قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"والنفوس مشحونة بحب العلو والرئاسة بحسب إمكانها، فتجده يوالي من يوافقه على هواه، ويعادي من يخالفه في هواه، وإنما معبوده ما يهواه ويريده، قال تعالى:{أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا} والناس عنده كما هم عند ملوك الكفار من الترك وغيرهم، " يال، ياغي " أي صديقي وعدوي ، فمن وافق هواهم كان وليا وإن كان كافرا، وإن لم يوافقه كان عدوا وإن كان من المتقين، وهذه حال فرعون. والواحد من هؤلاء يريد أن يطاع أمره بحسب إمكانه، لكنه لا يتمكن مما تمكن منه فرعون من دعوى الإلهية وجحود الصانع، وهؤلاء وإن أقروا بالصانع فإذا جاءهم من يدعوهم إلى عبادة الله المتضمنة ترك طاعتهم عادوه، كما عادى فرعون موسى عليه السلام". "مجموع الفتاوى" ( 8/218).