سئل الشيخ - رحمه الله -: عن قائل يقول : إن لم يتبين لي حقيقة ماهية الجن وكنه صفاتهم ؛ وإلا فلا أتبع العلماء في شيء. فأجاب :أما كونه لم يتبين له كيفية الجن وماهياتهم ؛ فهذا ليس فيه إلا إخباره بعدم علمه لم ينكر وجودهم ؛ إذ وجودهم ثابت بطرق كثيرة غير دلالة الكتاب والسنة فإن من الناس من رآهم وفيهم من رأى من رآهم وثبت ذلك عنده بالخبر واليقين . ومن الناس من كلمهم وكلموه ومن الناس من يأمرهم وينهاهم ويتصرف فيهم : وهذا يكون للصالحين وغير الصالحين ولو ذكرت ما جرى لي ولأصحابي معهم : لطال الخطاب . وكذلك ما جرى لغيرنا ؛ لكن الاعتماد على الأجوبة العلمية يكون على ما يشترك الناس في علمه لا يكون بما يختص بعلمه المجيب إلا أن يكون الجواب لمن يصدقه فيما يخبر به . "مجموع الفتاوى" ( 4/232).