الفرع الأول: فوائد التعديل الوراثي في الأطعمة:
علم التعديل الوراثي -على وجه العموم- علم حقق فوائد عديدةً، وكان له إسهامات كبيرة، في مجالات متعددة، سواء أكانت طبيةً علاجيةً أم وقائيةً أم تحسينية، ولقد امتدت آثاره إلى جوانب عديدة، حياتية سياسية واقتصادية واجتماعية. ولقد كان للتعديل الوراثي في الأطعمة على وجه الخصوص -حيوانيها ونباتيها- مزايا عديدة ومنافع كبيرة، ولعلي أشير إلى أبرز ذلك في النقاط التالية ينظر: طعامنا المهندس وراثيا ص 104، 105، الهندسة الوراثية، د. الفيصل ص 374، تربية الخضر ومستقبل الهندسة الوراثية، أ. د. عبد العال ص 31- 39، 602، البيولوجيا الجزئية، لعبد التواب ص 349، مقدمة في الهندسة الوراثية، لمعارج، ص 288.:
1. توفير الغذاء الحيواني والنباتي، وتوسيع موارده وتنويعه، ومضاعفة كميات الإنتاج، من الحبوب والثمار واللحوم والألبان، وغير ذلك.
2. المساعدة في إنتاج أغذية ذات قيمة غذائية عالية، نوعا ووصفًا. ومن ذلك زيادة البروتينات في المحاصيل واللحوم، مما ينتج عنه تقليل الكمية التي يستهلكها الفرد لتحصيل ما يحتاج من البروتين، ومن ذلك أيضًا إنتاج لحوم أبقار قليلة الدهن، وغير ذلك من جوانب الإنتاج الغذائي.
3. العمل على ما يكون سببًا لتحسين أشكال المنتجات الحيوانية والنباتية، وإظهارها على صورة تحقق رغبة المستهلكين، في ألوانها وأحجامها وأشكالها.
4. العمل على ما يسبب إنتاج حيوانات ونباتات ذات قدرة على تحمل الظروف المناخية الصعبة المختلفة، التي كثيرًا ما كانت عائقًا كبيرًا عن الاكتفاء الغذائي، فإن النقص الغذائي الحيواني يرجع كثير منه إلى عدم قدرة الحيوان على تحمل الظروف البيئية، فمن خلال التعديل الوراثي يمكن إنتاج سلالات من الماشية القادرة على تحمل الظروف البيئية الصعبة، كشدة الحرارة والبرودة، أو ندرة الغذاء، أو غيرها من الظروف البيئية العسيرة. كما أن النقص الغذائي النباتي أكثره يرجع إلى عدم مقدرة النبات على تحمل الظروف المناخية القاسية، حيث إن ما يعاني منه كثير من البلدان لا يرجع بالدرجة الأولى إلى عدم توفر الأراضي الزراعية، أو الإمكانات والوسائل الحديثة المساعدة على تطوير أو رفع مستوى الإنتاج، وإنما يعود في كثير من الأحيان إلى عوامل مناخية. فساهمت عمليات التعديل الوراثي في إنتاج نباتات لها قدرة على مقاومة الأمراض والأملاح والجفاف.
5. عمليات التعديل الوراثي للحيوانات والنباتات هي إحدى الوسائل للوقاية من الأضرار الناتجة عن التغذية الرديئة للحيوانات، وكذلك الأسمدة الكيماوية ومبيدات الآفات في النباتات؛ وذلك لأن طبيعة المادة المضافة في عمليات التعديل الوراثي معروفة سلفًا.