قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" وأما قول القائل : إيمان معاوية كان نفاقا ؛ فهو أيضا من الكذب المختلق . فإنه ليس في علماء المسلمين من اتهم معاوية بالنفاق ؛ بل العلماء متفقون على حسن إسلامه .
وقد توقف بعضهم في حسن إسلام أبي سفيان - أبيه - وأما معاوية ؛ وأخوه يزيد فلم يتنازعوا في حسن إسلامهما كما لم يتنازعوا في حسن إسلام عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وصفوان بن أمية وأمثالهم من مسلمة الفتح.
وكيف يكون رجلا متوليا على المسلمين أربعين سنة نائبا ومستقلا يصلي بهم الصلوات الخمس ويخطب ويعظهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويقيم فيهم الحدود ويقسم بينهم فيأهم ومغانمهم وصدقاتهم ويحج بهم ومع هذا يخفي نفاقه عليهم كلهم ؟
وفيهم من أعيان الصحابة جماعة كثيرة .
بل أبلغ من هذا أنه - ولله الحمد - لم يكن من الخلفاء الذين لهم ولاية عامة من خلفاء بني أمية وبني العباس أحد يتهم بالزندقة والنفاق وبنو أمية لم ينسب أحد منهم إلى الزندقة والنفاق وإن كان قد ينسب الرجل منهم إلى نوع من البدعة أو نوع من الظلم لكن لم ينسب أحد منهم من أهل العلم إلى زندقة ونفاق".
"مجموع الفتاوى" ( 4/477).