المقدم: حديثنا في هذه الحلقة عن "بر الوالدين بعد الوفاة".
مستمعينا الكرام، لقد أمرنا الإسلام ببر الوالدين، وجعل رضاهما من أسباب رضا الله -سبحانه وتعالى- وأسباب التوفيق في الدنيا والآخرة، فقد أوجب الإسلام الكثير من الحقوق لهما؛ لِما بذلاه في سبيل تربية الأبناء تربيةً سليمةً، وتحقيق سبل الحياة الجيدة لهم، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سُئل فقيل: يا رسولَ اللهِ، هَلْ بَقِيَ عَلَيَّ مِن بِرِّ أَبويَّ شيءٌ أَبرُّهُمَا بِهِ بَعدَ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ: «نَعَمْ: الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا».[سنن أبي داود:ح5142، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي]
ونرحب بضيفنا فضيلة الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المُصلح.
شيخ خالد، في البداية لعله من المناسب أن نقدم هذا الحديث بتوطئةٍ عما يتعلق بفضل بر الوالدين، وهل هذا الأمر مقتصِر في صورة من الصور، وكذلك أيضًا في حالة من الأحوال، أم أنه مستمر ومتواصل، سواء في حال وجودهما على قيد الحياة -وجود الوالدين- أو كذلك أيضًا بعد رحيلهما عن هذه الدار؟
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحبًا بك أخي عبد الله، وأهلًا وسهلًا بجميع المستمعين والمستمعات.
هذه القضية التي عَنونْتَ لها هذه الحلقة هي من القضايا الكبرى ذات الأثر البعيد في حياة الإنسان نفسه، وفي حياة المجتمع بأسره.
والأمرُ لا يقتصر فقط على ما يتعلق بالحياة والمعاش، بل يمتد إلى ما بعد ذلك في موت الإنسان ورحيله عن هذه الدنيا.
أخي الكريم، بر الوالدين من القضايا التي جاءت الشريعة بتقريرها تقريرًا واضحًا جليًّا بيِّنًا ببيان وجوب ذلك، وبيان فضل ذلك، وبيان عاقبة البر، وعوائده القريبة والبعيدة في الدنيا والآخرة، وبيان تحريم ما يُضاد ذلك من العقوق، سواء كان ذلك بالنصوص، أو بيان العقوبات المترتِّبة على العقوق.
والنصوص في هذا أكثر من أن تُحصى، ولهذا ما يتصل بالبر والعقوق من حيث ما يتعلق بحكم بر الوالدين، وحكم العقوق، لا خلاف بين العلماء في وجوب البر، وأنه من حقوق الوالدين على أولادهم، سواء كانوا مسلمين، أو كفَّارًا، وسواء كانوا أبرارًا أو فجَّارًا.
فالبر مما تواطأت عليه النصوص، فلا خلاف بين العلماء في هذا.
أيضًا لا خلاف بين العلماء في أن العقوق مُحرَّم، وأنه لا يجوز أن يعق أحدٌ والديه.
والبرُّ ليس مُقتصِرًا فقط على بر الأبِ والأم المباشرينِ، بل اتفق العلماء على أن بر الجد فرضٌ، فالحكم لا يقتصر فقط على بر الوالد المباشر، بل حتى الجد من جهة الأبِ، ومن جهة الأم، برهما واجب على حسب منزلتهما في البر؛ لأن البر مراتب ودرجات، لكن من حيث أصل الحكم بر الوالدين القريبين والبعيدين فرضٌ بالاتفاق، كما أن عقوق الوالدين القريبين والبعيدين مُحرَّم بالاتفاق، هذه قضية أساس وأصل حتى يُعرف منزلة هذا العمل فيما يتعلق بأحكام الشريعة، ومراتب الأعمال، ومنازل العمل في التكليف.
فيما يتعلق بالنصوص الواردة في شأن البر، النصوص الواردة في شأن البر في الكتاب، والسنة، وفي آثار سلف الأُمة من أظهر ما يكون في النصوص في بر الوالدين، ووجوب ذلك، وبيان فضيلة ذلك، ومنزِلة ذلك، وأيضًا ما يتعلق بمرتبته عند التزاحم مع غيره من الأعمال؛ يظهر جليًّا أن بر الوالدين من الأعمال المُقدَّمة، وقد قرَن الله تعالى حق الوالدين بحقه -جلّ وعلا- فقال -سبحانه وتعالى-: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ الإسراء: 23 ، وقال تعالى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ لقمان: 14 .
هذا يُبيِّن رفعة هذه المنزلة، وأن منزلة بر الوالدين رفيعة عالية، وأنها في المرتبة قرنها الله تعالى بحقه.
ولا غرو، ولا عجب، فإن الحقوق منظومة متكاملة مترابطة، فمن كان مؤديًا لحق الله -عز وجَّل- فإن ذلك يَستلزم أن يؤديَ حق الخلق، وأحقُّ الناس بأداء الحقوق وأوثق الحقوق حق الوالدين؛ فلهذا قرَن الله تعالى حقهما بحقه، ولذلك قال: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ الإسراء: 23 .
فحقوق الخلق وحقوق الخالق فيها ترابط، وثمة اقتران وثيق على وجه العموم، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ لَا يَشْكُرُ اللَّهَ».[سنن أبي داود:ح4811، وسنن الترمذي:ح1954، وقال:هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ] وبالتالي يتبين للإنسان أن البر بالوالدين من أوثق الحقوق التي ينبغي أن يبادر إليها أُولو الأبصار، أولو البصائر، أولو العقول، الذين يسعون في إصلاح أنفسهم، وطيب معاشهم وميعادهم، فإن البر عواقبه حميدة.
وقد جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلَّمَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إلى الله؟ قال: «الصَّلاةُ فِي وَقْتِهَا». وفي بعض الروايات: «الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا» قُلْتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قال: «بِرُّ الْوالِدَيْنِ». قُلْتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قال: «الجِهَادُ في سَبِيلِ الله».[صحيح البخاري:527]
فبيَّن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- المنزلة لهذا العمل، فبر الوالدين يلي في الفضيلة الصلاة، والمقصودُ بالعمل هنا العمل الفرض الواجب، وليس فقط العمل المُستحَب، وذلك تكميلًا لحق الله -عز وجلَّ- بأداء الصلاة على وقتها، وتكميلًا لحق الخلق ببر أوثق الخلق حقًّا عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «بِرُّ الْوالِدَيْنِ»، ثم بعد ذلك ذكر الذب عن الدين، والصيانة للأعراض والأموال بالجهاد في سبيل الله.
وقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن البر ينبغي أن يستشعر الإنسان فيه أنه لا يُكافئ والديه مهما أحسن إليهما، وذلك لعظيم حقهما، وقد جاء في الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ».[صحيح مسلم:ح1510/25] هذا الحديث يبيِّن لنا هذه المنزلة الرفيعة للبر، وأن البر مهما بلغ لا يُكافئ حق الوالد، ولن يكافئه إلا في هذه الصورة، التي هي من أندر الصور وقوعًا، ومن أبعدها حصولًا؛ لأن الفرع إذا كان حرًّا فالغالب أن الأصل كذلك، هذا الغالب، لكن هذا يُبيِّن أنه لا يملك الإنسان المكافأة إلا في مثل هذه الصورة التي هي من أندر الصور وقوعًا. «لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ» أي: على ما كان من إحسانه، وعلى ما له من حق «إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ».
وهذا لا يعني أنه إذا فعل هذا يكون قد أسقط كل الحقوق، وكل البر، لكن هذه المجازاة فيما يتعلق بالمكافأة على حقه، ولكن هذا لا يسقط حقه في بقية البر.
وكما ذكرت النصوص جاءت في بيان منزلة البر بالنظر إلى الأعمال الأخرى، مقارنة بها، وبيانًا لمكانة البر في سلسلة الأعمال؛ تقدّم حديث عبد الله بن مسعود.
وعند التزاحم ما في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مستأذِنًا في الجهاد سائلًا -النبي صلي الله عليه وسلم- أن يأذن له في الجهاد، فقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحَيٌّ وَالِداكَ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «فَفيهِمَا فَجَاهِدْ».[صحيح البخاري:ح3004]
هذا الحديث الشريف يبيِّن أن بر الوالدين في المنزلة أعلى من الجهاد غير المُتَعيَّن؛ لأن الجهاد هنا المسؤول عنه هو الجهاد غير المُتعين، فالجهاد منه ما هو مُتعين، وهذا لا يتوقف على إذن الوالدين، وهو من فرائض الوقت، الذي إذا وُجد مُوجبه بادر إليه، وأما المسئول عنه هنا فهو جهاد التطوع.
المعلق: نتواصل معكم مستمعينا الكرام في هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم "الدين والحياة"، وحديثنا مستمر عن بر الوالدين بعد الوفاة، هذا هو حديثنا، وهذا هو موضوعنا في هذه الحلقة، مستمعينا الكرام، نسعد دائمًا وأبدًا بتلقي مشاركاتكم واتصالاتكم على رقم 0126477117 و 0126493028، شاركونا أيضًا بإرسال الرسائل النصية عبر الواتساب على رقم 0500422121 ، وكذلك أيضًا عبر التغريد هاشتاج البرنامج الدين والحياة، وحساب الإذاعة على تويتر نداء الإسلام، أهلًا وسهلًا بكم مستمعينا الكرام.
شيخ خالد، في هذه المقدمة الجميلة التي طرحتموها في مطلع هذه الحلقة عن فضل بر الوالدين، وبعض النصوص الشرعية التي وردت في ذلك، لعله من المناسب أيضًا أن ننتقل إلى نقطة مهمة جدًّا، وهي في صُلب موضوعنا، في هذه الحلقة، عما يتعلق ببر الوالدين، هل هو مُقتصِر في حياة الوالدين؟ أو أنه مستمر بعد وفاتهما؟ وربما هناك أيضًا بعض النقاط المهمة التي يمكن أن تكون حول هذا البر، وأن مسألة تواصله، ومسألة أن يكون بعد الوفاة، هو أولى من أن يكون أيضًا، وأكثر أهمية وأولوية من أن يكون في حال حياتهما.
الشيخ: أخي الكريم، فيما يتعلق بموضوع البر زمانًا، البر: هو من الواجبات التي فرضها الله تعالى على الأولاد لوالديهم، على وجه الدوام، ليس مؤقتًا بوقت، ولا منوطًا بزمن، بل هو مستمر ممتد لا انقطاع له، ولذلك ما دام الإنسان قادرًا على بر والديه؛ فإنه يجب عليه ألا يبخس والديه حقهما في البر.
لكن هذا البر يتأكد في أحوال حاجة الوالدين؛ ولذلك قال الله -جلَّ وعلا- في آية بر الوالدين: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ الإسراء: 23 ، ثم قال: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ الإسراء: 23-24 .
فذكر هذه الحال في الآية الكريمة دليل على أن البر في مثل هذه الحال من آكد ما يكون استحضارًا؛ وذلك لوجود الحاجة التي تستوجب المبادرة إلى الإحسان، وبالتأكيد أن هذه الحالة -التي هي حال الضعف وحال الكبر- تستدعي أن يكون الإنسان مجتهدًا في تقديم كل ما يكون من أوجه الرحمة.
فالله -عز وجلَّ- قضى ببر الوالدين: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ الإسراء: 23 على وجه العموم، في كل الأحوال، لكن عندما يبلغ الوالد مبلغ الكبر ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا﴾ الإسراء: 23 إذا وصل إلى هذه السن التي تضعف فيه قواهما، ويحتاجان للطف والإحسان -ما هو معروف- فهنا يتأكد البر بقطع كل ما يمكن أن يكون سببًا للإزعاج، حتى لو كان بكلمة "أف" ﴿فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ﴾ الإسراء: 23 أي: اقطع عنهما كل أذى، فإن "أف" هي أدنى مراتب الأذى، نبه به على من سواه، والمعنى: لا تؤذ والديك بأي أذى، ثم نهى أيضًا عما هو أعلى من الـتأفف، مما يمكن أن يكون بغير لفظ، وهو النهر، والنهر قد يكون بالكلام الخشن، وقد يكون بالرد القاسي، وقد يكون بالإعراض، وإظهار التضجر حالًا ولو لم يتكلم به مقالًا.
قال: ﴿وَلا تَنْهَرْهُمَا﴾ الإسراء: 23 أي: لا تزجرهما، سواء كان الزجر مقاليًّا بالكلام الخشن القاسي، أو كان الزجر بالحال، بالإعراض والاستكبار، وما إلى ذلك.
﴿وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ الإسراء: 23 ، أكد القول الكريم في هذه الحال، حال الضعف، حال الكِبر؛ لأن القول مفتاح الإحسان، ما قال: واعمل لهما عملًا كريمًا، إنما بدأ بالقول؛ وذلك أن القول هو أدنى ما يكون من الإحسان، أي أيسر ما يكون من الإحسان أن تكون حسن اللفظ.
يعني الإحسان بالمال قد يصعب، الإحسان بالجاه قد يصعب، الإحسان بالبدن قد يصعب، أو يعجز عنه الإنسان؛ لعدم ماله، لعدم جاهه، لعدم صحته، لكن القول ما أحد يعجز عنه؛ ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»[صحيح البخاري:ح6023]، فلن يعجز أحد عن أن يقول قولًا حسنًا طيبًا؛ ولذلك قال الله تعالى: ﴿وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ الإسراء: 23 ، هذا وجه تخصيص الأمر بالقول الكريم، مع أن المأمور به كل أوجه الإحسان، لكن القول الكريم لا يعجز عنه إلا عاجز، فينبغي أن يتأدب مع والديه بحسن المنطق، وجميل اللفظ، وكريم القول؛ حتى يأتي بما يجب لوالديه من البر.
والله -عز وجلَّ- أمر وأكد البر، حتى مع قصور حال الوالد؛ لأن بعض الناس إذا كان الوالد على حال غير مرضية، إما نقص، أن يكون ناقصًا في دينه، بأن يكون مُفرطًا في السيئات، مسرفًا على نفسه بالخطايا، بل قد يكون كافرًا، أو أن يكون مثلًا الوالد مُقصرًا في حق ولده فيما يتعلق بالدنيا والرعاية والصيانة، والقيام على والده، فتجد بعض الناس يقابل هذا بأنه يقصر أيضًا "بما أن أبي قصَّر في تربيتي فأنا أيضًا أكافؤه بالتقصير" وهذا غلط؛ فإن الله تعالى قال: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ﴾ لقمان: 15 فينبغي للمؤمن أن يجدّ ويجتهد في بر والده في حال قصوره، أو تقصيره، وألا ينتظر من والده مكافأة على ذلك، ولا مجازاة على هذا الإحسان، فإنه يتقرب إلى الله -عز وجل- بذلك. هذا ما يتصل بالبر فيما يتعلق بمراحل الحياة.
إذًا عرفنا قبل قليل فيما يتعلق بأنه بر الوالدين يتأكد عندما يكون الوالد في حال ضعف، سواء كان الضعف ضعف كِبر، أو ضعف مرض، أو أي وجه من أوجه الضعف، يتأكد البر في هذه الحال، وأن البر أيضًا ينبغي أن يكون على وجه المبادرة، والابتداء للمكافأة، فإن البر حقٌّ للوالد على ولده، سواء كان طائعًا، أو كان عاصيًا، سواء كان مُحسنًا، أو كان مُقصرًا في تربية أولاده.
عندنا قضية أن البر أيضًا يتفاوت في منزلته بين الأب والأم، فحق الأم في البر أعظم من حق الأب، هذا لا يعني القصور في حق الأب، الله -عز وجل- قال: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ الإسراء: 23 ، وقال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ العنكبوت: 8 فالوصية بهما جميعًا، لكن معلوم أن الحقوق مراتب ودرجات، فالنبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ»[صحيح البخاري:ح5971]، فذكره بالمرتبة الرابعة، فالمقصود أن البر درجات ومراتب فيما يتعلق بالوالدين، كلاهما مُستحق للبر، إلا أن حق الأم في البر أعظم من حق الأب.
هذا البر ينتهي بحياة الإنسان؟
الجواب: لا، لكن قبل أن نصل إلى هذا.. كيف تبر والديك في الحياة؟
هل هناك عمل محدد لتحقيق البر بالوالدين؟
الجواب: البر هنا هو الإحسان، وكفُّ الأذى والإساءة؛ لأن الله -عز وجل- إنما ذكر الوصية بالوالدين، أو قضاء حق الوالدين في قوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ الإسراء: 23 ؛ قال جل وعلا: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ الإسراء: 24 فجمعت هذه الآية أصول البر في القول حسنًا، وأصول البر في القول عملًا.
فقوله تعالى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ﴾ الإسراء:24 وهذا عمل، وفي القول قال: ﴿فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ الإسراء: 23، فالبر يكون بالقول، ويكون بالفعل، لكن ليس ثمة صورة محددة لذلك، بل كل ما عدَّه الناس إحسانًا وبرًّا؛ كان مما ينبغي أن يبادر إليه الإنسان، إما وجوبًا إذا كان هذا في الحق الواجب، وإما ندبًا واستحبابًا.
وأيضًا ينبغي أن يُعلَم أنه من البر أن يقطع عن الوالدين كل مؤذٍ؛ فإن البر لا يتحقق فقط بالإحسان، بل لا بد من قطع المؤذيات، سواء المؤذيات القولية، أو العملية، ﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا﴾ الإسراء: 23 ، هذا تصوير إجمالي، أو بيان إجمالي لمعنى البر: وهو إيصال الإحسان إلى الوالدين، وكف الأذى عنهما والإيذاء.
المعلق: شيخ خالد، عندما تحدَّثنا عن بر الوالدين، وخاصة فيما يتعلق بعد الوفاة، بدأتم بذكر بعض الصور التي يتحقق بها هذا البر، ولعله من المناسب أيضًا أن نورد هذا الحديث الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل فقيل: يا رسولَ اللهِ، هَلْ بَقِيَ عَلَيَّ مِن بِرِّ أَبويَّ شيءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعدَ مَوْتِهِمَا؟ إلى آخر هذا الحديث[تقدم] إذا كان بالإمكان توضيح لبعض هذه الصور التي يمكن أن يتحقق بها هذا البر بعد الوفاة بشكل مُختصَر، حتى نأتي على أسئلة المستمعين التي بعثوا بها عبر الواتساب.
الشيخ: فيما يتعلق بالبر بعد الموت، أقول: يا إخواني ويا أخواتي، نحن يجب أن نعتني ببرهما حال الحياة؛ لأنه أعظم أجرًا، حيث إنه يحصل به من إدخال السرور.. الظاهر الذي يبدو فيما يظهر لي أكبر مما يكون بعد الموت، وإن كان بعد الموت يصلهم من الأجر والثواب بذلك ما يكون سارًّا لهما، لكن بعض الناس يفرط ويقصر في حقهما في الحياة، ويقول: أبر بعد الموت. لا تؤجل بر والديك ولا لحظة، وبادر إلى برهما في حياتهما؛ فإن لكل زمان حقًّا، ولكل وقت وظيفة؛ فينبغي ألا يؤجل الإنسان البر إلى ما بعد الوفاة.
فيما يتعلق بامتداد البر بعد الموت هل يمتد؟ الجواب نبوي، ففي هذا الحديث الشريف، وهو في المُسند والسنن، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن بر الوالدين بعد موتهما:" يا رسول الله، هَلْ بَقِيَ عَلَيَّ مِنْ بِرِّ أَبويَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعدَ مَوْتِهِمَا؟ فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «نَعَمْ». إذن الإجابة بنعم معناه أن هناك ما يبر به الإنسان والديه بعد موتهما.
عد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة أشياء هي من أوجه البر للوالدين بعد موتهما:
«الصلاة عليهما»: والمقصود بالصلاة هنا الدعاء، سواء كان ذلك في صلاة الجنازة، الدعاء لهما عند القبر حال دفنهما، أو الدعاء لهما في الصلوات، وعند ذكرهما، وفي المناسبات، وأيضًا عند زيارة قبرهما بعد موتهما، كل هذا يدخل في الصلاة عليهما.
وهكذا الاستغفار لهما؛ فإنه قال: «وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا»، وهذا تخصيص للدعاء، وهو سؤال الله -عز وجلَّ- المغفرة، وهذا من باب عطف الخاص على العام، ببيان أن من أعظم ما يبر به الإنسان والده بعد الموت؛ أن يدعوَ له بالمغفرة؛ فإن الإنسان أحوج ما يكون إلى المغفرة بعد موته؛ فلذلك ذكرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على وجه الخصوص بعد العموم.
قال: «إِنْفَاذ عهدِهما»: إنفاذ عهدهما من بعدهما المقصود به: إذا تركا وصية، أو كان هناك ما عهِدا به إلى الإنسان مما يمكنه فعله؛ فإنه من البر، سواء هذه الوصية في التركة، بأن كانا قد تركا مالًا، وهذا آكد ما يكون من البر، أن تُنفَذ وصيتهما في مالهما إذا لم تكن وصيةً مُحرَّمةً، وكذلك إذا أوصيا بشيء بعد موتهما، وليس لهما تركة، بمعنى أن الوالد قال لولده: يا ولدي، افعل كذا بعد موتي من بر، كأن يقول له: ضحِّ عني مثلًا، أو صِل الشخص الفلاني بإحسان، أو ما إلى ذلك؛ فهذا من إنفاذ عهدهما، فعهدهما هنا يشمل الوصية في مالهما، والوصية العامة التي يقدر الإنسان عليها، سواء كانت الوصية في مال، أو في عمل أو غير ذلك.
قال: «وإكرام صديقهما» هذه الخصلة الرابعة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا كان لوالدك أو لوالدتك أصدقاء على وجهك، أي فيه قرب، أو حتى الصداقة الثابتة.. اليوم كل أحد صديق الثاني، لكن أقصد الصداقة التي يكون فيها صلة بين الأطراف، فهنا ينبغي الإكرام، والإكرام هنا يتفاوت بالنظر إلى درجة الصداقة، فكلما كانت الصداقة أعمق، كان الحق في الإكرام أكبر.
الخصلة الخامسة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: «صلة الرحم التي لا تُوصل إلا بهما». ومعنى هذا أن يجدَّ في صلة رحمه التي من جهة أبيه، ومن جهة أمه؛ زيارة أخواله وخالاته في حق الأم، وأجداده وجداته من جهة أمه، وكذلك صلة أعمامه وعماته وأجداده من جهة أبيه، وهذا معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: «صلة الرحم التي لا تُوصل إلا بهما».
هذه الخصال الخمسة التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- ضمن هذا الحديث، حديث أبي أسيد الساعدي -رضي الله تعالى عنه- مما ينبغي استحضارها.
«هَلْ بَقِيَ مِن بِرِّ أَبويَّ شيءٌ بعدَ مَوْتِهِمَا؟» أعدهم:
•الصلاة عليهما، بمعنى الدعاء لهما.
•الاستغفار لهما.
•إنفاذ عهدهما.
•إكرام صديقهما.
•صلة الرحم التي لا تُوصل إلا بهما.
المعلق: سؤال المتصل: من فرّط في بر أبويه، كيف يمكن أن يستدرك هذا الأمر بعد الوفاة؟ خاصة إذا تُوفيا وهما غير راضيين عنه.
الشيخ: بعض الناس يحصل منه هذا، ثم يقتصر حاله على الندم والتحسُّر على ما فات، وهذا بالتأكيد إيجابي، الندم على الذنب توبة، فـ«النَّدَمُ تَوبَةٌ»[سنن ابن ماجه:ح4252، ومسند أحمد:ح3568، وصححه الحاكم في المستدرك:ح7613] كما جاء في الحديث بإسناد لا بأس به، لكن لا يقتصر على هذا؛ فإن ثمة من أوجه البر ما يمكن أن يعوض، وهي الأوجه التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، من الدعاء والاستغفار لهما، من إكرام صديقهما، من صلة الرحم التي لا تُوصل إلا بهما، إنفاذ عهدهما، وكذلك ما يمكن أن يكون من قضاء الحقوق التي في ذمتهما، إن كان فيه حقوق في ذممهما، ولا تغطيها التركة، كل هذا مما يكون من الصلة والإحسان بعد موت الوالد.
المعلق: سؤال من متصل يقول: السلام عليكم ورحمة الله، أنا سوداني، أمي تُوفيت -رحمها الله- وأنا مغترب، كيف أصل رحمها وقد تركتني أمي وعمري سنتين، أعرف بعض خالاتي، وكيف يكون وصلهن؟ أفيدوني، وهل أسجل لها زيارة لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
الشيخ: على كل حال زيارة النبي صلى الله عليه وسلم أولًا ليس ثمة زيارة للقبر، إنما الزيارة بشد الرحل، إنما الزيارة لمن جاء ليزور. فصلة رحمك لأمك بصلة قرابتها، بالاتصال بخالاتك، الإهداء إليهن، تفقّد أحوالهن، حسن الصلة معهن، هذا كله من صلة أمك من جهة أرحامها، أما العمل الصالح فاحرص أولًا على العمل الصالح الثابت، إذا كنت تريد أن تهديَ أمك عملًا صالحًا من حج، أو عمرة، أو نحو ذلك، أما ما ليس بعمل صالح في الأصل فإنه لا يُهدى للوالد.
وينبغي أيضًا أن يجتهد في الدعاء لهما؛ فإنه أنفع ما يكون من العمل؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاث: صَدَقَة جَارِيَة، وعِلْم يُنْتَفَعُ بِهِ، ووَلَد صَالِح يَدْعُو لَهُ»[صحيح مسلم:ح1631/14] فالدعاء للوالدين من أفضل ما يوصل لهما، وقد ذكرهم النبي أول ما ذكر في برهما بعد موتهما. قَالَ: «نَعَمْ، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِن بعدِهما، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لا تُوصَلُ إلا بهما، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا».
المتصل: السلام عليكم، لي تعليق للشيخ، فقدنا الوالد -الله يغفر له ويرحمه- كنا صغارا، لم نعش البر معه حقيقة -الحمد لله على كل حال- لكن أدركنا الوالدة، وحصل من البر مع التقصير الموجود، ولكن شيخ خالد، ما وُفقنا لأمر معين في الدنيا الآن بشيء شخصي، فأي شيء تذكَّرنا الوالدة مباشرة، وذلك في بركات دعواتها لنا، فلذلك يا شيخ من سنوات طويلة فقدنا الوالدة وفي حضني أنا، يعني نادتني باسمي: تعال يا ولدي، وكانت صحيحة ما فيها شيء؛ توفيت -رحمها الله- ولقنتها الشهادة، وهي ليست مريضة، فلما اختارتني أنا فالحمل أصبح يعني.. ولكن يا شيخ أريد أن تعلق على هذه الجزئية؛ كنت أراها في المنام بشكل شبه يومي، وهي -الحمد لله- مسرورة، وتتكلم، ولكن يا شيخ انقطعت الرؤية، وكنت أحزن عندما أتذكرها، وهي ماتت منذ 15 عامًا وكأني فقدتها أمس.
الشيخ: جزاه الله خيرًا أخي الكريم، هذا نموذج من نماذج البر الشاهد الحي، ونحن نعجب أن يوجد مثل هذه الصور التي قد يتخيل الإنسان أنه لا وجود لها، ابن يبكي أمه بعد خمسة عشر عامًا، لا شك أن هذا من الوفاء، ويتمنى رؤيتها، ويحزن أنه كان يراها في المنام، والآن انقطعت رؤيتها، أسأل الله أن يقر عينه بصلاح نفسه، واستقامة حاله، وإنزال السكينة عليه، وأن يجمع بينها وبينه وبين أحبابهما في جنة عدن في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
المعلق: سؤال من متصل: هل زيارة قبر الوالدين يدخل في برهما؟
الشيخ: نعم، هو من برهما إذا كان هذا ممكنًا دون شد رحل، كأن يكون في البلد مثلًا ويذهب إلى قبر أبيه، أو أمه، ويسلم عليه، ويدعو له، هذا من أوجه البر، وهو داخل في عموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا»، وإن كانت الصلاة عليهما تكون عند قبرهما، ودون الذهاب إلى قبرهما، لكن لما يذهب أكيد أن ذلك نوع من البر، وقد جاء في الحديث بإسناد لا بأس به عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ الرَّجُلِ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلَّا رَدَّ اللهُ عَلَيْهِ رُوحَهُ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ».[أخرجه تمام في فوائده:ح139، وضعفه الألباني في الضعيفة:ح5208] وهذا فيمن يعرفه معرفةً على وجه العموم، فكيف إذا كان أبًا، أو أمًّا، أو أخًا، أو نحو ذلك.
أسأل الله أن يغفر لموتانا وموتى المسلمين، وأن يعيننا على القيام بحقه، وأن يحسن لنا العاقبة والخاتمة.
المعلق: أحسن الله إليكم، وشكر الله لكم، وبارك الله فيكم، وفي علمكم، وشكر لكم ما تفضلتم به في هذه الحلقة فضيلة الشيخ في هذا الموضوع المهم عن بر الوالدين، وأسأله -سبحانه وتعالى- أن يجعلنا وإياكم، وكل المستمعين، من البارين بوالديهم، وممن يجمعهم ربهم -سبحانه وتعالى- بوالديهم في جنات عدن، إنه ولي ذلك والقادر عليه، شكرًا لكم فضيلة الشيخ.
الشيخ: بارك الله فيكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.