المبحث الأول: تعريف الزحام والنسك:
الزحامُ في اللغةِ: يُرادُ بهِ التضايقُ، قالَ في لسانِ العربِ: "وَزَحَمَ القومُ بعضُهم بعضًا، يزحمونَهُم زحمًا وزِحامًا ضايقوهُم""لسان العرب" (12/262)..
وقد سُمِّيتْ مكةُ- شرَّفَها اللهُ- ببكةَ لتضايقِ الناسِ فيها بالزحامِ ينظر: "معجم ما استعجم" (1/269)، "القاموس المحيط"، مادة (زحم)، ص: (1442)..
قالَ ابن سيدِه: "بكَّ الرجلُ صاحبَه يَبُكُّه بكًّا: زَحَمَه، وتباكَّ القومُ: تَزَاحموا" المخصص (3/12/99)..
قالَ ابنُ جريرٍ الطبريُّ: "وأصلُ البَكِّ الزحمُ، يُقالُ منه: بكَّ فلانٌ فلانًا إذا زَحمَه وصدَمَه، فهو ببكةَ مباركًا، وهم يتباكُّونَ فيه يعني به: يتزاحمونَ ويتصادمونَ فيه، فكان بَكَّةً: فَعْلَةً مِنْ بكَّ فلانٌ فلانًا زحمَهُ، سُمِّيَتْ البقعةُ بفعلِ المزدحمينَ بها""جامع البيان" للطبري (4/9). ينظر: "زاد المسير" (1/425)..
فالزحامُ: هو تدافعُ الناسِ في مكانٍ ضيقٍ ينظر:" المصباح المنير"، مادة (زحم)، ص: (132)، "المعجم الوسيط"، مادة (زحم)، ص: (390)..
أمَّا النسكُ فهو في اللغةِ: "يدلُّ على عبادةٍ وتقرُّبٍ إلى اللهِ تعالى" معجم مقاييس اللغة (زحم)، ص: (1024). ، وهذا موافقٌ للمعنى الشرعيِّ للنسكِ، فالنسكُ هو: اسمٌ للعبادةِ ومنه قولُ اللهِ تعالى: ﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا﴾.
أمَّا في الاصطلاحِ الفقهيِّ، فالنسكُ: هو اسمٌ لأعمالِ الحجِّ والعمرةِ ينظر: المبسوط (4/ 2)، بلغة السالك (2/24)، مغني المحتاج (2/300)، مطالب أولي النهي (2/307)..