قالَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابْنِ تَيْمِيَةَ رَحِمَهُ اللهُ :" وَأَبُو مُحَمَّدِ – ابْنُ حَزْمٍ - مَعَ كَثْرَةِ عِلْمِهِ وَتَبَحُّرِهِ وَما يَأْتِي بِهِ مِنَ الفَوائِدِ العَظِيمَةِ : لَهُ مِنَ الأَقْوالِ المنْكَرَةِ الشَّاذَّةِ ما يَعْجَبُ مِنْهُ كَما يَعْجَبُ مِمَّا يَأْتِي بِهِ مِنَ الأَقْوالِ الحَسَنَةِ الفائِقَةِ.
وَهَذا كَقَوْلِهِ : إِنَّ مَرْيَمَ نَبِيَّةٌ وَإِن َّآسِيَةَ نِبَيَّةٌ وَإِنَّ أُمَّ مُوَسَى نَبِيَّةٌ .
وَقَدْ ذَكَرَ القاضِي أَبُو بَكْرٍ وَالقاضِي أَبُو يَعْلَى وَأبَوُ المعالِي وَغَيْرُهُمْ : الإِجْماعَ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ في النِّساءِ نَبِيَّةٌ وَالقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ دَلَّا عَلَىَ ذَلِكَ : كَما في قَوْلِهِ : {وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ القُرَى} وَقَوْلُهُ : {ما المسِيحِ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ}.
ذَكَرَ أَنَّ غايَةَ ما انْتَهَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ : الصَّدِيقِيَّةُ وَهَذا مَبْسُوطٌ في غَيْرِ هَذا الموْضِعِ .
"مَجْمُوعُ الفَتاوَى" ( 4/396).