامُ ـ عَلَى هَذا النحْوِ كانَتْ شَرائِعُ الأنبياءِ بَعْدَهُ عَلَى هَذا النحْوِ، وأتَمَّ ذَلِكَ ما جاءَ بِهِ النبيُّ مُحمدٍ بنِ عَبدِ اللهِ ـ صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلَيهِ ـ هَذا فيما يَتعلَّقُ بالاعتِقادِ، وأمَّا فيما يَتعلَّقُ بالعَملِ فإنَّ هذهِ الشريعَةَ شَريعَةٌ سَمحَةٌ، والسماحَةُ هِيَ ما لا مَشقَّةَ فيهِ ولا عَناءَ، ولا عُسْرَ، ولا مَشقَّةَ تَخرُجُ عَنِ المُعتادِ، ولذَلِكَ يَقولُ اللهُ ـ تَعالَى ـ في الامتِنانِ عَلَى الأمَّةِ بما بَعثَ بِهِ مُحمدٍ بنِ عبدِ اللهِ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْالتوبَةِ:128أي يَشُقُّ عَلَيهِ ما يَشُقُّ عَلَيكُم ﴿حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌالتوبَةِ:128.

ولهَذا كانَتْ هذهِ الشريعَةُ عَلَى نَحوِ ما ذَكرَ اللهُ ـ تَعالَى ـ في مُحكَمِ كِتابِهِ ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍالقَمَرِ:17.

وكما قالَ ـ جلَّ وعَلا ـ: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍالحَجِّ:78، وكما قالَ النبيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ فيما رَواهُ البُخاريُّ مِنْ حديثِ أبي هُرَيرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ ـ: «إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، ولنْ يُشادَّ الدينَ أحَدٌ إلَّا غَلَبهُ»صحيحُ البُخاريِّ (39)، وهَذا لا يَعنِي أنَّ دِينَ اللهِ ـ تَعالَى ـ لا تَكليفَ فيهِ، بَلْ لا بُدَّ فيهِ مِنْ تَكاليفٍ؛ وذَلِكَ أنَّ بِناءَ الشريعةِ عَلَى تَكليفٍ لكِنَّهُ تَكليفٌ لا مَشقَّةَ فيهِ، ولا عَناءَ، تَكليفٌ تَحصُلُ بِهِ للبشريَّةِ السعادَةُ في الدُّنيا والآخِرَةِ، تَكليفٌ يَجمعُ مَصالِحَ الدُّنيا والآخرةِ؛ فما مِنْ شَيءٍ أمَرَ اللهُ ـ تَعالَى ـ بِهِ الناسَ إلَّا وفيهِ صَلاحُهُم سَواءٌ كانَ ذَلِكَ فيما يَتعلَّقُ بالعِباداتِ المَحضَةِ أو ما يَتعلَّقُ بإصلاحِ المُعامَلاتِ والعِلاقاتِ بَيْنَ الناسِ، كما أنَّهُ لم يَنْهَ اللهُ ـ تَعالَى ـ عَنْ شَيءٍ في الكِتابِ ولا في السُّنةِ الَّتي جاءَ بِها النبيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ إلَّا وفيهِ مَضرَّةٌ لَهُم، ليسَتْ مَضرَّتُهُم فَقطْ في الآخرَةِ بَلْ مَضرَّتُهُم في الآخرةِ وفي العاجلَةِ، في الدينِ والدُّنيا، في الحاضرِ والمُستقبلِ؛ لذَلِكَ كانَ العاقِلُ البَصيرُ الناصحُ الفَطِنُ لا يَلتَفِتُ إلى تَزيينِ الشيطانِ وما يُزيِّنُهُ مِنَ المَعاصي والسَّيئاتِ، فإنَّها مَهْما زانَتْ في أعيُنِ أصحابِها إنَّما هِيَ طَريقٌ إلى النارِ، إنَّما هِيَ طَريقٌ إلى الهَلاكِ، وليسَتْ فَقطِ النارُ في الآخرَةِ بَلْ ما يَلقاهُ مِنْ شُؤمِ المَعصيةِ في دُنياهُ لا يَقِلُّ في التنفيرِ والصدِّ عَنِ المَعاصي عمَّا ذَكرَهُ اللهُ ـ تَعالَى ـ مِنَ الوَعيدِ في الآخرَةِ، وإنْ كانَ عَذابُ الآخرَةِ أشَدُّ وأبقَى، لكِنْ ما يُدرِكُهُ الإنسانُ بمَعصيَتِهِ في الدُّنيا مِنْ أعظَمِ ما يَزجُرُه عَنِ المُضيِّ في العِصيانِ، وسَيِّءِ الأعمالِ؛ لذَلِكَ مِنْ رَحمَةِ اللهِ بعِبادِهِ أنْ يُذيقَ الطائِعينَ شَيئًا مِنْ نَعيمِ طاعَتِهِم، وأنْ يُذيقَ العاصِينَ شَيئًا مِنْ عُقوباتِ مَعاصيهِم وشُؤمَها في دُنياهُم؛ ليَكونَ ذَلِكَ حامِلًا لأهلِ الطاعَةِ عَلَى الاستِزادَةِ، وحامِلًا لأهلِ الإساءَةِ عَلَى الكَفِّ، والاقتِصارِ، والتوبَةِ، والمُراجَعَةِ فلذَلِكَ مِنْ رَحمَةِ اللهِ بعِبادِهِ أنَّهُ لم يُشرِِّعْ لَهُم إلا ما يُسعِدُهُم قالَ اللهُ ـ تَعالَى ـ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَالأنبياءِ:107.

إدراكُ هذهِ المَعاني يا إخواني مِمَّا يَشرَحُ اللهُ ـ تَعالَى ـ بِهِ صَدرَ العَبدِ للإقبالِ عَلَى الطاعَةِ، والانصِرافِ عَنِ المَعصيَةِ؛ لأنَّهُ يَعرِفُ أنَّ اللهَ ما أمَرَهُ بشَيءٍ إلَّا لإصلاحِهِ، ولا نَهاهُ عَنْ شَيءٍ إلَّا لِما فيهِ مِنْ هَلاكٍ وفَسادٍ، فالبَصيرُ العاقِلُ يَكُفُّ نَفسَهُ عَنِ المَعاصِي؛ لأنها تُهلِكُهُ، ولها مِنَ الشؤْمِ الحاضِرِ والمُستَقبلِ ما يَنبَغي للمُؤمنِ أنْ يَنزَجِرَ عَنهُ، وأنْ يَتجنَّبَهُ ويَتوقَّاهُ، وفي الطاعاتِ مِنَ السعادَةِ والانشِراحِ ما يَحمِلُهُ عَلَى الإقبالِ عَلَى رَبِّ الأرضِ والسماواتِ بكُلِّ ما يَستَطيعُ فإنَّهُ سَيجِدُ مِنْ طاعَةِ اللهِ لذَّةً، سَيجِدُ مِنْ طاعَةِ اللهِ طَمأنينَةً، سَيجِدُ مِنْ طاعةِ اللهِ سَكَنًا، سَيجِدُ مِنْ طاعةِ اللهِ انشِراحًا؛ قالَ اللهُ ـ تَعالَى ـ: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌالنَّحلِ:97 إيش؟ إيش الجزاء؟ ﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةًالنَّحلِ:97، هَذا جَزاءٌ مُعجَّلٌ يُدرِكُهُ كلُّ مَنْ عَمِلَ صالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أو أُنثَى طائِعًا لِلَّهِ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ أصلَحَ الباطِنَ بالإيمانِ، وأصلَحَ الظاهرَ بصالِحِ الأعمالِ فلنَجِدَّ ولنَجتَهِدْ أيُّها الإخوَةُ في الأخْذِ بالطاعاتِ، ولْنَعلَمْ أنَّ النبيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ قَدْ قالَ في كَلِمةٍ جامعَةٍ تُبيِّنُ المَآلاتِ والنِّهاياتِ للأعمالِ: «حُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمَكَارِهِ»صحيحُ البُخاريِّ (6487)، وصحيحُ مُسلمٍ (2822) فمَهْما شَقَّ عَلَيكَ شَيءٌ مِنْ طاعَةِ اللهِ فأقبِلْ وأقدِمْ، واعلَمْ أنَّ العاقِبَةَ حَميدَةٌ، ومَهْما زادَتْ لَكَ المَعاصِي فقَدْ قالَ فيها النبيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ: «وحُفَّتِ النارُ بالشَّهواتِ»صحيحُ البُخاريِّ (6487)، وصحيحُ مُسلمٍ (2822) أي: المَلذَّاتُ الَّتي تُشوِّقُكَ، وتَجلِبُكَ، وتُحفِّزُكَ عَلَى الإقبالِ عَلَيها لكِنَّهُ عَسلٌ مُلِئَ سُمًّا؛ فما أقرَبَ الهَلاكَ! لذَلِكَ يَجِدُ الإنسانُ بالمَعصيةِ مِنْ شَتاتِ القَلبِ، وظُلمَتِهِ، وفَسادِ الأمرِ، وتَعكِسُ الحالَ ما لا يَهنأُ مَعهُ بمَعصيةٍ مَهْما لَذَّتْ وطابَتْ لا يَهنَأُ بها إنَّما يَجِدُ شُؤمَها كما قالَ اللهُ ـ تَعالَى ـ في بَيانِ مآلِ الفَريقَيْنِ: ﴿إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ﴾الانفطار:13﴿وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍالانفطار:14.

كَثيرٌ مِنَ الناسِ يَقولُ هَذا في الآخرةِ في نَعيمٍ يَعنِي في الجَنَّةِ، وفي الجَحيمِ يَعنِي في النارِ، وهَذا صَحيحٌ لكِنْ ثَمَّةَ نَعيمٌ يُدرِكُهُ الإنسانُ في الدُّنيا، وهُوَ ما يُلقيهِ اللهُ في قُلوبِ أوليائِهِ أهلِ الطاعَةِ والإحسانِ مِنَ الانشِراحِ، والبَهجةِ، والسُّرورِ لا تُقارَنُ بكُلِّ مَلذَّاتِ المَعاصي، ولذَلِكَ اللهُ ـ تَعالَى ـ يَقولُ: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْالنُّورِ:30، ثُمَّ ماذا قالَ ﴿ذَلِكَ أي: قيامُهُم بذَلِكَ الأمرِ ﴿ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْالنورِ:30أي: أطيَبُ لقُلوبِهِم فمَهْما مَتَّعوا أبصارَهُم بالنظرِ المُحرَّمِ إذا كَفَّوا أبصارَهُم عَنْ هذهِ المَرائي المُحرَّمَةِ كانَ ذَلِكَ بَهجةً، وزَكاءً، وسَكنًا لقُلوبِهِم، فلذَلِكَ كُلُّ مَنْ أطاعَ اللهَ، وخالَفَ هَواهُ لا بُدَّ أنْ يَجِدَ نَعيمًا ﴿إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍالانفطارِ:13.

ليسَ فَقطْ في الآخرَةِ بَلْ في الدُّنيا، وفي البَرزَخِ، وفي يَوْمِ البَعثِ والنُّشورِ، وفي المُستَقرِّ والمآلِ، فإنَّ اللهَ لم يُحدِّدْ أينَ النَّعيمُ ﴿إِنَّ الأَبْرَارَالانفطارِ:13أهلُ البِرِّ والطاعَةِ والإحسانِ ﴿لَفِي نَعِيمٍالانفطارِ:13، في دُنياهُم، وفي قُبورِهِم، ويَوْمِ بَعْثِهِم ونُشورِهِم، وعِندَما يَدخُلونَ جَنَّةَ العَزيزِ الغَفارِ ـ نَسألُ اللهَ أنْ نَكونَ مِنْهُم ـ كما أنَّ المُقابِلَ أهلُ الفُجورِ، وأهلُ المَعصيةِ، وأهلُ الخَطَإِ والزَّلَلِ الَّذينَ يُصِرُّونَ عَلَى أخطائِهِم، ولا يَستَعتِبونَ ولا يَتوبونَ، قالَ اللهُ ـ تَعالَى ـ: ﴿إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍالانفطارِ:13﴿وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍالانفطارِ:14، وهُوَ ما يَكونُ في القلوبِ في الدُّنيا مِنْ شَتاتٍ، وضِيقٍ، وكَدَرٍ، وما يَكونُ في القُبورِ مِنْ عَذابٍ لأهلِها، وما يَكونُ في البَعْثِ والنُّشورِ مِنَ الفَزعِ، وما يَؤولُ إلَيْهِ الحالُ مِنَ العُقوبَةِ في النارِ إلَّا أنْ يَغفِرَ اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ لأهلِ الإساءَةِ والمَعصيةِ.

فنَسألُ اللهَ العَظيمَ أنْ يَجعلَنا وإيَّاكُم مِنْ أهلِ البِرِّ والتَّقوَى، والصلاحِ والسَّدادِ في السرِّ والعَلَنِ، وأنْ يَغفِرَ لنا الخَطأَ والزلَلَ، وأنْ يَرزُقَنا البَصيرَةَ في الدينِ، والعَملِ في التنزيلِ، وأنْ يُوفِّقَنا إلى ما يُحِبُّ ويَرضَى مِنَ القَولِ والعَملِ، واللهُ المُوفِّقُ إلى السَّدادِ والصوابِ.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94289 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات90117 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف