المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهلًا وسهلًا بكم مستمعينا الكرام إلى هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم "الدين الحياة" والذي يأتيكم عبر أثير إذاعة "نداء الإسلام" من مكة المكرمة.
نرحب بكم في مطلع هذا اللقاء الذي يجمعنا بضيفنا الدائم في هذا البرنامج صاحب الفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: خالد بن عبد الله المصلح أستاذ الفقه في كلية الشريعة في جامعة القصيم، المشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في منطقة القصيم، والذي نسعد بالترحيب بفضيلته في مطلع هذا اللقاء، فالسلام عليكم ورحمة الله، وأهلًا بكم يا شيخ خالد.
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله أخي عبد الله، وحيا الله الإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات، نسأل الله أن يكون لقاءً نافعًا مباركًا.
المقدم: اللهم آمين، أهلًا وسهلًا بكم وحيَّا اللهُ كل المستمعين والمستمعات الذي ينضمون إلينا هذه الساعة للاستماع إلى هذه الحلقة المباشرة من برنامج "الدين والحياة" في هذه الحلقة.
يسعد بصحبتكم - مستمعينا الكرام - من الإعداد والتقديم محدثكم عبد الله الداني، وينفذ هذه الحلقة على الهواء زميلي مصطفى الصحفي، حديثنا وموضوعنا مستمعينا الكرام في هذه الحلقة خصصناه للحديث عن:
قسوة القلب؛ حقيقتها وآثارها وعلاجها
سنتكلم عن هذا الموضوع في هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم "الدين والحياة" ونذَكِّر بأرقام التواصل في بدء هذا اللقاء لمن أراد أن يتفاعل ويتواصل معنا ويشاركنا في هذا الموضوع على الرقم: 0126477117 والرقم الآخر هو: 0126493028
لمن أراد أن يراسلنا عبر الواتس آب فالرقم هو: 0582824040
كما يمنكم مشاركتنا بالتغريد على هاشتاج البرنامج "الدين والحياة" وحساب الإذاعة على تويتر نداء الإسلام.
نرحب بكم مستمعينا الكرام، أهلًا وسهلًا بكل المستمعين والمستمعات معنا في هذه الحلقة المباشرة في برنامج "الدين والحياة".
نحييكم ونرحب بكم مستمعينا الكرام من جديد في هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم "الدين والحياة".
أيها الإخوة والأخوات، إن الناظر والمتأمل في أحوالنا، وفي أنفسنا، وفي تعاملنا مع الله -سبحانه وتعالى-، وتعاملنا مع الآخرين، يجد قصورًا بينًا وخللًا ظاهرًا يظهر في مظاهر عديدةٍ تدل على انتشار مرضٍ خطير وهو: قسوة القلب.
قسوة القلب هي: ذهاب اللين والرحمة والخشوع، تفاصيل أكثر سنتعرف عليها وإياكم في هذه الحلقة، وفي هذا اللقاء المباشر من برنامجكم "الدين والحياة" مع ضيفنا فضيلة الشيخ الدكتور: خالد بن عبد الله المصلح، أرقام التواصل لمن أراد أن يتواصل معنا في هذا اللقاء 0126477117 و:0126493028، رقم الواتس آب: 0582824040، وهاشتاج البرنامج الدين والحياة.
شيخ خالد، في البداية، هناك تداول لهذا المصطلح كثيرًا، وربما هناك أيضًا جهل بمفهوم هذا المصطلح ومعناه، أولًا في البداية نَوَدُّ أن يكون هناك تعريف بهذا المصطلح وما يُقصد به حتى يكون هناك أيضًا حديث مستفيض عن هذا المرض ومظاهره، إضافة إلى التعرف على حقيقته، ثم التوصل بعد ذلك إلى علاجه.
الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حيَّاك الله أخي عبد الله، وحيا الله الإخوة والأخوات، ونسأل الله تعالى أن يكون هذا اللقاء لقاءً نافعًا مباركًا.
موضوع قسوة القلب موضوعٌ ذو بال، وهو قضية ينبغي أن يعتني بها كل من يسعى إلى إصلاح نفسه وإدراك سعادة الدنيا والآخرة، فإن الناس يَسْعَوْن إلى السعادة، ويبذلون جهودهم في إدراكها، ومفتاح السعادة ومبدؤها إنما هو فيما يتصل بإصلاح القلب والعناية به، وبث الحياة فيه، فالحياة حياة القلوب، صلاحها هو المفتاح الذي يُدرك به الناس السعادة في الدنيا، والفوز في الآخرة.
الله -جل في علاه- ذكر القلب في مواضع عديدة، وبين خطورة قسوته، فينبغي أن يُجنِّب الإنسان نفسه تلك الصفة التي متى نشبت في القلب ودبت إليه فإنها مؤذِنة بهلاكه، وانطماس نوره، وذهاب الحياة عنه؛ ولهذا جعل الله تعالى القرآن في أول ما أنزله نازلًا على القلوب -جل في علاه-؛ لِما في القلوب من الحاجة الماسة إلى النور الذي تحيا به وتطيب.
وقد قال الله تعالى في بيان تأثير القرآن في القلوب؛ قال -سبحانه وبحمده-: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ الرعد:28 ، وبهذا يتبين أن تَنَزُّل القرآن إنما غرضه وغايته هو إصلاح هذه القلوب، هو إحياؤها، هو إخراجها من الظلمة إلى النور، هو السبب الأساس والأكيد الذي به تستنير القلوب وتحيا، وتسلم من القسوة والهلاك؛ لهذا من المهم أن يعتني المؤمن بقلبه، كيف لا والقلب هو محط نظر الرب -جل في علاه-؛ كما قال -سبحانه وبحمده- في مُحْكَم كتابه في بيان تأثير الذكر في القلب: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ الرعد:28 .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَصُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ»[صحيح مسلم:ح2564/33]. فهذا يؤكد أن القلب محط نظر الرب -جل في علاه-، وما كان كذلك فإنه ينبغي أن يكون محلَّ العناية والاهتمام، ومحل النظر وداوم الفكر في إنقاذه وإصلاحه؛ لأن القلوب سريعة التأثر، وقوية التأثير، سريعة التأثر بما يَرِدُ عليها، فإذا تأثرت كانت قوية التأثير في مسار الإنسان وسلوكه وأخلاقه؛ ولذلك نبَّه النبي صلى الله عليه وسلم على عظيم تأثير القلب في سائر تصرفات الإنسان؛ فقال: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ كُلُّهُ»[صحيح البخاري:ح52]، فبيَّن -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن هذا الذي يُناطُ به صلاح حال الإنسان هو القلب، إذا اعتنى به الإنسان صلح سائر جسده، وإذا غفل عنه كان ذلك مُفْضِيًا إلى هلاك الإنسان، وفساد قوله وعمله، فكل فسادٍ وكل انحراف في قولٍ أو عمل إنما هو من القلب، فإذا استقام القلب استقامت الجوارح، وإذا انحرف القلب انحرفت الجوارح؛ لهذا من المهم أن يعتني المؤمن بقلبه؛ فإن صلاحه وفوزه بقدر ما يكون من صلاح قلبه وفساده.
القلب له أحوال من أحوال القلب: الحياة والصلاح، وهذا قلب المؤمن الذي به يسعد في الدنيا ويفوز في الآخرة، ومنها قلوبٌ مريضة وهي القلوب التي أصابها وتخلل إليها كيد الشيطان ومكره، وأثر الخطايا والذنوب وتأثيراتها، فانعكس ذلك عليها مرضًا، هذا المرض قد يتمادى بالإنسان، هو درجات مثل مرض البدن؛ من مرض لا يعيق الإنسان عن المشي والذهاب والمجيء، وقضاء المصالح، كالأمراض العارضة.
ومن أمراض القلوب ما يكون مزمنًا، وهذا في القلوب الذنوب المستمرة التي يمارسها الإنسان ولا يُقْلِعُ عنها، ومن الأمراض ما هو مخوِّف وخطير يوشك أن يهلك معه الإنسان، وكذلك القلب من أمراضه ما هو على هذا النحو.
فهو مرضٌ مَخُوف يُخشَى معه هلاكُ القلب وموته، ومن الأمراض ما يكون في غاية الخطورة يتدرج بالإنسان حتى يصل به إلى الهلاك، فالقسم الأخير من القلوب: قلوبٌ ميتة.
القلوب الميتة هي: القلوب التي فقدت النور، القلوب التي انطمس فيها نور الهداية، القلوب التي خرجت منها الطمأنينة، خرج منها الانشراح، فليس فيها إلا ظلمة، وليس فيها إلا ضنك، وليس فيها إلا شقاء وعناء، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾ طه: 124 .
لذلك ينبغي للمؤمن أن ينظر في قلبه، يعني: عندنا نحن الآن نظر في أبداننا عندما يصيبنا وعكة، الإنسان حتى لو ما كان يصيبه وعكة تجد من الناس مَنْ يعتني بقلبه إصلاحًا ومراعاةً ومتابعة حتى يَسْلَم من الآفات، ويخرج من الأضرار، ويقوى بدنه ويحافظ على صحته، والعكس كذلك؛ من الناس من لا عناية له ببدنه، فتأتيه الأمراض، ويكون عُرْضَةً لكل آفة، المطلوب من المؤمن أن يكون شديد العناية بقلبه؛ ولهذا الله تعالى أخبر رسوله -صلى الله عليه وسلم- أنه أنزل القرآن على قلب رسوله -صلى الله عليه وسلم- ليبلغ به مراتب النذارة، ليبلغ به مراتب السمو؛ كما قال الله -جل وعلا- في محكم كتابه: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ﴾ الشعراء:192-194 ، انظر موضع القرآن، لم يرتض الله تعالى لكتابه موضعًا يتنزل عليه إلا القلب، فهو أشرف ما في الإنسان ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾الشعراء:193-195---.
والنذارة مرتبة سامية عالية، يكون قد تجاوز فيها الإنسان إصلاح نفسه، والسمو بها، والعلو والارتفاع، والتزكية، إلى أن أصبح يبث الهداية، أصبح نورًا ينشر الخير، هذا ببركة هذا القرآن الكريم، وببركة صلاح القلب به؛ ولذلك ينبغي للمؤمن أن يكون ملاحظًا لقلبه معتنيًا به؛ حتى يسلم من قسوة القلب.
قسوة القلب أخي الكريم هي مرض يصيب القلب، وهو على درجات ومراتب، ليس على درجةٍ واحدة، لكن أقصى ذلك وأعلى ذلك ما ذكره الله تعالى في مثلٍ ضربه في كتابه لقومٍ قست قلوبهم، وذلك في خبره -جل وعلا- عن فئةٍ من بني إسرائيل قست قلوبها، وأعرضت عن ذكر الله -عز وجل-، حتى بلغ ما ذكر الله تعالى في كتابه حيث قال: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ البقرة: 74.هذه الآية الكريمة بينت المنتهى الذي يصل إليه أصحاب القلوب القاسية؛ أن تكون قلوبهم في القسوة، أن تكون قلوبهم في البعد عن الحق والهدى، أن تكون قلوبهم في الصلابة والاشتداد والغلظة على هذا النحو الذي ذكر الله تعالى: : ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ﴾، شبهها الله -جل جلاله- بالحجارة أو أشد قسوة، وهذا بيان أنه أعظم من مجرد القسوة العارضة التي تعرض للقلب، بل هو أمرٌ عظيمٌ بعيد الأثر؛ حيث إنها تكون في الصلابة والغلظة والجفاف، وأذى الخلق منها؛ لأن الحجارة إذا أصابت إنسانًا آذته ﴿فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾البقرة:74---.
ثم بين الله -جل جلاله- الفارق بين القلب القاسي وبين الحجارة؛ أن الحجارة على قسوتها لكن يأتي منها شيء ينفع، بخلاف القلب القاسي الذي انطمس نوره، وانعمى بصره، وخرج عن الهدى، يقول الله جل جلاله في علاه: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ﴾ فينتفع به الناس ﴿وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾ أي على قسوته إلا أن الله -جل وعلا- جعل فيه خاصية التأثر بما أنزله الله تعالى.
كما قال الله تعالى: ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾الحشر:21---.
فمن المهم للمؤمن أن يعتني بهذه القلوب، وأن يسلمها من القسوة، القسوة صلابة، القسوة جفاء، القسوة غلظة، القسوة ظلمة، كل هذه المعاني تفسَّر بها القسوة، وكلما اشتغل الإنسان بالطاعة، بذكر الله -جل وعلا-، سيأيتنا الأسباب التي تزيل القسوة، وتَذهب بها، إن عرفنا أن القسوة هي عارض.
المقدم: قبل أن نستكمل الآية الكريمة التي ذكر الله فيها في سورة البقرة بعد قصة بني إسرائيل أو حالهم مع تلك البقرة التي أمرهم الله -سبحانه وتعالى- بذبحها على لسان نبي الله موسى عليه السلام، قال -سبحانه وتعالى-: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ﴾ البقرة: 74، يعني هذا الظرف ماذا يقصد به؟ مسألة أن تكون قسوة القلب من بعد ماذا يا شيخ؟
الشيخ: يعني من بعد إعراضهم، وعدم قيامهم بالحق والهدى، ومعارضتهم لما جاءت به الرسل، أصابهم هذا الذي أصابهم، وهو قسوة قلوبهم على هذا النحو الغليظ الشديد الذي ذكره الله تعالى في محكم كتابه، قسوة القلب لها أسباب، قسوة القلب لها مظاهر، قسوة القلب لها علاج، وهذا ما سنتناوله، إنما أردنا في بداية الأمر أن تتضح لنا خطورة الغفلة عن القلب، وأن الغفلة عن القلب تفضي بالإنسان إلى تعاسته.
يعني البشر كلهم على اختلاف دينهم، وعلى اختلاف لسانهم، وعلى اختلاف أصولهم، وعلى اختلاف كل المعايير التي يختلفون فيها؛ يسعون إلى السعادة، هذا مطلب للجميع، يسعون إلى الطمأنينة والسكن، لكنهم لا يصيبون ذلك في غالب أحوالهم؛ لأنهم يخطئون الطريق، ونحن في بداية الأمر أردنا أن نبين أن العناية بالقلب هي سبب سعادة الإنسان، فبقدر ما يبذل في إصلاح قلبه، والعناية به، ووقايته من أسباب الهلاك، والظلمة والقسوة ينال من السعادة في الدنيا التي هي مفتاح بوابة السعادة في الآخرة.
فإن السعادة في الآخرة ليست حظوظًا عمياء لا سبب لها، بل هي نتيجة مقدمة، هذه المقدمة هي ما يكون عليه حال الإنسان في هذه الدنيا، أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن له قدم صدق وعاقبةٌ حميدة.
المقدم: اللهم آمين، أحسن الله إليكم، جميل أن نجلي هذا المعنى وهذا المفهوم؛ حتى يدرك الإنسان ما هي هذه العلامات، وما هي هذه الملامح التي من خلالها الإنسان يتعرف إلى ما إذا كان هذا الأمر متحققًا بالنسبة له وحاصلًا بالنسبة إليه، وبالتالي فإن هذا الإنسان أيضًا يدرك نفسه حق الإدراك، ويعرف نفسه حق المعرفة؛ حتى يكون هناك تداركٌ لهذه النفس، وهذا القلب، هذا العضو المهم في جسد الإنسان الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم.. وصفه بأنها مضغةٌ؛ إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائر الجسد، وبالتالي فإن الإنسان المسلم مَعنيٌّ بعلاج هذه المضغة وإصلاحها حتى يكون هذا الأمر بالنسبة إليه ينعكس على صلاح جسده وبالتالي أيضًا علاقته مع الله سبحانه وتعالى.
شيخ خالد، عندما نسترسل أيضًا في هذا الحديث ربما هناك العديد من النقاط المهمة التي ينبغي ذكرها في هذا السياق، وفي هذا الموضوع والعنوان المهم جدًّا في حديثنا عن قسوة القلب والتعرف على حقيقته وآثاره، إضافةً إلى إيجاد سُبل علاج هذا المرض الخطير هناك عدة وسائل يستطيع الإنسان من خلالها معرفة ما إذا كان قلبه قاسيا، أو قلبه لينا، وهناك كثير من النصوص في الكتاب والسنة التي وردت وتجلي بشكلٍ واضح وكبير ما إذا كان الإنسان مصابًا بقسوةٍ في القلب، أو أنه عُوفي من هذا المرض الخطير، هل هناك أمارات؟ وهل هناك دلالات تبين؟ أو هناك مظاهر معينة تبين ما إذا كان الإنسان مصابًا بهذا المرض أم ليس بمصابٍ بهذا المرض؟ هل هناك فعلًا مظاهر توضح للإنسان وتجعله ربما يخاف من أن يقترب من هذا المرض؟ أو أنه ربما يطمئن إذا كان هذا الأمر بعيدًا عنه؟
الشيخ: قسوة القلب تحتاج إلى مبدأ عناية، عناية بسلوك الإنسان، عناية بنفسه، عناية بظاهره وباطنه، القلب خفي، ما يمكن أن يطلع عليه أحد؛ ولذلك لا يمكن أن يقول أحد: إنك سليم القلب، أو إنك تالف القلب؛ لأن هذا من الأمور التي لا يطلع عليها أحدٌ سوى الله -جل في علاه-؛ ولهذا من الضروري أن ينظر الإنسان في قلبه، وأن يعتني بقلبه، وأن يعلم أنه لا يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور إلا علام الغيوب -جل في علاه-.
فمهما بدا للناس جمال ظاهرك، ومهما حسن فيك قولهم، وحسنت فيك ظنونهم، إلا أن هذا لا يعني أنك صاحب قلب سليم، أو أنك صاحب قلب سالم من القسوة، ناجٍ من الهلاك، إنما ينبغي لك أن تكون بصيرًا على قلبك.
أنا أقول: مفتاح الموضوع يبدأ بأن يعرف الإنسان أنه لا سلامة له في الآخرة، ولا نجاة له في الدنيا، ولا سعادة ولا فوز إلا بقلبٍ سليم ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ الشعراء:88-89 هذه قضية.
القضية الثانية: أن يعرف الإنسان أنه بقدر ما يحقق من سلامة قلبه ولِينه وبُعده عن القسوة يدرك السعادة، ويدرك الفلاح في الدنيا والآخرة.
من المهمات في هذا الأمر: أن يدرك الإنسان أن القلب سريع التأثر؛ ولذلك ينبغي أن يكون الإنسان دائم النظر في قلبه، يراعي قلبه، كل سيئة تؤثر في القلب نكتةً سوداء، كل حسنة تؤثر في القلب نكتةً بيضاء، أنت كن بصيرًا على نفسك في هذه النقاط المتتابعة على قلبك من بياضٍ أو سواد، فإن الإنسان يُدرك سلامة قلبه من فساده، يدرك صحة القلب من مرضه، يدرك لينه من قساوته بنظره، يدرك بنظره أنه سالمٌ في قلبه أو لا، ثمة مظاهر لقسوة القلب.
من المهمات التي ينبغي أن يراعيها الإنسان، وهي ما يتصل -يا أخي الكريم- بانشراحه، بما يتصل بطمأنينته، بما يتصل بنشاطه في الخير، بما يتصل برغبته في الطاعة، بما يتصل بحبه لنفع الناس وإصلاح أحوالهم، ثمة مظاهر كثيرة يستطيع الإنسان أن يستدل بها على قلبه.
لكن بغض النظر عن هذا كله الإنسان عارفٌ بقلبه مدى ما فيه من حياة، ومدى ما فيه من موت، مدى ما فيه من صحة، مدى ما فيه مرض، لكن يحتاج إلى عين بصيرة، أنت الآن -يا أخي الكريم- عندما يتغير لون جلدك، وأنت لست معتنيًا بمعرفة سلامته، قد يتغير ويمتد هذا التغير حتى يعم جزءًا كبيرًا من بدنك، وأنت غير منتبه، غير ملاحظ، لكن عندما تكون شديد العناية ببشرتك، على سبيل المثال، مثلت هذا لأنه نحن عادة نهتم بالمظاهر وبمرأى الناس لنا، ونغفل عن الأمور الخفية.
لكن عندما يهتم الإنسان سيجد أنه لو كان أدنى ما يكون فيه تأثر في بشرته، باشر وبادر، وسارع إلى إزالة كل ما يكون من أسباب الفساد التي تدب إلى بدنه وإلى جسمه؛ لهذا من المهم يا أخي الكريم أن يعرف الإنسان أنه مفتاح إدراك هذه المظاهر؛ لأنه لا يمكن أن نحصرها في مظهر واحد، إنما نحصرها في مظاهر كثيرة، وهذه المظاهر مجموعها يفيد أن القلب قاسٍ أو أن القلب مريض.
من الآثار التي يقاس بها مدى محبة الله: لين القلب بذكر الله -عز وجل-، إقبال العبد على طاعة الله، قيام العبد بالواجبات والحقوق التي لله أو للخلق، كل هذا من الأمور التي يدرك بها الإنسان مدى صلاح قلبه من فساده.
المقدم: أحسن الله إليكم، بارك الله فيكم، متواصلون معكم مستمعينا الكرام ومستمرون معكم في هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم "الدين والحياة"، وحديثنا مستمر عن: قسوة القلب، التعرف على حقيقته وأسبابه، وكذلك أيضًا علاج هذا المرض الخطير، للمشاركة في هذا البرنامج يسعدنا أن تتواصلوا معنا بالاتصال على الرقم: 0126477117 و: 0126493028، للمراسلة عبر الواتس آب يمكنكم أن تراسلونا عبر الرقم: 0582824040، وكذلك بالتغريد على هاشتاج البرنامج الدين والحياة على تويتر، نأخذ الاتصالات شيخ خالد، وأول اتصال معنا من المستمع عبد العزيز الشريف، تفضل عبد العزيز.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: حياكم الله أستاذ عبد الله كيف حالك؟
المقدم: أهلًا وسهلًا حياك الله.
المتصل: أحييك وأحيي فضيلة الشيخ.
المقدم: أهلًا وسهلًا.
المتصل: المهم بارك الله فيك، النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يقبل الحسن والحسين، وكان عنده الأقرع بن حابس، فقال: يا رسول الله، أتُقبِّلون صبيانكم؟، قال: «نعم» قال:
أما إنه لِي عَشَرَة مِنَ الابن مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ واحدًا أبدًا. قال -صلى الله عليه وسلم: «وماذا أفعل لك أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ؟»[صحيح البخاري:ح5998]. الآن نزع الرحمة من القلب بسبب التعامل مع الأسرة هل يؤدي إلى قسوة القلب؟
السؤال الثاني بارك الله فيك: يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يُروى عنه «أَبْعَدُ القُلُوبِ عن الله الْقَلْبُ الْقَاسِي»[سنن الترمذي:ح2411، وضعفه الألباني في الضعيفة:ح920] ما معنى هذا الحديث؟ وهل معناه أن القلب القاسي أشد قسوةً من القلب المريض، ومن القلب الميت؟
السؤال الثالث والأخير: النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أنتُم شُهَدَاءُ الله في الأرض»[صحيح البخاري:ح1367] الآن لما أنا أرى إنسانًا صالحًا على صلاح وتقوى أنا أمدح فيه وأثني عليه، أيدل هذا على سلامة قلبه؟ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أنتُم شُهَدَاءُ الله في أرضه»؟ وجزاكم الله كل خير والسلام عليكم ورحمة وبركاته.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله، شكرًا لك عبد العزيز، الاتصال الثاني من محمد بن مسعود، تفضل يا محمد.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياك الله.
المتصل: الله يحييكم، مرحبًا، أهلًا وسهلًا، أقول: قال الله -عز وجل-: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ البقرة: 74 ، وقال أيضًا: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ الحديد:16--- .
أقول: إحنا الآن مقبلون على أيام عظيمة، العشر هذه، فحريٌّ بنا أن نمسح على رأس اليتيم، وأن نساعد الأرامل والمساكين والفقراء، ونتفقد الجيران وجيران المسجد، يعني يمكن أقرب شيء أن ننزل أي محل، أي بقالة جنبنا عليهم ديون، ديون بسيطة تكون هذه ونسددها، والآن كمان الآن الناس هيقبلوا على المساجد، فحري بنا أن نهتم بمساجدنا وأن نتفقدها، بارك الله فيكم.
المقدم: شكرًا جزيلًا أخ محمد، وبارك الله فيك. شيخ خالد ربما هناك يعني أسئلة مهمة حول هذا الموضوع عن قسوة القلب، قبل أن نستكمل ونستطرد الحديث عن مظاهر هذا المرض الخطير؛ قسوة القلب، وهي يمكن ربما بعض هذه الأسئلة تصب في نفس هذه، أو في صلب هذا المحور حول هذه المظاهر، ومنها سؤال أخ عبد العزيز حول الأقرع بن حابس وما حصل من موقفٍ من هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه أمام النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما قبَّل الحسن رضي الله عنه، وقد سأل فقال: "أَتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ؟" فكان هذا الأمر بسؤالٍ، بشكل سؤال يُطرح من مستغرب من هذا الفعل الذي رآه من النبي -صلى الله عليه وسلم- في تقبليه للحسن رضي الله عنه، هل نزع الرحمة من القلب له علاقة يا شيخ بقسوة القلب، أم أنه ليس هناك تفاوت بين هاتين الناحيتين؟
الشيخ: أخي الكريم لين القلب يحمله على كل فضيلة؛ على الكمال في أداء حق الله -عز وجل-، والكمال في معاملة الخلق، وقسوته حال العكس من ذلك؛ تفضي إلى قصوره في حق الله -عز وجل-، وقصوره في حق الخلق.
الرحمة لاشك أنها من السمات الحسنة التي بها يدرك الإنسان خيرًا عظيمًا، ويدل على أنه قلبٌ نجا من القسوة وسلِم، لكن الرحمة منها ما هو طبيعي جِبِليٌّ، ومنها ما هو ديني يحمل عليه الشرع والدين.
النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أشار إلى معنى من المعاني التي أحيانًا تنتج عن البيئة والطبيعة، فما يحيط بالإنسان من بيئة ومن عادات قد يؤثر فيه بغياب سمات حسنة جميلة، فالأعراب وهم من يسكن في الصحاري والبراري ويتنقل من مكان إلى مكان، شظف العيش، وما يكون من صعوبة المعاش وطريقته تنعكس على أخلاق هؤلاء في الغالب، فيكون عندهم من الجفاء، يكون عندهم من الغلظة، يكون عندهم من القسوة ما اقتضته الطبيعة التي لم تقابل بما يعالجها من أسباب اللين.
وهذا مظهر من المظاهر، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءه أناس من الأعراب كما في صحيح الإمام مسلم من حديث عائشة فقال رجلٌ منهم: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ؟" قال ذلك على وجه الاستغراب؛ لأنه لم يكن مألوفًا في طبيعة معاشه، فلما رأى من النبي صلى الله عليه وسلم هذه اللطافة، هذا اللين في معاملة هذا الصبي، قال: "أَتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ؟" يعني أيحصل منكم هذا الذي شاهدته من التقبيل، فما نقبلهم، يعني استغراب وتعجب أنه أنت تقبِّلون، ونحن لا نقبل، يعني كأنه كيف تفعلون هذا، وكأن ذلك من مظاهر الضعف في بيئة هذا أن يقبل الرجل ولده مع أنه من مقتضيات الفطرة.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَوَأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ؟»[تقدم] الهمزة هنا من قوله: «أَوَأَمْلِكُ» الاستفهام الإنكاري، يعني لا أملك لك أن أدفع عنك قسوة القلب وبُعده عن المقتضى الطبيعي الجبلي من الرحمة والمقتضى الفطري أن أصاب قلبك هذا الجفاء وهذه القسوة، فقال: «أَوَأَمْلِكُ لَكَ» يعني ما الذي أملكه لك «أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ ؟» فجعل النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- هذا المظهر من مظاهر خلوِّ القلب من الرحمة، والقلب إذا خلا من الرحمة خلا من معنى من معاني الحياة، من معاني اللين، من معاني السمو، من معاني اللطافة التي تنعكس على المعاملة.
الآن الرجل استنكر ماذا أخي عبد الله؟ أيها الإخوة والأخوات ما الذي استنكره؟ استنكر فعلًا وهو تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الصبي، وأخبر بأنهم لا يفعلون هذا
المقدم: لم يعتادوا على ذلك.
الشيخ: أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكمن الخطأ وإلى مصدر هذا الإشكال، تجاوز النبي -صلى الله عليه وسلم- المصدر، لم يقل: نعم نقبلهم، والتقبيل ما فيه شيء، والتقبيل يحصل به من الفوائد كيت وكيت، بل شخص النبي صلى الله عليه وسلم الإشكالية بلفت نظر الرجل إلى أن الإشكالية ليست في التقبيل وعدمه؛ إنما الإشكالية فيما صدر عنه هذا التصرف من ترك تقبيل الصبيان والاستغراب ممن يقبلهم، فقال له: «أَوَأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ؟».
فنبهه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هذا، وشخص داءه بكلماتٍ موجزة؛ ولهذا عندما يشهد الإنسان من نفسه هذه القسوة فيرى المناظر، يبعد عن منازل الإحسان ومواقف البر، ويأنس بالمظاهر العنيفة، المظاهر التي تنفر منها الِجبِلَّة والفطرة عادة، فليراجع قلبه؛ فإن ثمة خللًا دب إليه يحتاج معه إلى معالجة.
فإن الرحمة والشفقة واللين هي الأصل الذي ينبغي أن يكسو القلوب وتتحلى به، وأما خلاف ذلك هو الخروج عن الأصل الذي ينبغي أن يلاحظه الإنسان.
المقدم: جميل، هنا أيضًا سؤال ثان حول حديث النبي صلى الله عليه وسلم، قوله: «أَبْعَدُ القُلُوبِ عن الله الْقَلْبُ الْقَاسِي» أو ما في معنى هذا الحديث، وهل هذا الشيء يعني يا شيخ أشد قسوةً من القلب المريض يا شيخ؟ يعني هل هنا درجات متفاوتة بين القلب القاسي والقلب المريض؟
الشيخ: هو أخي الكريم القسوة قد تكون مع مرض القلب، وقد تكون نتيجة موته؛ لأن القسوة هي اليُبس والصلابة والغلظة، ومعلوم أنه العود والبدن وسائر المخلوقات الحية الطرية إذا ماتت يبست، وإذا مرضت قد تيبس، الآن الإنسان إذا أصابه مرض في بعض أطرافه يجد أنها تيبس وتجف، وجفافها ليس دلالة قوة وصحة، إنما دلالة مرض وآفة، فالقسوة قد يعني الآن بعض الذين عندهم أمراض في الأطراف تجد أنهم تيبس، يابسة، وأحيانًا قد تفقد الإحساس، ليس فيها إحساس نتيجة أن هذا الجزء يبس بسبب موته، والموت جزئي.
لكن قد يكون الموت كليا للقلب، فالقسوة تصيبه في مجموعه، وقد تكون لبعضه، فتكون القسوة لجزءٍ منه، فالقلب القاسي قد تكون قسوته ناتجة عن موته وهلاكه، وقد تكون ناتجة عن مرضه في بعض جوانبه التي أنتجت هذه القسوة.
ما ذكره الأخ الكريم من الحديث، وهو في المسند والموطأ وغيرهما، وجاء بلاغًا عند مالك: حدثني مالك أنه بلغه أن عيسى بن مريم كان يقول: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوَ قلوبكم؛ فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد؛ فإنما الناس مبتلى ومعافى، فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية".[موطأ مالك:ح3615]
وجاء من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنه- في الترمذي أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لَا تُكْثِرُوا الْكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْكَلَامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ، وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللهِ الْقَلْبُ الْقَاسِي».[تقدم] هذا ما جاء في الترمذي، وقد ضعفه الإمام الترمذي حيث قال: حديث غريب.
فالمقصود أن هذا الحديث في إسناده مقال، ولكنه بالتأكيد معناه صحيح أن القلب القاسي بعيدٌ عن الله -عز وجل- منطمسةٌ أنواره، تحيط به أسباب الهلاك من كل جانب إن لم تدب فيه الحياة وتعالج قسوته بتليينه لأجل أن يفوز برضا الله -عز وجل-، ويفوز بالانشراح والطمأنينة والسكن.
المقدم: جميل، شيخ أيضًا شهادة الناس لبعضهم البعض، أو شهادة بعض الناس لرجلٍ أو يعني لشخصٍ من الناس بأنه صالح، ويعني ربما هو استحضر أيضًا الحديث النبوي الشريف الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «أنتُم شُهَدَاءُ اللهِ في خلقه أو أرضه»[تقدم] في معنى هذا الحديث، هل يدل ذلك على سلامة قلب هذا الرجل المشهود له بالصلاح والإحسان؟
الشيخ: هو يا أخي الأحكام في الدنيا لا تتعلق بالسرائر، السرائر إلى الله -عز وجل-، ولا يمكن لأحدٍ أن يحكم على قلوب الناس؛ ولذلك النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نبه إلى هذا المعنى وأنه لا سبيل إلى التفتيش عن قلوب الناس؛ فقال: «إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عن قُلُوبِ النَّاسِ، وَلا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ»[صحيح البخاري:ح4351]؛ فإن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال مقالة سوءٍ بين يديه؛ فقال له: اتقِ الله يا محمد فهذه قسمة لم يرد بها الله -عز وجل-. المراد أنه وجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم كلامًا لا يصدر من قلبٍ سليمٍ مؤمنٍ تام الإيمان صحيح اليقين، فقال خالد بن الوليد: "أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟"؛ لكونه اتهم النبي صلى الله عليه وسلم في أمانته، فقال: «لَا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي». هذا ما أجاب به النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد عندما قال: ألا أقتله يا رسول الله؟ قال: «لَا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي» فقال خالد: "وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ –انتبه إلى هذه- وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ". هذا صحيح ولا مو صحيح؟ بلى، صحيح، كم من إنسانٍ يظهر خيرًا ويبطن خلاف ذلك، بماذا أجاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل أجاب أنه لا، ما فيه أحد يظهر خلاف ما في قلبه أنه الظاهر يعكس صورة الباطن؟ الجواب: لا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عن قُلُوبِ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ».
فرد النبي صلى الله عليه وسلم على خالد مقالته بأن البحث في القلوب والتنقيب عن البواطن أمر لا طريق إليه، إنما الحكم على الظاهر؛ ولذلك جاء في صحيح الإمام البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: "إِنَّ أُنَاسًا كَانُوا يُؤْخَذُونَ بِالوَحْيِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، أيش معنى يؤخذون بالوحي؟
المقدم: كان الوحي يفضحهم.
الشيخ: أن الوحي يفضحهم ويظهر ما في قلوبهم فتنزل الآية ينكشف الغطاء، ويتبين الصادق من الكاذب، وتنكشف السرائر من الضمائر.
"وَإِنَّ الوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ" فلا سبيل إلى معرفة ما في القلوب. ثم قال كيف يعامل الناس؛ قال: "وَإِنَّمَا نَأْخُذُكُمُ الآنَ بِمَا ظَهَرَ لَنَا مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا خَيْرًا، أَمِنَّاهُ، وَقَرَّبْنَاهُ، وَلَيْسَ إِلَيْنَا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيْءٌ، اللَّهُ يُحَاسِبُهُ فِي سَرِيرَتِهِ"، فالسرائر إلى الله، ما لنا فيها سبيل، ولا لنا إليها طريق، إنما هي إلى الله -عز وجل-.
"وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا سُوءًا" يعني يعمل عملًا سيئًا، ظهر منه السوء في قوله أو في عمله"لَمْ نَأْمَنْهُ، وَلَمْ نُصَدِّقْه".[صحيح البخاري:ح2641]
طيب يمكن يقول: أنا والله ما قصدت، أنا نيتي صالحة، أنا قلبي سليم، يحتمل هذا، لكن قال عمر -رضي الله عنه-: "وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا سُوءًا لَمْ نَأْمَنْهُ، وَلَمْ نُصَدِّقْهُ، وَإِنْ قَالَ: إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَةٌ".
قد يكون صادقًا، لكن هذا القول لا شأن لنا بسريرته؛ لأن الحكم في الدنيا يجري على الظواهر، هذه الكلمات المضيئة، الكلمات المشرقة، الكلمات التي تمثل قاعدة في التعامل تبين أن الشهادة على الظواهر، لكن هذه الشهادة لا يمكن أن تكون في صورها وأحوالها مطابقة للواقع إلا ما اجتمع الناس على ذَمِّه، أو على حمده، والناس المقصود بهم أهل التقى والصلاح، وما يعتبر قوله ممن هم أهل خشية الله -عز وجل-، ولا يُقال: أنتم شهداء الله في أرضه.
وأيضًا لا يحكم على أحد بما يتعلق بسريرته، بل نرجو للمحسن الإحسان، ونخاف على المسيء الإساءة.
أعيد كلمة عمر -رضي الله تعالى عنه-؛ لأنا في حاجة فعلًا إلى أن نفعلها في سلوكنا وأخلاقنا؛ يقول: "إِنَّ أُنَاسًا كَانُوا يُؤْخَذُونَ بِالوَحْيِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ الوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ، وَإِنَّمَا نَأْخُذُكُمُ الآنَ بِمَا ظَهَرَ لَنَا مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا خَيْرًا، أَمِنَّاهُ، وَقَرَّبْنَاهُ، وَلَيْسَ إِلَيْنَا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيْءٌ، اللَّهُ يُحَاسِبُهُ فِي سَرِيرَتِهِ، وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا سُوءًا لَمْ نَأْمَنْهُ، وَلَمْ نُصَدِّقْهُ، وَإِنْ قَالَ: إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَةٌ".
فيما يتصل بقسوة القلب يعني إذا كان معنا وقت نحتاج إلى أن نشير إلى طريق إذهاب هذه القسوة.
المقدم: العلاج يا شيخ ربما فيما تبقى من دقائق، هذا الوقت لعلنا قبل أن نتحدث عن هذا مسألة السؤال الأخ محمد كان يسأل يعني إقبال هذه العشر الفضيلة عشر ذي الحجة، ومسألة يعني الإكثار من الأعمال الصالحة، وخاصةً أعمال القلوب حتى تعين الإنسان على تليين قلبه وخشيته من الله -سبحانه وتعالى.-
الشيخ: هو بالتأكيد يا أخي يعني من أسباب اختيارنا لهذا الموضوع هو أن الإنسان يحتاج إلى أن يذكر نفسه دائمًا باغتنام الفرص والمواسم التي تطيب قلبه، يا أخي الآن عندما يكون الإنسان في بدنه، في وجهه مثلًا شامة، تجده يعني دائمًا يعني ينظر إليها هل ذهبت؟ هل زالت؟ هل سلمت؟
المقدم: يتفقدها.
الشيخ: هل ذهبت آثار هذه الشامة التي في.. ويعتني بذلك، ويذهب يمكن إلى الأطباء، وهذا كله طبيعي؛ لأن الإنسان يحب أن يكون في أحسن المظاهر وأجمل المرائي، لكن ما يتعلق بالقلب لأنه خفي ومستور أكثر الناس عنه في غفلة.
ومن المهم أن يعتني الإنسان بقلبه أعظم من عنايته بظاهره، ليش؟ لأن القلوب هي المراتب التي يسير فيها الناس إلى الله -عز وجل-، سيرك إلى الله ليس بسير الأقدام، إنما بسير القلوب، فبقدر ما يكون معك من صلاح القلب يكون سيرك إلى الله جيدًا؛ فلذلك من المهم أن يعتني الإنسان بقلبه، وأن يحاول فيه أمرين:
الأمر الأول: أن يقطع عنه كل ما يفسده، وأن يبعد عنه كل ما يعكر صفوه، سواء كان ذلك في قول، أو كان ذلك أحيانًا الإنسان يتكلم كلمة يا أخي ويجد لها أثرًا في قلبه مباشرة، فكل قولٍ يؤثر في قلبك سوءًا تجنبه؛ ولذلك جاء في الأثر قبل قليل أن النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكره مالك في موطئه: "لا تُكْثِر الْكَلامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الْكَلامِ تُقَسِّي الْقَلْبَ". فلابد من العناية بالقول، أي مرأى منظر يشوش على قلبك اقطعه، وابتعد عنه؛ فإن المرائي تنعكس على القلوب وتؤثر، أي قول يمكن أن يؤثر فيك من شبهة، أو شهوةٍ، أو من غير ذلك، يصل إلى أذنك اقطعه، فلا تسمع ما يؤثر في قلبك، أغلق المنافذ الرديئة التي توصل إلى القلب، ما يهلكه في السمع، في البصر، في القول، وأبشر فإن النجاة قريبة.
هذه قضايا ذات بال، وهي مهمة جدًّا ينبغي العناية بها، وهي المرحلة الأولى لإصلاح القلب وإذهاب قسوته؛ أن تقطع عنه كل ما يقسيه.
المرحلة الثانية: أن تبحث عن كل ما يكون سببًا للين قلبه وطيبه وزكائه، ونوره، وهدايته وصلاحه، واستكثر منه، أعظم ذلك فعل الواجبات التي فرضها الله تعالى، يا أخي، الصلاة، عبد الله، أخي الكريم والأخوات، الصلوات قوت القلوب، تحفظ حياتها، تذهب عنها القسوة، تطهرها، ما شأننا في الصلاة؟ كثير منا يعد الصلاة فعلًا عاديًّا، قد لا يكون تأثير له، لم يشرع الله- عز وجل- الصلاة في اليوم خمس مرات إلا لعظيم تأثيرها في القلوب والأعمال.
لذلك يقول الله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ المؤمنون:1-3 ، خشعوا في صلاتهم، طابت أقوالهم، وأدوا حقوق الخلق، واجتنبوا الرذائل، لذلك كل الخصال الأخرى ثمرة الخشوع في الصلاة، والله -عز وجل- عندما ذكر الإنسان وأنه هلوع وجذوع ذكر قال تعالى: ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ المعارج:22 ، فالصلاة هي قوت القلوب الذي يحفظ قوة القلب ويقويه، ويذهب عنه القسوة، وكذلك سائر الأعمال الصالحة من الصدقة، من الإحسان، من الرحمة، من البر.
حتى في الحيوان يا أخي الله -عز وجل- أدخل رجلًا الجنة بغصن شوكٍ أبعده عن الطريق لئلا يؤذي المسلمين[صحيح البخاري:ح2472]، وغفر لامرأة بغي لكلبٍ سقته[صحيح مسلم:ح2245/154]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبةٍ أَجْرٌ»[صحيح البخاري:ح2363]. فينبغي ألا يفوت الإنسان فرصة من الفرص المتاحة له في أن يلين قلبه، وليعلم أن كل حسنة، كل صالحة في قول، أو في عمل، في ظاهر أو في باطن هي مما يحيي القلب، ويعود عليه بالقوة، ويذهب عنه القسوة، ويملؤه بالحياة والرحمة، فينبغي أن نعمل على هذين:
أن نجنب قلوبنا المرائي والمسامع والأقوال الرديئة وما أكثرها، وهي تحيط بنا في وسائل التواصل، وعبر الثورة التكنولوجية، وعبر كثير من وسائل الإعلام، تقطع كل ما يؤثر في قلب الإنسان.
والثاني: ابذل كل جهدك في الاستكثار من الأسباب التي تلين قلبك وتصلحه، وعليك بالإلحاح في الدعاء أن يرزقك الله تعالى قلبًا سليمًا، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من قلبٍ لا يخشع.
وانكفاء الخشوع عن القلوب مما يدل على قسوتها، فاحرص على كثرة سماع القرآن، على كثرة ذكر الله -عز وجل-، على البذل والإحسان، على أداء الفرائض والواجبات وتلمس أثر ذلك في قلبك، واقطع كل ما يكون سببًا من أسباب القسوة.
أسأل الله لي ولكم الهدى والتقى والصلاح، وأن يعمر قلوبنا بما يحب ويرضى، وأن يرزقنا قلوبًا خاشعةً بذكره هانئة وبصالح الأعمال في السر والعلم.
المقدم: شيخ خالد، يعني لعل الأمور التي يمكن أن ترقق القلب أيضًا زيارة المقابر وتذكر الموت، وأيضًا الزهد في الدنيا، والنظر في سير العلماء والصالحين، والإكثار من التوبة، هذه من الأمور أيضًا التي تجعل الإنسان يعني يرقق قلبه باستمرار، وأيضًا هناك نقطة مهمة جدًّا ربما يتذكرها الإنسان، يعني ربما أحيانًا بعض الناس يحاسب نفسه إذا ما رأى هناك رقة في دينه في بعض الأحيان، أو فتورًا ربما، فهو يحاكي المشهد الذي كان فيه أولئك الصحابة عندما كان قصة حنظلة رضي الله عنه عندما قال عن نفسه: "نَافَقَ حنظلةُ"؛ ففي خلاصة هذا الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ولكن سَاعَةً وَسَاعَةً» وقال يعني في حديثٍ يعني مشهود مشهور: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي، وَفِي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً»[صحيح مسلم:ح2750/12] يعني جميل أن يكون هنا أيضًا ذكر في ختم هذه الحلقة، وأنا أتقدم لكن بالشكر الجزيل على ما تفضلتم به في هذا اللقاء فضيلة الشيخ.
الشيخ: بارك الله فيكم، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، وأن يوفق قلوبنا إلى الطاعة والإحسان، وأن نستغل الموسم المبارك القادم فيما يقرب قلوبنا إليه ويلينها، وأن يتقبل منا ومنكم صالح العمل، وأن يعيننا على ما يحب ويرضى، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شكرًا لكم فضيلة الشيخ دكتور خالد بن عبد الله المصلح أستاذ الفقه بكلية الشريعة في جامعة القصيم، المشرف العام على فرع الرئاسة العلمية والإفتاء في منطقة القصيم، على ما تفضلتم به في هذا اللقاء، والشكر موصول إلى كل المستمعين والمستمعات الذين كانوا معنا في هذه الساعة عبر برنامج الدين والحياة.
لقاؤنا يتجدد بكم -بإذن الله تعالى- في تمام الثانية ظهرًا من يوم الأحد المقبل، حتى ذلكم الحين تقبلوا تحياتي أنا عبد الله الداني، وزميلي من التنفيذ على الهواء مصطفى الصحفي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.