المقدم:هل الدعاء مأثور أو ما هي الكلمات التي تُقال في هذا الدعاء؟
المتصل:أيه نعم أنا بسأل الإمام بس في كل الأوقات
المقدم:طيب، اسمع الإجابة من الشيخ، شكرًا لك يا أبو عبد الله.
شيخ خالد ما أدري ما هو محتوى الدعاء الذي يدعوا به ذلك الإمام ولكن.
الشيخ:علي كل حال ليس من المشروع أن يفعل الإنسان هذا إلا إذا كان على وجهٍ عارض للتعليم أو لبيان سنة عمل من الأعمال فهذا شيء عارض، أما أن يكون على وجه الدوام كما يذكر أنه يعني بعد كل صلاة يدعو الإمام، ويُؤّمن المأمومون هذا فيه اشتغال بمفضول عن فاضل، في السنة أن يشتغلوا بالذكر، والتسبيح والتحميد وقراءة الأوراد لا أن يجتمعوا على دعاءٍ، ثم موضع الدعاء الذي يُرجى إجابته هو ما كان في صلب الصلاة لا في خارجها، فإنه يُرجى أن يكون الدعاء مُجابًا لحديث عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن ذكر التشهد قال:« ثم ليَتَخَيَّر من الدعاء أَعْجَبَه إليه»[أخرجه البخاري في صحيحه:ح835] -يعني أحسنه إليه- فيوجه الناس إلى أن يدعوا الله -عز وجل- في صلاتهم فهي أدنى لحصول المقصود، وأقرب لإجابة الدعاء.
المقدم:جميل، لعلنا شيخ خالد نختم اللقاء بكلمة حول يعني ما تحبون أن تختموا به هذا اللقاء في مسألة محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
الشيخ:محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- من القربات والطاعات، وهي تُترجَم بأعمال قلبية، وأعمال جوارحية، أما العمل القلبي فهو شدة الميل والانجذاب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ذكر ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه مسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة : «مِن أَشدِّ أمتي حبًّا لي أُناسٌ يكونون بعدي يَودُّ أحدهم لو رآني بأهله، وماله»[أخرجه مسلم في صحيحه:ح2832/12]يعني يجعل ثمن رؤيةِ النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يفقد أهله وماله، والمثمَّن والمقابل هو: رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني لو خُيّر بين أن يدفع كلَّ ما عنده من أهل ومال في مقابل رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- لما تأخر في ذلك، هذا من علامات المحبة القلبية، لكن هذه المحبة القلبية لابد أن تُترجَم باتباع ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾[آل عمران:31]، وكما قال الله -جل وعلا-: ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾[النور:54].
فطاعته عنوان محبته -صلى الله عليه وسلم- ألزمنا الله سنته، وتبّعنا آثاره، وسلك بنا سبيله، وجمعنا به -صلى الله عليه وسلم- في المحشر، وفي الجنة فإنها غاية المُنى أن تكون رفيقًا له -صلى الله عليه وسلم- ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾[القمر:55].
المقدم:اللهم آمين، شكر الله لكم فضيلة الشيخ خالد بن عبد الله المصلح، أستاذ الفقه، والمشرف العام لفرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية، والإفتاء في منطقة القصيم.
أسأله تعالى أن يجزيكم خير الجزاء، وأن يُبارك فيكم، وفي علمكم، وأن ينفع بعلمكم الإسلام والمسلمين.
الشيخ:آمين، آمين، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله -عز وجل- الذي بيده ملكوت كل شيء أن يرزقنا الاستقامة ظاهرًا وباطنا، وأن يحفظ بلادنا من كل سوءٍ وشرٍّ، وأن ينصر جنودنا في الميدان.