المطلبُ العاشرُ: وسائلُ القتالِ الحديثةِ وأثرُها في التنفيلِ:
مما جدَّ في هذا العصرِ وطرأَ عليهِ تغيُّرٌ كبيرٌ: وسائلُ القتالِ وأدواتُهُ، يقولُ شيخُنا رحمهُ اللهُ: «فالناسُ لا يحارِبونَ على خيلٍ وإبلٍ، بلْ بالطائراتِ والدباباتِ وما أشبهَها» الشرح الممتع على زاد المستقنع (8/30)..
فالتَّنفيلُ؛ وهو ما يُعطاهُ المقاتلُ زائدًا على الغنيمةِ في هذهِ الوسائلِ، يُجْرَى فيهِ على أنهُ «يقاسُ على كلِّ شيءٍ ما يشبهُهُ، فالذي يشبهُ الخيلَ الطائراتُ؛ لسرعتِها، وتزيدُ أيضًا في الخطرِ، والذي يشبهُ الإبلَ الدَّباباتُ والنَّقليَّاتُ وما أشبهَها، فهذهِ لصاحبِها سهمٌ ولها سهمانِ، والراجلُ الذي يمشي على رجلِهِ مثلُ القنَّاصةِ لهُ سهمٌ واحدٌ. فإن قالَ قائلٌ: الطيارُ لا يملكُ طائرةً، فهل تجعلونَ لهُ ثلاثةَ أسهمٍ؟ نقولُ: نعم، نجعلُ له ثلاثةَ أسهمٍ، سهمًا لهُ، وسهمينِ للطائرةِ، وسهمَا الطائرةِ يرجعانِ إلى بيتِ المالِ؛ لأنَّ الطائرةَ غيرُ مملوكةٍ لشخصٍ معينٍ، بـل هي للحكومةِ، وإذا رأى وليُّ الأمرِ أن يعطيَ السهمينِ لقائدِ الطائرةِ، فلا بأسَ؛ لأنَّ في ذلكَ تشجيعًا لهُ على هذا العملِ الخطيرِ» الشرح الممتع على زاد المستقنع (8/30)..