المطلبُ الثاني: حكمُ نزعِ الأسنانِ الصناعيةِ عندَ المضمضةِ في الطهارةِ:
لقد طرأَ تطوُّرٌ كبيرٌ فيما يتصلُ بطبِّ الأسنانِ، ونتجَ عن ذلكَ مسائلُ عديدةٌ، منها؛ تركيباتُ الأسنانِ المتحركةِ غيرِ الثابتةِ، فهل يلزمُ المتطهِّرَ إزالتُها للمضمضةِ، ليصلَ الماءُ إلى جميعِ الفمِ في الوضوءِ والغسلِ؟
ذهبَ شيخُنا إلى أنهُ لا تجبُ إزالتُها، ولو منعتْ وصولَ الماءِ إلى ما تحتَها، واستندَ في ذلكَ إلى القياسِ، قالَ رحمهُ اللهُ: «الظاهرُ أنهُ لا يجبُ، وهذا يُشبهُ الخاتَمَ، والخاتمُ لا يجبُ نزعُهُ عندَ الوضوءِ، بلِ الأَوْلَى أن يحرِّكَهُ، لكنْ ليسَ على سبيلِ الوجوبِ؛ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلمكانَ يلبَسُهُ، ولم يُنقَلْ أنهُ كانَ يحرِّكُهُ عندَ الوضوءِ، وهو أظهرُ مِن كونِهِ مانعًا مِن وصولِ الماءِ مِن هذهِ الأسنانِ، ولا سيَّما أنهُ يَشُقُّ نزعُ هذهِ التركيبةِ عندَ بعضِ الناسِ»الشرح الممتع على زاد المستقنع (1/209)..