×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / الدين والحياة / الحلقة (64) خطورة اتباع الهوى

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:6271

المقدم:  أهلاً ومرحبًا بكم مستمعينا الكرام في هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم" الدين والحياة".

 مستمعينا الكرام الهوى مرض خطير ما خالط شيئًا إلا أفسده، فإن وقع في العلم أخرجه إلى الكِبر والغرور والضلالة، وإن وقع في الزُّهد أدى به إلى الرياء والسمعة، وإن وقع في الحُكم قاد إلى البَغي والظلم، وإن وقع في العبادة أسقط في البدعة ومخالفة السنة، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة يحذِّرنا فيها ربنا -سبحانه وتعالى- من اتباع الهوى، وطاعة أصحاب الأهواء، وقد قال ابن عباس رضي الله عنه: "ما ذكر الله هوى في القرآن إلا ذمه"[تفسير القرطبي16/167].

في هذا اللقاء سنتحدث بإذن الله -سبحانه وتعالى- مستمعينا الكرام عن (خطورة اتباع الهوى) مع ضيفنا وضيفكم فضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح.

 شيخ خالد عندما نتحدث أولاً عن خطورة اتباع الهوى ربما يجدُر بنا الحديث أو تعريف الهوى، ما المقصود أو ما هو المقصود بهذا الهوى الذي نحذِّر منه؟

الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحبًا بك أخي عبد الله، وحيا الله الإخوة والأخوات، وأسأل الله -عز وجل- لي ولكم السداد في القول والعمل، وأن يُجنِّبَنا الخطأ والزلَّات، وأن يُلزِمَنا الهدى ويجنبنا الهوى.

الهوى حقيقة يعني هو ما تهواه النفوس، وما تميل إليه، وما تحبُّه، وما تشتهيه، هذا بمفهومه المبسَّط المُسِّهل المقرِّب للمعنى، ولذلك يعني العبارات الكثيرة في تعريف الهوى قد لا توصل المعنى بشكل جليٍّ، فالهوى هو ميل النفس إلى الشهوة، أن تميل نفسك إلى ما تحب.

طبعًا بهذا المفهوم العام نفهم أن الهوى ليس كلُّه مذمومًا، منه ما هو مذموم، ومنه ما هو اقتضته الطبيعة، لا نقول: أنه بالضرورة يمكن أن يكون محمودًا لكنه ليس بمذموم على أقلِّ الأحوال، لكن في الاستعمال عادة يُطلق الهوى كما ذكر عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنه- في مقام ميل النفس إلى ما تُحبُّ وتشتهي مما يلحقها به ضرر عاجل أو آجل، هذا هو المفهوم الكلي للهوى الذي جاءت النصوص في التحذير منه، وجاءت كلمات أهل العلم قديمًا وحديثًا في بيان خطورته، وهو المقصود عندما نتحدث عن اتباع الهوى وخطورته.

فالمقصود به هو أن يتِّبَع الإنسان ما تميل نفسه إليه مما يلحقه به مَضرَّة، سواء كان ذلك في دينه أو في دنياه.

 وبالتالي نفهم أن الهوى الذي جاء ذمُّه في الكتاب ليس هو محبة الأمور الطبيعية أو الأمور التي قد يؤجر عليها الإنسان، إنما هي المحبة التي توقع الإنسان وتورِّطه فيما يكون من القبيح من الأمور كما قال الشاعر

إذا ما أجبتَ النفس في كل دعوةٍ

                                   دعَتْكَ إلى الأمر القبيح المحرَّمِ

والآخر يقول

إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْصِ الْهَوَى قَادَكَ الْهَوَى

                                  إِلَى بَعْضِ مَا فِيهِ عَلَيْكَ مَقَالُ

فالهوى الذي جاءت الكلمات، وتواطأت النقولات في ذمِّه إنما هو ما تميل إليه النفس مما يلحقها به مضرة، هذا الذي نتحدث عنه حتى لا يُشقَّ الحديث إلى جوانب أخرى أو معاني أخرى يمكن أن تُسمَّى هوى، إنما نتكلم عن هذا أن تحب شيئًا تلحقك به مضرة سواء كان ذلك فيما يتعلق بالعقائد، أو كان ذلك فيما يتعلق بالسلوك والخُلق، سواء كان ذلك في معاملة الله، أو كان ذلك في معاملة الخلق، سواء كان ذلك في خاصة نفسك، أو في معاملتك الخارجية للناس، كل ذلك يندرج تحت هذا المفهوم أن ميل الإنسان إلى ما يضرُّه في دينه أو في دنياه هو من الهوى المذموم الذي جاءت النصوص بالتحذير منه، والنهي عنه، والذي تواطأت الكلمات في منقولات أهل العلم وأهل الرأي على ذمه والتحذير منه.

المقدم: لكن إذا ما تحدثنا أيضًا عن هذا الشطر الممنوع والمُحذَّر منه في آيات كثيرة، وفي أحاديث كُثُر فيما يتعلق بخطورة اتباع هذا الهوى المذموم، ربما يكون هناك إذا كان بالإمكان أن يكون هناك توضيحٌ أكثر لهذا الهوى المذموم الذي نُهينا عن اتباعه، وأيضًا أُمرنا بتجنُّبه.

الشيخ: الآية الكريمة في سورة النازعات بيَّنَت ذلك على وجه واضح جليٍّ، يقول الله -جل وعلا-: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى*فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىالنازعات:40-41  هذه الآية لم تذكر نوعًا معيَّنًا من الهوى الذي يحذَّر منه، إنما جاءت في بيان مجمل ما ينبغي أن يتجنَّبه الإنسان مما يلحقه به مضرَّة، فالهوى في هذه الآية هو المَظلَّة العامة التي تشمل كلَّ ما يلحق الإنسان به نقصٌ في دينه أو دنياه، قال الله تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىالنازعات:40  أي مَنَعها وكفَّها عما تشتهيه وتحبه مما يلحقها به مضرَّة.

عندما نفهم هذا نقول: أن الهوى في هذا المفهوم العامِّ الواسع يشمل الهوى فيما يتعلق بارتكاب المعاصي، الهوى فيما يتعلق بترك الواجبات، الهوى فيما يتعلق بالاعتداء على الخلق والظلم، الهوى فيما يتعلق بأكل الأموال بالباطل، الهوى فيما يتعلق بعدم أداء الأمانة التي ائتمن عليها الإنسان، الهوى فيما يتعلق بمقام الخصومات والمنازعات بينك وبين غيرك، كل هذه الأمور مما يندرج في معنى الهوى، فالهوى هو أن ينقاد الإنسان لرغبته، أن يكون عبدًا لرغباته، وشهواته، وملذاته، التي ستقوده في نهاية المطاف إلى الخروج عن حدود الشريعة.

فالذي ينام عن صلاة الفجر مثلاً إيثارًا للراحة اتبع الهوى، الذي يُخلُّ بالأمانة، فلا يقوم بواجب الوظيفة التي ائتمن عليها هذا اتبع الهوى؛ لأنه مال إلى ما تشتهيه نفسه من الدعة والسكون وترك ما يجب أن يكون عليه من القيام بحق الأمانة والعمل الذي قام به، الذي يخاصِم في الحقوق ويظلم الناس بالمطالبة بما ليس له أو يجحَد حقوقَ الناس التي عنده إيثارًا للتكثُّر أو طلبًا للنصرة والغلبة، كل ذلك من اتباع الهوى الذي يجرُّ على الإنسان هَلَكَة الدين والدنيا، ولذلك قال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى﴾ هنا النهي عن كل محرم، أن ينهي نفسه عن كل ما حرمه الله تعالى عليه، أو ينهى نفسه عن ترك ما أمره الله تعالى به، فإنه إذا حقق ذلك فاز بالأجر المرتَّب على ذلك في قوله تعالى: ﴿فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىالنازعات:41 .

المقدم: يعني هذا الأمر الذي رتبه الله -سبحانه وتعالى- على تجنب الهوى وهو دخول الجنة، ضمان الجنة لمن تجنَّب اتباع هواه، ربما يبدو في بادئ الأمر أن تجنُّب الهوى هو ربما من الأمور التي يشقى فيها الإنسان كثيرًا، أو يتعب أو ينصب فيها كثيرًا حتى يتجنَّب هذا الهوى أليس كذلك يا شيخ؟

الشيخ: بالتأكيد يعني حمل النفس على الفضائل يا أخ عبد الله لا يمكن أن يتأتى للإنسان بدون جهد، وبدون بذل، وبدون معاناة ومكابدة، كل فضيلة في دين أو دنيا، كل سبق في أمر الآخرة وفي أمر الأولى لا يحقق إلا بجهد، يعني من أراد العلوَّوالسمو، من أراد الغنى، من أراد الارتفاع، من أراد التقدم على غيره، لا يمكن أن يتقدم على غيره وهو ماكثٌ في مكانه، بل لابد أن يبذل جهدًا، لابد أن يبذل عملًا، لابد أن يُقدِّم عُربونًا لهذه النتيجة.

 ولذلك الذي يقعد ويتمنى العطاء لن يحصل ما يريد، الذي لا يتعلم لن يصل إلى ما يؤمِّل من العلو في العلوم على سبيل المثال، الذي لا يدرس لن تُفتح له أبواب الوظائف والأعمال التي يؤمِّلها، ثمة حقيقة في هذه الدنيا وهي في كل كسب يكسبه الإنسان في أمر دينه أو في أمر دنياه أنه لابد أن يبذل جهدًا لتحصيل ما يريد، هذا هو الأصل.

يعني دع الاستثناءات بعض الناس يقول: والله فلان جاءه مال بدون جهد منه، يعني ورث مالاً هذا سرعان ما يتبدَّد، وهذا خارج عن القاعدة، وهذا إذا لم يبذل جهدًا في المحافظة على ماله ضاع حتى إذا جاءه شيء من غير جهد ذاته، كسب، أتاه يعني بميراث أو بغير ذلك، لابد أن يبذل جهدًا للمحافظة عليه وإلا فسيتبدَّد ويذهب، وكم من أناس ورثوا أموالًا طائلة، وأشياء كثيرة ذهبت منهم لسوء تدبيرهم، وعدم قيامهم بحفظ هذه الحقوق.

فاجتناب الهوى لا يمكن أن يكون إلا بمكابدة، كما قال الشاعر:

فَكَابَدُوا الْمَجْدَ حَتَّى مَلَّ أَكْثَرُهُمْ

                                وَعَانَقَ الْمَجْدَ مَنْ أَوْفَى وَمَنْ صَبَرَا

يعني لا يدرك الإنسان المعالي، ولا يدرك المطالب سواء كانت في أمر دين واستقامة وصلاح وهدى، أو كانت في أمر دنيا ومكاسبها ومصالحها، لا يمكن أن يُدرَك ذلك إلا بجهد، فترك اتباع الهوى يحتاج إلى مكابدة.

ولذلك قال الله تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ﴾ هذا الباعث ﴿وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى﴾ هذه الثمرة، يعني كان قائده لكفِّ نفسه عن الهوى ليس أنه والله يخشى مَذمَّة الناس، ويخشى من قول سيء فيه، إنما الذي حمله على ترك ما يشتهيه خوفُه من الله، الذي حمله على ترك ما يُحب مما تميل إليه نفسه مما فيه مضرَّة في الدين أو في الدنيا إنما هو رغبته فيما عند الله ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ﴾ النهي يحتاج إلى مكابدة، النهي وكفُّ النفس عن رغباتها، هذا بالتأكيد لا يكون إلا بمجاهدة.

يعني الآن الذين يريدون أن يحققوا مثلاً نوعًا من الصحة البدنية سواء في قوتهم، أو في حجم البدن، يعني وزن البدن الذي يريدون لا يحصلونه بترك أنفسهم على ما يشتهون فيما يأكلون، وفيما يمارسون من أنشطة، لا، هناك برنامج معين يسلكونه لتحقيق المطلوب، مع أنه إنجاز لا يمثل إنجازًا فاصلاً فارقًا في الدنيا، لكن كل أمر من أمور الدنيا والآخرة لا تحصل إلا باجتهاد.

المقدم: أتذكر في هذا السياق فضيلة الشيخ خالد قول الشعبي -رحمه الله- عندما قال: إنما سُمِّيَ الهوى هوى لأنه يهوي بصاحبه في النار.سنن الدارمي (409) .

 لعله هناك الكثير من الصور يا شيخ خالد التي ربما تدخل ضمن هذا الإطار الذي حُذِّرنا منه، ونُبِّهنا من الاقتراب منه وهو مسألة اتباع الهوى فيما يتعلق بتحكيم العاطفة، أو تحكيم العقل أحيانًا، وعدم الرجوع إلى الشريعة فيما نأتي وما نذر من أمورنا في ديننا ودنيانا، يعني فيما يتعلق أيضًا بما تشتهيه النفس وتهواه، بعض الناس يتَّبِع هواه ويسلك ما تُملي عليه عاطفته أو يمليه عليه عقله، ويقدِّم عقلَه على الشريعة بحكم أنه يرتاح لمسلك ما أو غير ذلك، هل هذا فعلاً يا شيخ صحيح؟ وكيف يمكن للإنسان أن يتجنَّب هذا الأمر؟

الشيخ: هو يا أخي الكريم حسبما فَهِمت من السؤال أنه يعني حصول الإنسان على اجتناب الهوى لا يقتصر في جانب من الجوانب، أليس كذلك؟

المقدم: نعم هو.

الشيخ: يعني اتباع الهوى ليس أن تمنع نفسك عن شيء معين بذاته، ثم تُطلِق لنفسك العنان في الجوانب الأخرى، بل أن تحتاج حتى تحقق السلامة من اتباع الهوى أن تجتنب كلَّ ما يقودك إلى الزلل، كل ما يفضي بك إلى مضرة سواء كان ذلك في جانب المال، أو كان ذلك في جانب الشهوة، أو كان ذلك في جانب الفرائض والواجبات، أو كان ذلك فيما يتعلق بترك المحرمات، أو كان ذلك فيما يتعلق بِصِلَتك بزوجتك، صلتك بأولادك، صلتك بوالديك، صلتك بأقاربك، صلتك بزملائك في العمل، صلتك بالعمل نفسه والعقود التي تتعاقد بها مع الناس.

إذًا هي منظومة اتباع الهوى وتوقِّي الهوى، وتجنب أضراره ليس مقصورًا على زاوية أو جانب إنما هو عملية يحتاجها الإنسان في كل أحواله، ولذلك كان جزاؤها الجنة، يعني الجنة عظيمة وكبيرة وفضلها عظيم، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، جزاؤها هذا الجزاء العظيم هو نتاج دوام مراقبة للنفس في حَجْبِها عن كل ما يفضي بها إلى الهلاك، ما يوقعها في الرَّدَى والفساد.

هنا يا أخي المتأمل في الآيات القرآنية يجد أن الآيات القرآنية ركَّزت فيما يتعلق باجتناب الهوى على قضيتين أساسيتين: عدم اتباع الهوى في الحكم بين الناس، وعدم اتباع الهوى فيما يتعلق بالعلوم والمعارف والانقياد للحق؛ لأن هذين الأمرين بهما يحصل فساد كثير.

   يعني اتباع الهوى يكون في تلقِّي العلم، اتباع الهوى يكون في العمل، اتباع الهوى يكون في الحكم بين الناس، هذه مُرتَكزَات أساس دار عليها ما يتعلق بذمِّ الهوى والنهي عن اتباعه، ففيما يتعلق بالحكم بين الناس يقول الله -جل وعلا-: ﴿يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى﴾، يعني في الحكم بين الناس ﴿فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِص:26 ، وفيما يتعلق باتباع الهوى المتصل بالعلم، وما يتعلق به من العارف يقول الله تعالى: ﴿فَمَنِ اتبع هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى*وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىطه:123-124 .

إذًا اتباع الهوى هو ترك للهدى، ولذلك يقول الله تعالى لرسوله: ﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْالقصص:50 ، فجعل ترك الاستجابة لله ولرسوله هي في الحقيقة اتباع للهوى ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتبع هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَالقصص:50 .

إذًا اتباع الهوى يكون في تلقِّي العلم وتحصيله، من مواضع الخطر والخلل في اتباع الهوى أن يكون تحصيل العلم عند العمل به أيضًا عند الحكم بين الناس، لهذا تجد أن النصوص وردت في ذكر النهي عن اتباع الهوى في هذه المقامات لخطورتها، ولأنها تشمل ما بعدها، فمن سَلِم من اتباع الهوى في تحصيله المعرفيِّ والعلمي، وإدراكه لما جاءت به الرسل سَلِم، فمن سلم في الحكم بين الناس من اتباع الهوى سلم من الضلالة، وإذا تورَّط في اتباع الهوى في العلوم والمعارف الإلهية كان ذلك من أسباب ضلاله، قال الله تعالى: ﴿وَلَوِ اتبع الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَالمؤمنون:71 .

المقدم: في هذه الحلقة مستمعينا الكرام نحن متواصلون معكم في برنامج الدين والحياة، أرقام التواصل: 0126477117، والرقم الثاني: 0126493028، الرقم المخصص للواتساب: 0582824040، أما الرقم المخصص أو الهاشتاج أو الوسم المخصص للتفاعل عبر تويتر هو "الدين والحياة".

 أيضًا شيخ خالد عندما نتحدث اليوم عن خطورة اتباع الهوى ربما تبرز لنا صورة من الصور الدائمة يعني تكررها وحدوثها في المجالس، عندما يحدِّث شخص مثلاً بآية من آيات الله -عز وجل-، أو بحديث من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم يبدأ بتفسير عقليٍّ لها، أو ربما يكون هناك نوع من ضرب الآيات بالأحاديث وضرب الأحاديث ببعضها، ويعني للأسف إسقاط بعضِها ببعض، وغير ذلك من الأساليب التي ربما تندرج تحت الاحتيال على هذه الشريعة المطهرة.

ربما هذا الأمر يعني يفسَّر بأنه يعني نوع من أنواع الهوى، أو نوع من أنواع تقديم العاطفة أو تقديم العقل على الدين، إذا ما هوى هذا الشخص هذا الشيء الذي يعمله أو يعتقده في أموره في يومه وليله، فهو في المقابل يردُّ هذه الآيات والأحاديث، هل هذا أيضًا يعتبر شيخ صورة من صور اتباع الهوى؟

الشيخ: نعم، هذا من صور اتباع الهوى، وهو من أخطرها؛ لأنه يتعلَّق كما ذكرت بالمعارف والعلوم، والتي قال الله تعالى فيها لقوم تركوا الهُدى واتبعوا ما جاء في نفوسهم من ضلالات، ومن أوهام، قال الله -جل وعلا-: ﴿وَلَوِ اتبع الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُالمؤمنون:71، فاتباع الهوى فيما يتعلَّق بالمعارف لا شك أنه مما يوقِع الإنسان في الضلال، لذلك يجب على المؤمن أن يحصِّن نفسه عن تقديم رأيه على ما جاءت به الشريعة، يقول الله تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتبعهَاالجاثية:18، أمر الله تعالى رسوله بلزوم الشريعة وهو الموحى إليه، ثم حذَّره من أقوام يريدون أن يستَذِلُّوه، وأن يخرجوه عن الصراط المستقيم بأنواع من الآراء والأوهام التي يظنونها هدى، وهي ضلالة وعمى، ﴿وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ*إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَالجاثية:18-19 .

هذه الآية حقيقة وصية من الله- عز وجل- لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهي وصية لكل مؤمن أن ما تبين له الهدى، ما عرفه من قول الله، ومن قول رسوله صلى الله عليه وسلم وجب عليه أن يَلزَمَه مهما زخَرَف له المزخرفون ما عدا ذلك، ومهما رغَّبه الراغبون في الخروج عن حدود ذلك، أن يلزم ما جاء به الكتاب والسنة، فإنه الهدى الذي لا هدى في غيره، بل كل ضلال في الخروج عن ذلك.

ولذلك يقول الله تعالى لرسوله كما في الآية التي قرأتها: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتبعهَا﴾ أي الزمها، واقتفها، ولا تخرج عنها، ﴿وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ *إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَالجاثية:18-19 .، ومعنى هذا أن لزوم الهدى هو التقوى، وأن لزوم ما جاءت به الشريعة هو الذي يُخرج الإنسان من أنواع الضلالات والانحرافات التي توقعه في الضلال.

المقدم: لعلنا نفتح باب الاتصالات والأسئلة للمستمعين الكرام، الاتصال الأول معنا من عبد العزيز الشريف من الرياض تفضل يا عبد العزيز.

المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله يا عبد العزيز.

المتصل: حياكم الله يا أستاذ عبد الله، كيف حالك؟ أُحَييك وأحيي فضيلة الشيخ، وبارك الله فيكم على برنامجكم الطيب والمواضيع الطيبة.

بارك الله فيكم بالنسبة لاتباع الهوى الآن نسمع من يدَّعي العلم والمعرفة ممن يقع في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقع في زوجاته، وهذا يدل على اتباع الهوى، نصيحتنا لهؤلاء الذين عبر القنوات الفضائية يُقيِّمون الصحابة، يُقيِّمون زوجات رسول الله، ما واجبنا تجاههم؟ وما واجب العلماء في الرد تجاه هؤلاء الذين يتبعون أهواءهم فيقعون في صحابة رسول الله، يقعون في أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعائشة، وحفصة وغيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، توجيها لهم، ونصيحة الشيخ لهم، وما واجب من يستمع إليهم ويشاهدهم؟

الأمر الثاني- بارك الله فيكم- اتباع الهوى في تتبُّع الرخص، بعض المُستَفتِين أو بعض السائلين تجدُه يسأل أكثر من عالم، ويريد رخصة من الرخص، وقد قال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-: "من تتبَّع الرُّخص فقد تَزَندَق"[لم أقف على من نسب ذلك للإمام أحمد، وقريب من هذا ما نسبه الذهبي للأوزاعي من قوله:"وَمَنْ تَتَبَّعَ رُخَصَ المَذَاهِبِ، وَزَلاَّتِ المُجْتَهِدِيْنَ، فَقَدْ رَقَّ دِيْنُهُ". سير أعلام النبلاء(8/90)]،ما واجبنا تجاه هؤلاء الذين للأسف الشديد كثرت أسئلتهم واستفساراتهم بحجة أنهم يبحثون عن الرخصة التي تبيح لهم فعل هذا الأمر، واستباحته بفتوى أو برأي من الآراء؟ وجزاكم الله كل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الاتصال الثاني من عبد الخالدي تفضل يا عبد الله.

المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل: كيف حالك أخي عبد الله؟ كيف حالك دكتور خالد وأخباركم؟

الشيخ: الله يحييك، مرحبًا بك يا أخي.

المتصل: للمشاركة ما شاء الله تبارك الله أجدتم وتكلمتم عن الموضوع بشكل جميل، والمواضيع ما شاء الله كل أسبوع اختيار متجدِّد، وموضوع متجدد، بارك الله فيكم.

صاحب الهوى ما يسأل عن الدين ولا يتسلَّح بالعلم، بل يسأل فيها عن هواه، وكذلك صاحب الهوى ليس له قاعدة ولا زمام ولا إمام، يتخذ دائمًا يكون إلهه هواه، أي شيء يأتي، ويسهل استمالته من قبل الأعداء للأسف الذين يفجرون ويذهبون، هم مستمالين من قبل الأعداء، وهو هدفٌ ضد الدين، يصبح قلبه مُظلِم، ولا يحمل أيَّ شيء من أحاديث الرسول ولا العلم، فيقول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُالجاثية:23 ، فقد يقود إلى الشرك بالله وللأسف، ويقود إلى تكذيب الرسول -عليه الصلاة والسلام-، هذا ما أردت أن أقول، وهو يحتاج مجاهدة نفس كبيرة كما ذكر الدكتور خالد بارك الله فيكم وفي الجميع.

المقدم: شكرًا لك أخ عبد الله، عبد الرحمن تفضل يا عبد الرحمن.

المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله.

المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل يا أخي عبد الرحمن.

المتصل: أنا عندي سؤال بخصوص قول أبي بكر رضي الله عنه قال:" إني لأبغض أهل بيت ينفقون... يعني ما أنا متأكد أهل بيت ينفقون رزق أيام في يوم واحد، فهذه ما أنا عارف ما المقصود فيها بالضبط صرفيات...

المقدم: السؤال واضح شيخ؟

الشيخ: لا، والله ما أنا فاهم شيء في المقولة التي تسأل عنها؟ 

المتصل: أني لأبغض أهلَ بيت ينفقون رزقَ أيامهم في يوم واحد؟

الشيخ: أيش فيها هذا؟

المقدم: سؤالك يا أخ عبد الرحمن؟

المتصل: يعني لما مثلًا نظام الشراء مثلاً لما آجي آخذ أخذ باليومي ما آخذ حاجات تقعد يومين، ثلاث أيام، أسبوع، شهر...

الشيخ: تقصد يعني الاقتصاد والترشيد في الإنفاق؟

المتصل: نعم أو أيش المقصود فيها؟

الشيخ: تريد يعني شرح لهذه الكلمة قول أبي بكر: أني لأبغض أهل بيت ينفقون رزق أيامٍ في يوم واحد؟

المتصل: نعم، يا ليت.

المقدم: شكرًا لك أخي عبد الرحمن، شيخ خالد ربما الأسئلة كانت في صلب محاورنا التي نناقشها، وربما كان سؤال الأخ عبد العزيز حول مسألة في الوقوع في الصحابة وأمهات المؤمنين من قِبَل بعض من يتسمَّون بأنهم علماء وغير ذلك، ويتسيَّدون للأسف بعض القنوات الفضائية ما واجب العلماء؟ ما واجبنا وواجب العلماء تجاه هؤلاء؟ وكذلك أيضًا موقفنا من الاستماع إلى أمثال هؤلاء؟

الشيخ: فيما يتعلق باتباع الهوى كما ذكرنا، اتباع الهوى يردي صاحبه، ويوقعه في أنواع من الانحرافات والضلالات لا مخرج له منها إلا بالتوبة إلى الله -عز وجل-، ولزوم الحق والهدى، يعني من أخطر مَواطِن اتباع الهوى الحكم على الناس، لذلك نهى الله تعالى رسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- داود في قوله: ﴿يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَىص:26 ، وهؤلاء الذين يطلقون ألسنتهم في أصحاب النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بالتنقُّص، والسلب، وتَتبُّع ما يتوهَّمونه من العثرات، وما يُحصُونه من الزلَّات، وما يخترعونه من الهمز واللمز، والنيل منهم، لا شك أنهم على عمًى، ذاك أن أصحاب النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- هم خير الأمة، وخَيريَّتِهم -رضي الله تعالى عنهم- ثابتة بالكتاب والسنة والعقل وإجماع علماء الأمة، ولذلك النيل منهم هو نيل في الحقيقة من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو نيل من الشريعة، وهو طعن في أصول هذا التشريع الذي قام عليه دين الإسلام.

ولذلك يعني من المَداخل التي يدخل بها أعداء الإسلام منذ سالف العصر، منذ الزمن السابق على أمة الإسلام هو النيل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين هم حملة الشريعة، والذين تَلَقَّوها، وفهموها عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فإذا كان هؤلاء -رضي الله تعالى عنهم- على هذا النحو الذي يصفه به هؤلاء من الذم والنقص، وما أشبه ذلك، لا شك أنهم مكذَّبون، يعني لا شك أنهم ليسوا حجة ولا أهلًا أن يؤخذ عنهم، والله -عز وجل- قد أثنى عليهم في كتابه فيقول -جل وعلا-: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتبعوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُالتوبة:100  فمالك يا أخي تتكلم في قوم رضي الله تعالى عنهم، ورضوا عنه، وأثبت رضاه لهم في كتابه، وزكاهم في محكم آياته ثم يأتي من يتطاول عليهم.

لم يأت في القرآن شهادة بصحبة أحد للنبي صلى الله عليه وسلم إلا صحبة أبي بكر، حيث قال الله تعالى في سورة التوبة، وفي قصة الغار قال -جل وعلا-: ﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَاالتوبة:40، فأثبت صحبة أبي بكر في القرآن، ولذلك لم تثبت صحبة أحد في القرآن كما ثبتَت صحبة أبي بكر -رضي الله تعالى عنه- فإن الله شهد له بالصحبة في كتابه الحكيم، لذلك ينبغي للمؤمن أن يتقي الله -عز وجل-، وأن يكفَّ لسانه عن الحديث بالسوء، والسلب، والذم في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث أبي سعيد: «لا تَسُبُّوا أصْحابِي، فلوْ أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ، ذَهَبًا ما بَلَغَ مُدَّ أحَدِهِمْ، ولا نَصِيفَهُ»صحيح البخاري (3673)، ومسلم (2541)  وهذا يدل على عظيم قدرهم، وعلوِّمنزلتهم، وأن القليل منهم كثير عند رب العالمين، وأن مَنزِلَتَهم عند الله -عز وجل- على هذا النحو من السموِّ والعلوِّ.

ولهذا من عقائد أهل السنة والجماعة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أننا نحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نفرِّط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض ونُشهد الله تعالى على ذلك نبغض من يبغض أصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبُّ الصحابة -رضي الله تعالى عنهم-، هكذا العلماء يقولون في عقائدهم: حب الصحابة دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان.

هذه من الأمور المقرَّرة، ولذلك يجب على المؤمن أن يكفَّ لسانه عنهم، وأن يَبعُد عن هذه المواطن التي هي محالُّ وباء ومرض، ونشرٍ للردى.

الإمام مالك -رحمه الله- سُئل عمن يسبُّ عائشة -رضي الله تعالى عنها-، فقال: "من سبَّ عائشة قُتل"، قيل له: لما؟ يعني لماذا يُقتل؟ قال: من رماها فقد خالف القرآنمسند الموطأ للجوهري (87) ، وقصدُه من سبَّ عائشة بما برأها الله تعالى منه، وهذا أمر أجمع عليه الأمة، نقَلَ الإجماع على ذلك ابن كثير، وابن تيمية، وذكر ذلك الإمام مالك رحمه الله على وجهٍ جليٍّ بين.

 فلذلك يجب على المؤمن أن يكفَّ لسانه عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يترضى عنهم، وأن يكفَّ عن متابعة أي قناة، أو أي كاتب، أو أي متكلِّم يتكلم في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عبر أي وسيلة؛ فإن هؤلاء مرضى امتلأت قلوبهم غِلًّا على أهل الإسلام، ونفَّسوا عنه بهذه المقالات الرديئة التي ينالون فيها من خير الناس، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإن فضلهم في الآيات ظاهر، تكاثَرَت النصوص في الكتاب والسنة على بيان منزلتهم ومكانتهم، والخروج عن ذلك هو من اتباع الهوى الذي يُردِي أصحابه، ويوقعهم في أنواع من الضلالات، ويكفي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «آيَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الْأَنْصَارِ»صحيح البخاري (17)، ومسلم (74)، والأنصار هم الفئة الثانية من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فمن أبغَضَهم كان منافقًا، ومن أَحبَّهم كان مُؤمنًا، هذا في الأنصار فكيف بالمهاجرين الذين هم أعلى منزلة من الأنصار؟ فإن المهاجرين أعلى منزلة، وأرفع مكانة من الأنصار، فلذلك حبهم إيمان، وبغضهم نفاق، رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.

وهذا لا يعني أنهم معصومون، وأنه لا يقع منهم الخطأ، بل هم كسائر البشر، لكنهم -رضي الله تعالى عنهم- لهم من السابقة، والمنزلة، وعلوِّ المكانة والشرف في الإسلام ما ينبغي أن تصان الألسن عن الحديث عنهم، أو عن نيلهم، أو عن الحديث عنهم بسوء.

 وأختم بهذه المقالة عن الإمام مالك رحمه الله يقول: من شَتَم أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو بن العاص، فإن قال: إنهم كانوا على ضلال وكفر قُتل، وإن شَتَمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نُكِّل نكالاً شديدًا.[الشفى للقاضي عياض:2/656منسوبا لسحنون].

 هذا ما ذكره الإمام مالك -رحمه الله- في هذا الشأن، وعليه تواطأت كلمات العلماء، فالوقيعة في الصحابة دليل على سوء السريرة، وسوء المعتقد، أسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا مما قال الله تعالى فيهم:   ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌالحشر:10 .

المقدم: نأخذ اتصال محمد بن سعود من جدة، تفضل يا محمد.

المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله يا أخي محمد.

المتصل: لا أطيل عليكم، أُحبُّ تعليق الشيخ على الآية الكريمة: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِالحاقة:44  وجزاكم الله جميعًا خيرًا.

المقدم: جزاك الله خير شكرًا لك، أحمد العلي من الرياض تفضل.

المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم: عليكم السلام ورحمة الله، حياك الله، تفضل.

المتصل: أسعد الله مساكم بكل خير، لا يخفى عنكم كلنا ذو خطأ، كلنا تغلب علينا أحيانًا الطبيعة البشرية، النفس أمارة بالسوء، لكن أحيانًا ينصح الإنسان شخصًا آخر بأمر معين، بأمر بواجب أو نهي عن محرم، فيقول لك: يا أخي لا تتشدِّد، الله غفور رحيم، ودي بتعليق حول هذا الأمر، هذا السؤال الأول.

 السؤال الثاني: الأثر المشهور: «استفتِ قلبَك، وإن أفتاك الناس وأفتَوك»[يأتي قريبا إن شاء الله]، ودي تعليق أيضًا من شيخنا الكريم عن معني «استفت قلبك»، متى يستفتى القلب؟

المقدم: شكرًا لك أخي أحمد، حياك الله.

 شيخ خالد ربما نعود إلى السؤال الثاني الأخ عبد العزيز، وكان بشكل مختصر عن تَتبُّع الرخص، بعض الناس يتتبع الرخص بواسطة البحث عن الفتاوى من خلال استفتاء أكثر من عالم للتعلق بفتوى مناسبة، وبالتالي يعمل بها.

الشيخ: هو يا أخي الكريم قضية اتباع الرخص هي من مظاهر اتباع الهوى، ولذلك قال العلماء: "من تتبع الرخص اجتمع فيه الشرُّ كله"[ قول سليمان التيمي، أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/927) وإسناده صحيح]؛ لأنه في الحقيقة هو يسعى لما يشتهيه، وليس على هذا الحد فقط، يعني لا يقتصر على أنه يسعى إلى ما يشتهيه بل يبرِّر ما يشتهيه، يبحث عن مُسوِّغ لما ذهب إليه من شهوة ويُلبِسُها لباس العلم والدين والعقل، والبحث والتحقيق، وهنا تكمن الخطورة.

 يعني لو إنسان خالف وقال: رب اغفر لي وتب عليَّ، يعني كان جديرًا أن عاود الخير ويترك الشر، لكن عندما ينتقل من مرحلة فعل الخطأ إلى تسويغه، والبحث عن مبرِّرات له، وحشد من يقوِّي قوله، هنا أقول له وبغاية الصدق والنصح: يا أخي أنت تعامل الله ولا تعامل الخلق، فمهما زوَّرت على الناس، ومهما صففت وزخرفت في حالك وقولك لتسوِّغ وتروج ما تشتهيه نفسك فإنك لن تخفى عن الله -عز وجل-، بل الله يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، فاتق الله.

اتق الله، وبالتالي تقوى الله ماذا سيحمل الإنسان؟ يحمل الإنسان على البحث عن رضى الله، وحتى لو وقع في خطأ يقول: رب اغفر لي وتب عليه، ما يروح يقول: والله فلان قال بكذا، وفلان قال بكذا، وله على كل سيئة حجة، كل رذيلة يأتي لها بحجة، ولن يعدم حجة من قول فلان أو فلان في كل خطأ يرتكبه.

 لذلك أقول: المسألة ليست أن تطفِّف على الناس، وتزخرف حالك وقولك، إنما الشأن كل الشأن فيما يتعلق برضى ربك. ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم هنا نأتي للسؤال الأخير لما جاء عن وابصة بن معبد قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ، فَقَالَ: نَعَمْ، فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي، وَيَقُولُ: يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ» ثم قال وهنا بيان ل "استفت قلبك، واستفت نفسك: «الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ»مسند أحمد (18006)، وحسن الألباني إسناده .

 بهذا يتبين أن قوله صلى الله عليه وسلم:«استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك» ليس أن تنظر ما يحب وما يشتهي قلبك، وما يحبه فؤادك، وما تهواه نفسك، لا، لا يجوز العمل بمجرد الشهوة أو بمجرد اطمئنان النفس، إنما يجب على المؤمن أن يتحرَّى رضى الله -جل وعلا-، أن يطلب ما يقربه إلى الله -عز وجل-، وإذا جعل ذلك نُصبَ عينيه فإنه يقوده إلى الهدى.

المقدم: أحيانًا يقول: إنه بعض الناس يُنصح ويقول: الله غفور رحيم، ولا تتشدَّد فيما تقول، وفيما تنهى، وفيما تأمر به؟

الشيخ: مسألة التشدد والتراخي مسألة الحقيقة يعني ليست بسوية فيما يتعلق برد النصيحة، فأنت إذا نُصحت من أحد فقل: جزاك الله خيرًا، إن كان حقًّا فخذه، ولا تنتقل إلى تقويم الناصح: هو متشدد، هو متساهل، إن كان حقًّا فخذه وقل: الحمد لله الذي يسَّر لي من يدلُّني على الهدى ومن يقوِّمُني، ورحم الله امرءًا أهدى إلي عيوني، وإن كان ما قاله مما فيه خطأ أو فيه خروج عن ما تراه حقًّا فعند ذلك ردَّه بردٍّ حسن قل: جزاك الله خيرًا، ولا حاجة إلى أن تدخل معه في مسألة التقويم لرأيه واختياره، فإن ما تراه تشددًا قد يكون هو الحق، وتكون أنت الذي وقعت في التراخي أو التساهل.

وقد يكون فعلاً من تكلم معك في أمر عنده نوع من التشدد أو نوع من عدم الفهم، أو نوع مما يمكن أن يكون خطأ في النتيجة، لكن في كل الأحوال ادفع بالتي هي أحسن، واشكر من نصحك بخير، وقوِّمه بالحسنى إذا كان يحتاج إلى تقويم.

 لكن أن يكون الإنسان مستعدًّا متهيئًا في استقبال كل نصيحة ترد عليه أنه لا تشدد، الله غفور رحيم، نعم الله غفور رحيم، وقد قال -جل وعلا- في سياق كل المواضع، أو في أكثر المواضع التي ذكر فيها رحمته، يذكر -جل وعلا- شدةَ عقابه: ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُالحجر:49-50  انظر إلى آيات النعيم، وآيات الجحيم والعقاب، آيات النعيم دائمًا يأتي معها إما قبلها أو بعدها ذكرُ آيات الوعيد؛ لأجل أن يصير الإنسان باعتدال؛ لأن الإفراط في النظر إلى آيات الوعد يغفله عن الوعيد، وقد يُقعِدُه عن الفضائل كما أن النظر إلى آيات الوعيد قد يُقنِّطه ويمنعه من الالتزام في مسيره لله -عز وجل-، والواجب هو الجمع بين النظرين، النظر إلى آيات الوعيد، والنظر إلى آيات الوعد، الخوف والرجاء.

المقدم: الآية الكريمة: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِالحاقة:44  سؤال الأخ محمد بن مسعود؟

الشيخ: يعني هذا بيان أن الله -عز وجل- صان محمدًا صلى الله عليه وسلم، صان رسولنا صلى الله عليه وسلم عن أن يقول شيئًا من قِبَل نفسه، فكل ما قاله هو كما قال -جل في علاه-: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىالنجم:1-4  (إن هو) يعني (ما هو)، (إن) هنا بمعنى (ما)، إن هو إلا وحي يوحي.

المقدم: سؤال أيضًا حول الأخ الذي ذكر مقولة الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه فيما يتعلق باقتصاد وإنفاق الناس، ربما هو خارج الموضوع، ولكن بما أننا تلقينا السؤال.

الشيخ: السؤال هو الكلام كلام الأثر المنقول عن أبي بكر -رضي الله تعالى عنه- في بيان ذمِّ الإسراف، حيث قال -رضي الله تعالى عنه-: "إن لأَبْغَضُ أهلَ بيت ينفقون رزقَ أيام في يوم"[العقد الفريد:7/227]، يعني يُسرِفون ويُبَدِّدون المال، وهذا ذكره ابن عبد ربِّه-رحمه الله- في بعض كلامه، وهو من المنقول عن أبي بكر، ومعناه واضح في أن الإنسان ينبغي له أن يكون رشيدًا في نفقته وفيما يبذله، وألا يبدِّد الأموال، وألا يسرف.

المقدم: هنا قول قتادة -رحمه الله- عندما قال:" إن الرجل إذا كان كلما هوى شيئًا ركبه، وكلما اشتهى شيئًا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى، فقد اتخذ إلهه هواهتفسير ابن أبي حاتم (15203) ، ربما هذا كان سؤال الأخ عبد الله فيما يتعلق بما كيف يمكن أو كيف يكون الشخص يتخذ إلهه هواه، وربما يدخل في هذا السؤال أولئك الذين يفجِّرون، ويكفِّرون في الناس بأهوائهم، وبما تمليه عليهم أهواؤهم وعقولهم وعواطفهم مُبتَعدين كلَّ البعد عن شريعة الله -عز وجل- تفسير الآيات بحسب الأهواء، وتفسير الأحاديث كذلك بنفس الطريقة.

الشيخ: نعم هو اتباع الهوى، هو أن يميل إلى ما تشتهيه نفسه سواء من تخفيف أو من تشديد، ولذلك هؤلاء الذين يشددون بتكفير الناس، والعمل على إلحاق المضرة بهم، هؤلاء نموذج من نماذج اتباع الهوى، ولذلك تجدهم لا يَقبَلون مناقشةً، ولا يرجعون إلى هدى، بل هو متمسِّكون بما زين لهم الشيطان، وأغراهم به شياطين الإنس من تكفير حُكَّامهم، وتكفير علمائهم، وتكفير عامة المسلمين، ويرون أنهم هم المنفردون بالحق، وأن من عداهم على ضلال، على ضحالة علمهم، وعلى ضعف عقولهم، فهم سفهاء الأحلام لا علم لهم، صغار السن، لا تجربة لهم فجمعوا كلَّ عوامل الضعف، لكن نفوسهم امتلأت كبرًا وعلوًّا فأصبحوا يرون أنهم فوق الخلق، وأنهم يحكمون على هذا بجنة، وهذا بنار، وهذا مُحقٌّ، وهذا مُصيبٌ، ودعاهم الشيطان واستذلَّهم إلى أن كفَّروا، ثم قادهم وزين لهم إلى أن فجَّروا، وتسلَّطوا على أهل الإسلام، وكانوا شرًّا ووبالًا على أنفسهم، وعلى الأمة، وأسأل الله تعالى أن يكفيَ المسلمين شرَّهم، وأن يرد كيدهم في نحورهم، وأصبحوا مطايا في الحقيقة لأعداء الإسلام، فكل عدوٍّ للإسلام يريد تشويهَه والنيل من أهل الإسلام، وزعزعة أمن المسلمين ينفُذ من خلالهم لتحقيق مآربه، والشواهد قائمة، والدلائل واضحة في استثمار الأعداء على شتَّى توجهاتهم لهؤلاء الضلَّال أصحاب الهوى الذين عَمِيَت بصائرهم، وتسلطوا على أهل الإسلام.

ولذلك يجب الحذر من هؤلاء، ويجب التحذير، ويجب التعاون مع الجهات المختصة في التحذير منهم، وفي قطع شرهم وفسادهم عن أهل الإسلام، أسأل الله تعالى أن يحفظ بلاد الحرمين، وسائر بلاد المسلمين من شرِّ هؤلاء وضُرِّهم.

المقدم: ولعله يا شيخ في ختام حديثنا التنويه إلى أن يجعل الإنسان قائدَه ودليله في كل ما يأتي ويَذَر كتابَ الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حتى يسلم من اتباع الهوى، وربما هو خير علاج ناجع لمثل هذه الخطورة فيما يتعلق باتباع الهوى، أن يتجنَّبها، وأن يَسلُك الطريق الذي أمر الله -سبحانه وتعالى- به، ورسوله صلى الله عليه وسلم.

الشيخ: اللهم صلِّ وسلم على محمد، بالتأكيد أن من جعل الكتاب والسنة إمامَه وقيَ الضلال وسَلِم من الهوى، وسلم من الانحراف، وأَمِن من الفتن التي تعصِف بالناس في دينهم، وفي دنياهم، وتُرديهم هَلْكَى صَرْعى تحت أقدام أنواع من الضلالات التي يتورَّط بها أهلها.

 فأنا وصيتي لكل مؤمن ومؤمنة أن يلزم الكتاب والسنة، وأن يسير على نهج سلف الأمة، وأن يلزَم العلماء الراسخين من علماء الإسلام، وأن يبعد نفسه عن مواطن الاشتباه والضلال، وأن لا يجازف برأيٍ، ولا بعمل قد يورِدُه المهالك سواء كان ذلك بتشدد وغلوٍّ، أو كان ذلك بانحلال وإلحاد.

المقدم: شكر الله لكم فضيلة الشيخ، وأحسن الله مثوبتكم.

الشيخ: آمين، وأسأل الله -عز وجل- أن يحفظ أنفسنا والمسلمين من الأهواء المُضِلَّة، وأن يحفظ بلاد الحرمين وولاتها وجنودها من كل سوء وشرٍّ، وأن يوفق ولاة أمر المسلمين إلى ما فيه الخير والهدى، وأن ينصرنا على من عادانا، وأن يجعل عاقبتنا حميدة، وأن يختم لنا بخير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المقدم: اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94049 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89968 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف