المطلب الثاني: أنواع المسابقات الترغيبية:
المسابقات الترغيبية تُعتبر في الواقع واحدة من أبرز وسائل تنشيط المبيعات، وأكثرها استعمالًا عند أصحاب التجارات؛ وذلك لقوة تأثيرها في المستهلكين، وشدة جذبها، فكثير من الناس يتأثر ببريق هذه المسابقات، وقوة جذبها الذاتي فيُقْبِل على الشراء رغبة في إحراز السبق، والفوز بالجائزة. وقد تفنّن التجار في استعمال هذا الحافز وتنوّعت طرائقهم فيهمجلة الأسواق، العدد الحادي عشر، (السنة الأولى) جمادى الأولى 1416هـ، المسابقات الترويجية بين الجنون والفنون ص (6). .
وهذه المسابقات الترغيبية على اختلافها وتنوّعها فإنها ترجع إلى أحد نوعين:
النوع الأول: ما فيه عمل من المتسابقين:
وهذا النوع يُطلب فيه من المتسابقين إنجاز عمل معين؛ إما أن يكون إجابة على أسئلة ثقافيّة ومعرفيّة، أو أسئلة تتعلق بالسلعة أو الشركة التي يراد الترويج لها؛ وإما أن تكون إكمال جملة دعائية إنشائية لما يراد ترويجه من السلع أو الخدمات، وإما أن تكون مزيجًا من ذلك، وإما أن تكون تصحيح أغلاط إملائية في نص إعلاني لسلعة أو خدمة يُراد الترويج لها، وما أشبه ذلكينظر: الميسر والقمار للدكتور رفيق المصري ص (161، 167)، إدارة التسويق للدكتور بازرعة (2/498). ثم بعد فرز الإجابات يحدّد الفائز عن طريق القرعة غالبًا، وهي ما يسمى بالسحب.
وهذا النوع من المسابقات له حالان:
الحال الأولى: أن يكون الاشتراك في المسابقة ليس مشروطًا فيه الشراء:
وذلك بأن تمنح الجهة المنظِّمة للمسابقة حق المشاركة لكل راغب دون تعليق ذلك بالشراء، فتبذل (كوبون) الكوبون: كلمة تستعمل كثيرًا في المسابقات التجارية، وهي في الأصل كلمة إنجليزية (COUPON)، والترجمة العربية لهذه الكلمة هي قسيمة، أو ورقة، أو إيصال يعطي حاملَه الحق في شيء. [ينظر: قاموس الجيب في الاقتصاد والتجارة ص (75)، قاموس أكسفورد ص (154) ]. المسابقة أو قسيمتها لكل من يرغب في الاشتراك في المسابقة.
الحال الثانية: أن يكون الاشتراك في المسابقة مشروطًا فيه الشراء:
وذلك بأن تشترط الجهة المنظِّمة لهذه المسابقات الشراء من سلعها أو خدماتها؛ ليتمكن الراغب في المسابقة من الاشتراك فيها. وهذا الشرط إما أن يكون صريحًا بأن لا يمنح قسيمة المسابقة (الكوبون) إلا من اشترى من السلعة أو الخدمة التي يراد ترويجها، أو ألَّا يتمكن من تحصيل القسيمة إلا بشرائها.
وإما أن يكون ضمنًا، وذلك بأن تكون قسيمة المسابقة (الكوبون) ملحقة بالسلعة لا يمكن الحصول عليها إلا بالشراءينظر: إدارة التسويق للدكتور بازرعة (2/498 - 499). ، وقد سلك هذا الأسلوب كثير من المؤسسات الصحفية في الجرائد والمجلات؛ لتنشيط مبيعاتها، وبهذه الطريقة تضمن المؤسسات ألاّ يشترك في المسابقة إلا من اشترى من سلعها، أو خدماتها.
النوع الثاني: ما لا عمل فيه من المتسابقين (مسابقات السحب):
وهذا النوع من المسابقات الترغيبية لا يطالب فيه المشاركون بعمل تجري فيه المغالبة بينهم، وإنما يقوم منظمو هذه المسابقات بتوزيع بطاقات تحوي أرقامًا على من يرغب في الاشتراك في السحب، ثم تُسحب إحدى هذه البطاقات في موعد محدد معلن؛ لتحديد الفائز بالجائزة. ولسهولة هذا النوع من المسابقات، وقوة جاذبيّته، وكون كل أحد يمكنه المشاركة فيه، وأن فرص الفوز بالجائزة فيه متساوية بالنسبة لجميع المشاركين؛ فإن هذا النوع من أنواع المسابقات الترغيبية هو الأكثر انتشارًا واستعمالًا في الأسواق، والمحال التجاريةينظر: ADVERTISING PROCEDURE (إجراءات الدعاية ص 346)، إدارة التسويق للدكتور بازرعة (2/498). .
وهذا النوع من المسابقات له حالان:
الحال الأولى: أن يكون الاشتراك في المسابقة غير مشروط بالشراء:
وذلك بأن يفتح مجال المشاركة لكل راغب في المسابقة، وصورة هذه الحال ما تقوم به كثير من المراكز التجارية من توزيع بطاقات تتضمن أرقامًا يتم السحب عليها في وقت محدد معلن، فمن ظهر رقمه استحق جائزة معينة.
الحال الثانية: أن يكون الاشتراك في المسابقة مشروطًا بالشراء:
وذلك بأن يشترط منظمو المسابقة الشراء للمشاركة فيها، وصورة هذه الحال ما يقوم به أصحاب السلع والتجار من توزيع أرقام لكل مشترٍ، أو وضع هذه الأرقام في داخل السلع، ثم يتم السحب بعد فترة زمنية محددة معلنة. فمن خرج رقمه من هؤلاء المشترين أُعطي الجائزة المعلنةينظر: برنامج الأساليب الحديثة في التسويق وتنمية المبيعات ص (212). .
ومما تجدر الإشارة إليه أن بعض الباحثينينظر: إدارة التسويق للدكتور بازرعة (2/498). أدخل تحت هذا النوع من الحوافز المرغِّبة في الشراء بعض صور الهدايا الترغيبية؛ كالهدايا المشروطة بجمع أجزاء مفرَّقة في نوع من السلع، أو جمع بطاقات تثبت عدد مرات الشراء، وما أشبه ذلك من الشروطبرنامج الأساليب الحديثة في التسويق وتنمية المبيعات ص (212)، الميسر والقمار للدكتور المصري ص (168). . والذي يظهر أن في إدخال هذه الصور من الحوافز في المسابقات الترغيبية نظرًا؛ وذلك أن هذه الصور أقرب إلى الهدايا منها إلى المسابقات، ووجه ذلك أن المسابقات الترغيبية فيها طلب التقدم على الغير ومغالبته، أما الهدايا فليس فيها سوى التشوّف لتحقيق شرط تحصيل الهدية، وهذا لا يُعَدُّ من المسابقات؛ إذ إن كل من حقق الشرط استحق الهدية، ولهذا فإن بحث هذه الصور من الحوافز المرغِّبة في الشراء سيكون في مبحث الهدايا الترغيبية.