الفرعُ الثاني: التفاتُ المؤذنِ بمكبرِ الصوتِ في الحيعلتينِ:
الالتفاتُ في الحيعلتينِ سنةٌ في قولِ جمهورِ العلماءِالمجموع شرح المهذب (3/107).، وذلكَ «ليعمَّ الناسَ بأسماعِهِ، وخُصَّ بذلكَ؛ لأنهُ دعاءٌ»عمدة القاري شرح صحيح البخاري (8 / 195). وينظر: المجموع شرح المهذب (3/107).. وقدِ اختلفَ المعاصرونَ في الالتفاتِ للمؤذنِ الذي يؤذنُ بواسطةِ مكبراتِ الصوتِ، هل يُشرعُ لهُ الالتفاتُ أو لا؟ يقولُ شيخُنا -رحمهُ اللهُ-: «الحكمةُ في الالتفاتِ يمينًا وشمالًا: إبلاغُ المدعوينَ مِن على اليمينِ والشمالِ، وبناءً على ذلكَ: لا يَلتفتُ مَن أذَّنَ بمكبرِ الصوتِ؛ لأنَّ الإسماعَ يكونُ مِنَ «السماعاتِ» التي في المنارةِ، ولو التفتَ لضعُفَ الصوتُ؛ لأنهُ ينحرفُ عنِ الآخذةِ»الشرح الممتع على زاد المستقنع (2/60).. وقالَ أيضًا: «أمَّا الآنَ فلا حاجةَ للالتفاتِ؛ لأنكَ إذا التفَتَّ الآنَ فـرُبَّما يكونُ في الالتفاتِ ضررٌ؛ لأنَّ اللاقطةَ لا تكونُ أمامَكَ فيضعفُ الصوتُ، فالذي أرى في مسألةِ مكبرِ الصوتِ الآنَ أنهُ لا يُلتفتُ يمينًا ولا شمالًا، لا في "حيَّ على الصلاةِ" ولا في "حيَّ على الفلاحِ" ويكونُ الالتفاتُ الآنَ بالنسبةِ للسماعاتِ، فينبغي أنهُ يُجعلُ مثلًا في المنارةِ سماعةٌ على اليمينِ وسماعةٌ على الشمالِ»لقاء الباب المفتوح (155/17)..