بسم الله الرَّحمن الرَّحيم.
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد.
فإنَّ خيرَ ما في يوم الجمعة صلاتُهَا، فهي شعار ذلك اليوم، ولذلك أمر الله تعالى المؤمنين بالسَّعي إليها، ونهاهم عن كل ما يشغلهم عنها فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} سورة الجمعة:9، وذِكْرُ الله المأمور بالسَّعي إليه هو خطبة الجمعة وصلاتها. وإنما سميت خطبة الجمعة ذكر الله؛ لأنها تُعرِّف بالله تعالى وتُذكِّر به، وتُبيِّن الطريق الموصلة إليه، وعلى هذا المعنى دارت خطب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال ابن القيم رحمه الله:"وكان مدارُ خُطبه على حمد الله، والثناء عليه بآلائه، وأوصافِ كماله ومحامده، وتعليمِ قواعدِ الإِسلام، وذكرِ الجنَّة والنَّار والمعاد، والأمرِ بتقوى الله، وتبيينِ موارد غضبه، ومواقعِ رضاه، فعلى هذا كان مدار خطبه"اهـ.
وقد يسَّر الله تعالى لي عبر عشرين عاماً مضت الخطابةُ في مساجد عديدة، وهأنذا أضع بين أيديكم جملة مما يسَّر الله تعالى إعداده وكتابته من تلك الخطب، وقد وسمته "حصاد المنابر"، وقد راعيتُ في ذكر الخطب تقاربَ الموضوعات، واعتنيتُ بتخريج ما جاء فيها من أحاديث وآثار، وعزو الأبيات الشعرية والنُّقولات إلى مصادرها.
والله أسأل أن يجعلها خالصةً لوجهه وأن ينفع بها ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
أ.د خالد المصلح
1 / 3 / 1435هـ