مقدمة المصنف:
قول المؤلف رحمه الله : «بِسمِ اللَّه الرَّحمَنِ الرَّحِيم، أَما بَعْدُ فَهَذِهِ وَرَقَات تَشْتَمِلُ عَلَى مَعْرِفَةِ فُصُولٍ مَنْ أُصُولِ الْفِقْهِ، وَذَلِكَ مُؤَلَّف مِنْ جُزْءَيْنِ مُفْرَدَيْنِ، أحدهما:أصول، والآخر: الفقه».
قولُ المؤلفِ رحمهُ اللهُ: (بسمِ اللهِ) أي: أؤلفُ مستعينًا ومُتبرِّكًا بكلِّ اسمٍ منْ أسماءِ اللهِ تعالى؛ لأنَّ (اسمِ)مفردٌ مضافٌ فيعمُّ كلَّ أسماءِ اللهِ تعالى، والجارُّ والمجرورُ مُتعلِّقٌ بمحذوفٍ؛ إمَّا أنْ يكونَ اسمًا، وإمَّا أنْ يكونَ فعلًا، والأَوْلى أنْ يكونَ المُقدَّرُ مناسبًا لما قيلتْ التسميةُ فيهِ، فالآكلُ مثلًا يُقدِّرُ بسمِ اللهِ آكلُ أوْ أكْلِي، والقارئُ يُقدِّرُ بسمِ اللهِ أقْرأُ أوْ قِرَاءتي، وهَلُمَّ جرَّا، فتقديرُ المُتعلَّقِ بما يناسبُ حالَ الذاكرِ يفيدُ استصحابَ اسمِ اللهِ تعالى تَبَرُّكًا واستعانةً في جميعِ أجزاءِ الفعلِ، بخلافِ تقديرِه بـ (أبتدئُ)، فإنَّهُ يُقتَصَرُ في استصحابِ الاسمِ على البداءةِ. ويُقَدَّرُ المُتعلَّقُ متأخرًا عن الجارِّ والمجرورِ ؛ لأمرينِ: تَبَرُّكًا بالبداءةِ باسمِ اللهِ تعالى، لأجلِ إفادةِ الحصرِ.