بِسمِ اللهِ الرحمَنِ الرحيمِ، الحَمدُ لِلَّهِ حَمدًا كَثيرًا طَيِّبًا مُبارَكًا فيهِ،أحمده لا أُحصِي ثَناءً عَلَيهِ كما أثنَى عَلَى نَفسِهِ، وأشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ إلهُ الأوَّلينَ والآخِرينَ، لا إلهَ إلَّا هُوَ الرحمَنُ الرحيمُ، وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا عَبْدُ اللهِ ورَسولُهُ، وصَفيُّهُ وخَليلُهُ، خَيرتُهُ مِنْ خَلقِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلهِ وصَحبِهِ، ومَنِ اتَّبعَ سُنَّتَهُ واقتَفَى أثرَهُ بإحسانٍ إلى يَومِ الدِّينِ،
أمَّا بَعْدُ:
فقَدْ جاءَ في الصحيحَيْنِ مِنْ حَديثِ مُعاويةَ بنِ أبي سُفيانَ ـ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ ـ أنَّ النبيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ قالَ: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيرًا يُفقِهْهُ في الدِّينِ»صحيحُ البُخاريِّ (71)، وصحيحُ مُسلمٍ (1037)، وهَذا الحديثُ الشريفُ يُبيِّنُ عَظيمَ الفَضْلِ الَّذي يُحصِّلُهُ المُشتَغِلُ بالفِقْهِ في الدِّينِ، والفِقْهُ في الدينِ هُوَ أنْ يَفهَمَ الإنسانُ ما جاءَ بِهِ النبيُّ الكَريمُ ـ صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلَيهِ ـ ابتِداءً بفَهْمِ ما يَجِبُ عَلَيهِ اعتِقادُهُ في رَبِّهِ ـ سُبحانَهُ وبحَمدِهِ ـ وفَهْمِ ما يَجِبُ عَلَيهِ مِنْ حُقوقِ اللهِ ـ عزَّ وجَلَّ ـ في الواجِباتِ والفَرائضِ الَّتي فَرضَها اللهُ ـ تَعالَى ـ عَلَيْهِ، وهَذا قَدْرٌ مِنَ الفِقهِ والعِلمِ لا يَختَصُّ أحَدًا مِنَ الناسِ، بَلْ هُوَ عامٌ لكُلِّ أحَدٍ فيَجِبُ عَلَى كلِّ مُسلمٍ ومُسلِمةٍ أنْ يَتعلَّمَ مِنْ دِينِ رَبِّ العالَمينَ ما يُقيمُ بِهِ عِبادتَهُ، ما يُقيمُ بِهِ دِينَهُ، وهَذا القَدْرُ هُوَ القَدرُ الواجِبُ عَلَى كلِّ مُكلَّفٍ؛ لأنَّهُ لا يُمكِنُ أنْ يُحَقِّقَ العُبوديَّةَ لِلَّهِ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ لا يُمكِنُ أنْ يُحقِّقَ غايَةَ الخَلْقِ، ومَقصودَ الوُجودِ إلَّا بهَذا القَدرِ مِنَ العِلمِ، ولهَذا يَجبُ عَلَى كلِّ مُؤمنٍ ومُؤمِنَةٍ أنْ يَتعلَّموا مِنْ دِينِ اللهِ ما يَعرِفونَ بِهِ الربَّ الَّذي يَعبُدونَ، وما يَعرِفونَ بِهِ الحُقوقَ الَّتي فَرضَها اللهُ عَلَيهِم في صَلاتِهِم، في صَومِهِم، في زَكاتِهِم، في حَجَّهِم، في سائرِ الحُقوقِ الَّتي فَرضَها اللهُ ـ تَعالَى ـ عَلَى كُلِّ أحدٍ، إذا حَقَّقَ المُؤمِنُ هَذا القَدرَ فإنَّهُ يَكونُ قَدْ أدرَكَ شَيئًا مِنَ الفِقهِ في الدينِ الَّذي بِهِ تُدرَكُ الخَيريَّةُ في قَولِ النبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيرًا يُفقِهْهُ في الدِّينِ»، وإنَّهُ لمِنَ المُؤسِفِ أنَّ كَثيرًا مِنَ المُسلِمينَ لا هَمَّ لَهُم، ولا عِنايةَ بتَعلُّمِ القُرآنِ، ولا بتَعلُّمِ السُّنةِ بَلْ هُمَ مُنصَرِفونَ عَنْ ذَلِكَ في أنواعٍ مِنَ الانصِرافِ الَّذي يَجعَلُهُم يَجهَلونَ أُصولًا وقَواعِدَ، وأُسُسًا يُبنَى عَلَيها سَلامةُ الدِّينِ، وصِحَّةُ الاعتِقادِ والعَملِ، فمِنَ الواجِبِ عَلَى كلَّ مُؤمنٍ أنْ يَجتَهِدَ في بَذْلِ وُسعِهِ في تَعلُّمِ القَدْرِ الَّذي يُقيمُ به دِينَهُ، وهَذا لا يَحتاجُ إلى أنْ يَتخصَّصَ الإنسانُ في دِراساتٍ عِلميةٍ شَرعيةٍ، أو أنْ يُمضِيَ وَقتًا طَويلًا في تَحصيلِ العُلومِ الشرعيَّةِ، بَلْ هُوَ بالقَدْرِ الَّذي يُحقِّقُ العِلمَ باللهِ، والعلمَ بالحُقوقِ الواجِبَةِ عَلَيهِ، وهَذا ليسَ بشَيءٍ عَسيرٍ، فإنَّ اللهَ تَعالَى قَدْ تَكفَّلَ بكُلِّ مَنْ رَغِبَ في مَعرِفتِهِ، ومَعرِفَةِ دينِهِ بأنَّهُ سَيسلُكُ سَبيلًا مُيَسَّرًا، وطَريقًا مُمهَدًا قالَ اللهُ ـ تَعالَى ـ: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾القَمَرِ:17.
هَذا هُوَ الطريقُ الَّذي يُدرِكُ بِهِ الإنسانُ مَعرِفَةَ اللهِ، ومَعرفَةَ حُقوقِهِ ـ جَلَّ في عُلاهُ ـ فإنَّه طَريقٌ مُمَهَّدٌ مُيَسَّرٌ يَسَّرَ اللهُ تَعالَى تَحصيلَهُ، ومَعرفَةً لكُلِّ مَنْ أرادَ مَعرفَةَ حَقِّ اللهِ ـ عزَّ وجَلَّ ـ الَّذي بِهِ تَطيبُ القُلوبُ، ومَعرفَةُ الطريقِ الَّذي يُوصِلُ إلَيْهِ ـ جَلَّ في عُلاهُ ـ فيما يَتعلَّقُ بالصلاةِ، فيما يَتعلَّقُ بالزَّكاةِ، فيما يَتعَلقُ بالصومِ، فيما يَتعلَّقُ بالحَجِّ، واليَومُ تَسَهَّلَتْ سُبُلُ تَعلُّمِ الشريعَةِ، وتَيسَّرَتْ سُبلُ الحُصولِ عَلَى العِلمِ، وليسَ ذَلِكَ مَحدودًا بصُورةٍ أو طَريقٍ بَلْ كُلُّ طَريقٍ يُوصِلُكَ إلى مَعرفَةِ اللهِ كما جاءَ في الكِتابِ والسُّنةِ، ومَعرفَةِ ما جاءَتْ بِهِ الشريعَةُ مِنَ الفَرائضِ والواجِباتِ فإنَّهُ طَريقٌ يُوصِلُكَ إلى بِرٍّ، وخَيرٍ، وعِلمٍ، وهُدًى، قالَ اللهُ ـ جَلَّ وعَلا ـ: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾العَنكَبوتِ:69.
لقَدْ تَكفَّلَ اللهُ لكُلِّ مَنْ صَدقَ في إرادَتِهِ، وعَزمِهِ، وبَذَلَ ما يَستطيعُ مِنْ جَهدِهِ؛ لتَحصيلِ العِلمِ أنْ يُبلِّغَهُ اللهُ ما يُؤمِّلُهُ ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا﴾ حَقٌ عَلَيْهِ ﴿لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾العَنكَبوتِ:69.
أي: لنُدِلَّنَّهُم ولنَسلُكَنَّ بِهِمُ السبيلَ الَّذي يُوصِلُهُم إلى مَأمولِهِم، والَّذي يُبلِّغُهُم مَقصودَهُم مِنْ تَعلُّمِ العِلمِ الَّذي بِهِ تَطيبُ القُلوبُ وتَصلُحُ، والَّذي بِهِ تَزكو الأخلاقُ، وتُفلِحُ، والَّذي بِهِ يَطيبُ القَلبُ، ويَبتَهِجُ؛ فإنَّ العِلمَ الشرعِيَّ نُورٌ أوَّلُ ما يَطرُقُ القُلوبَ ثُمَّ يَنعَكِسُ ذَلِكَ عَلَى الجَوارحِ والأعمالِ، وهَذا النوعُ ليسَ مَحدودًا، ولا مَحصورًا في أشخاصٍ، إنَّما هُوَ لكُلِّ مَنْ تَلقَّى عَنِ اللهِ وعَنْ رَسولِهِ هَذا الهُدَي المُبينَ، وهَذا الشرعَ القَويمَ مِنَ الكِتابِ المُبينِ، ومِنَ السُّنةِ النبويَّةِ المُطهَّرَةِ؛ لذَلِكَ إخواني لا تَبخَلوا عَلَى أنفُسِكُم في أنْ تَقرَؤوا كَلامَ اللهِ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ وأنْ تَفهَموا مَعانيَهُ، وأنْ تَقرَؤوا حَديثَ رَسولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ـ وأنْ تَفهَموا مَقاصِدَهُ، ومُراداتِهِ مِنْ كَلامِهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ فإنَّهُ الخَيرُ الَّذي تَفوزونَ بِهِ في دُنياكُم، وتُدرِكونَ بِهِ سَعادةَ أُخراكُم، فإنَّ النبيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ جاءَ بسَعادَةِ الدَّارَيْنِ، لم يَأتِ فقَطْ لإصلاحِ الآخِرَةِ، بَلْ جاءَ ـ صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلَيهِ ـ لإصلاحِ الدِّينِ والدُّنيا، إصلاحِ الأُولَى والآخِرَةِ، فمَنْ صَلَحَتْ دُنياهُ بالعِلمِ الشرعيِّ، والنُّورِ المُبينِ الَّذي جاءَ بِهِ سَيِّدُ المُرسَلينَ ـ صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلَيْهِ ـ صَلَحَتْ آخِرَتُهُ، ولذَلِكَ لَمَّا سُئِلَ الإمامُ أحمَدُ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ عَنْ أفضَلِ العَملِ قالَ: العِلمُ لمَنْ صَحَّتْ نِيَّتُهُ. واليَومَ أحوَجُ ما يَكونُ الناسُ إلى العِلمِ الشرعيِّ، فالاشتِغالُ بِهِ مِنْ أوجَبِ ما يَنبَغي للمُؤمِنِ أنْ يَشتغِلَ بِهِ؛ لإنجاءِ نَفسِهِ، في المَرتَبَةِ الأُولَى، وتَفُكُّ نَفسَكَ مِنَ الضلالاتِ والفِتَنِ، ولا سَبيلَ للانفِكاكِ مِنْ ذَلِكَ إلَّا بالعِلمِ الَّذي جاءَ بِهِ سَيِّدُ الوَرَى ـ صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلَيْهِ ـ في الكِتابِ وفي السُّنةِ، فلْنَجتهِدْ في قِراءَةِ التفسيرِ، في قِراءةِ أحاديثِ النبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ـ في فَهْمِ مَعاني كَلامِهِ، وإذا أُشكِلَ عَلَينا شَيءٌ، ومُشتَبَهٌ عَلَينا أمْرٌ، فلنَرجِعْ إلى مَنْ أمَرَنَا اللهُ بالرُّجوعِ إلَيْهِم ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾النَّحلِ:43، أتَعلَمونَ مَنْ هُم أهلُ الذِّكْرِ؟ هُمُ العُلَماءُ بالقُرآنِ، هُمُ العُلَماءُ ببَيانِ القُرآنِ وهُوَ سُنَّةُ خَيرِ الأنامِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ فالذِّكْرُ هُوَ القُرآنُ كما قالَ اللهُ ـ تَعالَى ـ: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ﴾الحِجْرِ:9 يَعنِي القُرآنُ ﴿وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾الحِجْرِ:9. فقَولُهُ: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ﴾النَّحلِ:43، يَعنِي اسألُوا أهلَ القُرآنِ وهُمُ العالِمونَ بمَعانيهِ، العارِفونَ بتَفسيرِهِ وبَيانِِ، ولا يُمكِنُ أنْ يَبلُغَ الإنسانُ شَيئًا مِنَ العِلمِ بتَفسيرِ القُرآنِ بمِثلِ ما يَبلُغُ بمَعرفَتِهِ سُنَّةُ سَيِّدِ الأنامِ ـ صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلَيهِ ـ فإنَّ اللهَ أنزَلَ عَلَيْهِ القُرآنَ تِبيانًا، وأوكَلَ إلَيهِ تِبيانَهُ وتَوضيحَهُ للناسِ فجَلَّاهُ وبَيَّنَهُ عَلَى نَحْوٍ لا التِباسَ فيهِ ولا خَفاءَ.
يَقولُ أبو ذَرٍّ: تُوفِّيَ رَسولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ وما طائِرٌ يَطيرُ بجَناحَيْهِ في السماءِ إلَّا وآثَرَ لَنا فيهِ عِلمًا أي: تَركَ لَنا مِنهُ عِلمًا نَعرِفُ بِهِ حَقائقَ ذَلِكَ الشيءِ، وما يَتعَلَّقُ بِهِ فلِذَلِكَ جَديرٌ بالمُؤمنِ والمُؤمِنَةِ أنْ يَجتَهِدوا في مَعرِفَةِ كَلامِ اللهِ وكَلامِ رَسولِهِ، حَذْقُ العِلمِ رياضُ الجَنَّةِ هِيَ مِنَ الطرُقِ الَّتي يُدرِكُ بِها الإنسانُ مَعرفَةَ ما لِلَّهِ مِنْ كَمالاتٍ يَتعلَّقُ بِهِ ما لرَبِّهِ مِنْ صِفاتٍ، وما لَهُ مِنْ حُقوقٍ، ويَتعَلَّمُ أيضًا الشرْعَ الَّذي بِهِ يُقيمُ دينَهُ، ويُصلِحُ عَملَهُ فهَنيئًا للمُشتَغِلينَ بالعِلمِ الشرعيِّ، هَنيئًا لَهُم فقَدْ قالَ النبيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ـ: «مَنْ سَلكَ طَريقًا يَلتَمِسُـ يَعنِي يَطلُبُ ـ فيهِ عِلْمًا» عِلمٌ ولو كانَ عِلمًا قَليلًا، لو كانَ سُؤالًا في مَسألَةٍ أشَكَلَتْ عَلَيهِ، ليسَ المَقصودُ أنْ يَتخصَّصَ في عُلومٍ شَرعيَّةٍ أو كُلِّياتٍ شَرعيةٍ أو مَعاهِدَ عِلميةٍ، يَلتَمِسُ عِلمًا ولو كانَ قَليلًا مِنَ العِلمِ الَّذي يَدلُّهُ عَلَى اللهِ ويُوصِلُهُ «سَهَّلَ اللهُ بِهِ طَريقًا إلى الجَنَّةِ»صَحيحُ مُسلمٍ (2699).
أيُّ عَمَلٍ يُدرِكُ بِهِ الإنسانُ مِثلَ هَذا الفَضْلِ لا يُوجَدُ عَملٌ يَصِلُ بالإنسانِ وتَكفَّلَ اللهُ بتَزيينِ طَريقِ الجَنَّةِ لأهلِهِ مِثْلَ ما تَكفَّلَ للمُشتَغِلِ بتَحصيلٍ للعِلمِ الشرعيِّ.
أسألُ اللهَ أنْ يَرزُقَنا وإيَّاكُم العِلمَ النافعَ، والعَملَ الصالِحَ، وأنْ يَسلُكَ بِنا إلى الهُدَى والرَّشادِ، وأنْ يُعيذَنا مِنْ مُضلَّاتِ الفِتَنِ، وأنْ يُعيذَنا مِنَ الشرِّ ما ظَهرَ مِنهُ وما بَطنَ، وأنْ يَحفظَنا وبِلادَنا، وولاتِنا، وعُلَماءَنا مِنْ كلِّ سُوءٍ وشرٍّ ويُبعِدَ عَنْ هذهِ البِلادِ كَيدَ الكائِدينَ، ومَكْرَ الماكِرينَ، وأنْ يَجعلَ كُلَّ مَنْ كادَها أو مَكرَها دائِرةً تَستوي عَلَيهِم، وأنْ يَجعلَ مَكْرَهُ، وتَخطيطَهُ، وكَيْدَهُ في نَحرِهِ، وأنْ يَكفيَ المُسلِمينَ شَرَّهَ.
أسألُ اللهَ العَظيمَ ربَّ العَرشِ الكَريمِ أنْ يَحفظَنا مِنْ بَيْنِ أيدِينا ومِنْ خَلفِنا، وعَنْ أيمانِنا وعَنْ شَمائِلِنا، وأنْ يُعيذَنا مِنْ كلِّ فِتنةٍ ظاهرَةٍ أو باطِنةٍ، وإذا أرادَ بعِبادِهِ فتنَةً أنْ يَقبِضَنا إلَيْهِ غَيرَ مَفتونينَ، اللهُمَّ صَلَّي عَلَى مُحمدٍ.