المقدم: في مطلع هذه الحلقة ما تتعرض له بلادنا في الآونة الأخيرة الحقيقة من هجمات شرسة الحقيقة من فئات متعددة ما الذي يلزم المسلم خصوصًا في هذه البلاد المباركة؟
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.
من آكد ما ينبغي أن نؤكد عليه في مثل هذه الظروف التي يحيط فيها الأعداء بهذه البلاد المباركة من فئات عديدة من الداخل والخارج أن نؤكد على ضرورة الالتزام بالجماعة والاعتصام بحبل الله –عز وجل-فإن الله تعالى قال: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾[آل عمران: 103] وتأملوا هذه الآية الكريمة فإن الله لم يأمر بالاعتصام بحبله فقط، بل قال: جميعًا تأكيد على أنه لا يتحقق ما يؤمله الإنسان من طاعة الله وإقامة دينه إلا بالاجتماع ولذلك قال: جميعًا ولم يقتصر في الأمر بالاعتصام بحبله على وجه الانفراد ما قال: واعتصموا بحبل الله فقط، بل قال: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا﴾[آل عمران: 103] ثم أكد هذا المعنى ﴿وَلا تَفَرَّقُوا﴾[آل عمران: 103] فينبغي لنا جميعًا أن نستدرك وأن نستحضر وأن نبادر إلى تحقيق هذا المعنى، وأن نتواصى فيما بيننا برد وقطع الطريق على كل من يسعى إلى تفريق كلمتنا وما يمكن أن يكون من أسباب الخلاف والشقاق والنزاع كله ينبغي أن يجنب أن يسلك ما أمر الله ـ تعالى ـ به من طاعته وطاعة رسوله قال ـ تعالى ـ: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾[الأنفال: 46].
فينبغي ترك التنازع ترك الاختلاف، ويجب عل هذه الأمة أن تستحضر عظيم ما أنعم الله به عليها بالأمن على الأنفس، ومن السعة في الأرزاق، ومن الاجتماع والائتلاف، ومن القيادة التي تحكم كتاب الله وسنة رسوله، وتسعى لكل ما فيه مصلحة أهل الإسلام في الداخل والخارج، فهذه نعم بحقها أن تشكر وتذكر ويقطع الطريق على كل من يحاول أن يسلب هذه النعم وأن ينتزعها بإحداث فرقة أو شقاق أو خلاف أو إشاعات مغرضة للنيل من هذا الالتحام، وهذه الوحدة وهذا الاجتماع الذي هو أعظم ما تقابل به المصائب وتجهض به المخططات، فكلما اجتمعنا على كلمة سواء اجتمعنا على الكتاب والسنة، اجتمعنا على ولاة أمرنا لم ننازع الامر أهله وقطعنا كل أسباب الفرقة كان ذلك من أسباب نصرنا وعزنا واجتماع أمرنا.
المقدم:أحسن الله إليكم نسأل الله أن يحقق لنا الأمن والأمان على الاجتماع إنه على كل شيء قدير.