قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :"قال تعالى : {وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور}. وقال يوسف : {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}. فذكر الصبر على المصائب والتقوى بترك المعائب. وقال النبي صلى الله عليه وسلم «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا . ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان». فأمره إذا أصابته المصائب أن ينظر إلى القدر، ولا يتحسر على الماضي . بل يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، فالنظر إلى القدر عند المصائب، والاستغفار عند المعائب ؛ قال تعالى:{ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم }. وقال تعالى : {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه}. قال علقمة : وغيره هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم . والله سبحانه وتعالى أعلم. "مجموع الفتاوى" ( 8/77)