المطلبُ الثالثُ: أنواعُ هدايا العمالِ والموظفينَ
هناكَ اعتباراتٌ عديدةٌ يمكنُ تصنيفُ هدايا العمالِ والموظفينَ وَفْقَها. والذي يتصلُ بالبحثِ منْ ذلكَ منْ تلكَ الاعتباراتِ:
أولًا: أنواعُ الهدايا باعتبارِ جنسِها.
الهدايا -بالنظرِ إلى جنسِ الهديةِ- يمكنُ تصنيفُها في الجملةِ إلى نوعينِ:
النوعُ الأولُ: هدايا ذاتُ قيمةٍ ماديةٍ سواءٌ أكانتْ هدايا عينيَّةً من نقدٍ أوْ غيرهِ أمْ كانتْ هدايا نفعيَّةً كالتسهيلاتِ والخدماتِ والتخفيضاتِ.
النوعُ الثاني: هدايا ذاتُ قيمةٍ معنويَّةٍ اعتباريَّةٍ؛ سواءٌ أكانتْ هدايا تذكاريةً أمْ هدايا فخريَّةً أوْ شرفيَّةً.
وقدْ أوضحتِ الأنظمةُ والتشريعاتُ المعاصرةُ عمومَ الهدايا لكلِ الصورِ المتقدمةِ، فقدْ جاءَ التصريحُ بذلكَ في جملةٍ منْ قوانينِ العقوباتِ التي تمكنتُ من الوقوفِ عليها، فجاءَ في نظامِ مكافحةِ الرِّشوةِ السعودِي في المادةِ الثانيةَ عشرةَ «يعتبرُ مِنْ قَبيلِ الوعدِ أوِ العطيةِ في تطبيقِ هذا النظامِ كلُّ فائدةٍ أوْ ميزةٍ يمكنُ أنْ يحصلَ عليها المرتشي، أيًّا كانَ نوعَ هذهِ الفائدةِ أوْ تلكَ الميزةِ أو اسمها، سواءٌ كانتْ ماديَّةً أوْ غيرَ ماديَّةٍ»نظام مكافحة الرشوة السعودي ص (2)..
وقريبٌ من هذا ما جاءَ في قانونِ الجزاءِ العُمَّانيِّ: «كلُّ موظَّفٍ قَبِلَ رِشوةً لنفسهِ أوْ لغيرهِ؛ مالًا، أوْ هديةً، أوْ وعدًا، أوْ أيَّ منفعةٍ أُخرى، ليقومَ بعملٍ شرعيٍّ منْ أعمالِ وظيفتهِ...»ص (231)..
ومثلهُ ما جاءَ في قانونِ العقوباتِ المصريِّ في مادةِ (105): «كلُّ موظَّفٍ عموميٍّ قَبِلَ منْ شخصٍ أدَّي لهُ عملًا منْ أعمالِ وظيفتِهِ أوِ امتنعَ عنْ أداءِ عملٍ منْ أعمالِها أوْ أخلَّ بواجباتِها؛ هديةً أوْ عطيةً بعدَ تمامِ ذلكَ العملِ، أوِ الامتناعِ عنهُ، أوِ الإخلالِ بواجباتِ وظيفتهِ بقصدِ المكافأةِ».
وفي مادَّةِ (105) مكررةٌ: «كلُّ موظفٍ عموميٍّ قامَ بعملٍ منْ أعمالِ وظيفتهِ، أوِ امتنعَ عنْ عملٍ منْ أعمالِ وظيفتهِ، أوْ أخلَّ بواجباتِها؛ نتيجةً لرجاءٍ، أوْ توصيةٍ، أوْ وساطةٍ، يُعاقَبُ بالسجنِ وبغرامةٍ لا تقلُّ عنْ مائتي جنيهٍ، ولا تزيدُ على خمسمائةِ جنيهٍ»قانون العقوبات المصري الكتاب الثاني مادة (105)..
ثانيًا: أنواعُ الهدايا باعتبارِ سببِ الهديةِ وباعثِها:
الهدايا بالنظرِ إلى سببِ الهديةِ والباعثِ لها يمكنُ تصنيفُها في الجملةِ إلى نوعينِ:
النوعُ الأولُ: هدايا سببُها العمَلُ والوظيفةُ. وهذا النوعُ من الهدايا لهُ أحوالٌ عدةٌ:
الحالُ الأولى: ما يكونُ بعلمِ جهةِ العملِ.
الحالُ الثانيةُ: ما يكونُ منْ دونِ علمِ جهةِ العملِ.
النوعُ الثاني: هدايا سببها لا صلةَ لهُ بالعملِ والوظيفةِ.
ثالثًا: أنواعُ الهدايا باعتبارِ جهةِ الإهداءِ:
الهدايا بالنظرِ إلى جهةِ الإهداءِ، أيْ: مُقدِّمُ الهديةِ وباذلُها في الجملةِ نوعانِ:
النوعُ الأولُ: هدايا تكونُ منْ جهةِ العملِ: سواءٌ أكانتْ هدايا عامَّةً لجميعِ الموظفينَ أمْ خاصَّةً ببعضِهمْ، وسواءٌ أكانتْ هدايا تشجيعيَّةً أمْ دعائِيَّةً أمْ تشريفيَّةً.
النوعُ الثاني: هدايا تكونُ منْ غيرِ جهةِ العملِ. سواءٌ أكانتْ ممنْ لهُ مصلحةٌ لدى جهةِ العملِ أوْ لمْ تكنْ لهُ، وسواءٌ أكانتْ خاصةً لبعضِ الموظفينَ أوْ كانتْ عامةً لهمْ.