المطلب الأول: تعريف الغرر:
الغَرَر في اللُّغة: اسم مصدر ل (غَرَّر) ينظر: العين، (4/346)، معجم المقاييس في اللغة، مادة (غرّ)، ص (809)، لسان العرب، مادة (غرر)، (5/13).، وهو دائرٌ على معنى النقصان ينظر: معجم المقاييس في اللغة، مادة (غرّ)، ص (809).، والخطر ينظر: الصحاح، (2/768)، لسان العرب، مادة (غرر)، (5/13)، المصباح المنير، مادة (غ ر ر)، ص (230).، والتعرُّض للهلكة ينظر: لسان العرب، مادة (غرر)، (5/13-14)، المعجم الوسيط، مادة (غرّ)، ص (648).، والجهل ينظر: لسان العرب، مادة (غرر)، (5/14)..
أما في الاصطلاح؛ فعبارات العلماء في تعريفه متقاربة:
فعرّفه السَّرَخْسِيُّ، فقال: ((الغَرر: ما يكون مستورَ العاقبة)) المبسوط للسرخسي (12/194).. وعرّفه ابنُ عرفة، فقال: ((ما شُكَّ في حصول أحد عِوَضيه، أو المقصود منه غالبًا)) شرح حدود ابن عرفة (1/350).. وعرّفه الشيرازيّ، فقال: ((الغرر: ما انطوى عنه أمره، وخفي عليه عاقبتُه)) المهذب (3/30).. وعرّفه أبو يعلى، فقال: ((ما تردَّد بين أمرين، ليس أحدُهما أظهر)) شرح منتهى الإرادات (2/145).. وعرّفه شيخ الإسلام ابن تيمية، فقال: ((الغررُ: هو المجهول العاقبة)) القواعد النورانية ص (161)..
وبالنَّظر إلى هذه التعريفات، يتبين أن أجمعها هو تعريف الغرر بأنه: ما لا يعلم حصوله، أو لا تعرف حقيقته ومقداره ينظر: زاد المعاد (5/818)، إعلام الموقعين (2/9)، وينظر أيضًا: الغرر وأثره في العقود ص (53 - 54)..وفي الجملة فإنَّ الغرر "ثلاثةُ أنواع؛ إمَّا المعدوم كحَبَل الحَبَلَة وبيع السِّنين؛ وإمَّا المعجوز عن تسليمه كالعبد الآبق؛ وإما المجهول المطلق أو المعيَّن المجهول جنسه أو قدره أو صفاته، كقوله: بعتُك عبدًا، أو: بعتُك ما في بيتي. أو بعتك عبيدي"ينظر: "مجموع الفتاوى" (29/25)، وينظر "بهجة قلوب الأبرار" (ص102)..
والحكمة في تحريم هذا النوع، ما فيه من المخاطرات، وإحداث العداوات، بسبب أنه قد يَغبن فيها أحدُهما الآخر غبنًا فاحشًا مضِرًّاانظر: بهجة قلوب الأبرار (ص101)..