المطلبُ الخامسُ: تقليدُ أصواتِ الحيواناتِ وتمثيلُ حركاتِها:
مِنَ المستجِدَّاتِ العصريةِ التي شاعتْ في مجالِ اللهوِ والترفيهِ والتمثيلِ تقليدُ أصواتِ الحيواناتِ أو هيئاتِها وحركاتِها، فذهبَ شيخُنا إلى المنعِ، قالَ رحمهُ اللهُ: «لا يصلحُ تقليدُ الحيوانِ؛ لأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ لم يُلْحِقِ الآدميَّ بالحيوانِ إلا في مقامِ الذمِّ»، وزادَ ذلكَ إيضاحًا في موضعٍ آخرَ فقالَ: «قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السُّوءِ، العَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَقِيءُ ثُمَّ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ» أخرجه البخاري في كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها، باب لا يحل لأحد أن يرجع في هبته وصدقته، رقم (2622)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه.، فقولُهُ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السُّوءِ» هذه الجملةُ مفيدةٌ جدًّا في الذين يمثلونَ أصواتَ الحيوانِ مثلًا، فيُقالُ: ليسَ لنا مثلُ السوءِ، هكذا قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، فلا يجوزُ التَّمثيلُ بالحيوانِ» الشرح الممتع على زاد المستقنع (12/88)..