المطلب الثالث: أثر الزحام في مكان صلاتي الظهر والعصر يوم عرفة:
لا خلافَ بينَ أهلِ العلمِ أنَّ السنةَ للحاجِّ يومَ عرفةَ أنْ يجمعَ بينَ الظهرِ والعصرِ معَ الإمامِ. قالَ علقمةُ والأسودُ: إنَّ من تمامِ الحجِّ أن يشهدَ الصلاتينِ معَ الإمامِ بعرفةَ, وقالَ إبراهيمُ النخعيُّ: كانوا يستحبونَ أن يصلوا الصلاتينِ الظهرَ والعصرَ معَ الإمامِ بعرفةَ"مصنف ابن أبي شيبة" ( 3/245).، وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ: السنةُ المُجمَعُ عليها الجمعُ بينَ الصلاتينِ الظهرِ والعصرِ يومَ عرفةَ معَ الإمامِ"التمهيد" (10/ 14). ، وبالنظرِ إلى حالِ الناسِ اليومَ وكثرتِهِم فإنه لا يمكنُ لجميعِ أهلِ الموقفِ أن يشهدوا الصلاةَ معَ الإمامِ بعرفةَ لكثرةِ الجمعِ وتفرُّقِ الناسِ، ولهذا فإنَّ الذي يسعُ الناسَ اليومَ أن يقالَ: مَن تمكَّنَ من شهودِ الصلاةِ معَ الإمامِ بعرفةَ ولم يخَفْ ضررًا أو زحامًا أو ضياعًا فذلك خيرٌ وفضلٌ، وإلا فليصلِّ في رحلِهِ وفي مكانِ نزولِهِ ولا يشقَّ على نفسِهِ بالمجيءِ، فقد فعلَ ذلك ابنُ عمرَ وطاوسٌ وجماعةٌ منَ السلفِ مصنف أبي شيبة (3/247) ، واللهُ أعلمُ.