الفرع الثاني: مضار التعديل الوراثي في الأطعمة:
لقد أثارت عمليات التعديل الوراثي عمومًا، وتطبيقاتها في الأطعمة خصوصًا- جدلًا واسعًا بين مشيد بمنافعه ومحذر من مضاره، وقد ذكر المعارضون لهذه التقنية مضارَّ عديدةً، من أبرزها ينظر: الاستنساخ قنبلة العصر ص 110، الهندسة الوراثية الأسس والتطبيقات ص 91. وينظر أيضًا: الأطعمة المعدلة وراثيا: هل هي مفيدة أم مؤذية، لوايتمان، البحث الإيجابي، مجموعة كامبردج للمعلومات. على الرابط: http://www.csa1.co.uk/discoveryguides/gmfood/overview.php?SID=udfftttsbgl7g5uucvt9q5fsm ... تأثير التعديل الوراثي على الأطعمة البشرية في القرن الواحد والعشرين، مراجعة عامة، لأوزوغورا، 2000، الناشر السيفيير للعلوم، على الرابط: http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/14538107 ... الأغذية المعدلة وراثيًا من منظور إسلامي، أ. د. عبد الفتاح محمود إدريس، مجلة الجندي المسلم، العدد 126. الرابط: http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp?InSectionID ... تكنولوجيا الجينات: ندعم أم نعارض؟ ورقة معلومات، 2009 لجنة توعية الأغذية الزراعية بأستراليا. على الرابط: http://www.afaa.com.au/pdf/10_For_and_against.pdf:
1. فتح باب التلاعب في الصفات الخلقية للكائنات الحية الحيوانية والنباتية، فيترتب على ذلك محاذير عديدة، منها على سبيل المثال: ما قام به فريق من العلماء، من أخذ بعض الخلايا من بيضة طائر السمانى المخصبة، ووضعها في بيضة دجاجة، وكانت النتيجة خروج ديك يغني بصوت طائر السمانى.
2. الإخلال بالتوازن البيئي؛ حيث يؤدي إنتاج أصناف جديدة من الحيوانات إلى خلل في التوازن البيئي الطبيعي، فتطغى على أصناف كان لها دور مهم في البيئة، فإن الاختلاف والتنوع من سنن الخلق التي تتحقق بها مصالح عظيمة، فتدخل الإنسان قد يؤدي إلى اختلال هذا التوازن الفطري في الوجود، ولهذا يرى بعض المعارضين لعمليات التعديل الوراثي أنه غزو للطبيعة، له مخاطره التي تتهدد الأجيال المقبلة بدرجة قد تفوق مخاطر الطاقة النووية، والضحية في النهاية هو الإنسان نفسه.
3. إن المخاطر الناجمة عن الأطعمة المعدلة وراثيًّا تتمثل في ارتفاع معدلات الإصابة بأنواع من الأمراض جراء استعمالها، كالتحسس مثلًا، حيث وجد أن تناول بعض أنواع هذه الأطعمة قد أدى إلى ظهور الحساسية، والأخطر من ذلك ما يحصل من تغيرات نسيجية من جراء الأطعمة المعدلة وراثيًّا، فقد بينت التجارب في عام 1999م أن البطاطس المعدلة وراثيًّا، لغرض زيادة مقاومتها للحشرات والديدان، والتي تم إطعامها للفئران، قد أدت إلى حدوث تشوهات وتغيرات في جدار المعدة، مما يثير احتمالات الإصابة بالسرطان. ومن الجدير بالذكر في هذا السياق التقرير الذي أعدته صحيفة الأوبزرفر البريطانيةنشر في الأسبوع الأول من شهر مايو عام 2000م: http://libyasons.com.، وفيه أن من مضار المزروعات المحورة جينيًّا ما ذكره بعض الأطباء من احتمال إصابة الإنسان بالخلل الجيني؛ نتيجة تناوله لهذه الأغذية.
4. فقد القيمة الغذائية للأطعمة المعدلة وراثيًّا، ففي بعض الأحيان تتدهور القيمة الغذائية للثمار المهندسة وراثيًّا، خاصةً تلك التي يتأخر نضجها، ومن أمثلة ذلك ما قامت به شركة كالجين (Calgene) وهي من الشركات الرائدة في الولايات المتحدة في مجال الهندسة الوراثية والتحوير الجيني للنبات، حيث قامت بـهندسة طماطم اسمها فليفر سيفر ( Flavr savr )، وذلك باستخدام تكنولوجيا إسكات الجينات (تأخير النضج)، ويمكن زراعة هذه الطماطم صيفًا وشتاءً، وهي تنمو رأسيًّا، وتنتج ثمارًا إذا قُطفت احتفظت بشكلها لعدة شهور، ولكن الشركة واجهت مشكلة كون تلك الطماطم عديمة الطعم، مما أدى إلى هبوط أسهم الشركة ثلاثة أضعاف تقريبًا.
ومما تجدر الإشارة إليه، أن هذه المضار وغيرها معارضة بالنقض والتفنيد من مناصري التعديل الوراثي للأطعمة ومؤيديه. والحق أن هناك نقصًا يتعلق بـالمعلومات الضرورية حول مخاطر هذه الأطعمة المعدلة وراثيًّا، خاصةً أن سلطة الشركات المصنعة لهذه الأغذية، ونفوذها المالي الكبير، يعيق إعطاء فرصة لمزيد من الوقت للتجارب المتوسطة والطويلة الأمد، ليتبلور بعدها موقف علمي صحيح وواضح.