قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" وما أحسن ما جاء عن " عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة " أنه قال : " عليك بلزوم السنة فإنها لك بإذن الله عصمة، فإن السنة إنما جعلت ليستن بها ويقتصر عليها وإنما سنها من قد علم ما في خلافها من الزلل والخطأ والحمق والتعمق، فارض لنفسك بما رضوا به لأنفسهم، فإنهم عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا، ولهم كانوا على كشفها أقوى، وبتفصيلها لو كان فيها أحرى وإنهم لهم السابقون وقد بلغهم عن نبيهم ما يجري من الاختلاف بعد القرون الثلاثة ؛ فلئن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه ولئن قلتم حدث حدثٌ بعدهم فما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم واختار ما نحته فكره على ما تلقوه عن نبيهم ؛ وتلقاه عنهم من تبعهم بإحسان . ولقد وصفوا منه ما يكفي ؛ وتكلموا منه بما يشفي . فمن دونهم مقصر ؛ ومن فوقهم مفرط . لقد قصر دونهم أناس فجفوا؛ وطمح آخرون فغلوا ؛ وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم ". "مجموع الفتاوى" ( 4/7-8).