قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" فالتقوى " تتضمن فعل المأمور وترك المحظور .
و " الصبر " يتضمن الصبر على المقدور .
وقد قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا} - إلى قوله - {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا}.
فبين سبحانه أنه مع التقوى والصبر لا يضر المؤمنين كيد أعدائهم المنافقين .
وقال تعالى:{بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين } فبين أنه مع الصبر والتقوى يمدهم بالملائكة . وينصرهم على أعدائهم الذين يقاتلونهم .
وقال تعالى:{لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور}،فأخبرهم أن أعداءهم من المشركين ، وأهل الكتاب لابد أن يؤذوهم بألسنتهم وأخبر أنهم إن يصبروا ويتقوا فإن ذلك من عزم الأمور .
فالصبر والتقوى يدفع شر العدو المظهر للعداوة المؤذين بألسنتهم والمؤذين بأيديهم وشر العدو المبطن للعداوة .
وهم المنافقون وهذا الذي كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم وهديه هو أكمل الأمور".
"مجموع الفتاوى" ( 10/ 507- 508 ).