الفرعُ الثاني: تعريفُها اصطلاحًا:
"النَّوازلُ" لفظٌ استعملَهُ الفقهاءُ في عدَّةِ معانٍ؛ أقربُها مِن موضوعِ البحثِ أنها: المسائلُ والحوادثُ التي تحتاجُ إلى جوابٍ، سواءٌ أوقعتْ أم لم تقعْ قاله ابن عبد البر في الاستذكار (8/581)، فتح الباري (2/190)، الاعتصام (1/283)..
أمَّا النّوازلُ في استعمالِ المتأخرينَ؛ فتُطْلَقُ غالبًا على الوقائعِ والمسائلِ المستجِدّةِ والحادثةِ.
وقد عَرَّفَ جماعةٌ مِن أهلِ العلمِ النَّوازلَ عمومًا؛ فقالَ الشيخُ بكر أبو زيد في تعريفِهِ النوازلَ: «الوقائعُ والمسائلُ المستجدَّةُ الحادثةُ المشهورةُ بينَ الناسِ، بلسانِ العصرِ» فقه النوازل للشيخ بكر أبي زيد (1/9). . وقيلَ: هي «الوقائعُ الجديدةُ التي لم يسبقْ فيها نصٌّ أو اجتهادٌ» منهج استنباط أحكام النوازل الفقهية المعاصرة، ص (90). . وقيلَ: هي «الحادثةُ التي تحتاجُ إلى حكمٍ شرعيٍّ» معجم لغة الفقهاء، ص (492)..
هذه جملةٌ مِن تعريفاتِ أهلِ العلمِ المعاصرينَ للنوازلِ. والذي يظهرُ أنَّ أقربَ ما يُقَالُ في تعريفِ النوازلِ أنها: الحوادثُ والوقائعُ المستجدةُ، التي ليسَ فيها نصٌّ مِنَ الكتابِ أوِ السنةِ، ولا اجتهادٌ سابقٌ يُبيِّنُ حكمَها.