قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :"والمصنفون في الأحكام: يذكرون قتال البغاة والخوارج جميعا وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم في " قتال البغاة " حديث إلا حديث كوثر بن حكيم عن نافع وهو موضوع . وأما كتب الحديث المصنفة مثل : صحيح البخاري والسنن فليس فيها إلا قتال أهل الردة والخوارج وهم أهل الأهواء وكذلك كتب السنة المنصوصة عن الإمام أحمد ونحوه . وكذلك - فيما أظن - كتب مالك وأصحابه ليس فيها باب قتال البغاة وإنما ذكروا أهل الردة وأهل الأهواء وهذا هو الأصل الثابت بكتاب الله وسنة رسوله وهو الفرق بين القتال لمن خرج عن الشريعة والسنة فهذا الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم . وأما القتال لمن لم يخرج إلا عن طاعة إمام معين فليس في النصوص أمر بذلك فارتكب الأولون ثلاثة محاذير : - الأول : قتال من خرج عن طاعة ملك معين وإن كان قريبا منه ومثله - في السنة والشريعة - لوجود الافتراق والافتراق هو الفتنة".
"مجموع الفتاوى" ( 4/451).