المطلب الثاني: أنواع التخفيضات الترغيبية:
التخفيضات الترغيبية يلجأ إليها التجار والباعة ليوسعوا نطاق أعمالهم، ويحوزوا أكبر جزء أو نصيب من السوق، وليروجوا سلعهم وخدماتهم، ويرغِّبوا الناس في الشراء منهم. ولذلك فإن التجار يتسارعون في استعمال هذا التخفيض؛ لتحقيق أغراضهم ونيل مآربهم، حتى أصبح استعمال التخفيض لجذب الناس، وترغيبهم في الشراء يشكّل ظاهرة بارزة، وسمة بادية، ووسيلة نافذة في الأسواق والمراكز ووسائل الإعلان والدعاية.
وهذه التخفيضات الترغيبية نوعان في الجملة:
الأول: التخفيض العادي.
الثاني: التخفيض بالبطاقات.
النوع الأول: التخفيض العادي:
وهو كل حسم من أثمان السلع والخدمات يمنحه التجار والباعة للعملاء ترغيبًا لهم في الشراء دون اشتراط حمل بطاقة تخفيضية.
ولهذا النوع من التخفيض صور كثيرة أبرزها ما يلي:
أولًا: تخفيض الكمية:
وهو حسم يمنحه الباعة للعملاء الذين يشترون كمية كبيرة من السلع، إما في صفقة واحدة، أو في صفقات عدة في فترة محددة ينظر: إدارة التسويق للدكتور بازرعة (2/165)، إدارة المشتريات والمخازن للدكتور زهير ص (303)، الأنشطة الترويجية للشركات السعودية للدكتور المتولي ص (46). .
ثانيًا: التخفيض الموسمي:
وهو حسم يمنحه الباعة في المواسم؛ إما عند إقبالها أو عند نهايتها، أو في أثنائها أو قبل ظهور النموذج الجديد من السلعة.
ويهدف هذا النوع من التخفيضات إلى التخلص من المخزون المتراكم من السلع، أو تصفية النموذج القديم، أو التصفية الشاملةينظر: إدارة التسويق للدكتور بازرعة (2/168). ، أو كسب إقبال الناس على الشراء خلال هذا الموسم.
ثالثًا: التخفيض الانتقائي:
وهو حسم يمنحه التجار على سلعة أو سلع معينة يكثر طلبها من العملاء، ويكون حسمًا ظاهرًا جذّابًا، يهدف إلى تنشيط مبيعات المتجر من السلع الأخرى، نتيجة إقبال المستهلكين عليه لشراء السلعة أو السلع المخفضة ينظر: إدارة التسويق للدكتور بازرعة (2/168). .
رابعًا: تخفيض القسيمة (الكوبون):
وهذا النوع من التخفيض عبارة عن ورقة أو إيصال أو شهادة تخول المشتري الحصول على حسم عند شرائه السلعة أو الخدمة التي يراد ترويجهاينظر: PRINCIPLES OF MARJETING (مبادئ التسويق ص 460). .
وهذه القسائم (الكوبونات) لها عدة صور، فهي إما أن تكون مستقلة وتوزّع منفصلة عند إتمام الصفقة، وإما أن تكون جزءًا من إعلان، أو من غلاف سلعة، أو غير ذلك ترسل بالبريد، ومهما كانت صورتها فإنها تمنح حاملها حق الحصول على حسم وتخفيضينظر: الأنشطة الترويجية للشركات السعودية للدكتور المتولي ص (50). .
النوع الثاني: التخفيض بالبطاقاتالبطاقات: جمع بطاقة، وهي الرقعة الصغيرة من الورق أو غيره، يكتب عليها بيان ما تُعَلَّق عليه. [ينظر: المعجم الوسيط، مادة (البطاقة)، ص (61)].
وهو حسم من أثمان السلع والخدمات تمنحه جهات التخفيض للمستهلك الذي يحمل بطاقة تخفيضية.
وبطاقة التخفيض عبارة عن رقعة صغيرة من البلاستيك أو غيره يكتب عليها اسم المستفيد، تمنح صاحبها حسمًا من أسعار سلع وخدمات مؤسسات وشركات محددة مدة صلاحية البطاقة.
وبالنظر إلى هذه البطاقات المستعملة في الأسواق يتبين أنها قسمان:
الأول: بطاقات تخفيض مستقلة.
الثاني: بطاقات تخفيض تابعة.
القسم الأول: بطاقات التخفيض المستقلة:
وهي عبارة عن رقع من البلاستيك غالبًا لا يستعملها حاملها إلا في الحصول على حسم من أسعار السلع والخدمات فقط.
وهذا القسم صنفان:
الأول: بطاقات التخفيض العامة.
الثاني: بطاقات التخفيض الخاصة.
الصنف الأول: بطاقات التخفيض العامة:
وهي بطاقات تمنح صاحبها حسمًا من أسعار السلع والخدمات لدى مجموعة من الشركات والمؤسسات والمراكز التجارية؛ كالمستشفيات، والمستوصفات، والفنادق، والمطاعم، وأسواق المواد الاستهلاكية والأغذية، ومعارض الألبسة والمفروشات، والأجهزة الكهربائية، والسيارات، ومراكز الخدمات والصيانة، والمدارس الأهلية، ومنتزهات الأطفال، ومكاتب السفر والسياحة، ومكاتب تأجير السيارات، وغيرهاينظر: التخفيضات المضمونة ص (1)، بطاقات التخفيض التجارية وأحكامها الشرعية ص (10). . وقد تكون هذه البطاقات خاصة ببعض المناشط التجارية كالبطاقات الصحية التي تمنح حاملها حسمًا لدى المستشفيات والمستوصفات والعيادات التجارية، أو بطاقات السفر كالبطاقة الذهبية التي تمنح صاحبها حسمًا لدى الفنادق وشركات تأجير السيارات. وهذه البطاقات تختلف من حيث نطاق الاستفادة منها، فقد تكون محليّة، وقد تكون دوليّة، وذلك حسب ثمن البطاقة، ومكانة الجهة المصدرة للبطاقة، وشهرتها.
وهذا النوع من بطاقات التخفيض يتبنى إصداره شركات الدعاية والإعلان والتسويق، أو شركات السفر والسياحة، وقد يقوم بإصدار هذه البطاقات بعض الجهات والمؤسسات غير التجارية، كبطاقات التخفيض التي تصدرها بعض الجمعيات التعاونية، مثل بطاقة الجمعية التعاونية لموظفي الدولة، أو البطاقات التي تصدرها بعض الأندية الرياضية، أو البطاقات التي تصدرها الغرف التجارية، وغير ذلك.
أما منفعة هذا الصنف من البطاقات وفائدته فإنها تختلف باختلاف أطرافها.
أولًا: منفعتها لمُصدِرها
تتلخص فائدة جهات إصدار هذه البطاقات في أن بطاقة التخفيض تُعَدُّ موردًا ماليًّا سهل التحصيل؛ وذلك أن جهات إصدار هذه البطاقات تتقاضى على ذلك مبلغًا ماليًّا، هو رسم اشتراك في هذه البطاقة يتراوح ما بين (100) ريال و(560) ريالًا، وغالبًا ما يكون هذا الاشتراك سنويًّا قابلًا للتجديد.
ومن جهة أخرى تتقاضى جهات إصدار البطاقة - لاسيما إذا كانت هذه الجهات ذات شهرة وانتشار ومركز تجاري قوي - اشتراكًا ماليًّا من جهة التخفيض؛ لنشر اسمها وعنوانها، وبعض المعلومات المتعلقة بها في دليل التخفيض الذي تعده جهات الإصدار.
ثانيًا: منفعتها للمستهلك
الفائدة الرئيسية التي يجنيها المستهلك حامل البطاقة هي حصوله على حسم من أسعار سلع وخدمات جهات التخفيض المشتركة في دليل التخفيضات، وهذه التخفيضات تتراوح ما بين 5% إلى 50% من سعر البيع، ويستمر هذا التخفيض مدة سريان البطاقة.
ومما يستفيده المستهلك حامل البطاقة أيضًا حصوله على الدليل التجاري المخفّض، وهذا يوفر عليه جهد البحث عن الأماكن التجارية، حيث إن هذا الدليل يحوي أسماء جهات التخفيض، وأرقام الهاتف، والعنوان، ونوع النشاط ونسبة الحسم.
ومما قد يستفيده المستهلك حامل البطاقة في بعض الأحيان الحصول على قسائم (كوبونات) شراء مجاني للسلع أو الخدمات تكون ملحقة بدليل التخفيض.
ثالثًا: منفعتها لجهة التخفيض
تستفيد جهات التخفيض من الاشتراك في هذه البطاقات الإعلان عنها والدعاية لها والتسويق لسلعها وخدماتها في الدليل التجاري المخفّض الذي تصدره وتشرف عليه جهة الإصدار. كما أن هذه البطاقات وسيلة من وسائل رفع حصة هذه الشركات من العملاء، وهذا يفيدها حدًّا أدنى من العملاء يتمثل في حاملي هذه البطاقات من المستهلكين.
الصنف الثاني: بطاقات تخفيض خاصة:
وهي بطاقات تصدرها بعض المؤسسات والشركات التجارية تمنح صاحبها حسمًا على جميع سلعها وخدماتها في جميع فروعها ومعارضها.
وهذه البطاقات تمنحها الشركات والمؤسسات التجارية عملاءها؛ إما عن طريق دفع المستهلك اشتراكًا سنويًّا قدره (100) ريال، أو عن طريق تحديد قدر معين من ثمن المشتريات، مَن بَلَغَه خلال فترة زمنية معينة أعطيت له بطاقة التخفيض مجانًا.
وأما فائدة هذا الصنف من بطاقات التخفيض فهي لا تختلف عن بطاقات التخفيض العامة.
القسم الثاني: بطاقات التخفيض التابعة:
وهي عبارة عن رقع بلاستيكية غالبًا تفيد حاملها في الحصول على حسم من أثمان السلع والخدمات، وتصدر هذه البطاقة تبعًا لإصدار بطاقة تجارية أخرى.
فالتطور الكبير الذي تشهده الأسواق المالية والتجارية أفرز صورًا عديدة من الابتكارات الحديثة في أنواع المعاملات وطرق التبادلات التجارية، ومن حديث تلك الابتكارات البطاقات المصرفيةالبطاقات المصرفية: هي عبارة عن رقع بلاستيكية غالبًا تصدرها البنوك والمؤسسات المالية لعملائها؛ لإجراء وتسهيل التبادلات والمعاملات المالية؛ كتسديد الفواتير أو الاقتراض أو السحب من الرصيد أو البيع والشراء ونحو ذلك. [ينظر: مجلة مجمع الفقه الإسلامي، العدد الثامن، (2/580 - 583)، بحث بطاقات الائتمان والأحكام المتعلقة بها للشيخ يوسف الشبيلي ص (34- 42)]. وبطاقات الخدماتبطاقات الخدمات: هي عبارة عن رقع بلاستيكية غالبًا تصدرها بعض المؤسسات التجارية التي تتجر في المنافع على اختلافها؛ كالنقل أو الصيانة أو السفر أو مراكز المعلومات والبحث أو المكتبات العامة، يتمكن حاملها من الاستفادة منها في تلك المنافع.، والتي انتشرت انتشارًا واسعًا حتى غدت من أهم أنشطة البنوك والمؤسسات المالية والتجارية، وأقبل عليها العملاء إقبالًا كبيرًا، فأذكى ذلك تنافسًا محمومًا بين الجهات المصدرة لهذه البطاقات في اجتذاب أكبر عدد ممكن من العملاء، فاستعملت هذه الجهات في سبيل ذلك الحوافز والمرغِّبات، وكان منها إصدار بطاقة تابعة يستفيد منها العميل في تخفيض ثمن السلع والخدمات لدى مجموعة من الشركات والمؤسسات والمحال التجارية، أو لدى الجهة المصدرة للبطاقة فقط؛ فعلى سبيل المثال روّج كثير من البنوك والمؤسسات المالية للبطاقات الائتمانيةبطاقات الائتمان: هي أحد أنواع البطاقات المصرفية التي تمكِّن صاحبها من شراء السلع والخدمات وحسم ثمنها من رصيد حاملها أو تقييده قرضًا عليه، كما أنها قد تمنحه خدمات أخرى كالتأمين أو التخفيض أو غير ذلك. [ينظر: مجلة مجمع الفقه الإسلامي، العدد (2/606)، بطاقة الائتمان للشيخ بكر أبو زيد ص (17) ]. الصادرة عنها بإصدار بطاقة تخفيض تابعة تمنح العميل ميزة الاشتراك مع إحدى الشركات العالمية للتخفيض؛ كبرنامج المسافر الدولي التابع لاتحاد ركاب الخطوط الدولية (IAPA)، أو اتحاد مسافري الأعمال (ABT).
وإصدار هذه البطاقات التخفيضية التابعة له صورتان:
الصورة الأولى: بطاقة مجانيّة:
وذلك بأن يكون إصدار هذه البطاقة مجانًا تبعًا لإصدار إحدى البطاقات التجارية، فتكون بطاقة التخفيض المجانيّة إحدى المرغبات والمزايا في البطاقة الأصلية، ومثال هذه الصورة ما تفعله شركة الراجحي المصرفيّة للاستثمار؛ حيث إنها تمنح المشتركين في بعض أنواع البطاقات الائتمانية اشتراكًا مجانيًا في برنامج المسافر الدولي (ABT) للحصول على تخفيضات خاصة في الفنادق وشركات تأجير السيارات، وكذلك يفعل بنك القاهرة السعودي.
الصورة الثانية: بطاقة لها ثمن:
وذلك بأن يكون إصدار هذه البطاقة مقابل رسم سنوي رمزي في الغالب، فتكون بطاقة التخفيض بهذا الثمن الرمزي إحدى مزايا البطاقة الأصلية، ومثال هذه الصورة ما يفعله البنك الأمريكي السعودي والبنك الأهلي التجاري؛ حيث إنهما يمنحان المشتركين معهم في بعض أنواع البطاقات الائتمانية اشتراكًا في برنامج المسافر الدولي (IAPA) للحصول على حسومات من أسعار الفنادق والمواصلاتينظر: مجلة الأسواق، العدد (34)، ربيع الآخر - جمادى الأولى، 1418هـ، بطاقات الائتمان الواقع والمستقبل، نواف باتوباره، ص (59)..